ريم الحربي، تجربتي لطلب العلم في "معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد"،
إلى من يقرأ رسالتي من محبي العلم ومحبي طلبه ونشره.
سأحكي لكم تجربة شخصية، عشتها وذقت حلاوتها، وهي تجربة على قصر عمرها إلا أن ثمراتها عظيمة في نفسي ، ولا زلت أجد متعتها وفائدتها ، وجدت تغيرا كبيرا في نفسي، وأردت أن أوصلها لأخواتي، فقد يكون كثير منهن يستصعبن طلب العلم أو يرين أنه لا يغير كثيراً،
كنت قبل تعرفي على "معهد آفاق التيسير" لا أعرف عن طلب العلم شيئا يذكر ، اللهم إلا قراءة كتب متفرقة دون منهج واضح، وكنت أظن طلب العلم صعباً لا يستطيعه إلا أشخاص لهم مواصفات خاصة لا تتوفر في كثير من الناس.
كنت أجهل كثيراً من الأمور في ديني وفي حياتي وفي تعاملي مع الناس، دخلت معهد آفاق، وجدت اهتماماً كبيراً من القائمين عليه بالطلاب،
وجهني المشرف العام " الشيخ عبد العزيز الداخل" جزاه الله خيراً، للبدء في الدورة الأولى، بدأتها فقط للتجربة، لأن استصعاب الأمر وعدم أهميته لم يزل يصاحبني، لكنني بدأت، درست حلية طالب العلم وتفسير جزء عم وثلاثة الأصول، وجدت الأمر ليس كما كنت أظن، وجدته ميسراً نافعاً والحمدلله، صحيح أنه يحتاج إلى جهد لكن ليس كما كان يخيّل إلي.
التحقت ببرنامج القراءة المنظمة، وجدت فيها آفاق أخرى، قرأت كتباً عظيمة النفع لم أكن أعلم عنها، توسعت مداركي، عرفت كيف أقرأ، كيف أقيس تحصيلي المعرفي من الكتاب، عرفت كيف أبني خطتي العلمية الخاصة في القراءة.
كل ذلك وجدت له فائدة علمية وروحية تغذى بها قلبي وروحي، غيرت فيّ أشياء كثيرة ، صححت صفات سلبية لم أكن أعلم أنها سلبية، عرفت كيف أقيس الأمور وأنظر إليها بمعيار العلم والهدى.
شعوري بأني طالبة علم، ومعرفتي بفضله وأمنيتي بأن أكون من أهله جعلني أشعر بأن روحي تسمو عالياً، وأرجو الله المزيد من فضله.
كثير من الأمور التي تشغلنا عن طلب العلم وتعليم الناس الخير وجدتها من توافه الأمور، وأن الذي ينشغل بها محروم فعلاً.
واصلت دراستي بفضل الله ونعمته، وأنا الآن في الدورة الثالثة قاربت إتمام دراسة عشرة متون علمية، مع دورات أخرى وكتب في القراءة المنظمة، كان هذا في وقت وجيز ، ولله الحمد، لن أذكر تفاصيل دراستي، فليس هذا هو ما يهم.
الذي يهمني أن أوصل لقارئ رسالتي مدى النفع الذي وجدته في طلب العلم ، وأهميته، وتأثيره ، وتغييره لحياتي.
أقول لأخواتي الفاضلات الكريمات، يا من يشتكين من طول وقت الفراغ ألم يأن لكنّ أن تعلقن على صدوركنّ وسام الشرف العظيم فتطلبن العلم وتعلمنه؟.
كثير ممن يسألن في برامج الفتاوى لو درسن أحكام كثير مما يسألن عنه في كتاب الطهارة والصلاة فقط لأرحن أنفسهنّ من عناء البحث عمن يجيب على أسئلتهن.
أدعوكن وأدعو الإخوة أيضا، إلى طلب العلم بما يتيسّر لكم، وهذه المجالات المفتوحة أمامكم ، والخيارات أمامكم متعددة، وأنا حكيت لكم تجربتي في "معهد آفاق التيسير" وقد وجدت فيه مرونة كبيرة، لا تحتاجين إلى الانتظار إلى وقت محدد لتبدئي بالدراسة ، من أوّل تسجيلك يمكنك الدراسة، لا ترتبطين بمواعيد محددة للاختبارات قد تطيل عليك مدة الدراسة، بل أنت من يحدد موعد البدء وأنت من يحدد موعد الاختبار، وكل متن مقسم على أقسام، كلما درست قسماً يمكنك الاختبار فيه دون تأخر وانتظار، ثم تنتقلين لما بعده، مع مرور الوقت تجدين أنك درست متوناً عديدة.
لا تحتاجين إلى تكاليف سفر ولا شراء كتب ولا بذل مقابل للدراسة، كل ما عليك هو عقد العزيمة واقتطاع جزء من وقتك لطلب العلم ولترتع في رياض الجنة.
المتون العلمية لها أهمية عظيمة لطالب العلم، بل فيها فوائد أتمنى أن تنقل حتى لعوام المسلمين.
عقدت مقارنة بين حالي قبل أن أبدأ الدراسة وبين ما أنعم الله به علي بالدراسة فيه وجدت الفارق كبيراً ونعم الله عليّ به عظيمة، وأسأل الله أن يزيدني من فضله وأن يعلمني ما ينفعني.
شكرت الله كثيرا على هذه النعمة، ودعوت للقائمين على المعهد أن يجزيهم الله خير الجزاء، كنت أراهم وهم يعملون في صمت، ويبذلون من حيث لا يحس بهم أحد إلا ما يرون من آثار أعمالهم التي تظهر شيئاً فشيئاً..
تمنيت أن أكون معهم، وأن أتعرف على ما يقومون به من أعمال علمية،
تدرجت في أعمال الإشراف حتى انضممت إلى هيئة الإشراف في المعهد، فأدركت كم يبذل فيه من جهد ووقت لخدمة الطلاب، وجدت لهذه الأعمال سعادة في القلب، وانشراحاً في النفس ، شغلت بها وقتي فيما أرجو أن ينفعني عند الله .
أسأل الله أن يتقبل مني ويتجاوز عني ، وأن يتقبل من القائمين على الموقع أعمالهم، وأن يجزيهم عليه خير الجزاء، ويجعله حسنات جارية لهم في حياتهم وبعد مماتهم، وأن يجزي شيخنا عبد العزيز الداخل خير الجزاء، على ماقضى من سنوات وجهود لتيسير العلم لطلابه، وأن يسدده ويحفظه ويبارك فيه، وقد قرأت تغريداته عن تأريخ معهد آفاق التيسير فوجدت فيه إجابات لبعض تساؤلاتي السابقة، فأحببت أن أجمعها وألحقها برسالتي هذه لنتعرف سوياً على آفاق التيسير:
قال حفظه الله:
- سأكتب لكم تغريدات تعريفية عن معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد،وأسأل الله العون والتوفيق.
وأشكر لكم تعاونكم في نشرها:
[1]هو معهد للتعليم عن بعد يُعنَى بتيسير علوم الشريعة واللغة العربية، وتنظيم طلب العلم على مسارات منهجية تعين على جودة التحصيل وحسن التأصيل.
[2] يضمّ المعهد أقساما علمية متنوعة ومركزا للدراسات والبحوث يقوم على مشروعات علمية نرجو أن تفتح آفاقاً لتيسير علوم الشريعة واللغة العربية.
[3] يقدم المعهد لطالب العلم خطة منهجية مقسمة على دورات متدرجة يدرسها في المعهد بمرونة عالية، ويُختبر فيها ليمنح شهادة علمية فيما اجتاز منها.
[4] خطة الدورات العلمية المنهجية بمعهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد:
http://www.afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?p=19743#post19743
ومسارات طلب العلم:
http://www.afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=9815#.UVs40JOSKgY
[5] وفيما يلي من التغريدات عرض موجز لنشأة آفاق التيسير، وبيان معالم تطور الأعمال العلمية فيها، أرجو أن يفيد من يعنيهم العمل العلمي المؤسسي.
[6] أنشئت مؤسسة آفاق التيسير في 15ربيع الأول1420هـ بعد استشارات عديدة ودراسات مستفيضة لمشروعات علمية عقدت العزم على تنفيذها بعون الله تعالى
[7] كان ممن استشرتهم واستفدت من توجيههم ونصحهم: شيخنا الشيخ عبد الله الجبرين رحمه الله، وشيخنا الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله.
[8] استشرت عددا ممن أتوسّم فيهم التمكن في العلوم الشرعية، وعرضت عليهم ما أعددته من دراسات وما أخطط له، كل في تخصصه، واستفدت من تكامل آرائهم.
[9] ومن المشايخ من أعرض له عرضاً عاماً لضيق وقته وأستفيد من توجيهه وإفاداته كالشيخ عبد الكريم الخضير وش.عبد الله السعد وش.يوسف الغفيص.
[10] كان من أكثر المشايخ إفادة علمية لي في هذا المشروع الشيخ صالح بن عبد الله العصيمي فقد اجتمعنا كثيراً وخططنا جميعاً، وسافرنا مرات سوياً.
[11] كان أوّل عمل بُدئ به إعدادُ أنموذج لمشروع موسوعي في التفسير وعلوم القرآن الكريم يتضمن نوافذ منظمة عن كل آية وأقوال العلماء فيها مصنفة.
[12] حُشد لذلك البرنامج مزايا عديدة منها برنامج مصاحب لعرض القراءات صوتيا مع شرح مكتوب يُعرض متزامناً مع القراءة الصوتية لبيان أوجه القراءات
[13] كان للشيخ عبد الله العبيد حفظه الله دور جيد في إعداد هذا الأنموذج وتوجيهات نافعة، واستمر العمل في هذا الأنموذج على سورة العلق ستة أشهر.
[14] بعد شهر رمضان من عام 1420هـ شرعنا في المشروع الثاني وهو إنتاج برامج تعليمية لتيسير دراسة المتون العلمية، ولبثنا في تنفيذه بضع سنين.
[15] تقوم فكرة البرامج على اختيار عدد من الشروح لكل متن، وتقسيم كل متن وشروحه إلى دروس ميسرة، وخدمتها بالكشافات التحليلية والأسئلة العلمية.
[16] شملت خطة البرامج التعليمية في المتون العلمية 96 متناً علمياً في علوم الشريعة واللغة العربية، يمرّ كل برنامج منها بنحو 50 مرحلة عمل.
[17] في شهر رجب من عام 1424 هـ أنتجنا – بفضل الله تعالى - عشرة برامج من هذه السلسلة التعليمية، وكانت على 10 أقراص مدمجة مجموعة في حقيبة واحدة
[18] وقاربنا إنتاج نحو 30 برنامجا، وأنهينا المراحل الأولية من النسخ والمراجعة لنحو 20 متناً علمياً بشروحها، ثمّ أوقف العمل لأسباب اقتضت ذلك!
[19] نُسخت عشرات المجلدات من شروح المتون العلمية، وفرغت مئات الأشرطة الصوتية وقوبلت على أصولها، وكنا نؤمل أن نستأنف العمل
[20] في أوائل عام 1425هـ عملنا على التخطيط والتأسيس لمشروعات علمية موسوعية لبناء قاعدة بيانات موسوعية مفصلة في علوم الشريعة واللغة العربية.
[20] استمر العمل في هذا المشروع بضع سنين حتى خرجت باكورة ثمار هذا المشروع وهو "تفسير المعوذتين من جمهرة التفاسير" ولا يزال العمل فيه قائماً
[21] في شهر محرم من عام 1429هـ أنشئ موقع (معهد آفاق التيسير) على شبكة الانترنت، واستقبلنا مشاركات المتطوّعين في إدارته وأعماله العلمية..
[22] أعيد تنظيم فرق العمل لتغذية الموقع بما سبق إنجازه من الملفات النصية للمتون وشروحها، وفي غرة شهر ذي الحجة من عام 1429هـ أُعلن عن افتتاحه
[23] لمّا توفر لنا ما يكفي لإدارة الموقع أعلن عن استقبال تسجيل الطلاب للدراسة فيه مع مواصلة تغذية الموقع بالشروح المكتوبة والصوتية.
[24] في أوائل عام 1430هـ نظّمت الدورات العلمية المنهجية بوضع خطة علمية متدرجة لطلاب العلم وافتتح قسم التأصيل العلمي وأجرينا تحسينات كثيرة.
[25] في أواخر عام 1430هـ افتتحنا قسم المكتبة المبوبة، وفكرتها تقوم على العناية بالكتب التي تعدّ أصولاً في كل علم، [ولا يزال العمل فيه قائما]
[26] في عام 1431هـ افتتحنا برنامج القراءة المنظمة، وهو مشروع كبير يتضمن مستويات ودروساً لكل مستوى، ولم نكمل إعداده بعد، يسّر الله إتمامه.
[27] في عام 1432هـ طبعت الطبعة الأولى من كتاب تفسير المعوذتين من جمهرة التفاسير
http://www.afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=18076#.UVtD75OSKgY …
وفي المقدمة وتقديم الشيخين تعريف به.
[28] في عام 1433هـ افتتحنا عدداً من الأقسام العلمية في المعهد من أهمها: (جمهرة علوم القرآن الكريم، وجمهرة التفسير اللغوي، ومجمع المراجع).
[29] في عام 1434هـ لمّا رأينا كثرة أقسام المعهد وتنوّعها فصلنا أعمال مركز الدراسات والبحوث في موقع كبير مستقل سميناه (جمهرة العلوم).
[30] سيأتي التعريف بموقع (جمهرة العلوم) في حلقة قادمة بإذن الله تعالى عند الإعلان عن افتتاحه التجريبي، وهو موقع موسوعي مصنف على العلوم.
[31] أشكر كل من أسهم في أعمال آفاق التيسير وهم كثير، وأسأل الله أن يضاعف لهم المثوبة ويعظم لهم الأجر، وأن يجعل عملي وعملهم خالصاً متقبلاً.
[32] وأدعو إخواني طلاب العلم المتأهلين لتدريس علوم الشريعة واللغة العربية أن يتعاونوا مع هيئة الإشراف والتدريس بالمعهد ليزداد النفع به وبهم.
[33] نأمل أن يسهم المعهد في تخريج علماء ذوي تحصيل حسن وتأصيل متين، يكون لهم أثر حسن في نشر العلم الصحيح والدعوة إلى الله تعالى على بصيرة.
[34] وفي الختام أشكر لكم حسن متابعتكم، وإسهامكم في التعريف بالمعهد، والدعوة إلى الانتفاع به، والإسهام في إنجاحه، نفع الله بكم ووفقكم.