دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > إدارة برنامج إعداد المفسر > منتدى دراسة التفسير

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29 شوال 1435هـ/25-08-2014م, 07:41 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي مناقشة طريقة دراسة التفسير

مناقشة طريقة دراسة التفسير
(لطلاب برنامج إعداد المفسّر)

الحمد لله، وسلام على عباده الذين اصطفى أما بعد:

فإن طالب العلم بحاجة إلى تحقيق ثلاثة أمور ليحسن سيره في طلب العلم ويحصّل علماً غزيراً مؤصّلاً يكون به من أهل العلم إن شاء الله تعالى:
أولها: أن تكون دراسته لمسائل العلم دراسة ميسّرة غير شاقّة ولا متكلّفة.
وثانيها: أن يداوم على تلك الدراسة ولا ينقطع عنها ولا يضعف فيها.
وثالثها: أن تكون دراسته على منهج صحيح موصل للطالب إلى مبتغاه بإذن الله.

فأما الأمر الأول ففائدته أنه يعين الطالب على أن يعتاد طلب العلم ويألفه ويلتذ به ولا يجده عسراً عليه متلويّا، ولا شاقّا متكلّفاً، فإنّ من حمل نفسه على طريقة عسيرة في طلب العلم قد يحرم مواصلة الطلب لأن النفس تسأم وتملّ من تحمّل المشاقّ ما لم تر لتحمّلها أثراً نافعاً يذهب عن النفس استعسارها وثقلها.
فلذلك كان من المهمّ أن يسلك طالب العلم في طلبه طريقة صحيحة يرتاح لها وتخفّ عليه ويمكنه المداومة عليها.
ولا يخلو طلب العلم من مشقّة في الأصل، لكن ما دامت المشقّة محتملة، والطريقة ميسّرة في الغالب فإن ذلك أدعى لمواصلة طلب العلم.
وأما الأمر الثاني فهو من أسباب تحصيل العلم الغزير وبركته فإن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قلّ، وإذا أحبّ الله عملاً بارك فيه.
وأما الأمر الثالث فمن أسباب تحققه أن يكون طلبه للعلم بإشراف من عالمٍ أو طالب علم متمكّن عارف بطرق طلب العلم.

وطلب علم التفسير من أجلّ المطالب، فلذلك ينبغي أن تكون طريقة دراسة التفسير طريقة حسنة ميسّرة تجمع للطالب القوّة العلمية وتيسّر الدراسة ليمكنه أن يواصل الدراسة بلا مشقّة .


وهذا الموضوع مخصص لمناقشة طريقة دراسة التلفسير وتلخيص مسائله ليصل كلّ واحد منكم إلى الطريقة الميسّرة المفيدة التي تناسبه ولا يجد فيها مشقّة.

ومن كان منكم يجد صعوبة في الدراسة فليذكرها وليحرص على تحديد سبب الصعوبة لنتمكّن من مناقشته والإسهام في تيسير الدراسة ما أمكن، ومن كان منكم لا يجد صعوبة في الدراسة لأنه يسلك طريقة يحصّل بها تحصيلاً علميا جيداً ولا تأخذ من وقته كثيراً فليحرص على ذكرها للفائدة ومساعدة زملائه.

والمقررات التي اختيرت لكم كان اختيارها بعناية بعد دراسة عدد من التفاسير وتأمل مناهج أصحابها؛ فهي تفاسير متكاملة؛ فتفسير ابن كثير يُعنى بذكر أقوال السلف والأحاديث التي لها تعلّق ما بالآيات، وهذا أمر قد برع فيه رحمه الله مع اتباعه لمنهج السلف الصالح في الاعتقاد.
وتفسير ابن عطية مفيد في جمع الأقوال في التفسير وإعمال أصول التفسير؛ فهو بارع في هذين الأمرين مع معرفته بالقراءات وتوجيهها، لكن انتقد عليه تأثره بأقوال الأشاعرة؛ فيتجنّب ما أخطأ فيه ويستفاد من تفسيره رحمه الله.
وتفسير أبي إسحاق الزجاج من التفاسير اللغوية القيّمة.
والجمع بين هذه التفاسير الثلاثة ينتج لطالب علم التفسير تحصيلاً علمياً قيّماً ومتكاملاً بإذن الله.
ولم نزد على هذه الثلاثة لئلا تشقّ الدراسة على الطالب، ولأنه في مرحلة التأسيس بحاجة إلى الاقتصار على ما يمكنه إتمام دراسته في مدّة البرنامج وذلك لا يتحقق بالإكثار من التفاسير.

ومن المهم أن نصل إلى طريقة تجمع بين اليسر والقوّة العلمية لندرس هذه التفاسير الثلاثة ، وقد قسّمت مقرر التفسير إلى دروس ميسّرة ( هنا ) وجُمعت أقوال المفسرين الثلاثة تحت كل آية مرتبة على ترتيبهم الزمني، لتختصر على الطالب بعض خطوات التلخيص والدراسة والموازنة.
ولو جعلنا لأنفسنا معياراً بدراسة كلّ درس في ساعة تقريباً إلى ساعة ونصف فهذا قدر ممتاز في المرحلة الأولى؛ لأن الطالب يمكنه أن يدرس درسين في اليوم بمعدّل يتراوح بين الساعتين والثلاث، فيتمكّن بذلك من أداء الاختبار في نهاية الأسبوع بلا ضغط ولا مشقة.
لأن عدد الدروس لكل قسم من 10 إلى 12 درساً تقريباً.
ومواصلة الدراسة بطريقة مفيدة وميسّرة تُكسِب الطالب مهارة تمكنه من اختصار الوقت وتسهيل عملية الدراسة؛ لأن الوقت الذي يمضيه في رصد المسائل واختيار العنوان المناسب ومحاولة جمع الأقوال في كل مسألة سيقل كثيراً مع التدريب بإذن الله.
وكل عمل قيّم سيجد المرء في أوّله صعوبة ثم يتحوّل بإذن الله تعالى إلى عمل ميسّر وشيّق ومفيد.

دعونا الآن نبدأ في الحلول العملية:

ليختر كل واحد منكم درساً من الدروس المنشورة ( هنا ) وليكن من الدروس التي اختارها للتلخيص لتكون هي مشاركته؛ فيبدأ بالتلخيص بالطريقة التي شُرحت لكم في اللقاء.
وذلك بتقسيم عمل التلخيص في كل آية إلى خطوات:
1: القراءة السريعة الأولية لغرض استكشاف المحتوى والتعرف على أسماء المسائل فقط.
2: رصد أسماء المسائل التي ذكرها ابن كثير، ويكتب أمامها رمز ( ك )
3: رصد أسماء المسائل التي ذكرها ابن عطية ، ويكتب أمامها رمز ( ط )
4: رصد أسماء المسائل التي ذكرها الزجاج ، ويكتب أمامها رمز ( ج ).
5: تجمع هذه المسائل وتصنف على العلوم ( أسماء المسائل فقط وليس كلام المفسرين) فتقدّم مسائل القراءات ثم مسائل التفسير ثم المسائل العقدية والسلوكية والفقهية واللغوية وغيرها.

المراحل السابقة ( من 1 إلى 5 ) يكفيها نحو ربع ساعة للمتوسّط من الطلاب.

6: نبدأ بتلخيص أقوال العلماء في كل مسألة ( وهذه أهم مراحل الدراسة والتلخيص) وله طرق :
- أسرعها وأسهلها: أن يقرأ كلام المفسرين الثلاثة في تلك المسألة فقط قراءة فاحصة متأنية بتركيز عالِ ثم يكتب الخلاصة بأسلوبه بعبارة مختصرة تشتمل على خلاصة ما ذكروه في تلك المسألة من الأقوال وأوجه الاستدلال، وهذه الطريقة سهلة وميسّرة على من يجيد التعبير والإنشاء، لأنه يختصر بعض الخطوات لقيامه بها ذهنياً، وأما الذي يجد صعوبة وتردداً في التعبير وقد يكتب ويمسح أكثر من مرة فهذه الطريقة قد تكون شاقّة عليه حتى يتخلّص من هذه العقدة ويبرع في سرعة الإنشاء والتعبير، ولذلك يوصى بالانتقال للطريقة الثانية:
- وهي: أن يقرأ كلام أكثرهم استيفاء للمسألة ويلخّص كلامه في سطر أو أسطر يسيرة، ثم ينتقل لكلام المفسر التالي بالطريقة نفسها وهكذا.

مثال ذلك:
اقتباس:
في تفسير قول الله تعالى: {ولا تلبسوا الحق بالباطل}
مسألة: المراد بالحقّ والباطل في الآية
- ذكر الزجاج أن المراد بالحق ههنا أمر النبي صلى الله عليه وسلم وما أتى به من كتاب الله عز وجل، وأن الباطل ما يحرفون.
- وذكر ابن عطية أقوالاً:
1: قول أبي العالية: (قالت اليهود: محمد نبي مبعوث، لكن إلى غيرنا، فإقرارهم ببعثه حق، وجحدهم أنه بعث إليهم باطل).
2: قول الطبري: «كان من اليهود منافقون، فما أظهروا من الإيمان حق، وما أبطنوا من الكفر باطل».
3: قول مجاهد: «معناه: لا تخلطوا اليهودية والنصرانية بالإسلام».
4: قول ابن زيد: «المراد بـ«الحقّ» التوراة، و«الباطل» ما بدلوا فيها من ذكر محمد عليه السلام».
- ذكر ابن كثير أقوالاً:
1: قول الضحاك عن ابن عباس: لا تخلطوا الحق بالباطل والصدق بالكذب.
2: وقول أبي العالية : «{ولا تلبسوا الحقّ بالباطل} يقول: ولا تخلطوا الحقّ بالباطل، وأدّوا النّصيحة لعباد اللّه من أمّة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم».
قال: ويروى عن سعيد بن جبيرٍ والرّبيع بن أنسٍ، نحوه.
3: قول قتادة: {ولا تلبسوا الحقّ بالباطل} «ولا تلبسوا اليهوديّة والنّصرانيّة بالإسلام؛ إنّ دين اللّه الإسلام، واليهوديّة والنّصرانيّة بدعةٌ ليست من اللّه».
قال: وروي عن الحسن البصريّ نحو ذلك.
4: رواية محمّد بن إسحاق بإسناده عن ابن عبّاسٍ: «{وتكتموا الحقّ وأنتم تعلمون} أي: لا تكتموا ما عندكم من المعرفة برسولي وبما جاء به، وأنتم تجدونه مكتوبًا عندكم فيما تعلمون من الكتب الّتي بأيديكم».
قال: وروي عن أبي العالية نحو ذلك.
وهذه الخطوة يمكنه إتمامها في كل مسألة تفسيرية في بضع دقائق.
ثمّ ينتقل للخطوة التالية وهي: تلخيص الأقوال:

اقتباس:
المراد بالحق والباطل في الآية
القول الأول: الحقّ هو ما عند أهل الكتاب من العلم في كتبهم ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم، والباطل تحريفهم وكتمانهم، ذكره ابن عطية عن ابن زيد، وذكر الزجاج نحوه، وروى ابن إسحاق نحوه عن ابن عباس كما في تفسير ابن كثير.
القول الثاني: الحق إقرارهم ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم، والباطل زعمهم أنه مبعوث إلى غيرهم، ذكره ابن عطية عن أبي العالية.
القول الثالث: أن اليهود كان منهم منافقون يظهرون الحق ويبطنون الباطل، ذكره ابن عطية عن الطبري.
القول الرابع: الحق هو الإسلام، والباطل هو اليهودية والنصرانية المحرّفة، ذكره ابن عطية عن مجاهد، وذكره ابن كثير عن قتادة والحسن.
وهذه الطريقة الثانية أطول من الأولى ومع ذلك يمكن إتمامها في دقائق يسيرة ، ومع التدرب والتمهّر تقلّ المدة ويخفّ الجهد.
والطريقة الأولى ينتقل بها الدارس إلى الخطوة الثانية مباشرة لأنه يقوم بالخطوة الأولى ذهنياً.
وعلى كلٍّ الطريقة الثانية وإن كانت أطول إلا أنها أدقّ وأغزر فائدة علمية في الغالب.


والمسائل التي يذكرها المفسّرون في تفاسيرهم تتفاوت وهي على أنواع، ولذلك من المهم أن يعرف طالب علم التفسير أنواع تلك المسائل، وهي ثلاثة:
النوع الأول: مسائل العماد، وهي المسائل التي ينبني عليها فهم معنى الآية فهذه يدرسها بهذه الطريقة لأنها صلب مسائل التفسير، ومع كثرة الممارسة والتمهر سيختصر بعض الخطوات لقيامه بها ذهنياً.
النوع الثاني: مسائل السناد، وهي مسائل تفيد في فهم مسائل العماد، فهذه يحاول أن يدرسها ذهنيا ثم يعبّر عنها؛ لأن أهميّتها في مرتبة أقلّ من الأولى، ولو درسها كما يدرس الأولى فحسن.
النوع الثالث: مسائل الاستطراد، وهي المسائل التي لا ينبني عليها فهم معنى الآية، ولا يحتاج إليها في فهم مسائل العماد، كبعض القراءات التي ليس لها كبير أثر على المعنى وبعض الأوجه الإعرابية والمسائل الصرفية والأحكام الفقهية التي يذكرها بعض المفسرين للفائدة وليست لها دلالة نصية من الآية.
فمسائل النوع الثالث، يكفي أن يذكر الطالب منه رأس المسألة، والخلاصة المقتضبة من باب الفائدة، وإن ترك ذكر بعضها فلا يقدح في تلخيصه، لأنّ معاناة الطالب لدراسة مسائل استطرادية في علوم لم يدرسها وليست له ملكة فيها ولا ينبني على معرفتها فهم معنى الآية إرهاق له وتضييع لوقته وتشتيت لذهنه فيوصى أن يأخذ منها ما تيسّر للفائدة العلمية، ويترك ما عسر عليه.
ومقصود طالب علم التفسير الأهم هو تمييز مسائل التفسير ودراستها.


المطلوب:
1: قراءة هذا الموضوع والمشاركة في مناقشته.
2: دراسة درس واحد بالطريقة التي يرى الطالب أنها أنفع له وأيسر عليه بالاستفادة مما ذكر، وإبلاغنا بالوقت، وتقييمه للفائدة العلمية التي خرج بها.
3: من كانت لديه طريقة أفضل مما ذكر يرى أنها أنفع له ولزملائه وتختصر عليهم بعض الوقت والجهد فليفدنا بها مشكوراً.



تنبيه:
كان بالإمكان أن نشكّل فريق عمل لوضع عناصر الدروس وتصنيفها على المسائل وترتيب أقوال العلماء تحت كلّ مسألة ليبقى على الطالب القراءة والتلخيص فقط، لكن هذا يفوّت على الطالب تحصيل ملكة استخراج المسائل وتسميتها والتعبير عنها ؛ فآثرنا أن يقوم بها الطالب.


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مناقشة, طريقة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:05 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir