أبو عبدِ اللَّهِ عُثمانُ بنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ
ابنِ أبي العاصِ، بنِ أُمَيَّةَ، بنِ عبدِ شمسِ، بنِ عبدِ مَنافٍ.
يَلْتَقِي معَ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في عبدِ مَنافٍ، وهوَ الأبُ الخامسُ.
وأمُّهُ: أَرْوَى [1] بِنْتُ كُرَيْزِ، بنِ رَبيعةَ، بنِ حَبيبِ، بنِ عبدِ شمسِ، بنِ عبدِ مَنافٍ، وأُمُّها: أمُّ حكيمٍ البيضاءُ بنتُ عبدِ الْمُطَّلِبِ.
أَسْلَمَ قَديمًا، وهاجَرَ الهجرَتَيْنِ، وتَزَوَّجَ ابنتَيْ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [2].
ووَلِيَ الْخِلافةَ ثِنْتَيْ عشرةَ سنةً إلَّا عشرةَ أيَّامٍ، وقِيلَ: إلَّا اثْنَيْ عَشَرَ.
وقُتِلَ في ذي الْحِجَّةِ لثمانِ عشرةَ خَلَتْ منهُ بعدَ العَصْرِ، وهوَ يومئذٍ صائمٌ، سنةَ خمسٍ وثلاثينَ، وهوَ ابنُ اثنتَيْنِ وثمانينَ [3].
ولهُ من الوَلَدِ:
عبدُ اللَّهِ الأكبرُ: وأمُّهُ رُقَيَّةُ بنتُ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تُوُفِّيَ وهوَ ابنُ ستِّ سنينَ، ودَخَلَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْرَهُ.
وعبدُ اللَّهِ الأَصْغَرُ: وأمُّهُ فاختةُ بنتُ غَزْوَانَ، أُخْتُ عُتْبَةَ.
وعُمَرُ، وخالدٌ، وأَبانٌ، ومَريمُ: أمُّهم أمُّ عَمْرٍو بنتُ جُنْدُبِ بنِ عمرِو بنِ حُمَمَةَ، من الأَزْدِ منْ دَوْسٍ.
والوليدُ، وسعيدٌ، وأمُّ عُثمانَ: أمُّهم فاطمةُ بنتُ الوَليدِ بنِ عبدِ شمسِ بنِ الْمُغيرةِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ عمرَ بنِ مَخزومٍ.
وعبدُ الْمَلِكِ: لا عَقِبَ لهُ، ماتَ رَجُلًا، وأُمُّهُ أمُّ البنينَ بنتُ عُيَيْنَةَ بنِ حِصْنِ بنِ حُذيفةَ بنِ زيدٍ.
وعائشةُ، وأمُّ أَبانٍ، وأمُّ عمرٍو: وأُمُّهُنَّ رَملةُ بنتُ شَيْبَةَ بنِ ربيعةَ.
وأمُّ خالدٍ، وأَرْوَى، وأمُّ أبانٍ الصُّغْرَى: أمُّهُم نائلةُ بنتُ الفُرَافِصَةِ بنِ الأَحْوَصِ بنِ عمرِو بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ الحارثِ بنِ حِصْنِ بنِ ضَمْضَمِ بنِ عَدِيِّ بنِ جَنَابٍ، منْ كَلْبِ بنِ وَبْرَةَ.
تعليق الشيخ: خالد بن عبد الرحمن الشايع
[1] وقدْ أَسْلَمَتْ رَضِيَ اللَّهُ عنها، (الفتْحَ) (7/55).
[2] الأُولى: رُقَيَّةُ، تَزَوَّجَها قَبلَ بَعثةِ الْمُصطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وماتَتْ أيَّامَ بَدْرٍ، فزَوَّجَهُ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمَّ كُلثومٍ؛ ولذا يُلَقَّبُ بذِي النُّورَيْنِ.
قالَ بعضُ أهلِ العِلْمِ: إنَّهُ لمْ يَتَزَوَّجْ أحدٌ ابْنَتَيْ نَبِيٍّ غيرَهُ.
انظُرْ: (تهذيبَ الكمالِ) (19/450)، و(عهدَ الخلفاءِ الراشدينَ - منْ تاريخِ الإسلامِ) (467) للحافظِ الذهبيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ.
[3] وكان قَتْلُهُ ثُلْمَةً عظيمةً في الإسلامِ.
كما كانَ مَقْتَلُ عُثمانَ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ منْ أعلامِ نُبُوَّةِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ حيثُ أَخْبَرَ عُثمانَ بذلكَ كما في حديثٍ عندَ البخاريِّ (3674): ((بَشِّرْهُ بِالْجَنَّةِ عَلَى بَلْوَى تُصِيبُهُ)). وكما في حديثِ: ((يَا عُثْمَانُ، إِنَّهُ لَعَلَّ اللَّهَ يُقَمِّصُكَ قَمْيصًا، فَإِنْ أَرَادُوكَ عَلَى خَلْعِهِ فَلَا تَخْلَعْهُ لَهُمْ))، رواهُ الترمذيُّ (3705) وغيرُهُ، وهوَ حديثٌ صحيحٌ.
ولَمَّا حَاصَرَهُ البُغاةُ في مَنزلِهِ أبى عليهم خَلْعَهُ ولمْ يُقاتِلْهُم ونَاشَدَ مَنْ معهُ أَلَّا يُقاتِلُوهم، حتَّى تَسَوَّرُوا عليهِ دارَهُ وقَتَلُوهُ والمصحَفُ بينَ يَدَيْهِ.
وقدْ أَوْرَدَ ابنُ كثيرٍ في (تفسيرِهِ) (1/188) عنْ نافعِ بنِ أبي نُعَيْمٍ، أنَّ البُغاةَ لَمَّا قَتَلُوا عُثمانَ كانَ الْمُصْحَفُ في حِجْرِهِ، فوَقَعَ الدمُ على قولِهِ تعالى: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرةِ: 137]. رواهُ ابنُ أبي حاتمٍ، وسَنَدُهُ جَيِّدٌ.
وانْظُرْ: خَبَرَ مَقتَلِ عُثمانَ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ في (تاريخِ الإسلامِ - عهدِ الْخُلفاءِ الراشدينَ) ص (429 - 462).