" أبواب الثلاثة "
155 - باب السبح
قال شيخنا علي بن عبيد الله: السبح: أصله الجري. يقال: سبح يسبح سبحا [ومنه التسبيح]، وهو الجري في تسبيح الله [تعالى] بتعظيمه وتنزيهه. وقال ابن فارس: التسبيح: تنزيه الله تعالى من كل سوء.
والسباحة: العوم. والسبحة: الصلاة: والسبح: الفراغ.
وذكر بعض المفسرين أن السبح في القرآن على ثلاثة أوجه: -
أحدهما: الفراغ. ومنه قوله تعالى في المزمل: {إن لك في النهار سبحا طويلا}.
والثاني: الدوران. ومنه قوله تعالى في يس: {وكل في فلك يسبحون}.
والثالث: سير السفن في البحر. ومنه [قوله تعالى] في النازعات: {والسابحات سبحا}.
السجود في اللغة: خفض الرأس وإن لم تصل الجبهة إلى الأرض. وكل ذليل فهو ساجد.
وذكر بعض المفسرين أن السجود في القرآن على ثلاثة أوجه:
أحدها: السجود الشرعي، وهو وضع الجبهة على الأرض. ومنه قوله تعالى في النمل: {ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء}.
والثاني: الركوع الشرعي. ومنه قوله تعالى في البقرة: {وادخلوا الباب سجدا}.
والثالث: الانقياد والاستسلام. ومنه قوله تعالى في سورة الرحمن: {والنجم والشجر يسجدان}.
السعي: في الأصل. الإسراع في المشي، وهو دون العدو.
وذكر المفسرون أنه في القرآن على ثلاثة أوجه: -
أحدها: المشي. ومنه قوله تعالى في البقرة: {ثم ادعهن يأتينك سعيا}، وفي يس: {وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى}.
والثاني: المبادرة بالنية والعزم. ومنه قوله تعالى في الجمعة: {فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع}. وقال ابن قتيبة: معناه: بادروا بالنية والجد. ولم يرد به الإسراع في المشي. وقال أبو عبيد واليزيدي: معنى قوله فاسعوا إلى ذكر الله: أجيبوا.
والثالث: العمل. ومنه قوله تعالى في بني إسرائيل: {ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا}. وفي الليل: {إن سعيكم لشتى}.