البابُ الأوَّلُ: في الخبرِ والإنشاءِ
قال المؤلفون: (كلُّ كلامٍ فهوَ إمَّا خبرٌ أوْ إِنشاءٌ.
والخبرُ ما يَصِحُّ أنْ يُقالَ لقائلِه: إنَّهُ صادقٌ فيهِ أوْ كاذِبٌ، كـ (سافرَ محمَّدٌ) و(عليٌّ مُقِيمٌ).
والإنشاءُ ما لا يَصِحُّ أنْ يُقالَ لقائلِه ذلكَ، كـ (سافِرْ يا محمَّدٌ)، و(أَقِمْ يا عليٌّ).
والمرادُ بصِدْقِ الخبَرِ مطابقتُه للواقعِ، وبكذِبِه عدمُ مطابقتِه له.
فجملةُ: (عليٌّ مقيمٌ)، إنْ كانت النِّسبةُ المفهومةُ منها مطابِقةً لما في الخارجِ فصِدْقٌ، وإلاَّ فكَذِبٌ.
ولكلِّ جملةٍ رُكنانِ: محكومٌ عليه، ومحكومٌ به.
ويُسمَّى الأوَّلُ مسْنَدًا إليه، كالفاعلِ ونائبِه، والمبتدأِ الذي لهُ خَبَرٌ. ويُسمَّى الثاني مُسْنَدًا، كالفعْلِ والمبتدأِ المكتفي بمرفوعِه).( دروس البلاغة)