قال الجميح
أَمْسَتْ أُمامةُ صَمْتاً ما تُكلِّمنا = مجنونةٌ أَم أَحَسَّتْ أَهلَ خَرُّوبِ
مَرَّتْ براكبِ مَلْهُوزٍ فَقال لها: = ضُرِّي الجُميْحَ ومُسِّيهِ بتعذيبِ
ولو أَصابتْ لقالتْ، وهي صادقةٌ = إِنَّ الرِّياضةَ لا تُنْصِبْك لِلشِّيبِ
يأَبَى الذَّكاءُ ويأَبَى أَنَّ شَيخَكُمُ = لَن يعطِيَ الآنَ عن ضربٍ وتأْديبِ
أَمَّا إِذا حَرَدَتْ حَرْدِي فَمُجْرَيَةٌ = جرْدَاءُ تَمْنَعُ غِيلاً غيرَ مَقْرُوبِ
وإِنَّ يكُنْ حادثٌ يُخْشَى فذُو عِلَقٍ = تَظلُّ تَزْبُرُهُ مِن خَشْيَةِ الذِّيبِ
فإِن يَكُنْ أَهلُها حَلُّوا على قِضَّةٍ = فإِنَّ أَهلِي الأُولَى حَلُّوا بمَلْحُوبِ
لمَّا رأَتْ إِبلي قَلَّتْ حَلُوبَتُها = وكلُّ عامٍ عليها عامُ تجنيبِ
أَبقَى الحوادثُ منها وهْي تَتْبعها = والحقُّ صِرْمَةَ راعٍ غيرِ مغلوبِ
كأَنَّ راعِيَنَا يَحْدُو بها حُمُراً = بَيْنَ الأبارِقِ مِن مَّكْرَانَ فاللُّوبِ
فإِنْ تَقَرِّي بِنَا عَيْناً وتَخْتَفِضِي = فِينَا وتَنتظري كَرِّي وتَغْرِيبِي
فَاقْنَيْ لعلَّكِ أَنْ تَحْظَيْ وَتحْتَلِبِي = في سَحْبَلٍ مِن مُّسُوكِ الضَّأْنِ مُنْجوبِ