{ مختصر تفسير سورة القيامة }
تمهيد :
من أركان الإيمان في الإسلام: الإيمان باليوم الآخر، و الذي يسمى أيضاً يوم القيامة، وقد سُئل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن حقيقة الإيمان فقال:
" الإيمان : أن تؤمن بالله وملائكته ورسله ولقائه ، وتؤمن بالبعث الآخر ... " إلى نهاية الحديث الشريف.
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 4777
خلاصة الدرجة: [صحيح]
و القرآن الكريم خصّ سورة اليوم بهذا الاسم حيث تتعرض هذه السورة الكريمة لهذا الموضوع.
تفسير الآيات :
بسم الله الرحمن الرحيم
{لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1)} : "لا" تفيد التأكيد، أي أقسم بهذا اليوم العظيم
{وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2)} : اللَّوَّامَةِ: التي تلوم صاحبها على الشر الذي فعلته، وعلى الخير الذي لم تستكثر منه
{أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3)} : نَجْمَعَ عِظَامَهُ: نعيد خلقها
{بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ (4)} : نُسَوِّيَ بَنَانَهُ: نخلق أصابعه، ونجعلها متناسبة
{بَلْ يُرِيدُ الإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ (5)} : لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ: يظل على فجوره فيما يستقبله من الزمان
{يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ (6)} : أَيَّانَ: متى
{فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (7)} : فزع و تحيّر من عجائب ما يرى
{وَخَسَفَ الْقَمَرُ (8)} : ذهب ضوؤه
{وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ (9)} : قرن بينهما
{يَقُولُ الإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ (10)} : الْمَفَرُّ : المنجى من هذه الكارثة
{كَلاَّ لا وَزَرَ (11)} : لا وَزَرَ: لا ملجأ
{إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ (12)} : الْمُسْتَقَرُّ: المصير و المنتهى
{يُنَبَّأُ الإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ} : يُنَبَّأُ: يُخبّر
{بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ (13)} : بما قدم من معصية و أخّر من الطاعة
{بَلِ الإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14)} : بَصِيرَةٌ: حجة و بيّنة
{وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ (15)} : ولو أدلى بحجج يعتذر بها عن نفسه
{لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ} : المخاطب سيدنا محمد صلّى الله عليه و سلم
{لِتَعْجَلَ بِهِ (16)} : لتعجل بقرائته و حفظه خشية نسيانه
{إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ (17)} : إن على الله جمعه في صدرك، وتوفيقك لقراءته و دراسته بلسانك فتحفظه بحيث لا تنساه
{فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ (18)} : فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ: فاستمع واتبع بذهنك قراءته
{ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)} : بيان ما أشكل من معانيه
{كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20)} : الْعَاجِلَةَ: الدنيا
{وَتَذَرُونَ الآَخِرَةَ (21)} : َتَذَرُونَ : تتركون
{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} : نَاضِرَة : حسنة و متنعمة
{وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24)} : بَاسِرَةٌ: كالحة شديدة العبوس
{تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (25)} : فَاقِرَةٌ: داهية عظيمة تكسر فقار الظهر
{كَلاَّ إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26)} : بلغت الروح أعالي الصدر
{وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27)} : مَنْ رَاقٍ : من يداويه و ينجيه من الموت
{وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28)} : تيقن المحتضر أن الذي نزل به هو فراق الدنيا المحبوبة
{وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29)} : التفاف الساقين عند خروج الروح من الإنسان
{إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30)} : الْمَسَاقُ: مرجع العباد
{فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى (31)} : فَلا صَدَّقَ: لم يصدّق بالقرآن و نبوة محمد صلّى الله عليه و سلّم
{وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (32)} : تَوَلَّى: أعرض عن طاعة الله
{ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (33)} : يَتَمَطَّى: يتبختر، ويختال في مشيته
{أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (35)} : ويل لك مرة بعد مرة
{أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36)} : أي يُهمل فلا يكلّف ولا يُجزى
{أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37)} : يُمْنَى: يُراق في الرحم
{ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً} : عَلَقَةً: المرحلة الثانية من بدء حياة الجنين حيث تكثر الخلايا و تلتصق بجدار الرحم
{فَخَلَقَ فَسَوَّى (38)} : فَسَوَّى: فكمّل أعضاءه
{فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى (39)} : فَجَعَلَ مِنْهُ: خلق منه
{أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (40)} : أليس القادر على خلق الإنسان على هذا الشكل بقادر على إحياء الموتى بعد أن تُبلى عظامهم ؟!
( بلي و الله إنه قادر على ذلك .. آمنا و صدّقنا فاكتبنا اللهم من المصدقين )
صدق الله العظيم