وَيُقَالُ أَيْضاً لهَؤلاءِ:
أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاتَلُوا بَني حَنِيفةَ وَقَدْ أَسْلَمُوا مَعَ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُمْ يَشْهَدُونَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُه وَرَسُولُهُ، وَيُصَلُّونَ وَيُؤَذِّنُونَ.
فَإِنْ قَالَ: إِنَّهُمْ يَشْهَدُونَ: أنَّ مُسَيْلِمَةَ نَبِيٌّ.
قُلْنا: هَذا هُوَ المَطْلُوبُ إِذَا كَانَ مَنْ رَفَعَ رَجُلاً في رُتْبَةِ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَفَرَ وَحَلَّ مَالُهُ وَدَمُهُ وَلَمْ تَنْفَعْهُ الشَّهادتانِ وَلا الصَّلاةُ، فَكَيْفَ بِمَنْ رَفَعَ شَمْسَانَ أوْ يُوسُفَ أَوْ صَحَابِيّاً أَوْ نَبِيّاً أو غيرَهم في مَرْتَبَةِ جَبَّارِ السَّماوات وَالأَرْضِ؟ سُبحانَه، مَا أعْظَمَ شَأْنَهُ {كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ}[ الروم: 59 ].