دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > التأريخ > متون التاريخ > قصص الأنبياء

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 جمادى الأولى 1431هـ/14-04-2010م, 05:07 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي قصة يونس عليه السلام


قصة يونس صلى الله عليه وسلم:
وهو من أنبياء بني إسرائيل العظام ، بعثه الله إلى أهل نينوى - من أرض الموصل - فدعاهم إلى الله تعالى فأبوا عليه ، ثم كرر عليهم الدعوة فأبوا ، فوعدهم العذاب وخرج من بين أظهرهم ، ولم يصبر الصبر الذي ينبغي ، ولكنه أبق مغاضبا لهم ، وهم لما ذهب نبيهم ألقي في قلوبهم التوبة إلى الله والإنابة بعدما شاهدوا مقدمات العذاب ، فكشف الله عنهم العذاب .
والظاهر أن يونس علم انكشاف العذاب عنهم ، واستمر في ذهابه عنهم ، ولهذا قال تعالى :
{ وذا النون إذ ذهب مغاضبا } [الأنبياء : 87] .
وقال تعالى : { إذ أبق إلى الفلك المشحون } [الصافات : 140] .
فركب في سفينة موقرة من الركاب والأحمال ، فلما توسطوا البحر شارفت على الغرق ، ودار الأمر بين أن يبقوا جميعا فيها فيهلكوا ، وبين أن يلقوا بعضهم بمقدار ما تخف السفينة فيسلم الباقون ، فاختاروا الأخير لعدلهم وتوفيقهم ، فاقترعوا فأصابت القرعة أناسا منهم ، ومنهم يونس صلى الله عليه وسلم ، ولهذا قال : { فساهم فكان من المدحضين } [الصافات : 141] .
أي : المغلوبين في القرعة ، فألقوا فابتلعه حوت في البحر ابتلاعا ، لم يكسر له عظما ، ولم يمضغ له لحما .
فلما صار في جوف الحوت في تلك الظلمات نادى : { لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين }[الأنبياء : 87] .
فأمر الله الحوت أن تلقيه بالعراء ، فخرج من بطنها كالفرخ الممعوط من البيضة في غاية الضعف والوهن ، فلطف الله به ، وأنبت عليه شجرة من يقطين ، فأظلته بظلها الظليل حتى قوي واشتد ، وأمره الله أن يرجع إلى قومه فيعلمهم ويدعوهم ، فاستجاب له أهل بلده مائة ألف أو يزيدون ، فآمنوا فمتعناهم إلى حين .
وفي هذه القصة عتاب الله ليونس صلى الله عليه وسلم اللطيف ، وحبسه في بطن الحوت ؛ ليكون كفارة وآية عظيمة وكرامة ليونس ، ومن نعمة الله عليه أنه استجاب له هذا العدد الكثير من قومه ، فكثرة أتباع الأنبياء من جملة فضائلهم .
وفيها استعمال القرعة عند الاشتباه في مسائل الاستحقاق والحرمان إذا لم يكن مرجح سواها ، وفي عمل أهل السفينة هذا العمل دليل على القاعدة المشهورة أنه يرتكب أخف الضررين لدفع الضرر الذي هو أكبر منه ، ولا ريب أن إلقاء بعضهم وإن كان فيه ضرر ، فعطب الجميع إذا لم يلق أحد أعظم .
وفيها أن العبد إذا كانت له مقدمة خاصة مع ربه وقد تعرف إلى ربه في حال الرخاء ، أن الله يشكر له ذلك ، ويعرفه في حال الشدة بكشفها بالكلية أو تخفيفها ، ولهذا قال في قصة يونس : { فلولا أنه كان من المسبحين }{ للبث في بطنه إلى يوم يبعثون } [الصافات : 143 و 144] .
وفيها ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم : « دعوة أخي ذي النون ما دعا بها مكروب إلا فرج الله عنه : { لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين }» .
وفيها أن الإيمان ينجي من الأهوال والشدائد لقوله تعالى : { وكذلك ننجي المؤمنين } [الأنبياء : 88] .
أي : إذا وقعوا فيها لإيمانهم .


 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
يونس, قصة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:50 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir