دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > متون العقيدة > كشف الشبهات

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2 ذو القعدة 1429هـ/31-10-2008م, 02:44 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي التوحيد يكون بالقلب واللسان والعمل

وَلْنَخْتِمِ الكتاب بذكر مَسْأَلةٍ عَظِيمَةٍ مُهِمَّةٍ تُفْهَمُ بِما تَقَدَّمَ، وَلَكِنْ نُفْرِدُ لَهَا الكَلامَ لِعِظَمِ شَأْنِها، ولِكَثْرَةِ الغَلَطِ فِيها فَنَقُولُ:

لا خِلافَ أَنَّ التَّوْحِيدَ لابُدَّ أَنْ يَكُونَ بِالقَلْبِ وَاللِّسَانِ وَالعَمَلِ، فَإِن اخْتَلَّ شَيْءٌ مِنْ هَذَا لَمْ يَكُنِ الرَّجُلُ مُسْلِما.

فَإِنْ عَرَفَ التَّوْحِيدَ وَلَمْ يَعْمَلْ بِهِ فَهُوَ كَافِرٌ مُعَانِدٌ
كَفِرْعَوْنَ وَإِبْلِيسَ
وَأَمْثَالِهِمَا.

وَهَذا يَغْلَطُ فِيهِ كَثيرٌ مِنَ النَّاسِ، يَقُولُونَ: هَذَا حَقٌّ، وَنَحْنُ نَفْهَمُ هَذَا، وَنَشْهَدُ أَنَّهُ الحَقُّ، ولكن لا نَقْدِرُ أَنْ نَفْعَلَهُ، وَلا يَجُوزُ عِنْدَ أَهْلِ بَلَدِنا إِلاَّ مَنْ وَافَقَهُم، وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنَ الأَعْذَارِ.
وَلَمْ يعْرِفِ المِسْكِينُ أَنَّ غَالِبَ أَئِمَّةِ الكُفْرِ يَعْرِفُونَ الحَقَّ، وَلَمْ يَتْرُكُوهُ إِلاَّ لِشَيْءٍ مِنَ الأَعْذَارِ؛ كَمَا قَالَ تَعالى: {اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللهِ ثَمَناً قَلِيلاً} وَغَيْرِ ذَلِكَ مِن الآياتِ كَقَوْلِهِ: {يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ} .
فَإنْ عَمِلَ بِالتَّوْحِيْدِ عَمَلاً ظَاهِراً وَهُوَ لا يَفْهَمُ وَلا يَعْتَقِدُ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُنَافِقٌ، وَهُوَ شَرٌّ مِنَ الكَافِرِ الخَالِصِ كما قال تعالى: {إِنَّ المُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ}.
وَهَذِهِ مَسْأَلَةٌ كَبيرةٌ طَويلَةٌ تَبِيْنُ لَكَ إِذَا تَأَمَّلْتَها في أَلْسِنَةِ النَّاسِ.
تَرَى مَنْ يَعْرِفُ الحَقَّ ويَتْرُكُ العَمَلَ بِهِ لِخَوْفِ نَقْصِ دُنْياه، أَوْ جَاهِهِ، أو مُلْكِهِ، أَوْ مُدَاراةً.
وَتَرَى مَنْ يَعْمَلُ بِهِ ظاهِراً لا بَاطِناً، فَإِذَا سَأَلْتَهُ عَمَّا يَعْتَقِدُه بِقَلْبِهِ إِذا هُوَ لاَ يَعْرِفُهُ، وَلَكنْ عَلَيْكَ بِفَهْمِ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللهِ تعالى:
أُوْلاهُمَا: ما تقدَّمَ وهي قَوْلُهُ: {لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيْمَانِكُمْ}.

فَإذَا تَحَقَّقْتَ أَنَّ بَعْضَ الصَّحَابةِ الَّذينَ غَزَوا الرُّومَ مَعَ رَسُولِ اللهِ، كَفَرُوا بِسَبَبِ كَلِمَةٍ قَالُوها في غَزْوةِ تَبُوكٍ عَلى وَجْهِ المَزْحِ وَاللَّعِبِ، تَبَيَّنَ لَكَ أَنَّ الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِالْكُفْرِ، أَوْ يَعْمَلُ بِهِ خَوْفاً مِنْ نَقْصِ مَالٍ، أَوْ جَاهٍ، أَوْ مُدَارَاةً لأَحَدٍ أَعْظَمُ مِمَّنْ يَتَكلَّمُ بِكَلِمةٍ يَمْزَحُ بِهَا.

والآيَةُ الثَّانِيةُ: قَوْلُهُ تَعالى: {مَنْ كَفَرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ ولَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالكُفْرِ صَدْراً} الآية ، فَلَمْ يَعْذُرِ اللهُ مِنْ هَؤُلاءِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ مَعَ كَوْنِ قَلْبِهِ مُطْمَئِنّاً بِالإِيمَانِ، وَأَمَّا غَيْرُ هَذَا فَقَدْ كَفَرَ بَعْدَ إيمانِهِ، سَواءً فَعَلَهُ خَوْفاً، أو طمعاً، أَوْ مُدَاراةً لأحدٍ، أَوْ مَشَحَّةً بِوَطَنِهِ أَوْ أَهْلِهِ أَوْ عَشِيرَتِه


 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
التوحيد, يكون

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir