دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > إدارة برنامج إعداد المفسر > سير المفسرين

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 6 ربيع الثاني 1437هـ/16-01-2016م, 02:30 AM
الصورة الرمزية نوره عبدالجبار القحطاني
نوره عبدالجبار القحطاني نوره عبدالجبار القحطاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
الدولة: بلاد التوحيد.
المشاركات: 129
Post سيرة مفسر ( معاذ بن جبل ) رضي الله عنه .

معاذ بن جبل رضي الله عنه .
- سيرة مفسر-

اسمه و نسبه : معاذ بن جبل الخزرجي الأنصاري هو أبو عبدالرحمن معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس .
كنيته : يكنى أبا عبدالرحمن .
أبناؤه : كان له من الولد عبدالرحمن و أم عبدالله و ولد آخر لم يذكر اسمه .
أمه : هند بنت سهل من جهينة .
مولده و نشأته : ولد سنة 18 قبل الهجرة , كانت حياته قبل الإسلام في ظل نشأته في غير بيت أبيه فقد توفي والده و تزوجت أمه من رجل يدعى الجد بن قيس هو الرجل الذي عرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم جهاد الروم في غزوة تبوك فاعتذر بحجة انه يخشى الفتنة من نساء الروم فاعرض عنه النبي وقال : قد اذنت لك . ففيه نزل قوله تعالى: ((وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ(49).((
وقد تربى معاذ في هذا البيت غير أنه لم يتأثر بأخلاق هذا المنافق وهذا من توفيق الله وعنايته بمعاذ رضي الله عنه .
إسلامه :
أسلم معاذ رضي الله عنه على يد سفير الإسلام إلى المدينة مصعب بن عمير رضي الله عنه وهو ابن ثمانية عشرة سنة و هو من السبعين من بني جُشم بن الخزرج , وهو من أهل بيعة العقبة الثانية و شهد المشاهد كلها : بدرا وأحدا والحديبية وبيعة الرضوان , وما إن عاد معاذ بن جبل من مكة، حتى كوَّن هو ونفر صغير من أصدقائه جماعةً لكسر الأوثان، وانتزاعها من بيوت المشركين في يثرب في السرِّ، أو في العلن. وكان من أثر حركتهم إسلام رجل كبير في المدينة هو عمر بن الجموح.


صفاته الخَلقية :

قال كعب بن مالك رضي الله عنه : كان شابا جميلا سَمْحاً.
قال عبد الصمد بن سعيد : نزل حمصَ وكان طويلا حسنا جميلا .
وعن أبي بحرية قال: دخلت مسجدَ حمصٍ فإذا أنا بفتى حولَه الناسُ،جعدٌ قططٌ، فإذا تكلَّم كأنَّما يخرُج من فيهِ نورٌ و لؤلؤٌ، فقلت من هذا ؟ قالوا : معاذ بن جبل.
وعن أبي مسلم الخولاني قال: أتيت مسجدَ دمشق فإذا حلقة فيهاكهولٌ من أصحاب محمَّدوإذا شاب فيهمأكحلُ العين برَّاق الثنايا كلَّما اختلفوا في شيء رَدُّوهُ إلى الفتى قال: قلتُ لجليس لي من هذا؟ قالوا هذا معاذ بن جبل.
وعن الواقدي عن أشياخ له قالوا: كان معاذ رجلا طَوَالاأبيضَ حسنَ الشَّعرِ , عظيمَ العينينِ , مجموعَ الحاجبين , جَعْداً قَطَطاً.
صفاته الخُلقية :
1_ الورع ، فكان لِمُعاذ بن جبل امْرأتان، فإذا كان عند إحْداهما لم يشْرب في بيت الأخرى الماء، لِيُحَقِّقَ العدْل الكامل بينهما, هذه الليلة لِفُلانة فيأكل ويشْرب وينام عندها، أمّا عند الأخرى فَكان لا يشْرب عندها الماء في الليلة التي ليسَتْ لها، ألم يقل الله عز وجل:

﴿وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا﴾.


2_ الأمانة , فعندما أرسله عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إلى بني كلاب ليقسم فيهم أعطياتهم ويوزع على فقرائهم صدقات أغنيائهم فقام بواجبه خير قيام.

3_عبادته واجتهاده :

عن ثور بن يزيد قال: كان معاذ بن جبل إذا تهجد من الليل قال: اللهم قد نامت العيون وغارت النجوم وأنت حي قيوم: اللهم طلبي للجنة بطيء، وهربي من النار ضعيف، اللهم اجعل لي عندك هدى ترده إلي يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد.
4_كرمه :

عن ابن كعب بن مالك قال: كان معاذ بن جبل شابًّا جميلا سمحًا من خير شباب قومه لا يسأل شيئا إلا أعطاه حتى أدان دينا أغلق ماله فكلم رسول الله -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله - أن يكلم غرماءه أن يضعوا له شيئا ففعل فلم يضعوا له شيئا، فدعاه النبي فلم يبرح حتى باع ماله فقسمه بين غرمائه فقام معاذ لا مال له قال الشيخ: كان غرماؤه من اليهود فلهذا لم يضعوا له شيئاً.

فضله :
_ إمام فقيه ، وعالم ، أسلم وهو ابن ثماني عشرة سنة ، شهد بدرًا والمشاهد كلها مع الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، و أردفه الرسول وراءه ، وشيعه ماشيًا في مخرجه وهو راكب ، وبعثه قاضيًا إلى الجند من اليمن بعد غزوة تبوك وهو ابن ثمانٍ وعشرين سنة ليعلِّم الناس القرآن وشرائع الإسلام ويقضي بينهم.
.
_ كان معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه أحد الفقهاء الستة رضي الله عنه ، وكانوا ثلاثة من المهاجرين وثلاثة من الأنصار ، وكان رضي الله عنه يفتي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم و في عهد أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنه .
_ قال النبي عنه محمد أعلم أمتي بالحلال و الحرام معاذ بن جبل , فقد روى الإمام أحمد رضي الله عنه عن انس بن مالك : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أرحم أمتي أبو بكر ، وأشهدها في دين الله عمر بن الخطاب ، وأصدقها حياء عثمان و أعلمها بالحلال والحرام معاذ بن جبل رضي الله عنهم) .
_ وهو أحد الستة الذين حفظوا القرآن على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
وحسبه شهادة له قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: { استقرئـوا القرآن من أربعـة: من ابن مسعـود، وسالم مولى أبي حذيفـة، وأُبي بن كعب، ومعاذ بن جبل }.
_ اختاره النبي صلى الله عليه وسلم له بعد أن فتح مكة وسار إلى حنين أن يبقى في مكة ليعلم أهلها الإسلام ، ويفقههم في الدين ويفتيهم فيما يحدث لهم من أمور مشكلة ، ويدل على هذا أيضاً اختيار النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل ليكون قاضياً ومفتياً إلى اليمن ، وقد سر رسول الله صلى الله عليه وسلم من طريقته ومنهجه في القضاء .
_ أرسله النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى اليمن مع رسل ملوك اليمن يعلم الناس دينهم وأوصاه بأمور عدة ,
فقد سأله النبي -صلى الله عليه وسلم-: { بما تحكم يا معاذ ؟}.
قال معاذ: { بكتاب الله }.
قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: { فإن لم تجد ؟}.
قال معاذ: { بسنة رسول الله }.
_كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه المشهور بفقهه بين الصحابة ، يحض الناس على التفقه على يد معاذ بن جبل رضي الله عنه, و كان يستشيـره
كثيراً وكان يقول في بعـض المواطـن التي يستعيـن فيها برأي مُعاذ وفقهـه: { لولا معاذ بن جبـل لهلك عمـر }.
قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: { فإن لم تجد ؟}.
قال معاذ: { أجتهد رأي ولا آلو }.
قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: { الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله }.

طبقة معاذ بن جبل : صحابي جليل عالم بكتاب الله .

الرواة عنه :
روى عنه ابن عمر ، وابن عباس ، وجابر ، وأنس ، وأبو أمامة ، وأبو ثعلبة الخشني ، ومالك بن يخامر ، وأبو مسلم الخولاني ، وعبد الرحمن بن غنم ، وجنادة بن أبي أمية ، وأبو بحرية عبد الله بن قيس ، ويزيد بن عميرة ، وأبو الأسود الديلي ، وكثير بن مرة ، وأبو وائل ، وابن أبي ليلى ، وعمرو بن ميمون الأودي ، والأسود بن هلال ، ومسروق ، وأبو ظبية الكلاعي ، وآخرون .

: تلاميذه
مالك بن يخامر السكسكي (المتوفى سنة 70) وقد عاش ما عاش ناقلاً من روح معاذ إلى روحه، ومن قلب معاذ إلى قلبه، ومن عقل معاذ وإيمانه إلى عقله وإيمانه ، فلما حضرت معاذ الوفاة بكى، فقال له معاذ: ما يبكيك؟ قال: والله ما أبكي على دنيا كنت أصيبها منك، ولكن أبكي على العلم والإيمان اللذين كنت أستفيدهما منك.
ومن تلاميذ معاذ أيضاً عمرو بن ميمون الأودي (المتوفى سنة 74) وهو من شيوخ الشعبي ، وسعيد بن جبير وأضرابهما ، وأبو مسلم عبد الله بن ثوب الخولاني (المتوفى بالشام سنة 62) وهو من شيوخ جبير بن نفير ومكحول وأمثالهما، ومسروق بن الأجدع الهمداني (المتوفى سنة 63) وأبو وائل شقيق بن سلمة الأسدي (المتوفى في خلافة عمر بن عبد العزيز) وعشرات غيرهم.

فضله و منزلته عند الرسول صلى الله عليه و سلم و أصحابه :
1_ قال له الرسول -صلى الله عليه وسلم-: { يا مُعاذ، والله إني لأُحِبّك فلا تنْسَ أن تقول في عَقِب كل صلاة: اللهم أعِنّي على ذِكْرك
وشكرك وحُسْن عبادتك }.
2_لقيه الرسول -صلى الله عليه وسلم- ذات صباح فسأله: { كيف أصبحت يا معاذ ؟}.
قال: { أصبحت مؤمنا حقّا يا رسول الله }.
قال النبي: { إن لكل حق حقيقة، فما حقيقة إيمانك ؟}.
قال معاذ: { ما أصبحت صباحا قط إلا ظننت أني لا أمْسي، ولا أمْسَيت مساء إلا ظننت أني لا أُصْبح، ولا خطوت خطوة إلا ظننت أني لا أتْبِعُها غيرها، وكأني أنظر الى كل أمّة جاثية تُدْعى الى كتابها، وكأني أرى أهل الجنة في الجنة يُنَعَّمون، وأهل النار في النار يُعَذّبون }.
فقال له الرسول: { عرفتَ فالزم}.
كان عمـر بن الخطـاب -رضي اللـه عنه- يستشيـره كثيراً وكان يقول في بعـض المواطـن التي يستعيـن فيها برأي مُعاذ وفقهـه: { لولا معاذ بن جبـل لهلك عمـر }.

حبه للعلم رضي الله عنه :
عُرف رضي الله عنه بحبه للعلم فكان معاذا -رضي الله عنه- دائب الدعوة الى العلم و إلى ذكر الله، فقد كان يقول: { احذروا زيْغ الحكيم، واعرفوا الحق بالحق، فإن للحق نوراً }.
وكان يرى العلم معرفة وعملا فيقول: { تعلموا ما شئتـم أن تتعلموا، فلن ينفعـكم الله بالعلم حتى تعْمَلوا }.
وكان يرى الإيمان بالله وذكره استحضارا دائما لعظمته ومراجعة دائمة لسلوك النفس، يقول الأسود بن هلال: { كُنّا نمشي مع مُعاذ، فقال لنا: اجلسوا بنا نُؤْمِنْ ساعة }.

آثاره و نبذة من أخباره :
-عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : بعثني النبي -صلى الله عليه وسلم- خامسُ خمسَة على أصناف اليمن : أنا , ومعاذ , وخالد بن سعيد , وطاهر بن
أبي هالة , وعكاشة بن ثور , وأمرنا أن نيسر ولا نعسر.
-وعن أبي بردة قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا موسى ومعاذ بن جبل إلى اليمن قال وبعث كل واحد منهما على مخلاف ( إقليم ) قال واليمن مخلافان ثم
قال : يسِّرا ولا تُعسِّرا وبشِّرَا ولا تُنَفِّرا. فانطلق كلُّ واحد منهما إلى عمله وكان كل واحد منهما إذا سار في أرضه كان قريبا من صاحبه أحدث به عهدا فسلّم عليه , فسار معاذ في أرضه قريبا من صاحبه أبي موسى فجاء يسير على بغلته حتى انتهى إليه وإذا هو جالس وقد اجتمع إليه الناسوإذا رجلٌ عنده قد جُمِعت يداه إلى عنقه فقال له معاذ : يا عبد الله بن قيس أيم هذا؟ قالهذا رجل كفر بعد إسلامه. قاللا أنزل حتى يُقتل. قالإنَّما جيء به لذلك فانزل. قالما أنزل حتى يقتل , فأَمر به فقتل. ثم
نزل فقال : يا عبد الله كيف تقرأ القرآن؟ قال أتَفَوَّقُه تفَوقا. قال فكيف تقرأ أنت يا معاذ؟ قال أنام أوَّلَ الليل فأقوم وقد قضيت جزئي من النوم فأقرأ ما كتب الله لي , فأحتسب نومتي كما أحتسب قَوْمَتي. وكأن معاذا فُضِّل عليه.
_جاء في الآثار أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم وصّى معاذا فقال : اتق الله حيثما كنت واتبع الحسنة السيئة تمحها وخالق الناس بخلق حسن.
وجاء في بعض الروايات أنه قال له: اتق الله. فقال معاذ : زدني. فقال: أَتْبِع الحسنةَ تمحها , قال : زدني , قال : خالق الناس بخلق حسن وجاء أيضا في رواية : أخلص دينك يكفك القليلُ من العمل.

_وجاء عن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يبعث معاذا رضي الله عنه ركب معاذ بن جبل ورسول الله يمشي إلى جانبه يوصيه

فقال : يا معاذ أوصيك وصية الأخ الشفيق أوصيك بتقوى الله.
_وجاء في بعض الآثار جملة من الوصايا منها: عٌد المريض وأسرع في حوائج الأرامل والضعفاء وجالس الفقراء والمساكين وأنصف الناس من نفسك.
قال معاذ رضي الله عنه : كان من آخر ما أوصاني به النبي صلى الله عليه وسلم حين جعلت رجلي في الغرز: أن أَحْسِنْ خُلُقَك مع الناس.
كان معاذ بن جبل رضي الله عنه يحض على الصلاة مع جماعة المسلمين ، فكان يقول : من سرَّه أن يأتي الله عز وجل آمناً فليأت هذه الصلوات الخمس حيث ينادي بهنَّ فإنهن من سُنن الهدى ومما سنّه لكم نبيّكم صلى الله عليه وسلم ،لا يقلِ - الرَّجُلُ - إنَّ لي مُصلَّى في بيتي فأصلي فيه فإنَّكم إن فعلتم ذلك تركتم سنّةَ نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم لضللتم .
_ كان معاذ بن جبل رضي الله عنه يقول لابنه: يا بني، إذا صليت فصَلِّ صلاةَ مُوَدِّع لا تظنَّ أنَّكَ تعودُ إليها أبدًا , واعلم يا بنيَّ أنَّ المؤمن يموتُ بين حسنتين: حسنةٍ قدَّمَها وحسنةٍ أخَّرَها.
_ كان أحد الثلاثين الذين أردَفَهُم رسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وراءَهُ. فعنه قال : كنت رِدْفَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- على حِمار يقال له : "عُفَيْرٌ" فقال: يا معاذ! تدري ما حقُّ الله على العباد ، وما حقُّ العبادِ على الله؟ قال : قلت : اللهُ ورسولُه أعلم. قال : فإن حقَّ الله على العبادِ أن يَعبدوا الله ولا يشركوا به شيئاً ، وحقُّ العباد على الله –عز وجل- أن لا يُعذِّبَ مَن لا يُشركُ به شيئاً. قال : قلت: يا رسول الله! أفلا أبشِّرُ الناسَ؟ قال : لا تُبَشِّرْهُم فيَتَكِّلُوا. رواه البخاريّ ومسلم _
كان يحذر رضي الله عنه من فتنة النساء :
عن أشعث بن سليم قال: سمعت رجاء بن حيوة عن معاذ بن جبل قال: ابتليتم بفتنة الضراء فصبرتم، وستبتلون بفتنة السراء، وأخوف ما أخاف عليكم فتنة النساء إذا تسورن الذهب ولبسن رباط الشام وعصب اليمن فأتعبن الغني وكلَّفنَ الفقيرَ مالا يجد.
_عن عبد الله بن سلمة قال: قال رجل لمعاذ بن جبل : علّمني، قال : وهل أنت مطيعي ؟ قال: إني على طاعتك لحريصٌ قال: صم وأفطر،وصلِّ ونَم ، واكتسب ولا تأثم، ولا تموتن إلا وأنت مسلم، وإياك ودعوة المظلوم.
وعن محمد بن سيرين قال: أتى رجل معاذ بن جبل ومعه أصحابه يسلِّمون عليه ويوَدِّعونَه فقال: إني موصيك بأمرين إن حفظتهما حُفِظْتَ : إنَّه لا غنى بك عن نصيبك من الدّنيا وأنت إلى نصيبك من الآخرة أفقر.

_وعن أبي بحرية , عن معاذ قال : ما عمِلَ آدمي عملا أنجى له من عذاب الله من ذكر الله . قالوا : يا أبا عبد الرحمن ، ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : ولا , إلا أن يضرب بسيفه حتى ينقطع ؛ لأن الله تعالى يقول في كتابه : وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ


_وعن أبي إدريس الخولاني قال: قال معاذ: إنك تجالس قومًا لا محالة يخوضون في الحديث، فإذا رأيتهم غفلوا فارغب إلى ربك عند ذلك رغبات. رواهما الإمام أحمد.
وعن الأسود بن هلال قال: كنا نمشي مع معاذ فقال: اجلسوا بنا نؤمن ساعة.


