إذا ما انبسَطَت لكَ عَطايا الفناء جَميعاً فلَم تُقَصّر في البَسطِ ، و تبسّمَت في وجهكَ ثغور الخِداع حتى بدَت نواجذ إثمها ، و تطاوَلت إليكَ كأساتُ الثناء حتى أغرقَتكَ في السُّكْـرِ ، ثُمّ أنتَ عنه مبتورُ القلب ما لكَ إليه مَطِيّـة!
إذا لم تُرَ إلا لاهثاً خلفَ مخلوقٍ في اشتهاء دنيء ـ يليقُ بِسُوء طَويّتكَ التي هوَت بكَ إلى قفار سحيقة ـ ، فلم تَكُ إذ ذاك تليقُ بالعلياء!
إذا أقسَمتَ على إخلاصِكَ له ثمّ أنت عاكِفٌ على لثم أفاعي مساخطه ، تَـقذفُ في جوفك السّمَّ فتستزيدها مفتوناُ بطِيب ملمسها ، و قَد كُنتَ يوما سيفَاً لا غِمدَ له على رؤوسهـا !