قال سلمة بن الخرشب الأنماري:
إذا ما غَدَوْتُم عامِدِينَ لأَرضِنا = بَنِي عَامرٍ فاستظهِرُوا بالمَرائِرِ
فإِنَّ بَنِي ذُبْيَانَ حيثُ عَهِدْتُمُ = بِجِزْعِ البَتِيلِ بينَ بادٍ وحاضرِ
يَسُدُّونَ أَبوابَ القِبابِ بِضُمَّرٍ = إِلى عُنَنٍ مُسْتَوْثِقاتِ الأَواصِرِ
وأَمْسَوْا حِلاَلاً ما يُفَرَّقُ بينَهم = علي كلِّ ماءٍ بينَ فَيْدَ وسَاجِرِ
وأَصْعَدَتِ الحُطَّابُ حتَّى تَقارَبُوا = على خُشُبِ الطَّرْفَاءِ فوقَ العَوَاقِرِ
نَجوتَ بنَصْلِ السيفِ لا غِمْدَ فَوقَه = وسَرْجٍ على ظَهْرِ الرِّحالةِ قاتِرِ
فأَثْنِ عليها بالذى هيَ أَهلُهُ = ولاَ تكْفُرَنْها، لا فَلاَحَ لِكافِرِ
فلو أَنها تَجْرِي على الأَرضِ أُدْرِكَتْ = ولكنَّها تَهْفُو بِتمْثَالِ طائِرِ
خُدَارِيَّةٍ فَتْخَاءَ أَلْثَقَ رِيشَها = سحابةُ يومٍ ذي أَهاضِيبَ مَاطِرِ
فِدىً لأَبِي أَسماءَ كلُّ مُقَصِّرٍ = مِنَ القوم مِن ساعٍ بِوتْرٍ ووَاتِرِ
بَذَلْتَ المَخَاضَ الْبُزْلَ ثُمَّ عِشَارَهَا = ولم تَنْهَ منها عن صَفُوفٍ مُظائِرِ
مقرن أفراس له برواحل = فغاولنهم مستقبلات الهواجر
فأَدْرَكَهم شَرْقَ المَرَوْرَاةِ مَقْصَراً = بقيَّةُ نسلٍ من بنَاتِ القُرَاقِرِ
فلم تَنْجُ إِلاَّ كل خَوْصاءَ تَدَّعِي = بِذِى شُرُفاتٍ كالفَنِيقِ المُخاطِرِ
وإِنكَ يا عَامِ ابنَ فارِس قُرْزُلٍ = مُعِيدٌ عَلَى قِيلِ الْخَنا والهَواجِرِ
هَرَقْنَ بِسَاحُوقٍ جِفاناً كثيرةً = وأَدَّيْنَ أُخرَى مِن حقِينِ وحازِرِ