وَأَمَّا الجوَابُ المُفَصَّلُ:
فَإِنَّ أعْداءَ اللهِ لَهُمُ اعْتِرَاضاتٌ كَثيرةٌ عَلى دِينِ الرُّسُل يَصُدُّونَ بِها النَّاسَ عَنْهُ.
مِنْهَا: [الشبهة الأولى]قَولُهُم:نَحْنُ لا نُشْرِكُ بِاللهِ شيئاً، بَلْ نَشْهَدُ أنَّهُ لا يَخْلُقُ وَلا يَرْزُقُ ولا يحُيْي ولا يُمِيْتُ وَلا يُدَبِّرُ الأمْرَ وَلا يَنْفعُ ولا يَضُرُّ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَمْلِكُ لِنَفْسِهِ نَفْعاً وَلا ضَرّاً، فَضْلاً عن عَبْدِ القَادِرِ أَوْ غَيْرِهِ.
وَلَكِنْ أَنا مُذْنِبٌ، وَالصَّالِحُونَ لَهُم جاهٌ عِنْدَ اللهِ، وَأَطْلُبُ مِنَ اللهِ بِهِمْ.
فَجَاوِبْهُ بِما تَقَدَّمَ وَهُوَ:أَنَّ الَّذِينَ قَاتَلَهُم رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مُقِرُّونَ بِمَا ذَكَرْتَ لِي أَيُّهَا المُبْطِلُ، وَمُقِرُّونَ أَنَّ أَوْثَانَهُم لا تُدَبِّرُ شَيْئاً، وَإِنَّمَا أَرَادُوا ممن قصدوا الجاهَ وَالشَّفَاعَةَ، واَقْرَأْ عَلَيْهِ مَا ذَكَرَ اللهُ في كِتَابِهِ وَوَضَّحَهُ.