فقه معاذ رضي الله عنه :
_ روى موسى بن علي بن رباح , عن أبيه , قال : خطب عمر الناس بالجابية فقال : من أراد الفقه فليأت معاذ بن جبل.
_عن أبي سعيد أنَّ معاذا دخل المسجد ورسولُ الله ساجدٌ , فسجد معه , فلمَّا سلّم , قضى معاذ ما سبقه , فقال له رجل : كيف صنعت ؟ سجدتَ ولم تَعتدَّ بالركعة , قال : لم أكنْ لأرى رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- على حال إلاَّ أحببتُ أن أكونَ معه فيها , فذكر ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم- فسرَّه , وقال : هذه سنَّة لكم.
_ روى الأعمش عن أبي سفيان , قال : حدثني أشياخ منَّا أن رجلا غاب عن امرأته سنتين , فجاء وهي حُبْلَى , فأتى عمرَ , فهمَّ برجمها , فقال له معاذ : إن يكُ لكَ عليها سبيلٌ فليس لك على ما في بطنها سبيل ,فتركها , فوضعت غلاما بان أنَّه يُشبِه أباه قد خرجت ثنيتاه , فقال الرَّجل : هذا ابني ، فقال عمر : عجزت النساء أن يلدن مثل معاذ , لولا معاذ لهلك عمر.
_وكان عمر رضي الله عنه يقول حين خرج معاذ إلى الشام : لقد أخل خروجه بالمدينة وأهلِها في الفقه , وفيما كان يفتيهم به, ولقد كنتُ كلَّمتُ أبا بكر أن يحبسه لحاجة الناس إليه , فأبى عليَّ وقال : رجل أراد وجها -يعني الشهادة- فلا أحبسه . قلت : إنَّ الرَّجل ليُرزق الشهادة وهو على فراشه.
_ رأى رجلا يبكي ، قال : ما يبكيك ؟ قال : ما أبكي على دنيا كنت أصبتها منك ، ولكن أبكي على العلم الذي كنت أصيبه منك ، قال : ولا تبكه ; فإن إبراهيم - صلوات الله عليه - كان في الأرض وليس بها علم ، فآتاه الله علما ، فإن أنا مت ، فاطلب العلم عند أربعة : عبد الله بن مسعود ، وسلمان الفارسي ، وعبد الله بن سلام ، وعويمر أبي الدرداء .
_عن عبد الله بن سلمة قال: قال رجل لمعاذ بن جبل: علمني قال: وهل أنت مطيعي قال: إني على طاعتك لحريص، قال: صم وأفطر وصلّ ونم واكتسب ولا تأثم ولا تموتن إلا وأنت مسلم، وإيّاك ودعوة المظلوم.

بعض ما رواه معاذ بن جبل عن الرسول صلى الله عليه وسلم :
_عن معاذ بن جبل قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « المتحابين في الله عز وجل يظلهم الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله ».

بعض من أقوال الرسول صلى الله عليه و سلم و أصحابه في معاذ رضي الله عنه :
_حينما تكلم أحدهم في معاذ عند الرسول فقال النبي صلى الله عليه و سلم عن معاذ ( دعك عن معاذ فإن الله يباهي به الملائكة)
_وقد قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم ( نعم الرجل معاذ بن جبل)
_ولما طعن الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه بخنجر أبى لؤلؤة المجوسي وشعر عمر بدنو أجله
قال :
( لو أدركت معاذا لا استخلفته )
وقال أيضاً (: عجزت النساء أن يلدن مثل معاذ)

_قال ابن مسعود : ((إنَّ معاذ بن جبل كان أمَّةً قانتاً لله حنيفاً , فقيل له : إِنّ إبراهيم هو الذي كان أمةً قانتاً لله حنيفاً , فقال : ما نسيتُ ولكن هل تدري ما الأمة وما القانت؟ قُلتُ : الله أعلم ، فقال : الأمة الذي يعلمُ الخير والقانت المُطيع لله عز وجل ولِرَسوله وكان مُعاذ بن جبل يُعَلِّمُ الناس الخير وكانَ مُطيعاً لله عز وجل))


_عن شهر بن حوشب قال: كان أصحابُ محمّد إذا تحدّثوا وفيهم معاذ نظروا إليه هيبةً له.

نماذج من تفسيره رضي الله عنه :
_﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا اْلأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ َلا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِّلا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ اْلآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ ﴾ ] الأعراف: 169 [.
قال معاذ رضي الله عنه : سيبلى القرآن في صدور أقوام كما يبلى الثوب، فيتهافت, يقرؤونه لا يجدون له شهوة ولا لذة, يلبسون جلود الضأن على قلوب الذئاب, أعمالهم طمع لا يخالطه خوف, إن قصروا قالوا سنبلغ, وإن أساءوا قالوا سيغفر لنا, إنا لا نشرك بالله شيئا.

من أقواله رضي الله عنه :
_ ((اعلموا ما شئتم أن تعلموا ، فلن يؤجركم الله بعلم حتى تعملوا))
_كان يوصي ابنه فيقول له : ((يا بُني إذا صَلَّيْتَ فَصَلِّ صلاة مُوَدِّع، و يا بني إنَّ المؤمن يموت بين حَسَنَتَين: حسنةٍ قدَّمَها، وحسنةٍ أخَّرها))

_((قد ابْتُليتُم بِفِتْنَة الضراء فَصَبَرْتُم وسَتُبْلَوْنَ بِفِتْنَةِ السراء وأَخْوَفُ ما أخاف عليكم فِتْنة النِّساء، إذا تسَوَّرْنَ الذهب، ولَبِسْنَ رباط الشام، وعَصْبَ اليَمَن، فأَتْعَبْنَ الغني، وكلَّفنَ الفقير ما لا يجد))

_(( كان مُعاذ بن جبل إذا تهجَّد من الليل, قال: اللهم قد نامت العُيون وغارتِ النجوم وأنت الحيّ القيوم, اللهم طلبي للجنّة بطيء, وهربي من النار ضعيف, اللهم اجْعل لي عندك هُدىً ترُدُّهُ لي يوم القِيامة إنك لا تُخْلف الميعاد ))

_(( إيَّاكُم والتبَدُّعُ والتنَطُّع وعليكُم بالعتيق((.

وفاته رضي الله عنه :
تتابع البلاء على معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه ، فقد ماتت زوجتاهوأصيب ولده وبكره عبدالرحمن بالطاعون ، وكان يكنى به وأحب الخلق إليه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذهب إلى المسجد فصلى ثم عاد منه فوجد ولده مكروباً ، فقال : يا عبدالرحمن : كيف أنت ؟فاستجاب له فقال :يا أبت (الحق من ربك فلا تكن من المحترين)فقال معاذ :وأنا إن شاء الله ستجدني من الصابرين ، فأمسكه ليلة ثم دفنه من الغد فطعن معاذ فقال حين اشتد به النزع-نزع الموت-فنزع نزعاً لم ينزعه أحد ، وكان كلما أفاق من غمرة فتح طرفه ثم قال : رب اخنقني خنقتك ، فوعزتك إنك لتعلم أن قلبي يحبك .
_لما حضره الموت قال :((أصْبَحْنا، فقِيل له: لم نُصْبِحْ؟ فقال رضي الله عنه: أعوذ بالله من ليلةٍ صباحُها النار، مرْحَبًا بالموت مرْحبًا بالموت؛ زائِرٌ مُغِبّ، حبيب جاء على فاقة، اللهم إني كنت أخافُك وأنا اليوم أرْجوك، إنك تعلم أني لم أكن أُحِبّ الدنيا وطول البقاء فيها لِكَرْي الأنهار، ولا لِغَرْس الأشجار، ولكن لظمأ الهواجر، ومُكابَدَة الساعات، ومُزاحَمَة العُلماء بِالرُّكَب عند حِلَق الذِّكر))

_توفي رضي الله عنه في طاعون وقع بالشام بعَمَواس , وهو ابن ثمان وعشرين , وقيل : ابن اثنتين وثلاثين .

عن سعيد بن المسيب قال : قبضمعاذ وهو ابن ثلاث أو أربع وثلاثين سنة. قال يزيد بن عبيدة : توفي معاذ سنةسبع عشرة
وقال المدائني وجماعة : سنة سبع أو ثمان عشرة .

وقال ابن إسحاقو الفلاس : سنة ثمان عشرة .

وقال أبو عمر الضرير : وهو ابن ثمان وثلاثين سنة , وكذا قال الواقدي ، وقال : توفي سنة ثمان عشرة -رضي الله عنه.

المراجع :
_سير النبلاء للحافظ الذهبي .
_معجم الصحابة لابن قانع.
_ موسوعة النابلسي للعلوم الإسلامية.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مفسر, سيرة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:42 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir