وهو أحد عشر بابا.
قال شيخنا علي بن عبيد الله: الأصل في الوزع الجمع المانع من التفرق.
وقال ابن فارس: وزعت الرجل عن الأمر، أي: كففته وأوزع الله فلانا الشكر، أي: ألهمه.
وذكر أهل التفسير أن الوزع في القرآن على وجهين:
أحدهما: السوق الجامع. ومنه قوله تعالى في النمل: {والطير فهم يوزعون} [وفيها: {ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون}].
[قال ابن فارس: يوزعون] يحبس أولهم على آخرهم.
والثاني: الإلهام. ومنه قوله تعالى في النمل: {رب أوزعني أن أشكر نعمتك}، ومثله في الأحقاف.
الوكيل: في العرف من قلد النظر بحكم الوكالة وفوض إليه الإصلاح فيه، هذا بشرط أن يكون المنظور إليه حيا. فإن كان ميتا فالناظر وصي. والتوكل: إظهار العجز والاعتماد على الغير، وواكل فلان، إذا ضيع أمره متكلا على غيره. يقال: فلان وكلة تكلة أي: عاجز يكل أموره إلى غيره. والوكل: الضعيف. وكذلك الوكلة. وأنشدوا: -
لو فات شيء يرى لفات أبو = حيان لا عاجز ولا وكل
وذكر أهل التفسير أن الوكيل في القرآن على أربعة أوجه: -
أحدها: الحافظ. ومنه قوله تعالى في سورة النساء: {أم من يكون عليهم وكيلا}، وفي بني إسرائيل: {وكفى بربك وكيلا}.
والثاني: الرب. ومنه قوله تعالى في بني إسرائيل: {ألا تتخذوا من دوني وكيلا}، وفي المزمل: {فاتخذه وكيلا}.
والثالث: المسيطر، والمسيطر المسلط. ومنه قوله تعالى في الأنعام: {وما أنت عليهم بوكيل}، وفي الفرقان: {أفأنت تكون عليه وكيلا}.
والرابع: الشهيد. ومنه قوله تعالى في هود: {والله على كل شيء وكيل}، وفي يوسف والقصص: {والله على ما نقول وكيل}.