صفحة الطالبة: أم خالد العماري

[أم خالد العماري]

بسم الله الرحمن الرحيم

الوسائل المفيدة للحياة السعيدة

اورد الشخ عبدالرحمن السعدي مقصد كتابه في عنوانه و مقدمته

ففي المقدمة ذكر ان لراحة القلب وطمأنينته أسباب دينية وطبيعية وعملية لا تجتمع كلها إلا للمؤمن وقد يحصل بعضها لغير المؤمن ..

ثم ذكر في كتابه أسباب السعادة وهي :


1- الإيمان والعمل الصالح هو أعظم الأسباب و أصلها..

سناده :

قال الله تعالى :" من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون "النحل
وذلك أن المؤمنين بالله معهم أصول يتلقون فيها جميع مايرد عليهم من أسباب السرور والابتهاج وأسباب القلق والهم ..

فيتلقون السراء بالشكر والقبول واستعمالها فيما ينفع ويتلقون المضار بالمقاومة لما يمكن مقاومته والصبر لما ليس لهم عنه بد ..

2- الإحسان إلى الخلق بالقول والفعل و أنواع المعروف

سناده:


قال تعالى :" لاخير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما "

فاخبر الله ان هذه اللامور كلها خير والخير يجلب الخير ويدفع الشر وللمحتسب اجر عظيم من جملته زوال الهم والغم ونحوها ..

3-الاشتغال بعمل او علم من العلوم النافعه

سناده:

ان الاشتغال بعلم او عمل نافع يلهي القلب عما يقلقه وربما ينسيه فتفرح النفس ويزداد نشاطها..وينبغي أن يكون الشغل مما تأنس به النفس وتشتاقه فهذا أدعى لحصول المقصود النافع ..

4- اجتماع الفكر كله على الاهتمام بعمل اليوم الحاضر وقطعه عن الاهتمام في الوقت المستقبل مما يدفع الهم والقلق ..

سناده:

فالحزن يكون على الامور الماضية التي لا يمكن استدراكها والهم يحدث بسبب الخوف من المستقبلولهذا كان يستعيذ منهما الرسول صلى الله عليه وسلم ..

قال الرسول صلى الله عليه وسلم :" احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز و لإذا أصابك شئ فلا تقل : لو أني فعلت كذا كان كذا ولكن قل : قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان "

فجمع بين الامر بالحرص على الامور النافعة والاستعانة بالله وعدم الانقياد للعجز وبين الاستسلام للامور الماضية ومشاهدة قضاء الله ..

فجعل الامور قسمين : قسما يمكن للعبد السعي في تحصيله كله او بعضه او دفعه أو تخفيفه وهذا يتحصل بالجهد والاستعانة بالله .
وقسم لايمكن فيه ذلك فهذا يطمئن له العبد ويرضى ..ومراعاة هذا الاصل سبب للسرور وزوال الهم ..



4- الإكثار من ذكر الله من أكبر أسباب انشراح الصدر وطمأنينته وزوال همه ..

سناده :

قال تعالى :" ألا بذكر الله تطمئن القلوب "

فلذكر الله اثر عظيم في تحصيل المطلوب لخاصيته ولمايرجوه العبد من ثوابه ..
ومعرفة نعم الله الظاهرة والباطنة والتحدث بها مما يدفع الله به الهم والغم ويحث العبد على الشكر ..

ولهذا أرشد النبي صلى الله عليه وسلم فقال :" انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم "


وكلما طال تأمل العبد بنعم الله الظاهرة والباطنة الدينية والدنيوية رأى ربه قد أعطاه خيرا كثيرا ودع عنه شرورا متعدده ولا شك أن هذا مما يدفع الهم ويوجب السرور ..

5- السعي في تحصيل الأسباب الجالبة للسروروالسعي في إزالة الأسباب الجالبة للهموم
سناده:

يكون ذلك بنسيان مامضى عليه من المكاره التي لا يمكن ردها ومعرفة ان انشغاله بها عبث وحمق فيجاهد قلبه عن التفكير فيها كما عليه أن يجاهد قلبه عن القلق لما يستقبله مما يتوهمه من فقر او خوف او غيرها من المكاره..فيعلم ان امور المستقبل مجهولة وأنها بيد العزيز الحكيم ليس بيد العباد منها إلا السعي في تحصيل خيراتها ودفع مضراتها ..فمن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم :"اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري و أصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي أخرتي التي إليها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير والموت راحة لي من كل شر "

وكذلك قوله :" اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت "

6- أن يقدر أسوأ الإحتمالات التي ينتهي إليها الأمور حال النكبات ويوطن على ذلك نفسه..فتهون المكاره وتزول شدتها خصوصا إذا اشغل نفسه بمدافعتها حسب مقدوره ..مع اعتماده على الله وحسن الثقة به ..

7-قوة القلب وعدم انزعاجه وانفعاله للأوهام التي تجلبها الأفكار السيئة واعتماد القلب على الله وتوكله عليه وعدم الاستسلام للاوهام والثقة بالله والطمع في فضلة

سناده:

فالله يقول :" ومن يتوكل على الله فهو حسبه " أي كافيه جميع مايهمه من أمر دينه ودنياه .. فالمتوكل على الله قوي القلب لا تزعجه الحوادث لعلمه ان ذلك من ضعف النفس ومن الخوف الذي لا حقيقة له ويعلم ان الله قد تكفل لمن توكل عليه بالكفاية التامة فيطمئن لوعده فيزول همه..

8- توطين النفس على وجود النقص والعيب فيمن يحيط بنا من قريب او صاحب مما يزيل الهم ويبقي على المودة

سناده :

في قول الرسول صلى الله عليه وسلم :" لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها خلقا اخر "

ومن لم يسترشد بهذا فعمي عن المحاسن ولحظ المساوئ فلابد أن يقلق وان يتكدر مابينه وبين من يتصل به من المحبة .

9- أن تعرف أن أذية الناس لك وخصوصا في الأقوال السيئة لا تضرك بل تضرهم إلا اإن اشغلت نفسك في الاهتمام بها وسوغت لها أن تملك مشاعرك فعند ذلك تضرك كما تضرهم ..

10- حياتك تبع لأفكارك فإن كانت أفكارك فيما يعود عليك نفعه في دين أو دنيا فحياتك طيبة سعيدة وإلا فالأمر بالعكس..

11- أن توطن نفسك على أن لا تطلب الشكر إلا من الله

سناده:

إذا أحسنت إلى من له حق عليك أو ليس له حق فاعلم أنها معاملة منك مع الله فلا تبال بشكر من أنعمت عليه ..ويتأكد هذا في معاملة الأهل والأولاد ومن قوي اتصالك بهم فمتى وطنت نفسك على هذا أرحت واسترحت ..


قال تعالى في حق خواص خلقه:"إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءا ولا شكورا"الانسان

12-اجعل الأمور النافعة نصب عينيك واعمل على تحقيقها ولا تلتفت إلى الأمور الضارة واستعن بالراحة واجماع النفس على الأعمال المهمة ..

13- حسم الأعمال في الحال والتفرغ في المستقبل فالأعمال إذا لم تحسم اجتمعت عليك مع الأعمال السابقة وانضافت إليها الأعمال اللاحقة فتشتد وطأتها , فإذا حسمت كل شئ بوقته أتيت الأمور السمتقبلية بفوة تفكير وقوة عمل ..

14-ينبغي أن تتخير من الأعمال النافعة الأهم فاللأهم , وميز بين ما تميل نفسك إليه وتشتد رغبتك فيه فإن ضده يحدث السامة والملل ..استعن على ذلك بالفكر الصحيح والمشاورة وادرس ما تريد درسا دقيقا فإذا تحققت المصلحة وعزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين ..


والحمدلله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبة وسلم ..