دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > جامع متون الأحاديث > جامع الأصول من أحاديث الرسول

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23 جمادى الأولى 1431هـ/6-05-2010م, 12:07 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي كتاب الفتن (1)

الكتاب الثالث: في الفتن والأهواء والاختلاف
الفصل الأول: في الوصية عند وقوع الفتن وحدوثها
7453 - (د ت) أبو أمامة الشعباني: قال: سألت أبا ثعلبة الخشنيّ -رضي الله عنه- قال: قلت: «يا أبا ثعلبة، كيف تقول في هذه الآية: {عليكم أنفسكم}؟ [المائدة: 105] قال: أما والله لقد سألت عنها خبيرا، سألت عنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: ائتمروا بالمعروف، وانتهوا عن المنكر، حتى إذا رأيتم شحا مطاعا، وهوى متّبعا، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كلّ ذي رأي برأيه، فعليك بنفسك، ودع عنك العوامّ، فإن من ورائكم أيام الصّبر، الصّبر فيهنّ مثل القبض على الجمر، للعامل فيهنّ مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم» أخرجه الترمذي وأبو داود، وزاد أبو داود في حديثه: «قيل: يا رسول الله، أجر خمسين رجلا منّا، أو منهم؟ قال: بل أجر خمسين رجلا منكم».

[شرح الغريب]
الشح: البخل الشديد، وطاعته: أن يتبع الإنسان هوى نفسه لبخله، وينقاد له.
دنيا مؤثرة: أي محبوبة مشتهاة.

7454 - (ت) أبو هريرة- رضي الله عنه-: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إنّكم في زمان من ترك فيه عشر ما أمر به هلك، ثم يأتي زمان من عمل فيه بعشر ما أمر به نجا، وإنّ من ورائكم أيام الصبر، الصّبر فيهنّ كالقبض على الجمر، وإنّ العبادة في الهرج كهجرة إلي». أخرجه الترمذي، إلى قوله: «نجا».
7455 - (ت) أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يأتي على الناس زمان، الصابر فيه على دينه، كالقابض على الجمر». أخرجه الترمذي.
7456 - (خ) واقد بن محمد -رحمه الله- عن أبيه عن ابن عمر - أو ابن عمرو- قال: «شبّك النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أصابعه، وقال: كيف أنت يا عبد الله بن عمرو إذا بقيت في حثالة قد مرجت عهودهم وأماناتهم، واختلفوا فصاروا هكذا، قال: فكيف [أصنع] يا رسول الله؟ قال: تأخذ ما تعرف، وتدع ما تنكر، وتقبل على خاصتك، وتدعهم وعوامّهم» وفي حديث عاصم بن محمد بن زيد قال: سمعت هذا من أبي، فلم أحفظه، فقوّمه لي واقد عن أبيه، قال: سمعت أبي وهو يقول: قال عبد الله: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يا عبد الله بن عمرو، كيف أنت إذا بقيت...» وذكر الحديث. أخرجه البخاري.
قال الحميدي: وليس هذا الحديث في أكثر النسخ، وإنما حكى أبو مسعود: أنه رآه في كتاب ابن رميح عن الفربري، وحماد بن شاكر عن البخاري.
وفي رواية أوردها رزين: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «كيف بكم وبزمان تغربل الناس في غربلة، ثم تبقى حثالة من الناس قد مرجت عهودهم وأماناتهم، واختلفوا هكذا - وشبك بين أصابعه - قالوا: كيف بنا يا رسول الله؟ قال: تأخذون ما تعرفون، وتذرون ما تنكرون، وتقبلون على أمر خاصّتكم، وتذرون أمر عامّتكم».
وفي أخرى ذكرها أيضا قال: «بينما نحن جلوس عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إذ ذكر الفتنة فقال: إذا رأيتم الناس مرجت عهودهم، وخفّت أماناتهم، وكانوا هكذا - وشبّك بين أصابه 0- قال ابن عمرو: فقمت إليه، ققلت: كيف أفعل عند ذلك، جعلني الله فداك؟ قال: الزم بيتك، واملك عليك لسانك، وخذ ما تعرف، ودع ما تنكر، وعليك بأمر خاصّة نفسك، ودع عنك أمر العامة».

[شرح الغريب]
حثالة: الحثالة ما يسقط من قشر الشعير والأرز والتمر، وكل ذي قشر إذا نقي، وحثالة الدهن: ثفله، وكأنه الرديء من كل شيء.
المرج: الاختلاط والاختلاف، مرجت عهودهم: إذا اختلفت.
غربلة الناس: إماتة الأخيار، وبقاء الأشرار، كما ينقي الغربال من حثالة مايغربله ورديئه.

7457 - (د) أبو ذر الغفاري- رضي الله عنه-: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يا أبا ذرّ، قلت: لبّيك يا رسول الله وسعديك...» فذكر الحديث. كذا قال أبو داود، ولم يذكر لفظه، وقال فيه: «كيف أنت إذا أصاب الناس موت يكون البيت [فيه] بالوصيف؟ قلت: الله ورسوله أعلم - أو قال: ما خار الله لي ورسوله - قال: عليك بالصبر - أو قال: تصبر - ثم قال لي: يا أبا ذرّ، قلت: لبيك وسعديك، قال: كيف أنت إذا رأيت أحجار الزيت قد غرقت بالدّم؟ قلت: ما خار الله لي ورسوله، قال: عليك بمن أنت منه، قلت: يا رسول الله: أفلا آخذ سيفي فأضعه على عاتقي؟ قال: شاركت القوم إذا، قلت: فما تأمرني؟ قال: تلزم بيتك قلت: فإن دخل على بيتي؟ قال: إن خشيت أن يبهرك شعاع السيف، فألق ثوبك على وجهك، يبوء بإثمك وإثمه» أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
البيت: أراد بالبيت هاهنا: القبر.
والوصيف: العبد: والوصيفة الأمة، والمعنى أن الفتن تكثر، فتكثر القتلى، حتى إنه ليشترى موضع قبر يدفن فيه الميت بعبد، من ضيق المكان عنهم، مبالغة في كثرة وقوع الفتن، أو أنه لاشتغال بعضهم ببعض وبما حدث من الفتن لا يوجد من يحفر قبر ميت ويدفنه، إلا أن يعطي وصيفا أو قيمته.
يبهرك: ضوء باهر: يغلب عينك ويغشى بصرها.
يبوء: باء بالإثم يبوء: إذا رجع به حاملا له.

7458 - (د) أبوذر الغفاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «كيف أنتم وأئمة من بعدي يستأثرون بهذا الفيء؟ قلت: أما والذي بعثك بالحق، أضع سيفي على عاتقي، ثم أضرب به حتى ألقاك، أو ألحقك قال: أولا أدلّك على خير من ذلك؟ تصبر حتى تلقاني» أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
الفيء: ما يحصل للمسلمين من أموال الكفار وأملاكهم عن غير قتال ولا حرب، والاستئثار: الانفراد بالشيء، والتخصص به.

7459 - (ت) عديسة بنت أهبان بن صيفي الغفاري: قالت: «جاء عليّ إلى أبي، فدعاه إلى الخروج معه، فقال له: إن خليلي وابن عمك عهد إليّ، إذا اختلف الناس: أن أتّخذ سيفا من خشب، فقد اتخذته، فإن شئت خرجت به معك، فتركه» أخرجه الترمذي.
7460 - (دث) أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال في الفتنة «كسّروا فيها قسيّكم، وقطّعوا فيها أوتاركم، والزموا فيها أجواف بيوتكم، وكونوا كابن آدم» أخرجه الترمذي، وأخرجه أبو داود بزيادة في أوله، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن بين يدي الساعة فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمنا، ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا، القاعد فيها خير من القائم، والماشي فيها خير من الساعى، فكسّروا قسيّكم، وقطّعوا أوتاركم، واضربوا سيوفكم بالحجارة، فإن دخل على أحد منكم فليكن كخير ابني آدم» وأخرجه أبو داود أيضا إلى قوله: «خير من السّاعي، قالوا: فما تأمرنا؟ قال: كونوا أحلاس بيوتكم».
[شرح الغريب]
قطع الليل: طائفة منه، وجمعها: قطع، أراد: فتنة مظلمة سوداء، تعظيما لشأنها.
كابن آدم: أراد بقوله: كابن آدم، وقوله: كخير ابني آدم هو ابن آدم لصلبه هابيل الذي قتله أخوه قابيل، وما قال الله تعالى في أمرهما: {لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك} [المائدة: 28] وقوله: {إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار} [المائدة: 29].
أحلاس بيوتكم: فلان حلس بيته: إذا لزمه لا يفارقه، مأخوذ من الحلس، وهو الكساء الذي يكون على ظهر البعير.

7461 - (خ م) أبو هريرة رضي الله عنه: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ستكون فتن، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من السّاعي من تشرّف لها تستشرفه، ومن وجد ملجأ أو معاذا فليعذ به».
قال ابن شهاب: وحدثني أبو بكر بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن مطيع [بن الأسود] عن نوفل بن معاوية بمثل حديث أبي هريرة، إلا أن أبا بكر زاد «من الصلاة صلاة من فاتته، فكأنما وتر أهله وماله».
وفي أخرى قال: «تكون فتنة، النائم فيها خير من اليقظان، واليقظان فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الساعي، فمن وجد ملجأ أو معاذا فليستعذ» أخرجه البخاري ومسلم، وانفرد مسلم بالثالثة.

[شرح الغريب]
من تشرف لها تستشرفه: أي: من تطلع إليها وتعرض لها أتته، ووقع فيها.
الملجأ والمعاذ: أخوان، وهما الشيء الذي يحتمى به ويركن إليه.
وتر أهله وماله: وترته: إذا نقصته، وقيل: أصله: الجناية التي يجنيها الرجل على غيره، من قتله قريبه وأخذه ماله، فشبه ما يلحق هذا الذي تفوته هذه الصلاة بمن قتل قريبه وأخذ ماله، هذا إذا رفعت أهله وماله، ومن نصبهما جعلهما مفعولا ثانيا لـ وتر وأضمر فيها مفعولا لم يسم فاعله، عائدا إلى الذي فاتته الصلاة، ومن رفعهما لم يضمر، وأقام الأهل مقام الفاعل، لأنهم المصابون المأخوذون، واختصار هذا القول: أن من رد النقص إلى الأهل وإلى المال رفعهما، ومن رده إلى الرجل نصبهما.

7462 - (م د) أبو بكرة رضي الله عنه: قال عثمان الشحام: انطلقت أنا وفرقد السّبخي إلى مسلم بن أبي بكرة وهو في أرضه، فدخلنا عليه، فقلت: هل سمعت أباك يحدّث في الفتن حديثا؟ فقال: نعم، سمعت أبا بكرة يحدّث قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إنها ستكون فتن، ألا ثم تكون فتنة، القاعد خير من الماشي فيها، والماشي فيها خير من السّاعى إليها، ألا فإذا نزلت، أو وقعت، فمن كان له إبل فليلحق بإبله، ومن كان له غنم فليلحق بغنمه، ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه، قال: فقال رجل: يا رسول الله، أرأيت من لم تكن له إبل ولا غنم ولا أرض؟ قال: يعمد إلى سيفه فيدقّ على حدّه بحجر ثم لينج إن استطاع النجاء، اللهم هل بلّغت؟اللهم هل بلغت؟ اللهم هل بلغت؟ قال: فقال رجل: يا رسول الله، أرأيت إن أكرهت حتى ينطلق بي إلى أحد الصفّين، أو إحدى الفئتين، فضربني رجل بسيفه، أو يجيء سهم فيقتلني؟ قال: يبوء بإثمه وإثمك، ويكون من أصحاب النار» أخرجه مسلم.
وأخرجه أبو داود قال: «إنها ستكون فتنة يكون المضطجع فيها خيرا من الجالس، والجالس خيرا من القائم، والقائم خيرا من الماشي، والماشي خيرا من الساعي، قالوا: يا رسول الله، ماتأمرنا؟ قال: من كانت له إبل فليلحق بإبله، ومن كانت له غنم فليلحق بغنمه، ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه، قال: فمن لم يكن له شيء من ذلك؟ قال: يعمد إلى سيفه، فيضرب بحدّه على حرّة، ثم لينج ما استطاع النجاء».

[شرح الغريب]
الحرة: الأرض ذات الحجارة السود، والمراد به هاهنا: نفس الحجر، أي: ضرب حد سيفه بحجر يفلّ غربه لئلا يقاتل.

7463 - (د) وابصة [بن معبد] الأسدي: أن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- [يقول]: فذكر بعض حديث أبي بكرة - وقال: «قتلاها كلّهم في النار» وقال فيه: قلت: «متى ذاك يا ابن مسعود؟ قال: تلك أيام الهرج، حيث لا يأمن الرجل جليسه، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك الزمان؟ قال: تكفّ لسانك ويدك، وتكون حلسا من أحلاس بيتك، قال: فلما قتل عثمان: صار قلبي مطاره، فركبت حتى أتيت دمشق، فلقيت خريم بن فاتك، فحدّثته، فحلف بالله الذي لا إله إلاهو، لسمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، كما حدثنيه ابن مسعود». أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
الهرج: الاختلاف والفتن، وقد جاء في بعض الحديث أنه القتل، والقتل فإنما سببه الفتن والاختلاف.
طار قلبي مطاره: أي: مال إلى جهة يهواها وتعلق بها.

7464 - (ت د) سعد بن أبي وقاص- رضي الله عنه -: قال: عند فتنة عثمان بن عفان - أشهد أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إنها ستكون فتنة، القاعد فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي خير من الساعي قال: أفرأيت إن دخل عليّ بيتي، وبسط يده إلى ليقتلني، قال: كن كابني آدم» أخرجه الترمذي، وأخرجه أبو داود بمثل حديث قبله، وهو حديث أبي بكرة، وهذا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث، قال: فقلت: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أرأيت إن دخل عليّ بيتي، وبسط يده إليّ لفظ أبي داود عن حسن بن عبد الرحمن الأشجعي أنه سمع سعد بن أبي وقاص؟ قال: فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: كن كابني آدم، وتلا يزيد - يعني ابن خالد الرملي - {لئن بسطت إليّ يدك لتقتلني....} الآية [المائدة: 28].
7465 - (م) عامر بن سعد: قال: «كان سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه - في إبله، فجاءه ابنه عمر، فلما رآه سعد، قال: أعوذ بالله من شر هذا الراكب، فجاء فنزل، فقال له: أنزلت في إبلك، وغنمك وتركت الناس يتنازعون الملك بينهم؟ فضرب سعد في صدره، وقال اسكت، سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إن الله يحب العبد التّقيّ الغنيّ الخفيّ». أخرجه مسلم.
[شرح الغريب]
الخفي: أراد بالخفي: المعتزل عن الناس الذي يخفى عليهم مكانه.

7466 - (خ ط دس) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر، يفرّ بدينه من الفتن». أخرجه البخاري، والموطأ، وأبو داود، والنسائي، وللبخاري قال عبد الرحمن بن أبي صعصعة: قال لي أبو سعيد: «إني أراك تحبّ الغنم وتتخذها، فأصلحها وأصلح رعامها، فإني سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: يأتي على الناس زمان تكون الغنم فيه خير مال المسلم، يتبع بها شعف الجبال، ومواقع القطر، يفرّ بدينه من الفتن».
[شرح الغريب]
مواقع القطر: المواضع التي ينزل بها المطر.
رعامها: الرعام: المخاط الذي يسيل من أنف الشاة من داء أصابها، والشاة رعوم.

7467 - (ت) أم مالك البهزية - رضي الله عنها -: قالت: «ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فتنة، فقرّبها، قالت: قلت: يا رسول الله، من خير الناس فيها؟ قال: رجل في ماشية يؤدّي حقّها، ويعبد ربّه، ورجل آخذ برأس فرسه يخيف العدوّ، ويخوّفونه». أخرجه الترمذي.
7468 - (خ) محمد بن علي - رحمه الله -: أن حرملة - مولى أسامة - أخبره قال: «أرسلني أسامة إلى عليّ ليعطيني، وقال: إنه سيسألك الآن، فيقول: ما خلّف صاحبك؟ فقل له: يقول لك: لو كنت في شدق الأسد لأحببت أن أكون معك فيه، ولكن هذا أمر لم أره، قال حرملة: فسألني؟ فأخبرته، فلم يعطني شيئا، فذهبت إلى حسن وحسين، وابن جعفر، فأوفروا لي راحلتي». أخرجه البخاري.
[شرح الغريب]
فأوقروا لي راحلتي: الوقر: الحمل والثقل، والراحلة: البعير القوي على الأسفار والأعمال.

7469 - (خ م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «يهلك أمّتي هذا الحيّ من قريش، قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: لو أن الناس اعتزلوهم؟» أخرجه البخاري ومسلم.
7470 - (د) ثعلبة بن ضبيعة قال: دخلنا على حذيفة - رضي الله عنه -، فقال: «إني لأعرف رجلا لا تضره الفتنة، قلنا: من هو؟ قال صاحب ذلك الفسطاط، قال: فخرجنا، فإذا فسطاط مضروب، فدخلنا، فإذا فيه محمد بن مسلمة، فسألناه عن ذلك؟ فقال: ما أريد أن يشتمل عليّ من أمصاركم شيء، حتى تنجلي عما انجلت».
وفي رواية عن حذيفة قال: «ما أحد من الناس تدركه الفتنة إلا أنا أخافها عليه، إلا محمد بن مسلمة، فإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: لا تضرك الفتنة» أخرجه أبو داود.

7471 - (م ت) معقل بن يسار - رضي الله عنه - أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «العبادة في الهرج كهجرة إليّ» أخرجه مسلم والترمذي.
[شرح الغريب]
تنجلي: انجلت الفتنة: إذا سكنت وزالت.

7472 - (د) المقداد بن الأسود - رضي الله عنه - قال: وايم الله لقد سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إن السعيد لمن جنّب الفتن، قالها ثلاثا، ولمن ابتلي فصبر، فواها» أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
فواها: واها كلمة يقولها المتأسف على الشيء وتعجب منه.

7473 - (خ م س) - يزيد بن أبي عبيد - رضي الله عنه - قال: «لمّا قتل عثمان خرج سلمة بن الأكوع إلى الرّبذة، وتزوج هناك امرأة، وولدت له أولادا، فلم يزل بها، حتى قبل أن يموت بليال نزل المدينة، فمات بها» أخرجه البخاري، وأخرج هو ومسلم «أن سلمة دخل على الحجاج، فقال: يا ابن الأكوع، ارتددت على عقبيك، تعزّبت؟ قال: لا، ولكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أذن لي في البدو» وأخرجه النسائي إلى قوله: «عقبيك» قال: وذكر كلمة معناها «وبديت» وذكر باقيه.
[شرح الغريب]
تعزبت: تعزب: بعد، تقول: عزب الشيء يعزب، ويعزب: إذا بعد، والمراد: بعدت عن الجماعات والجمعات بالتزامك سكنى البادية، هكذا شرحه الحميدي في كتابه، وقال الأزهري: تعرب -الرجل بالراء المهملة- إذا عاد إلى الأعراب بعد الهجرة، وأقام بالبادية، والذي جاء في كتاب مسلم الذي قرأناه: تعربت بالراء المهملة.
وبديت: البدو: الخروج إلى البادية، وهي البرية،تقول: بدوت أبدو، وقد جاء في هذا الحديث بديت بالياء، ولعله سهو من الرواي، أو الكاتب، والأصل ما ذكرناه.

7474 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «ويل للعرب من شرّ قد اقترب، أفلح من كف يده» أخرجه أبو داود.
الفصل الثاني: فيما ورد ذكره من الفتن، والأهواء الحادثة في الزمان
الفرع الأول: في ذكر ما سمي من الفتن
7475 - (خ م ت) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنهما - قال: «كنا عند عمر، فقال: أيّكم يحفظ حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الفتنة؟ فقلت: أنا أحفظه كما قال: قال: هات، إنك لجريء، وكيف قال؟ قلت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره، يكفّرها الصيام والصلاة والصدقة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقال عمر: ليس هذا أريد إنما أريد التي تموج كموج البحر، قال: قلت: مالك ولها ياأمير المؤمنين؟إن بينك وبينها بابا مغلقا، قال: فيكسر الباب أو يفتح؟ قال: قلت: لا، بل يكسر، قال: ذاك أحرى أن لا يغلق أبدا، قال: فقلنا لحذيفة: هل كان عمر يعلم من الباب؟ قال: نعم، كما يعلم أن دون غد الليلة، إني حدّثته حديثا ليس بالأغاليط، قال: فهبنا أن نسأل حذيفة: من الباب؟ فقلنا لمسروق: سله، فسأله، فقال: عمر»، أخرجه البخاري ومسلم، وأخرجه الترمذي إلى قوله: «بل يكسر، قال: إذا لا يغلق إلى يوم القيامة» قال أبو وائل: فقلت لمسروق: «سل حذيفة عن الباب، فسأله؟فقال: عمر».

[شرح الغريب]
الجريء: الجرأة: الإقدام على الأمر العظيم.
بالأغاليط: جمع أغلوطة، وهي المسائل التي يغلط بها، والأحاديث التي تذكر للتكذيب.

7476 - (م) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - قال: كنا عند عمر فقال: أيكم سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يذكر الفتن؟ فقال قوم: نحن سمعناه، فقال: لعلّكم تعنون فتنة الرجل في أهل وجاره؟ قالوا: أجل، قال: تلك يكفّرها الصلاة والصيام والصدقة، ولكن أيّكم سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يذكر التي تموج موج البحر؟ قال: حذيفة: فأسكت القوم: تعرض، فقلت: أنا قال: أنا، قال: أنت لله أبوك، قال: حذيفة: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا، فأيّ قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء؟، وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير على قلبين: أبيض مثل الصّفا، فلا تضره فتنة، مادامت السموات والأرض، والآخر: أسود مربادا، كالكوز مجخّيا، لا يعرف معروفا، ولا ينكر منكرا، إلا ما أشرب من هواه، قال: وحدّثته: أن بينك وبينها بابا مغلقا، يوشك أن يكسر قال عمر: أكسرا؟ لا أبالك، فلو أنه فتح؟ لعله كان يعاد، قال: لا، بل يكسر، وحدّثته أن ذلك الباب رجل يقتل أو يموت، حديثا ليس بالأغاليط، قال ربعي: «فقلت: يا أبا مالك - هو سعد بن طارق - ما أسود مربادا؟ قال: شدة البياض في سواد، قلت: فما الكوز مجخيا؟ قال: منكوسا» أخرجه مسلم.
قال الحميديّ: قد تقدم في المتفق عليه سؤال عمر عن الفتنة - يعني الحديث الذي قبل هذا - بألفاظ أخر، لا يتفق مع هذا إلا في يسير، فلذلك أفردنا هذا، قلت: ولو أضافه إلى المتفق لكان أولى، فإن هذا رواية من ذلك الحديث.

[شرح الغريب]
كالحصير: عودا عودا: قال الحميدي: في بعض الروايات عرض الحصير والمعنى فيهما: أنها تحيط بالقلوب كالمحصور المحبوس، يقال: حصره القوم: إذا أحاطوا به، وضيقوا عليه، قال: وقال الليث: حصير الجنب: عرق يمتد معترضا على الجنب إلى ناحية البطن، شبه إحاطتها بالقلب بإحاطة هذا العرق بالبطن، وقوله عودا عودا أي مرة بعد مرة، تقول: عاد يعود عودة وعودا.
أشربها: أشرب القلب هذا الأمر: إذا دخل فيه وقبله وسكن إليه، كأنه قد شربه.
نكت فيه نكتة سوداء: أي أثر فيه أثر أسود، وهو دليل السخط ولذلك قال في حالة الرضى: نكت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير القلوب على قلبين، أي على قسمين.
مربادا: المرباد والمربد: الذي في لون ربدة، وهي بين السواد والغبرة.
كالكوز مجخيا: المجخي: المائل عن الاستقامة والاعتدال هاهنا، وجخى الرجل في جلوسه: إذا جلس مستوفزا، وجخى في صلاته: إذا جافى عضديه عن جوفه ورفع جوفه عن الأرض وخوى.
فتنة الأحلاس: شبه هذه الفتنة التي أشار إليها بالأحلاس، وهي جمع حلس، وهو كساء يكون على ظهر البعير لدوام هذه الفتنة ولزومها.

7477 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: «كنا قعودا عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذكر الفتن، فأكثر في ذكرها، حتى ذكر فتنة الأحلاس، فقال قائل: يا رسول الله، وما فتنة الأحلاس؟ قال: هي هرب وحرب، ثم فتنة السّرّاء، دخنها من تحت قدمي رجل من أهل بيتي، يزعم أنه مني، وليس مني، وإنما أوليائي المتقون، ثم يصطلح الناس على رجل كورك علي ضلع، ثم فتنة الدّهيماء، لا تدع أحدا من هذه الأمة إلا لطمته لطمة، فإذا قيل: انقضت تمادت، يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا، حتى يصير الناس إلى فسطاطين، فسطاط إيمان لا نفاق فيه، وفسطاط نفاق لا إيمان فيه، فإذا كان ذاكمّ فانتظروا الدّجّال من يومه، أو من غده» أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
وحرب: الحرب بفتح الراء: ذهاب المال والأهل، يقال: حرب الرجل، فهو حريب: إذا سلب أهله وماله.
دخنها: إثارتها وهيجها، شبهها بالدخان الذي يرتفع، أي: أن أصل ظهورها من هذا الرجل وقوله من تحت قدمي رجل يعني: أنه يكون سبب إثارتها.
كورك على ضلع: مثل، أي: أنه لا يستقل بالملك، ولا يلائمه، كما أن الورك لا تلائم الضلع.
فتنة الدهيماء: أراد بالدهيماء: السوداء المظلمة، وقيل: أراد بالدهيماء: الداهية يذهب بها إلى الدهيم، وهي في زعم العرب: اسم ناقة، قالوا: كان من قصتها: أنه غزا عليها سبعة إخوة، فقتلوا عن آخرهم، وحملوا على الدهيم، حتى رجعت بهم فصار مثلا في كل داهية.
فسطاطين الفسطاط: الخيمة الكبيرة، وتسمى مدينة مصر: الفسطاط، والمراد به في هذا الحديث: الفرقة المجتمعة المنحازة عن الفرقة الأخري، تشبيها بانفراد الخيمة عن الأخرى، أو تشبيها بانفراد المدينة عن الأخرى، حملا على تسمية مصر بالفسطاط، ويروى بضم الفاء وكسرها.

7478 - (د) أبو بكرة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ينزل ناس من أمتي بغائط يسمونه البصرة، عند نهر يقال له: دجلة، يكون عليه جسر، يكثر أهلها، وتكون من أمصار المهاجرين - وفي رواية: المسلمين - فإذا كان في آخر الزمان جاء بنو قنطوراء، عراض الوجوه، صغار الأعين، حتى ينزلوا على شطّ النهر، فيتفرق أهلها ثلاث فرق: فرقة يأخذون أذناب البقر والبرية، وهلكوا، وفرقة يأخذون لأنفسهم، وكفروا، وفرقة يجعلون ذراريهم خلف ظهورهم ويقاتلونهم، وهم الشهداء» أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
بغائط: الغائط: المطمئن من الأرض.
البصرة: الحجارة البيض الرخوة، وبها سميت البصرة.
بنو قنطوراء: هم الترك، يقال: إن قنطوراء اسم جارية كانت لإبراهيم الخليل عليه السلام ولدت له أولادا، جاد من نسلهم الترك.

7479 - (د) حسان بن عطية قال: مال مكحول وابن أبي زكريا إلى خالد بن معدان، وملت معهما، فحدثنا عن جبير بن نفير، قال: قال لي جبير بن نفير: انطلق بنا إلى بني ذي مخبر - رجل من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فأتيناه، فسأله جبير عن الهدنة؟ فقال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ستصالحون الروم آمنا، فتغزون أنتم وهم عدوا من ورائكم فتنصرون وتغنمون وتسلمون ثم ترجعون، حتى تنزلوا بمرج ذي تلول،فيرفع رجل من أهل النصرانية الصليب، فيقول: غلب الصليب، فيغضب رجل من المسلمين فيدقه، فعند ذلك تغدر الروم وتجمع للمحلمة - زاد في رواية: ويثور المسلمون إلى أسلحتهم، فيقتتلون، فيكرم الله تلك العصابة بالشهادة» أخرجه أبوداود.
[شرح الغريب]
الهدنة: الصلح الذي ينعقد بين الكفار والمسلمين، وهو في الأصل: السكون، كأنهم سكنوا عن القتال وقد يكون بين كل طائفتين اقتتلتا إذا تركتا القتال عن صلح.
الملحمة: معظم القتال.

7480 - (د) أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يكون اختلاف عند موت خليفة، فيخرج رجل من أهل المدينة هاربا إلى مكّة، فيأتيه ناس من أهل مكة، فيخرجونه وهو كاره، فيبايعونه بين الركن والمقام، ويبعث إليه بعث من الشام، فيخسف بهم بالبيداء بين مكة والمدينة، فإذا رأى الناس ذلك أتاه أبدال الشام، وعصائب أهل العراق فيبايعونه، ثم ينشأ رجل من قريش، أخواله كلب، فيبعث إليه بعثا، فيظهرون عليهم، وذلك بعث كلب والخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب، فيقسم المال، ويعمل في الناس بسنّة نبيّهم، ويلقي الإسلام بجرانه إلى الأرض، فيلبث سبع سنين - وقال بعض الرواة عن هشام. [يعني الدّستوائي] -: تسع سنين، ثم يتوفّى، ويصلي عليه المسلمون، وفي رواية بقصة جيش الخسف قالت: قلت: يا رسول الله، كيف بمن كان كارها؟ قال: يخسف بهم، ولكن يبعث يوم القيامة على نيته» أخرجه أبو داود.
وقد أخرج مسلم والترمذي معنى الخسف بالجيش الذي يؤمّ البيت، مفردا من هذه القصة عن أم سلمة، وهو مذكور في فضل البيت من كتاب الفضائل من حرف الفاء، فلم نعده هنا،لاشتمال هذا على معنى غير ما اشتمل عليه ذلك الحديث.

[شرح الغريب]
بجرانه الجران: باطن العنق، والجمع: جرن، والمعنى: أنه قد قر قراره واستقام، كما أن البعير إذا برك واستراح مد جرانه على الأرض.

7481 - (د) ثوبان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: من قلّة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير، ولكنّكم غثاء كغثاء السّيل، ولينزعنّ الله من صدور عدوّكم المهابة منكم، وليقذفنّ في قلوبكم الوهن، قيل: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حبّ الدّنيا، وكراهية الموت» أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
تداعى: التداعي: التتابع، أي: يدعو بعضها بعضا فتجيب.
الأكلة: جمع آكل.
غثاء: الغثاء: ما يلقيه السيل.

7482 - (م) أبو إدريس الخولاني قال: حذيفة رضي الله عنه «والله إنّي لأعلم الناس بكلّ فتنة هي كائنة فيما بيني وبين الساعة، وما بي [إلا] أن يكون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسرّ إليّ في ذلك شيئا لم يحدّثه غيري، ولكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال يوما - وهو في مجلس يتحدّث فيه عن الفتن ويعدّهنّ - منها ثلاث لا يكدن يذرن شيئا، ومنها فتن كرياح الصيف، منها صغار، ومنها كبار، فذهب أولئك الرهط الذين سمعوه معى كلّهم غيري» أخرجه مسلم.
[شرح الغريب]
كرياح الصيف: يريد أن فيها بعض الشدة، وإنما خص الصيف، لأن رياح الشتاء أقوى.

7483 - (د) حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - قال: «والله ماأدري أنسي أصحابي، أم تناسوا؟ والله ما ترك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من قائد فتنة إلى انقضاء الدنيا، يبلغ من معه ثلاثمائة فصاعدا، إلا قد سمّاه لنا باسمه واسم أبيه واسم قبيلته» أخرجه أبو داود.
7484 - (د) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يوشك المسلمون أن يحاصروا إلى المدينة، حتى يكون أبعد مسالحهم: سلاح» قال الزهري: سلاح: قريب من خيبر، أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
مسالحهم: المسالح جمع مسلحة، وهم قوم ذوو سلاح، والمسلحة أيضا كالثغر والمرقب،يكون فيه أقوام يرقبون العدو لئلا يطرقهم، فإذا رأوه: أعلموا أصحابهم ليتأهبوا له.

الفرع الثاني: فيما لم يذكر اسمه من الفتن
نوع أول
7485 - (م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع دينه بعرض من الدّنيا» أخرجه مسلم والترمذي.

7486 - (د) عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «يكون في هذه الأمة أربع فتن، في أخرها القتل» أخرجه أبوداود
7487 - (م د س) عرفجة - رضي الله عنه -سمعت رسول الله قاله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ستكون هنات وهنات، فمن أراد أن يفرّق أمر هذه الأمّة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان».
وفي رواية «فاقتلوه» أخرجه مسلم.
وفي رواية أتي داود «وهنات» مرّة أخرى.
وأخرجه النسائي، وله في أخرى قال: «رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- على المنبر يخطب النّاس، فقال: إنّها ستكون بعدي هنات وهنات، فمن رأيتموه فارق الجماعة - أو يريد أن يفرق أمة محمد - كائنا من كان فاقتلوه، فإن يد الله على الجماعة، والشيطان مع من فارق الجماعة يركض».

[شرح الغريب]
هنات: جمع هنة، وهي الخصلة من الشر، ولا تقال في الخير.
يد الله على الجماعة: أي سكينته ورحمته مع القوم المتفقين المجتمعين.فإذا تفرقوا واختلفوا أزال السكينة عنهم وأوقع بأسهم بينهم.

7488 - (س) أسامة بن شريك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أيما رجل [خرج] يفرّق أمّتي فاضربوا عنقه» أخرجه النسائي.
نوع ثان
7489 - (د) معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - قال: قام فينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: «ألا إنّ من كان قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملّة، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين، ثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنة، وهي الجماعة» زاد في رواية «وإنه سيخرج في أمّتي أقوام تتجارى بهم الأهواء، كما يتجارى الكلب بصاحبه، لا يبقى منه عرّق ولا مفصل إلا دخله» أخرجه أبو داود.

[شرح الغريب]
ستفترق: قال الخطابي: قوله -صلى الله عليه وسلم-: «ستفترق أمتي» فيه دلالة على أن هذه الفرق غير خارجة عن الملة والدين، إذ جعلهم من أمته.
يتجارى الكلب: التجاري، تفاعل من الجري، وهو الوقوع في الأهواء الفاسدة، والتداعي فيها، تشبيها بجري الفرس، والكلب: داء معروف يعرض للكلب، إذا عض حيوانا عرض له أعراض رديئة فاسدة قاتلة، فإذا تجارى بالإنسان وتمادى هلك.

7490 - (دت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «تفّرّقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، أو اثنتين وسبعين، والنصارى مثل ذلك، وستفترق أمّتي على ثلاث وسبعين فرقة» أخرجه الترمذي.
وفي رواية أبي داود قال: «وتفرّقت النصارى على إحدى وسبعين، أو اثنتين وسبعين فرقة.....» وذكر الحديث.

7491 - (ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ليأتينّ على أمّتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النّعل بالنّعل، حتى إن كان منهم من أتى أمّه علانية، ليكوننّ في أمتى من يصنع ذلك، وإن بني إسرائيل تفرّقت على ثنتين وسبعين ملة، وستفترق أمّتي على ثلاث وسبعين ملة، كلّها في النار، إلا ملة واحدة، قالوا: منّ هي يا رسول الله؟ قال: من كان على ما أنا عليه وأصحابي» أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
حذو النعل بالنعل: أي مثل النعل، لأن إحدى النعلين يقطع، وتقدر على قدر النعل الأخرى والحذو: التقدير، وكل من عمل عملا مثل عمل رجلا آخر من غير زيادة ولا نقصان، قيل: عمل فلان حذو النعل بالنعل.

نوع ثالث
7492 - (ت) أبو واقد الليثي - رضي الله عنه - أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «لما خرج إلى غزوة حنين مرّ بشجرة للمشركين كانوا يعلّقون عليها أسلحتهم، يقال لها: ذات أنواط، فقالوا: يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط، كما لهم ذات أنواط، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: سبحان الله ! هذا كما قال قوم موسى: اجعل لنا إلها كما لهم آلهة، والذي نفسي بيده: لتركبنّ سنن من كان قبلكم» أخرجه الترمذي.
وزاد رزين «حذو النعل بالنعل، والقذّة بالقذّة، حتى إن كان فيهم من أتى أمّه يكون فيكم، فلا أدري: أتعبدون العجل، أم لا؟».

[شرح الغريب]
أنواط: جمع نوط، وهو مصدر نطت به كذا وكذا انوط نوطا: إذا علقته به، ويسمى المنوط بالنوط.
القذة: ريشة السهم، وجمعها قذذ، وتكون أيضا متساوية الأقدار، تقص كل ريشة على قدر الأخرى.

7493 - (خ م) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لتتّبعنّ سنن من كان قبلكم شبرا بشبر، وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضبّ لتبعتموهم، قلنا: يارسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟» أخرجه البخاري ومسلم.
[شرح الغريب]
جحر ضب: الضب: هذا الحيوان المعروف.
وجحره: ثقبه الذي يأوي إليه، يعني لو دخلوا إلى ثقب الضب مبالغة لدخلتموه.

7494 - (خ) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمّتي مأخذ القرون قبلها شبرا بشبر، وذراعا بذراع، قيل له: يا رسول الله، كفارس والروم؟ قال: من الناس إلا أولئك؟» أخرجه البخاري.
7495 - (م) عائشة - رضي الله عنها - قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا يذهب الليل والنهار، حتى تعبد اللاّت والعزّى، قلت: يا رسول الله، إن كنت لأظنّ حين أنزل الله تعالى: {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحقّ ليظهره على الدّين كلّه ولو كره المشركون} [الصف: 9] أن ذلك تامّ، قال: إنّه سيكون من ذلك ما شاء الله، ثم يبعث الله ريحا طيّبة، فتتوفّى كلّ من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان، فيبقى من لا خير فيه، فيرجعون إلى دين آبائهم» أخرجه مسلم.
7496 - (م د ت) ثوبان - رضي الله عنه-: أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إنّما أخاف على أمّتي الأئمة المضلّين، فإذا وضع السيف في أمتى، لم يرفع عنها إلى يوم القيامة، ولا تقوم الساعة حتى تلتحق قبائل من أمتى بالمشركين، وحتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان، وانّه يكون في أمتى ثلاثون كذّابون، كلّهم يزعم إنه نبيّ، وأنا خاتم النبيين، ولا نبيّ بعدي، ولا تزال طائفة من أمتي على الحق، لا يضرّهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله» قال علي بن المديني: هم أصحاب الحديث.
هذا الحديث أورده رزين هكذا، وأخرج مسلم بعضه، وهو مذكور في «فضائل الأمة» من كتاب الفضائل.
وأخرجه أبو داود في جملة حديث وهو مذكور في المعجزات من «كتاب النبوة» من حرف النون، وأخرجه الترمذي مفرّقا في ثلاثة مواضع.

نوع رابع
7497 - (د) سعيد بن زيد - رضي الله عنه -: قال: «كنّا عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذكر فتنة عظّم أمرها، فقلنا - أو قالوا - يا رسول الله، لئن أدركتنا هذه لنهلكنّ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: كلاّإنّ بحسبكم القتل»
قال سعيد: «فرأيت إخواني قتلوا». أخرجه أبو داود.

[شرح الغريب]
بحسبكم القتل: أي: إن القتل كافيكم ومقنعكم..

7498 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ليأتينّ على الناس زمان، لا يدري القاتل في أيّ شيء [قتل]، ولا يدري المقتول في أي شيء قتل؟ قيل: وكيف؟ قال: الهرج، القاتل والمقتول في النار» أخرجه مسلم.
7499 - (خ م) أسامة بن زيد - رضي الله عنهما -: قال: «أشرف النبيّ -صلى الله عليه وسلم- على أطم من آطام المدينة، فقال: هل ترون ما أرى؟ قال: لا، قال: فإني لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر». أخرجه البخاري ومسلم،
[شرح الغريب]
الأطم: بناء مرتفع، وجمعه آطام.

7500 - (د ت) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إنّها ستكون فتنة تستنطف العرب، قتلاها في النار، اللسان فيها أشدّ من وقع السيف» أخرجه الترمذي وأبو داود.
[شرح الغريب]
تستنطف: استنطفت الشيء: إذا أخذته كله.

7501 - (د) أبو هريرة - رضي الله عنه - أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «ستكون فتنة صمّاء بكماء عمياء، من أشرف لها استشرفت [له] وإشراف اللسان فيها كوقوع السيف» أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
صماء بكماء عمياء: البكم: الخرس في أصل الخلقة، والصمم: الطرش أراد أن هذه الفتنة لا تسمع ولا تبصر، ولا تقلع والا ترتفع، لأنها لا حواس لها فترعوي إلى الحق، أو أنه شبهها لاختلاطها وقتل البريء فيها والسقيم بالأعمى الأصم الأخرس، الذي لا يهتدي إلى شيء، فهو يخبط خبط عشواء.

7502 - (د) أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال «تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين يقتلها أولى الطائفتين بالحق». أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
تمرق مارقة: مرق السهم في الهدف: إذا نفذ منه وخرج، والمراد: أنه تخرج طائفة من الناس على المسلمين فتحاربهم، والمارق: الخارج عن الطاعة المفارق للجماعة.

نوع خامس
7503 - (ت) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا مشت أمتي المطيطاء، وخدمتها أبناء الملوك وفارس والروم: سلّط شرارها على خيارها» أخرجه الترمذي.

[شرح الغريب]
المطيطاء: بضم الميم والمد: المشي بتبختر، وهي مشية المتكبرين المفتخرين، من مط يمط: إذا مد.

7504 - (م) عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا فتحت عليكم خزائن فارس والروم: أيّ قوم أنتم؟ قال عبد الرحمن بن عوف: نكون كما أمرنا الله عزّ وجلّ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: تتنافسون، ثم تتحاسدون، ثم تتدابرون، أو تتباغضون، أو غير ذلك، ثم تنطلقون إلى مساكين المهاجرين، فتحملون بعضم على رقاب بعض» أخرجه مسلم.
[شرح الغريب]
تتنافسون، المنافسة على الشيء: المبالغة عليه، والانفراد به.
تتدابرون، التدابر: كناية عن الاختلاف والافتراق، وأصله: أن يولي كل واحد ظهره لأخيه، فإذا أعطاه ظهره فقد فارقه وخالفه، وبضده: إذا أقبل عليه وأعطاه وجهه.

7505 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا كانت أمراؤكم خياركم، وأغنياؤكم سمحاءكم، وأموركم شورى بينكم، فظهر الأرض خير [لكم] من بطنها، وإذا كانت أمراؤكم شراركم، وأغنياؤكم بخلاءكم، وأمورك إلى نسائكم، فبطن الأرض خير لكم من ظهرها» أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
أمركم شورى: أي مما تشاورون فيه.

نوع سادس
7506 - علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «كيف بكم إذ فسق فتيانكم، وطغى نساؤكم؟ قالوا: يا رسول الله، وإنّ ذلك لكائن؟ قال نعم، وأشدّ، كيف بكم إذا لم تأمروا بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر؟ قالوا: يا رسول الله، وإنّ ذلك لكائن؟ قال: نعم، وأشد، كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر، ونهيتم عن المعروف؟ قالوا: يا رسول الله وإنّ ذلك لكائن؟ قال نعم، وأشدّ كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرا والمنكر معروفا»، أخرجه.....

[شرح الغريب]
طغى الماء: إذا زاد، وطغى الإنسان: إذا تجاوز الحد في الواجب، وفعل مالا يناسب محله.

7507 - (خ) أبو مالك الأشعري - رضي الله عنه - أو أبو عامر قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ليكوننّ من أمتي قوم يستحلّون الحر، والحرير، والخمر، والمعازف، ولينزلنّ أقوام إلى جنب علم، تروح عليهم سارحة لهم، فيأتيهم رجل لحاجة، فيقولون: ارجع إلينا غدا، فيبيّتهم الله، ويصنع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة» أخرجه البخاري.
[شرح الغريب]
سارحة القوم: مواشيهم، لأنها تسرح إلى المرعى، ثم تروح علي أهلها بالعشي.
العلم: الجبل والعلامة.
فيبيتهم: بيتهم العدو: إذا طرقهم ليلا وهم غافلون.

7508 - (د) يزيد بن عميرة وكان من أصحاب معاذ بن جبل - رضي الله عنه- أنه قال: «كان لا يجلس مجلسا للذّكر، إلا قال حين يجلس: الله حكم قسط، هلك المرتابون، فقال معاذ بن جبل يوما: إن ورائكم فتنا يكثر فيها المال، ويفتح فيها القرآن حتى يأخذه المؤمن والمنافق، والرجل والمرأة، والعبد والحرّ، والصغير والكبير، فيوشك قائل أن يقول: ما للناس لا يتّبعوني وقد قرأت القرآن؟ وماهم بمتّبعيّ حتى أبتدع لهم غيره فإياكم وما ابتدع، فإنما ابتدع ضلالة، وأخذّركم زيغة الحكيم، فإن الشيطان قد يقول كلمة الضلالة على لسان الحكيم، وقد يقول المنافق كلمة الحق، قال: قلت لمعاذ: وما تدري رحمك الله أن الحكيم قد يقول كلمة الضلالة، وأنّ المنافق يقول كلمة الحق؟ قال: بلى، اجتنب من كلام الحكيم المشتهرات التي يقال: ما هذه؟ ولا يثنينّك ذلك عنه فإنه لعله يراجع، وتلقّ الحق إذا سمعته، فإن على الحق نورا».
وفي رواية «ولا ينبئنّك ذلك عنه» وفيها «بالمشتبهات» عوض «المشتهرات».
وفي أخرى قال: «بلى، ماتشابه عليكم من قول الحكيم، حتى تقول ما أراد بهذه الكلمة» أخرجه أبو داود.

[شرح الغريب]
القسط: العدل.
زيغة الحكيم: الزيغ، وأراد به: الميل عن الحق، والحكيم: العالم العارف، أراد به: الزلل والخطأ الذي يعرض للعالم العارف، أو يتعمده لقلة دينه.

نوع سابع
7509 - (خ م د) [بسر بن عبيد الله] قال: قال أبو إدريس الخولاني: إنه سمع حذيفة - رضي الله عنه قال: «كان الناس يسألون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنّا كنا في جاهلية وشرّ، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شرّ؟ قال: نعم، قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قلا: نعم، وفيه دخن، قلت: وما دخنه؟ قال: قوم يستنّون بغير سنّتي، ويدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر، فقلت: فهل بعد ذلك الخير من شرّ؟ قال: نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها، فقلت: يا رسول الله، صفهم لنا، قال قال: [نعم من جلدتنا، ويتكلّمون بألسنتنا] فقلت: يا رسول الله، فما ترى - وفي رواية: فما تأمرني - إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم؟ قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلّها، ولو أن تعضّ بأصل شجرة، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك». أخرجه البخاري، ومسلم.
ولمسلم نحوه، وفيه قلت: «ما دخنه؟ قال: قوم لا يستنّون بسنّتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس، قلت: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك؟ قال: تسمع وتطيع، وإن ضرب ظهرك، وأخذ مالك، فاسمع وأطع» وأخرجه البخاري أيضا مختصرا، قال حذيفة: «تعلّم أصحابي الخير وتعلّمت الشرّ».
وفي رواية أبي داود قال سبيع بن خالد: أتيت الكوفة في زمن فتحت تستر، أجلب منها بغالا، فدخلت المسجد، فإذا صدع من الرجال، وإذا رجل جالس، تعرف إذا رأيته أنّه من رجال الحجاز، قلت: من هذا؟ فتجهّمني القوم، وقالوا: ما تعرفه؟ هذا حذيفة صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فسمعته يقول: «إن الناس كانوا يسألون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، فأحدقه القوم بأبصارهم، فقال: إني قد أرى الذي تنكرون إني قلت: يا رسول الله، أرأيت هذا الخير الذي أعطاناه الله، أيكون بعده شرّ، كما كان قبله؟ قال: نعم، قلت: فما العصمة من ذلك؟ قال: السيف، قلت: فهل للسّيف من تقيّة؟ قال: نعم.
وفي رواية: بعد السيف: تقيّة على أقذاء، وهدنة على دخن، قال: قلت: يا رسول الله، ثم ماذا؟ قال: إن كان لله خليفة في الأرض فضرب ظهرك، وأخذ مالك، فأطعه، وإلا فمت وأنت عاضّ بجذل شجرة: قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم يخرج الدجال، معه نهر ونار، فمن وقع في ناره، وجب أجره وحط وزره، من وقع في نهره وجب وزره، وحطّ أجره، قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم هي قيام الساعة».
وفي رواية بهذا الحديث، وقال: «فإن لم تجد يومئذ خليفة، فاهرب حتى تموت وأنت عاض - وقال في آخره: قلت فما يكون بعد ذلك؟ قال: لو أن رجلا نتج فرسا لم تنتج له حتى تقوم القيامة».
وفي أخرى له: قال نصر بن عاصم الليثي: أتينا اليشكريّ في رهط من بني ليث، فقال: من القوم؟ فقلنا: بنو الليث، أتيناك نسألك عن حديث حذيفة، قال: أقبلنا مع أبي موسى قافلين، وغلت الدوابّ بالكوفة، فسألت أبا موسى أنا وصاحب لي، فأذن لنا، فقدمنا الكوفة، فقلت لصاحبي: أنا داخل المسجد، فإذا قامت السّوق خرجت إليك، قال: فدخلت المسجد، فإذا فيه حلقة، كأنما قطعت رؤوسهم، يستمعون إلى حديث رجل. قال: فقمت عليهم، فجاء رجل، فقام إلى جنبي، فقلت: من هذا؟ قال: أبصريّ أنت؟ قلت: نعم، قال: قد عرفت، ولو كنت كوفيّا، لم تسأل عن هذا، قال: فدنوت منه، فسمعت حذيفة يقول: «كان الناس يسألون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، وعرفت أن الخير لن يسبقني، قلت: يا رسول الله، هل بعد هذا الشر خير؟ قال: يا حذيفة تعلّم كتاب الله، واتّبع ما فيه - ثلاث مرات - قلت: يا رسول الله [هل] بعد هذا الخير شرّ؟ قال: فتنة وشرّ؟ قال: فتنة وشرّ، قال: قلت: يا رسول الله [هل] بعد هذا الشّرّ خير؟ قال: يا حذيفة، تعلّم كتاب الله، واتّبع ما فيه - ثلاث مرات - قالت: يا رسول الله، [هل] بعد هذا الشّرّ خير؟ قال: هدنة على دخن، وجماعة على أقذاء فيها، أو فيهم، قلت: يا رسول الله، الهدنة على الدخن ما هي؟ قال: لا ترجع قلوب أقوام على الذي كانت عليه، قلت: يا رسول الله هل بعد هذا الخير شر؟ قال: يا حذيفة، تعلّم كتاب الله، واتّبع ما فيه - ثلاث مرات - قلت: يا رسول الله، بعد هذا الخير شرّ؟ قال: نعم فتنة عمياء صمّاء، عليها دعاة على أبواب النار، فإن متّ يا حذيفة وأنت عاضّ على جذل شجرة خير لك من أن تتّبع أحدا منهم.»
وفي نسخة قال: أتينا اليشكريّ في رهط، فقلنا: أتيناك نسألك عن حديث حذيفة. فذكر الحديث هكذا - ولم يذكر لفظه، قال: قلت: «يا رسول الله، هل بعد هذا الخير شر؟ قال: يا حذيفة تعلّم كتاب الله، واتّبع ما فيه - ثلاث مرات - قلت: يا رسول الله، هل بعد هذا الشر خير؟ قال: هدنة على دخن، وجماعة على أقذاء، قلت: يا رسول الله، الهدنة على الدّخن ما هي؟ قال: لا ترجع قلوب أقوام على الذي كانت عليه، قال: قلت: يا رسول الله، بعد هذا الخير شر؟ قال: فتنة عمياء صمّاء....» الحديث.

[شرح الغريب]
الصدع، بسكون الدال، ربما حرك: الخفيف من الرجال الدقيق، فأما في الوعول: فلا يقال إلا بالتحريك، والخطابي لم يفرق بينهما في التحريك، وقال: هو من الرجال: الشاب المعتدل القناة، ومن الوعول: الفتي.
تجهمت فلانا: أي كلحت في وجه، وتقبضت عند لقائه.
فأحدقوه: يقال: أحدق به الناس، أي: أطافوا به، وأحدقوه بأبصارهم، أي: حققوا النظر إليه، وجعلوا أبصارهم محيطة به.
العصمة: ما يعصم به، أي: يستمسك.
تقية: التقية والتقاة بمعنى، تقول: اتقى يتقي تقاة وتقية.
أقذاء: جمع القذى، والقذاء جمع القذاة، وهو ما يقع في العين من الأذى، وفي الشراب والطعام من تراب أو تبن، أو غير ذلك، والمراد به في الحديث: الفساد الذي يكون في القلوب، أي: إنهم يتقون بعضهم بعضا، ويظهرون الصلح والاتفاق: ولكن في باطنهم خلاف ذلك.
هدنة على دخن: الهدنة والدخن، قد ذكرا، وقد جاء في الحديث تفسير الدخن، قال: لا ترجع قلوب قوم على ما كانت عليه، وأصل الدخن: أن يكون في لون الدابة كدورة إلى سواد، ووجه الحديث: أن تكون القلوب كهذا اللون، لا يصفوا بعضها لبعض.
جذل الشجرة: أصلها، وجذل كل شيء: أصله.

7510 - (م د س) عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة قال: دخلت المسجد، فإذا عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - جالس في ظل الكعبة، والناس مجتمعون إليه، فأتيتهم، فجلست إليه، فقال: «كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سفر، فنزلنا منزلا، فمنا من يصلح خباءه، ومنّا من ينتضل، ومنا من هو في جشره، إذ نادى منادي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الصلاة جامعة، فاجتمعنا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: إنه لم يكن نبيّ قبلي، إلا كان حقا عليه أن يدلّ أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شرّ ما يعلمه لهم، وإن أمّتكم هذه جعل عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها، وتجيء فتنة فيزلق بعضها بعضا، وتجيء الفتنة، فيقول المؤمن: هذه مهلكتي، ثم تكشف، وتجيء الفتنة، فيقول المؤمن: هذه هذه، فمن أحبّ أن يزحزح عن النار، ويدخل الجنة، فلتأته منيّته وهو مؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحبّ أن يؤتى إليه، ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه، فليطّعه ما استطاع فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر، قال: فدنوت منه، فقلت: أنشدك الله، أنت سمعت هذا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فأهوى إلى أذنيه وقلبه بيديه، وقال: سمعته أذناي، ووعاه قلبي، فقلت له: هذا ابن عمّك معاوية يأمرنا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل، ونقتل أنفسنا، والله تعالى يقول: {يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل، إلاّ أن تكون تجارة عن تراض منكم، ولا تقتلوا أنفسكم إنّ الله كان بكم رحيما} [النساء: 29] فسكت عني ساعة، ثم قال: أطعه في طاعة الله، واعصه في معصية الله» أخرجه مسلم.
وأخرج أبو داود طرفا من آخر من قوله: «من بايع إماما...» إلى آخره. وقد ذكرنا هذا الطرف في «كتاب الخلافة» من حرف الخاء.
وأخرجه النسائي بطوله إلى قوله: «أنت سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: نعم».

[شرح الغريب]
ينتضل: الانتضال: الرمي بالسهام.
جشره: الجشر: المال من المواشي التي ترعى أمام البيوت والديار، وقال: جشر يرعى في مكانه لا يراجع إلى أهله يقال: جشرنا دوابنا: أخرجناها إلى المرعى نجشرها جشرا، ولا نروح إلى أهلنا.
فيزلق: أزلقت بعضها بعضا: دفع بعضها بعضا، كأن الثانية تزحم الأولى، لسرعة ورودها عليها، ويزلق بعضها بعضا: يعجلها، والإزلاق: الإعجال. في هذا الحديث إخبار من النبي -صلى الله عليه وسلم- بما لم يكن، وهو في علم الله أمر كائن، فخرج لفظه على لفظ الماضي، تحقيقا لوقوعه وحدوثه، وفي إعلامه به قبل وقوعه دليل من دلائل النبوة، وفيه دليل على ما وظفه عمر بن الخطاب رضي الله عنه على الكفرة في الأمصار من الجزية ومقدارها.

نوع ثامن
7511 - (م) جابر - رضي الله عنه -: قال: «يوشك أهل العراق أن لا يجبى إليهم قفيز ولا درهم، قال أبو نضرة: قلنا: من أين ذاك؟ قال: من قبل العجم يمنعون ذاك، ثم قال: يوشك أهل الشام أن لا يجبى إليهم دينار ولا مدي، قلنا: من أين ذاك؟ قال: من قبل الرّوم، ثم سكت هنيّة، ثم قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال حثيا، لا يعدّه عدّا، قال: قلت لأبي نضرة، وأبي العلاء: أتريان أنه عمر بن عبد العزيز؟ قالا: لا». أخرجه مسلم.

[شرح الغريب]
المدي: مكيال لأهل الشام يسع خمسة وأربعين رطلا، والقفيز لأهل العراق ثمانية مكاكيك، والإردب لأهل مصر أربعة وستون منا وأربعة وعشرون صاعا على أن الصاع خمسة أرطال وثلث.

7512 - (م د) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «منعت العراق درهمها وقفيزها، ومنعت الشام مديها ودينارها، ومنعت مصر إردبّها ودينارها، وعدتم من حيث بدأتم، وعدتم من حيث بدأتم، وعدتم من حيث بدأتم». شهد على ذلك لحم أبي هريرة ودمه. أخرجه مسلم.
وفي رواية أبي داود قال: «منعت العراق قفيزها ودرهمها، ومنعت الشام مديها ودينارها، ومنعت مصر إردبّها ودينارها، ثم عدتم من حيث بدأتم، ثم قالها زهير ثلاث مرات، شهد على ذلك لحم أبي هريرة ودمه».

[شرح الغريب]
منعت: وأما قوله: منعت فله معنيان، أحدهما: أن النبي-صلى الله عليه وسلم- أخبر أنهم سيسلمون وسيسقط ما وظف عليهم بإسلامهم، فصاروا بإسلامهم مانعين ما كان عليهم من الوظائف، واستدل على هذا بقوله: «وعدتم امن حيث بدأتم لأن بدءهم في علم الله وفي قضائه وقدره: أنهم سيسلمون، فعادوا من حيث بدؤوا، والوجه الثاني: أنهم يرجعون عن الطاعة، ويعضده الحديث الذي أورده البخاري في صحيحه عن أبي هريرة قال: «كيف أنتم إذا لم تجبوا دينارا ولا درهما؟ فقيل: وكيف ترى ذلك كائنا؟ قال: إي والذي نفسي بيده عن قول الصادق المصدوق قيل: عم ذاك؟ قال: تهتك حرمة الله وذمة رسوله فيشد الله على قلوب أهل الذمة فيمنعون ما في أيديهم»..

نوع تاسع
7513 - (م) جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: قال: «سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن عرش إبليس على البحر، فيبعث سراياه، فيفتنون النّاس، فأعظمهم عنده: أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم، فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئا، ثم يجيء أحدهم، فيقول: ما تركته حتى فرّقت بينه وبين امرأته، فيدنيه منه، ويلتزمه، ويقول: نعم أنت». أخرجه مسلم.

7514 - (م) محمد بن سيرين: قال: قال جندب - رضي الله عنه -: «جئت يوم الجرعة، فإذا رجل جالس، فقلت: ليهراقنّ اليوم هاهنا دماء، فقال ذلك الرجل: كلا والله، فقلت: بلى والله، قال: كلا والله، قلت: بلى والله، قال: كلا والله، إنّه لحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حدّثنيه، قلت له: بئس الجليس لي أنت منذ اليوم، تسمعني أحالفك، وقد سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلا تنهاني، ثم قلت: ما هذا الغضب؟ فأقبلت عليه وأسأله، فإذا الرجل حذيفة». أخرجه مسلم.
وزاد رزين قال: وسمعته يقول: «إذا كان كذا وكذا - يعني لفتن تكون - فقد آن لكم أن يخرج بكم الشّرف الجون».

[شرح الغريب]
أحالفك: المحالفة: مفاعلة من الحلف، وهي اليمين.
الشرف: جمع شارف، وهي الناقة الهرمة، وقال الخطابي: الشرف بضم الشين والراء والأول أكثر، والجون: السود،جمع جون شبه الفتن في اتصالها وامتداد أوقاتها بالشرف لطول أعمارها، وروي الشرق جمع شارق، وهو الذي يأتي من قبل الشرق.

7515 - (د) أبو البختري - رحمه الله -: قال: أخبرني من سمع النبيّ -صلى الله عليه وسلم- - وفي رواية: حدّثني رجل من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «لن يهلك الناس، أو يعذروا من أنفسهم». أخرجه أبو داود.
[شرح الغريب]
أعذر فلان من نفسه: إذا أتي من نفسه، كأنها هي التي قامت بعذر من لامها، والمعنى: حتى تكثر ذنوبهم وعيوبهم، فتقوم الحجة عليهم، ويتضح عذر من يعاقبهم، يقال: أعذر الرجل وعذر: إذا صار ذا عيب.

نوع عاشر
7516 - (م) سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه -: أنّ النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «من سلّ علينا السيف فليس منّا». أخرجه مسلم.

7517 - (خ م ت) أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: أنّ النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «من حمل علينا السلاح فليس منا». أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي.
[شرح الغريب]
من حمل علينا السلاح فليس منا: معناه: حمل السلاح على المسلمين لكونهم مسلمين، فليس بمسلم، وأما إذا لم يحمل لأجل الإسلام، فقد اختلف في معني قوله: «فليس منا» فقيل: ليس متخلقا بأخلاقنا وأفعالنا، وقيل: ليس مثلنا.

7518 - (خ م ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: أنّ النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «من حمل علينا السلاح فليس منا». أخرجه البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي.
7519 - (م) أبو هريرة - رضي الله عنه -: قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من حمل علينا السلاح فليس منا، ومن غشّنا فليس منا». أخرجه مسلم.
7520 - (س) عبد الله بن الزبير - رضي الله عنه -: أنّ النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «من شهر سيفه ثم وضعه، فدمه هدر».
وفي رواية: «من رفع السلاح ثم وضعه، فدمه هدر».
وفي رواية موقوفا عليه. أخرجه النسائي.

[شرح الغريب]
فدمه هدر: ذهب دمه هدرا، وأهدر دمه: إذا لم يطلب بثأره.


التوقيع :
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الفتن, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:53 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir