س2: بيّن وجه تسمية أصحاب الخشية والإنابة علماء.
بيان ذلك أن العلم له ظاهر وباطن
فظاهر العلم هو العلم بالمسائل وتفريعاتها وقواعدها وأصولها وبيان الحلال والحرام وغير ذلك من المسائل.
وباطن العلم وهو ما يعود علي قلب هذا المتعلم من العلم الذي تعلمه, فإن اورثه العلم خشية ورهبة وإنابه لله عزوجل كان ذلك العلم نافعا للعبد وذلك أن المراد من العلم هو حصول الخشية وقد قال الله تعالي (إنما يخشي الله من عبده العلماء) ففي لآين دليل علي أن من يخشي الله فهو من العلماء.
وعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ : "لَيْسَ الْعِلْمُ مِنْ كَثْرَةِ الْحَدِيثِ ، وَلَكِنَّ الْعِلْمَ مِنَ الْخَشْيَةِ" .
فمن وقع في قلبه خشية الله عزوجل وإن كان قليل العلم بالمسائل فهو العالم .
وقد نُقِلَ عَنْ أَحْمَدَ أنَّهُ قِيلَ لَهُ : "لِمَنْ نَسْأَلُ بَعْدَكَ ؟ فَقَالَ لِعَبْدِ الْوَهَّابِ يَعْنِي الْوَرَّاقَ ، فَقِيلَ : إنَّهُ ضَيِّقُ الْعِلْمِ ، فَقَالَ : رَجُلٌ صَالِحٌ مِثْلُهُ يُوَفَّقُ لإِصَابَةِ الْحَقِّ" .
ونقل عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : { إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} . قَالَ : "الْعُلَمَاءُ بِاللهِ الَّذِينَ يَخَافُونَهُ" .
وعَنْ مَسْرُوقٍ -رَحِمَهُ اللهُ- قَالَ : "كَفَى بِالْمَرْءِ عِلْمًا أَنْ يَخْشَى اللهَ ، وَكَفَى بِالْمَرْءِ جَهْلاً أَنْ يُعْجَبَ بِعَمَلِهِ" .
وعَنْ صَالِحٍ أَبِي الْخَلِيلِ -رَحِمَهُ اللهُ- قَالَ : "أَعْلَمُ النَّاسِ بِاللهِ أَشُدُّهُمْ لَهُ خَشْيَةً"
فالمراد ما في القلب من خشية الله وليس المراد كثرة المسائل والممراة والمجادلة بها
س3: بيّن حكم العمل بالعلم.
إن العلم بالعمل من الأمور المهمة التي بها يثبت العلم فكما قالوا العلم ينادي بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل , فمن لم يعمل بما علم عرض نفسه لفقدان هذا العلم وقد وردت آيات و أحاديث في التحذير من ترك العمل بالعلم منها كما قال الله تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ}.
وفي الصحيحين من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((يُؤتَى بالرجل يوم القيامة فيُلْقى في النار، فَتَنْدَلِقُ أَقتابُ بطْنِهِ، فَيَدُورُ بها كما يدُور الحمار في الرَّحَى، فيجتمع إليه أهلُ النار، فيقولون: يا فلانُ ما لك؟ أَلم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟! فيقول: بلى، كنتُ آمر بالمعروف ولا آتيه، وأَنْهَى عن المنكر وآتيه)).
أما حكم العمل بالعلم فهو دائر بين الوجوب والاستحباب وذلك بحسب العلم .
فيجب علي الإنسان أن يعمل العقائد التي تعلمها لأنه إن لم يعمل بها قد يقع في الشرك او في النفاق الأكبر المخرج من الملة .
ويجب علي العبد أيضا أن يفعل الفرائض ويجتنب النواهي لأنه مسئول عنها والفرائض فرض عين علي كل مسلم بالغ عاقل , ومن قصر في أعمالها فهو من العصاة الفاسقين الذين يستحقون العقوبة علي ما قصروا من أعمال لأن الله لا يعاقب إلا علي الفرائض.
أما النوافل والسنن والمستحبات التي ندب إليها الشرع وبها يكمل إيمان العبد فيندب للعبد أن يعمل بها ليكمل إيمانه ويرتفع إلي درجة المحسنين.
ومن العمل بالعلم من حكمه فرض كفايه إذا قام به البعض سقط الأثم عن الباقين كفروض الكفايات.
.
س4: اذكر ثلاثة مؤلفات في الحث على العمل بالعلم والتحذير من تركه.
كتاب "اقتضاء العلم العمل" للخطيب البغدادي.
رسالة في "ذم من لا يعمل بعلمه" للحافظ ابن عساكر.
ابن القيم في "مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية أهل العلم والإرادة"