فوائد يوم الاثنين :
-سورة الفاتحة أكثر سور الكريم أسماءً وألقاباً، واسم السورة ما وضع لتعيينها والدلالة عليها، ولقب السورة ما اشتهرت به من وصف مدح بعدَ تقرُّرِ أسمائها.
ومن الأسماء الثابتة لسورة الفاتحة: فاتحة الكتاب، وفاتحة القرآن، والفاتحة، وأم الكتاب، وأم القرآن، و{الحمد لله رب العالمين}، و{الحمد لله}، والحمد، والسبع المثاني، والقرآن العظيم.
-جمهور أهل العلم على أنَّ الفاتحة مكيَّة، وهو الصواب، والله تعالى أعلم.
ففي قوله تعالى (ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم) صحّ تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للمراد بالسبع المثاني أنها فاتحة الكتاب من حديث أبيّ بن كعب وحديث أبي سعيد بن المعلى وحديث أبي هريرة رضي الله عنهم جميعاً، وهي أحاديث صحيحة لا مطعن فيها، وسورة الحجر سورة مكية باتفاق العلماء.
-لا يصحّ في ترتيب نزول سورة الفاتحة حديث ولا أثر، ولا تحديد لتاريخ نزولها.
- كان لنزول سورة الفاتحة شأن خاصٌّ يدلّ على فضلها وعظمتها، وفيه إشارة إلى ما ينبغي أن تُتلقَّى به هذه السورة من حسن التلقّي والقبول والتكريم.
فعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم، سمع نقيضا من فوقه، فرفع رأسه، فقال: " هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم"، فنزل منه ملك، فقال: "هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم"؛ فسلَّم وقال(أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته( رواه مسلم
فهذه السورة نور عظيم البركة، واسع الهدايات، جليل البصائر، وهي كرامة خاصّة لهذه الأمّة، كما أنَّ دعاء الداعي بها مستجاب؛ فإذا قرأ العبد الفاتحة قراءة مخلصاً فيها لله جلّ وعلا، ومتبعاً فيها النبي صلى الله عليه وسلم كانت قراءته متّقبَّلة نافعة.
نسأل الله الكريم التوفيق لحفظ كتابه وتدبره والعمل به وتعليمه .