تلخيص قوله تعالى:-
{يا أيّها الّذين آمنوا استجيبوا لله وللرّسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أنّ اللّه يحول بين المرء وقلبه وأنه واليه تحشرون}
المسائل التفسيريه
يا أيّها الّذين آمنوا استجيبوا لله وللرّسول إذا دعاكم لما يحييكم
0 المقصود ب ( لما يحييكم)
0 أنواع الحياه التى يحتاجها العبد وعلاقتها بالإستجابه
0علاقه الحياه بالنور والوحى
0 أثر النور والوحى على العبد فى الحياه والموت
0 مقصد قوله تعالى (يا أيّها الّذين آمنوا استجيبوا لله وللرّسول إذا دعاكم لما يحييكم)
(واعلموا أنّ اللّه يحول بين المرء وقلبه وأنه واليه تحشرون)
0 معنى أن الله يحول بين المرء وقلبه
0 مناسبه هذا المقطع من الآيه لبدايه الأيه
أقوال المفسريين فى المسائل التفسيريه
يا أيّها الّذين آمنوا استجيبوا لله وللرّسول إذا دعاكم لما يحييكم
0المقصود(لما يحييكم)
فيها ستة أقوال
الأول : {لما يحييكم} يعني للحق قاله مجاهد
الثانى: هو هذا القرآن فيه الحياة والثقة والنجاة والعصمة في الدّنيا والآخرة. قاله مقاتل
الثالث : هو الإسلام أحياهم به بعد موتهم بالكفر قاله السدى
- الرابع : هو الحرب والجهاد وقاله بن تيميه ابن إسحاق وعروة بن الزبير والواحدى وبن إسحاق والفراء وأكثر أهل المعانى واستدل ابن تيميه بقوله
الجهاد من أعظم ما يحييهم به في الدّنيا وفي البرزخ وفي الآخرة، أما في الدّنيا فإن قوتهم وقهرهم لعدوهم بالجهاد وأما في البرزخ فقد قال تعالى: {ولا تحسبنّ الّذين قتلوا في سبيل اللّه أمواتاً بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون}، وإمّا في الآخرة فإن حظّ المجاهدين والشّهداء من حياتها ونعيمها أعظم من حظّ غيرهم
- الخامس : الجنّة فإنّها دار الحيوان وفيها الحياة الدائمة الطّيبة حكاه أبو عليّ الجرجانيّ
- السادس : الشهاده قاله بن قتيبه
والراجح
أن الآية تتناول هذا كله فإن الإيمان والإسلام والقرآن والجهاد يحيي القلوب الحياة الطّيبة وكمال الحياة في الجنّة والرّسول داع إلى الإيمان وإلى الجنّة فهو داع إلى الحياة في الدّنيا والآخرة
0 أنواع الحياه التى يحتاجها العبد وعلاقتها بالأستجابه
نوعان
الأول : حياة بدنه الّتي بها يدرك النافع والضار ويؤثر ما ينفعه على ما يضرّه ومتى نقصت فيه هذه الحياة ناله من الألم والضعف بحسب ذلك
الثانى : وحياة قلبه وروحه الّتي بها يميّز بين الحق والباطل والغي والرشاد والهوى والضلال فيختار الحق على ضدّه فتفيده هذه الحياة قوّة التميز بين النافع والضارفي العلوم والإرادات والأعمال وتفيده قوّة الإيمان والإرادة والحب للحق وقوّة البغض والكراهة للباطل فشعوره وتمييزه وحبه ونفرته بحسب نصيبه من هذه الحياة كما
0 علاقه الحياه بالنور والوحى
قال بن تيميه أن وحيه روح ونور
واستدل بقوله تعالى و{كذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا}
فالحياة والاستنارة موقوفة على نفخ الرّسول الملكي فمن أصابه نفخ الرّسول الملكي ونفخ الرّسول البشري حصلت له الحياتان ومن حصل له نفخ الملك دون نفخ الرّسول حصلت له إحدى الحياتين وفاتته الأخرى.
0 أ ثر النور والوحى على العبد فى الحياه والموت
قال بن تيميه
جمع الله لمن أمن به النور والحياه كما جمع لمن أعرض عن كتابه بين الموت والظلمه وأستدل
1- بقول الله تعالى: {أو من كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في النّاس كمن مثله في الظّلمات ليس بخارج منها}
2- قول بن عباس فى الآيه كان كافراً ضالاً فهديناه وقاله جميع المفسرين
فمن أثار النور فى حياه العبد فى الدنيا
أنه يمشي في النّاس بالنور وهم في الظلمة
أنه يمشي فيهم بنوره فهم يقتبسون منه لحاجتهم إلى النّور.
ومن أثاره فى الآخره
أنه يمشي بنوره يوم القيامة على الصّراط إذا بقي أهل الشّرك والنفاق في ظلمات شركهم ونفاقهم
.
0 مقصد قوله تعالى (يا أيّها الّذين آمنوا استجيبوا لله وللرّسول إذا دعاكم لما يحييكم)
أن الحياة النافعة إنّما تحصل بالاستجابة لله ورسوله فمن لم تحصل له هذه الاستجابة فلا حياة له وإن كانت له حياة بهيمية مشتركة بينه وبين أرذل الحيوانات.
فالحياة الحقيقيّة الطّيبة هي حياة من استجاب لله والرّسول ظاهرا وباطنا ولهذا كان أكمل النّاس حياة أكملهم استجابةما دعا اليه الرّسول فيه الحياة فمن فاته جزء منه فاته جزء من الحياة وفيه من الحياة بحسب ما استجاب للرسول.
(واعلموا أنّ اللّه يحول بين المرء وقلبه وأنه واليه تحشرون)
0 معنى أن الله يحول بين الرء وقلبه
الاول يحول بين المؤمن وبين الكفر وبين الكافر وبين الإيمان ويحول بين أهل طاعته وبين معصيته وبين أهل معصيته وبين طاعته قاله ابن عبّاس وجمهور المفسّرين.
الثانى أن المعنى أنه سبحانه قريب من قلبه لا تخفى عليه خافية فهو بينه وبين قلبه ذكره الواحدي عن قتادة
الراجح
رجح بن تيميه القول الثانى وقال
هذا أنسب بالسياق لأن الاستجابة أصلها بالقلب فلا تنفع الاستجابة بالبدن دون القلب فإن الله سبحانه بين العبد وبين قلبه فيعلم هل استجاب له قلبه وهل أضمر ذلك أو أضمر خلافه.
0 مناسبه هذا المقطع من الآيه لبدايه الأيه
على القول الأول
فوجه المناسبة أنكم إن تثاقلتم عن الاستجابة وأبطأتم عنها فلا تأمنوا أنّ اللّه يحول بينكم وبين قلوبكم فلا يمكنكم بعد ذلك من الاستجابة عقوبة لكم على تركها بعد وضوح الحق واستبانته فيكون كقوله: {ونقلّب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أوّل مرّةٍ}، وقوله: {فلمّا زاغوا أزاغ اللّه قلوبهم}، وقوله: {فما كانوا ليؤمنوا بما كذّبوا من قبل} ففي الآية تحذير عن ترك الاستجابة بالقلب وان استجاب بالجوارح.
وعلى القول الثانى
لأن الاستجابة أصلها بالقلب فلا تنفع الاستجابة بالبدن دون القلب فإن الله سبحانه بين العبد وبين قلبه فيعلم هل استجاب له قلبه وهل أضمر ذلك أو أضمر خلافه.