باب الزاي
قال أبو عبد الله الحسين بن محمد الدامغاني (ت: 478هـ) : (باب الزاي
الزبر – الزوج – الزخرف – الزكاة – الزينة – الزيادة – الزيغ – الزوال
تفسير (الزبر) على خمسة أوجه:
حديث الأولين – وكتب الأولين – واللوح المحفوظ – والقطع الكبار – وزبور داود
فوجه منها: الزبر: حديث الأولين وأمرهم الذي كان في الكتب، قوله تعالى في سورة آل عمران {بالبينات والزبر} يعني: حديث الماضين, نظيرها في سورة الملائكة 25، وفي سورة النحل 44.
والوجه الثاني: الزبر يعني: الكتب، كقوله تعالى في سورة الشعراء {وإنه لفي زبر الأولين} يعني: لفي كتب الأولين, وكقوله تعالى في سورة الأنبياء: {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر} يعني: كتب الأولين.
والوجه الثالث: الزبر يعني: اللوح المحفوظ، قوله تعالى في سورة الساعة {وكل شيء فعلوه في الزبر} يعني: في اللوح المحفوظ.
والوجه الرابع: الزبر يعني: القطع الكبار، قوله تعالى في سورة الكهف {آتوني زبر الحديد}، وكقوله تعالى في سورة المؤمنون {فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا} يعني: قطعا.
والوجه الخامس: الزبور يعني: زبور داود، قوله تعالى في سورة النساء {وآتينا داود زبورا} يعني: كتاب داود, نظيرها في سورة بني إسرائيل.
تفسير (الأزواج) على ثلاثة أوجه:
الحلائل – الأصناف – القرناء
فوجه منها: الأزواج يعني: الحلائل, قوله تعالى في سورة البقرة {ولهم فيها أزواج مطهرة} يعني: الحلائل, وكذلك في سورة آل عمران 15، وقال في سورة النساء {ولكم نصف ما ترك أزواجكم} يعني: امرأة الرجل.
والوجه الثاني: الأزواج: الأصناف، قوله تعالى في سورة الشعراء {أولم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم} يعني: من كل صنف من النبت حسن, وقال تعالى في سورة يس {سبحان الذي خلق الأزواج كلها} يعني: الأصناف, وقال تعالى في سورة الأنعام {ثمانية أزواج} يعني: ثمانية أصناف، وقال تعالى في سورة هود {قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين} يعني: من كل صنفين، وقال تعالى في سورة الرعد {جعل فيها زوجين اثنين}.
والوجه الثالث: الأزواج: القرناء، قوله تعالى في سورة الصافات {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم} يعني: وقرناءهم من الشياطين، وقوله تعالى في إذا الشمس كورت: {وإذا النفوس زوجت} يعني: قرنت نفوس الكفار بالشياطين, ونفوس المؤمنين بالحور العين.
تفسير (الزخرف) على ثلاثة أوجه:
الذهب – والحسن – والتزيين
فوجه منها: الزخرف: الذهب، قوله تعالى في سورة حم الزخرف {وزخرفا} يعني: الذهب, وكقوله تعالى في سورة بني إسرائيل {أو يكون لك بيت من زخرف} يعني: من ذهب.
والوجه الثاني: الزخرف يعني: الحسن، قوله تعالى في سورة يونس {حتى إذا أخذت الأرض زخرفها} يعني: حسنها.
والوجه الثالث: الزخرف يعني: التزيين, قوله تعالى في سورة الأنعام {زخرف القول غرورا} يعني: تزيين القول يغرون به الكفار.
تفسير (الزكاة) على سبعة أوجه:
قول لا إله إلا الله – الزكاة بعينها – أصلح – صدقة الفطر – يبرئون – الحلال – الصدقة
فوجه منها: الزكاة يعني: قول لا إله إلا الله محمد رسول الله, فذلك قوله تعالى في سورة حم السجدة {وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة} يعني: لا يقولون: لا إله إلا الله محمد رسول الله، وكقوله تعالى في سورة عبس {وما عليك ألا يزكى} أي: لا يوجد.
والوجه الثاني: الزكاة يعني: الزكاة المفروضة، قوله تعالى في سورة البقرة {وآتوا الزكاة}، مثلها في سورة النساء {والمؤتون الزكاة} يعني: المفروضة، ونحوه.
والوجه الثالث: تزكى أي: أصلح, قوله تعالى في سورة فاطر {ومن تزكى} يعني: أصلح {فإنما يتزكى لنفسه}، وكقوله تعالى في سورة التوبة {وتزكيهم بها} أي: تصلحهم بها.
والوجه الرابع: تزكى أي: تصدق صدقة الفطر, قوله تعالى في سورة الأعلى {قد أفلح من تزكى} أي: من تصدق صدقة الفطر.
والوجه الخامس: يزكون أي يبرئون، كقوله تعالى في سورة النساء {ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم}، مثلها {ولا يزكيهم} البقرة 174، وآل عمران 77.
أي: ولا يبرئهم، مثلها في سورة الكهف {زكية} بريئة {بغير نفس}.
والوجه السادس: أزكى: أحل، قوله تعالى في سورة الكهف {فلينظر أيها أزكى طعاما} أي: أحل طعاما وألطف.
والوجه السابع: الزكاة: الصدقة, قوله تعالى في سورة مريم {وحنانا من لدنا وزكاة} أي: صدقة تصدق به على أبويه.
تفسير (الزينة) على سبعة أوجه:
الحسن – الحلي – الزهر – المنظر الحسن – التلون – الكواكب – لبس الثياب
فوجه منها: الزينة: الحسن، فذلك قوله تعالى في سورة البقرة {زين للذين كفروا الحياة الدنيا} يعني: حسن، كقوله تعالى في سورة الأنعام {كذلك زينا} أي: حسنا, وكقوله تعالى في سورة آل عمران {زين للناس} حسن للناس {حب الشهوات} ونحوه.
والوجه الثاني: الزينة: الحلي، قوله تعالى في سورة طه {ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم} يعني: من حلي القوم.
والوجه الثالث: الزينة: الزهرة، قوله تعالى في سورة يونس {وقال موسى ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة} أي: زهرة, وكقوله تعالى في سورة الكهف {المال والبنون زينة الحياة الدنيا} أي: زهرة الحياة الدنيا, وكقوله تعالى في سورة القصص {وزينتها وما عند الله خير وأبقى}.
والوجه الرابع: الزينة: المنظر الحسن: الدواب، والغلمان، والجواري، قوله تعالى {فخرج على قومه في زينته} أي: في غلمانه، وجواريه, وخيله, وكقوله تعالى في سورة النحل {ليركبوها زينة}.
والوجه الخامس: وازينت يعني: وتلونت الأحمر والأصفر والأخضر, فذلك قوله في سورة يونس {حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت} يعني: بالأحمر والأصفر والأخضر تلونت.
والوجه السادس: الزينة: الكواكب والنجوم، قوله تعالى في سورة الصافات {إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب}، مثلها في سورة الحج، وكذلك قوله تعالى في سورة الملك {ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح}.
والوجه السابع: الزينة: لبس الثياب وستر العورة، قوله تعالى في سورة الأعراف {خذوا زينتكم عند كل مسجد} يعني: ستر العورة, ويقال: المشط.
تفسير (الزيادة) على وجهين:
الزيادة على الشيء من جنسه – النظر إلى الله سبحانه
فوجه منهما: الزيادة على الشيء من جنسه, قوله تعالى {ويزدكم قوة إلى قوتكم}، وكقوله تعالى في سورة مريم {ويزيد الله الذين اهتدوا هدى}، وكقوله تعالى في سورة الكهف {وزدناهم هدى}، ونحوه كثير.
والوجه الثاني: الزيادة: هو النظر إلى الله تعالى في قوله في سورة يونس {الذين أحسنوا الحسنى وزيادة} يعني: النظر, وكقوله تعالى في سورة ق: {لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد} يعني: النظر.
تفسير (الزيغ) على وجهين:
الميل – الضلال
فوجه منهما: الزيغ: الميل، قوله تعالى في سورة آل عمران {ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا} وكقوله تعالى في سورة التوبة {من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم} أي: يميل.
والوجه الثاني: الزيغ: الضلال، قوله تعالى {فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم} يعني: أضل قلوبهم.
تفسير (الزوال) على ستة أوجه:
كنتم كذلك – السقوط – الميل – الخروج – الانقطاع – خر
فوجه منها: فمازلتم يعني: طالما كنتم كذلك، قوله تعالى في سورة حم المؤمن {فما زلتم في شك} يعني: طالما كنتم في شك, نظيرها في سورة الأنبياء {فما زالت تلك دعواهم} يعني: طالما كان هذا قولهم.
والوجه الثاني: الزوال: هو السقوط عن المكان,قوله تعالى في سورة فاطر {إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا} يعني: أن تسقطا عن أماكنها, لئلا يسقطا {ولئن زالتا...} يعني: سقطتا عن أما كنها.
والوجه الثالث: الزلل: الميل، قوله تعالى في سورة البقرة {فإن زللتم من بعد ما جاءكم البينات} يعني: فإن ملتم عن شرائع دين محمد صلى الله عليه وسلم.
والوجه الرابع: الخروج من الطاعة,قوله تعالى {فتزل قدم بعد ثبوتها} يعني: فيخرجون عن طاعة الله عز وجل كما تزل القدم عن موضعها.
والوجه الخامس: الزوال: الانقطاع، قوله تعالى في سورة إبراهيم {أولم تكونوا أقسمتم من قبل} هذا في الدنيا {ما لكم من زوال}: انقطاع من الدنيا ولا بعث.
والوجه السادس: زال يعني: خر, قوله تعالى في سورة إبراهيم {وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال} يعني: تخر منه الجبال). [الوجوه والنظائر: 247-254]