قال أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة السلمي النيسابوري (ت: 311هـ): (بابٌ من الأدلّة الّتي تدلّ على أنّ القرآن كلام اللّه الخالق، وقوله غير مخلوقٍ لا كما زعمت الكفرة من الجهميّة المعطّلة
[التوحيد: 1/404]
حدّثنا محمّد بن يحيى، قال: ثنا سريح بن النّعمان صاحب اللّؤلؤ، عن ابن أبي الزّناد، عن أبي الزّناد، عن عروة بن الزّبير، عن نيار بن مكرمٍ الأسلميّ، صاحب رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم قال: لمّا نزلت: {الم غلبت الرّوم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون} [الروم: 2]،
[التوحيد: 1/404]
إلى آخر الآيتين، خرج رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، فجعل يقرأ: " بسم اللّه الرّحمن الرّحيم: {الم غلبت الرّوم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين} [الروم: 1] فقال رؤساء مشركي مكّة: يا ابن أبي قحافة، هذا ممّا أتى به صاحبك قال: لا واللّه، ولكنّه كلام اللّه وقوله، فقالوا: فهذا بيننا وبينك إن ظهرت الرّوم على فارس في بضع سنين، فتعال نناحبك، - يريدون: نراهنك، وذلك قبل أن ينزل في الرّهان ما نزل - قال: فراهنوا أبا بكرٍ، ووضعوا رهائنهم على يدي فلانٍ، قال: ثمّ بكروا، فقالوا: يا أبا بكرٍ: البضع ما بين الثّلاث إلى التّسع، فاقطع بيننا وبينك شيئًا ننتهي إليه
[التوحيد: 1/405]