دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الأقسام العامة > المنتديات > المنتدى العام

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 صفر 1437هـ/8-12-2015م, 09:25 AM
ماهر القسي ماهر القسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 467
افتراضي أصنامنا والتغيير

أصنامنا والتغيير
- دأب الناس من بدأ الخليقة على محاولةٍ لإيجاد معبود حسيٍ لهم , وإن لم يكن معبوداً فمعظّمٌ ومبجّلٌ ومسموعٌ لأمره مطاع .
- من عهد نوح وهود وعادٍ وموسى عليهم السلام كانت أقوامهم تتخذ معبودات لهم .
- وكان عمل المصلحين طيلة هذه القرون هي إقناع الناس بأن هذه الأصنام لا تضر ولا تنفع , بل هي سد منيع ضد العقل والمنطق والمصلحة العامة .
- وكانت ردة فعل الناس هي المقاومة ضد تيارات الصالحين بحجج واهية لمصلحةٍ في أنفسهم هي بقاء الصنم وبقاء عاداتهم .
- تعددت وسائل الأنبياء والمصلحين في سبيل الإصلاح ومنها :
1) كسر الأصنام وتحطيمها الحسية منها – الحجر والشجر – والمعنوية – دين الآباء والأجداد وتقاليدهم , كما فعل سيدنا إبراهيم عليه السلام بكسر الأصنام مع قومه , ولكن هذه الوسيلة غير مجدية مع النفس البشرية لأن مقاومة التغيير تكون على أشدها لأنها تثير عزة النفوس وكبريائها وتدفع النفوس إلى الجحود واستنكار الحق وأهله .
2) تغيير القناعات والأفكار ليقوم تابع الصنم بتكسير صنمه كما فعل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مع قومه , ولكنه طريق طويل وشاق غير أنه هو الأفضل أثراً و أشد نجاحاً , فتابع الصنم الحسي يكسر صنمه , وتابع الصنم المعنوي يهجر صنمه .
- ونحن الآن مع نفوسنا ومؤسساتنا ودولنا وجماعاتنا , لدى كل واحد منا صنم يعظمه لا يقبل تغييره ( من جاهٍ أو مالٍ أو غيره ) , ولا يفكر بتطوير فكره أو تعديله حسب المعطيات الجديدة المنطقية .
- وعندما يأتي مصلح أو أي مجال للتغيير تجد النفوس والشركات تقاوم الإصلاح والتغيير بعدة وسائل منها:
1) الرفض والإنكار .
2) النفاق والتدليس .
3) حجج واهية ( ليس وقته الآن , نحن لدينا خطط أفضل منها ستظهر في وقتها , نحن أفضل من يعمل في هذا المجال ,,,,,, ) .
- من هذه الأفكار ننطلق لنستحضر الدور الإصلاحي و الإيجابي وآثاره وضرورات وجوده , ويجب أن يكون دوره مرتباً حسب الترتيب التالي :
1) معرفة الصنم الحقيقي ( حسياً كان أو معنوياً ) .
2) معرفة وسائل مقاومته وطلب العلم في سبيل ذلك .
3) تطوير المهارات والقدرات القادرة على المقاومة و المؤهلة لذلك .
4) اتخاذ القرارات المناسبة وبشكل حازم وتدريجي في سبيل الإصلاح .
5) النتيجة النهائية هي كسر الصنم ليظهر التغيير الذي حدث على أرض الواقع .
أمثلة على الأصنام المعنوية التي تم كسرها عبر التاريخ :
- دين الآباء والأجداد في عهد النبوة ( النبي صلى الله عليه وسلم ).
- العلمانية في تركيا ( حزب العدالة والتنمية ) .
- العبيديين ( الفاطميين ) الكفرة في مصر ( صلاح الدين وقومه ) .
- لدى كل واحد منا أفكار وقناعات لم يكن يتصور أنها خاطئة أو أنه يمكنه أن يغيرها ( التدخين , السهر بالليل , تأخير الصلاة ,,,,,,, ) .
- وسائل وإجراءات في شركات عريقة لم يتم تطويرها ( شركة نوكيا , شركة بلاك بيري ) .

الخلاصة :
عندما يزداد علم الإنسان واطلاعه على أساليب جديدة في الحياة , يكتشف وجود قناعات وإجراءات كأنها أصنام في داخل البنية الأساسية لفكره , هنا تبدأ عملية كسر الصنم ليحدث التغيير والتطوير , وإن لم يحدث هذا فهنا يأتي دور الموت والانحلال كما حدث مع الكثير عبر التاريخ .

( لن يكون هناك تغيير بدون كسر الصنم )

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أصنامنا, والتغيير


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:54 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir