ذكر الرواية عمن كان يختار السماع من لفظ المحدث على القراءة عليه
قال أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيبُ البغدادي (ت: 463هـ): (أخبرني القاضي أبو زرعة -روح بن محمد بن أحمد الرازي- إجازة شافهني بها قال: أنا علي بن محمد بن عمر القصار, قال ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم, قال: ثنا أبي, قال: ثنا أحمد بن أبي الحواري, قال:-
سمعت وكيعا يقول: (ما أخذت حديثا قط عرضا).
قلت: عندنا من أخذ عرضا.
قال: من عرف ما عرض مما سمع فخذ منه يعني: السماع.
- أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ قال: ثنا أبي, قال: ثنا الحسن بن أحمد الأصطخري, قال: قريء على العباس بن محمد قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لما خرجت على عبد الرزاق أخبروني: أن معاذ بن هشام على الطريق, فملت إليه, ومعي ثلاث ظهور مملوءا من حديثه, فصادفته فقرأ علي شيئا, وقال: أنا عليل لا أقدر على أكثر من هذا, ولكن اقرأها علي, فأبيت, ووددت, والله أني كنت قرأتها عليه.
- أخبرنا أحمد بن محمد بن غالب الفقيه قال: قال لي أبو أحمد الحافظ -وهو محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق النيسابوري-, قال لنا: أبو الحسين الغازي: سمعت محمد بن يحيى يقول: سمعت إسحاق بن عيسى الطباع يقول: لا أعد القراءة شيئا, بعد ما رأيت مالكا يقرأ عليه, وهو ينعس.
- أخبرني أبو الوليد -الحسن بن محمد الدربندي -قال: أنا محمد بن سليمان البخاري الحافظ, قال: ثنا خلف بن محمد, قال: سمعت أبا بكر- محمد بن يعقوب بن يوسف البيكندي- يقول: سمعت علي بن الحسين يقول: سمعت محمد بن سلام يقول: أدركت مالك بن أنس, فإذا الناس يقرؤون عليه, فلم أسمع منه لذلك.
- أخبرنا أبو محمد -عبد الرحمن بن عثمان الدمشقي -في كتابه إلينا قال: ثنا أبو الميمون البجلي, قال ثنا أبو زرعة -عبد الرحمن بن عمرو-, قال: ثنا أبو مسهر, قال: قدم علينا ليث بن سعد, وكان يجالس سعيد بن عبد العزيز, فأتاه أصحابنا فعرضوا عليه, فلم أر أخذها عرضا حتى قدمت على مالك بن أنس.
- أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال: أنا عبد الله بن جعفر, قال: ثنا يعقوب بن سفيان قال: وقد كان قدم مطرف مكة معتمرا, وكان منزله قريبا من منزل الحميدي, فمضيت إليه, واستقبلني الحميدي فقال لي: إلى أين؟.قلت: إلى مطرف نقرأ كتاب الموطأ.
قال: ولم تسمع الموطأ من عبد الله بن مسلمة بن قعنب؟.
قلت: بلى, قد سمعته.
فقال لي: انصرف إلى الطواف, ولا تشتغل به.
فمشيت معه منصرفا إلى المسجد فقال: إن قعنب يختار السماع على القراءة, فلما لم يمكنه, ولم يتهيأ له, فأقل أحواله أنه تثبت في العرض على مالك.
وقلت أو قال لي وهو الذي قرأ على مالك: وأهل المدينة يرون العرض مثل السماع ويتهاونون بالعرض أيضا.
قلت له: قد سمعت من وقف بابن أبي أويس.
فقال له: أرأيت ما تقول فيه, حدثني مالك, سمعته منه؟.
قال: لا, ولكن كان يقرأ علي, ه ولقد كنت أحيانا أكون داخل الحجرة, ويقرأ علي مالك خارجا من الحجرة, وكان ذلك يجزي.
فقال الحميدي: هذا يدلك على ما قلت لك, فمنعني سماع الموطأ من مطرف لهذا الذي ذكرت.
- أخبرني علي بن أحمد بن علي المؤدب قال: ثنا أحمد بن إسحاق النهاوندي بالبصرة, قال: ثنا الحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي, قال: ثنا أبو خليفة قال: سمعت عبد الرحمن بن سلام يقول:-
دخلت على مالك بن أنس, وكان على بابه من يحجبه, وكان بين يديه ابن أبي أويس, وهو يقول: حدثك نافع, حدثك بن شهاب, حدثك فلان وفلان. فيقول مالك: نعم, نعم.
فلما فرغ, قلت: يا أبا عبد الله, عوضني مما حدثته بثلاثة أحاديث تقرؤها علي.
قال: أعراقي أنت؟. أخرجوه عني.
- أخبرني علي قال: ثنا أحمد بن إسحاق, قال: ثنا الحسن بن عبد الرحمن, قال: ثناابراهيم بن محمد بن الشطن البغدادي, قال: ثنا عبد الله بن شبيب, قال: ثنا يعقوب بن حميد بن كاسب, قال: حدثني عبد الملك بن عبد العزيز بن الماجشون قال:-
حضرت مالكا, وأتاه رجل من الصوفية, فسأله عن ثلاثة أحاديث يحدثه بها. فقال مالك: إعرضها, إن كانت لك حاجة.
فقال: يا أبا عبد الله, إن العرض لا يجوز عندنا.
فقال له مالك: فأنت أعلم, فأتاه مرارا كل ذلك يقول: إعرضها, إن كانت لك حاجة.
فيقول: العرض لا يجوز, فلما أراد أن يقوم وثب إليه الصوفي, فلزم مضربة كانت تحته ثم قال: ورب هذا القبر لا أدعها أو تحدثني بثلاثة أحاديث.
فقال مالك لرجل من جلسائه -يكنى: أبا طلحة-: ليتك يا أبا طلحة دخلت بيني وبين هذا الرجل فإني أرى به لمما.
فقال أبو طلحة: ما أرى بالرجل لمما يا أبا عبد الله, إن رأيت أن تحدثه بهذه الثلاثة الأحاديث.
فقال: مالك هات.
فقال الصوفي: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دخل مكة يوم الفتح وعلى رأسه المغفر.
فقال: مالك حدثني الزهري, عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة يوم الفتح, وعلى رأسه المغفر, قال ابن شهاب: ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يومئذ محرماً.
ثم قال الصوفي: أن ابن عباس سئل عن: رجل له امرأتان أرضعت إحداهما غلاماً والأخرى جارية.
فقال مالك: حدثني ابن شهاب, عن عمرو بن الشريد: أن ابن عباس سئل عن: رجل له امرأتان أرضعت إحداهما غلاماً والأخرى جارية, أيتناكحان؟. قال: لا.
قال: يا أبا عبد الله, إن ابن عمر سمع الإقامة وهو بالبقيع.
فقال مالك: حدثني نافع عن ابن عمر: أنه سمع الإقامة وهو بالبقيع, فأسرع المشي.
- أخبرنا عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ قال: ثنا أبي, قال سمعت أبي يقول: جئنا إلى العباس بن محمد الدوري, وقد اعتل, أحسبه قال: علة الموت. ومع الوراقين أجزاء كثيرة, فسئل,
فقال: أخرج إلى أصحاب الحديث, فإن رضوا أن يقرؤاهم, فعلت, أو كما قال). [الكفاية في علوم الرواية: ؟؟]