قال أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي (ت: 418هـ): (سياق ما روي في كرامات أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد بن عليّ بن حسينٍ رضي اللّه عنه
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 9/191]
126 - أخبرنا عليّ بن محمّد بن عيسى بن موسى، قال: أنا عليّ بن محمّد بن أحمد المصريّ، قال: ثنا أبو علاثة محمّد بن عمر بن خالدٍ قال: ثنا عياض بن أبي طيبة، قال: ثنا ابن وهبٍ، قال: سمعت اللّيث بن سعدٍ، يقول: حججت سنة ثلاث عشرة ومائةٍ فأتيت مكّة، فلمّا أن صلّيت العصر رقينا أبا قبيسٍ، فإذا أنا برجلٍ جالسٍ وهو يدعو، فقال: يا ربّ، يا ربّ، حتّى انقطع نفسه، ثمّ قال: يا ربّاه، حتّى انقطع نفسه، ثمّ قال: ربّ ربّ ربّ، حتّى انقطع نفسه، ثمّ قال: يا اللّه، يا اللّه، حتّى انقطع نفسه، ثمّ قال: يا حيّ، حتّى انقطع نفسه، ثمّ قال: يا رحيم، حتّى انقطع نفسه، ثمّ قال: يا أرحم الرّاحمين، حتّى انقطع نفسه سبع مرّاتٍ،
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 9/191]
ثمّ قال: اللّهمّ إنّي أشتهي من هذا العنب فأطعمنيه، اللّهمّ وإنّ برديّ قد خلقا، قال اللّيث: فواللّه ما استتمّ كلامه حتّى نظرت إلى سلّةٍ مملوءةٍ عنبًا، وما على الأرض عنبٌ يومئذٍ، وبردين، فأراد أن يأكل، فقلت: أنا شريكك، فقال: ولم؟ فقلت: لأنّك كنت تدعو وأؤمّن أنا، فقال لي: تقدّم فكل، ولا تخبئ منه شيئًا، فتقدّمت فأكلت شيئًا لم آكل مثله قطّ، وإذا عنبٌ لا عجم له، فأكلت حتّى شبعت، والسّلّة لم تنقص شيئًا، ثمّ قال لي: خذ أحبّ البردين إليك، فقلت له: أمّا البردان فأنا غنيٌّ عنهما، فقال لي: توار عنّي حتّى ألبسهما، فتواريت عنه فاتّزر بأحدهما، وارتدى بالآخر، ثمّ أخذ البردين اللّذين كانا عليه، فجعلهما عنده ونزل، واتّبعته حتّى إذا كان بالمسعى لقيه رجلٌ فقال له: اكسني كساك اللّه يا ابن رسول اللّه، فدفعهما إليه، فلحقت الرّجل فقلت: من هذا؟ قال: هذا جعفر بن محمّدٍ، قال اللّيث: فطلبته لأسمع منه فلم أجده
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 9/192]