دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #8  
قديم 29 شوال 1441هـ/20-06-2020م, 05:59 PM
علاء عبد الفتاح محمد علاء عبد الفتاح محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 599
افتراضي السلام عليكم

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعًا (71) وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيدًا (72) وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِّنَ الله لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا (73)}


تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعًا (71)}
=المعنى الإجمالي للآية
أمر اللّه أن لا يلقي المؤمنون بأيديهم إلى التهلكة وأن يحذروا عدوهم وأن يجاهدوا في الله حق الجهاد، ليبلو الله الأخيار وضمن لهم مع ذلك النصر، لأنه لو تولى اللّه تعالى قتل أعدائه بغير سبب للآدميين لم يكونوا مثابين، ولكنه أمر أن يؤخذ الحذر، بإعداد الأسلحة والعدد وتكثير العدد بالنّفير في سبيله. ذكر هذا المعنى الزجاج في تفسيره، وابن كثير.

==المخاطب في الآية
هم المخلصين من أمة محمد عليه الصلاة والسلام ناداهم الله باسم الإيمان. ذكره ابن عطية في تفسيره.

==معنى قوله تعالى "خذوا حذركم"
أي استعدوا بأنواع الاستعداد فيدخل فيه أخذ السلاح وغيره. ذكره ابن عطية.

==معنى قوله "انفروا"
معناه: اخرجوا مجدين مصممين، يقال: نفر الرجل ينفر بكسر الفاء نفيرا، ونفرت الدابة تنفر بضم الفاء نفورا. ذكره ابن عطية.

==معنى قوله تعالى "فانفروا ثبات"

أي جماعات متفرقة فثبات مفردها ثبة.
قال زهير ابن أبي سلمى:
وقد أغدو على ثبة كرام... نشاوى واجدين لما نشاء
وهذا كناية عن السرايا، ذكر هذه المعنى الزجاج، وابن عطية وذكر أنه قد حكي أنها فوق العشرة من الرجال.
وقال ابن كثير: {ثباتٍ} أي: جماعةً بعد جماعةٍ، وفرقةً بعد فرقةٍ، وسريّةً بعد سريّةٍ، والثّبات: جمع ثبة، وقد تجمع الثّبة على ثبين.
قال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قوله: {فانفروا ثباتٍ} أي: عصبا يعني: سرايا متفرّقين
وقول ابن عباس رواه الطبري عن المثني عن عبد الله بن صالح عن معاوية عن على بن أبي طلحة عنه، ورواه ابن أبي حاتم عن ابن جريج وعثمان بن عطاء عن عطاء عنه، ورواه أيضا من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس.

== معنى قوله تعالى: {جميعاً}
معناه: الجيش الكثيف مع النبي صلى الله عليه وسلم، هكذا قال ابن عباس وغيره، ذكره ابن عطية، وابن كثر.
قال ابن كثير: وكذا روي عن مجاهدٍ، وعكرمة، والسّدّيّ، وقتادة، والضّحّاك، وعطاءٍ الخراسانيّ، ومقاتل بن حيّان، وخصيف الجزري.

فأما قول ابن عباس فتقدم تخريجه في المسألة السابقة.
وأما قول مجاهد فرواه الطبري عن ابن أبي نجيح عنه.
وكذا رواه عن يزيد عن سعيد عن قتادة.
وأما قول السدي فرواه الطبري عن أحمد بن مفضل عن أسباط عنه.
وأما قول الضحاك فرواه الطبري عن أبي معاذ عن عبيد بن سليمان عنه.

======================================================================================================================================

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيدًا (72)}
==القراءات الواردة في الآية
قرأ مجاهد «ليبطئن» بالتخفيف في الطاء، ذكره ابن عطية.

==لمن الخطاب في الآية؟
المؤمنون. ذكره ابن عطية.

==المراد ب «من»
المنافقون وعبر عنهم بمنكم لأنه بين المؤمنين مختلطين بهم. ذكر هذا المعنى الزجاج وابن عطية.
وهذا روي عن مجاهد، في قوله: {وإنّ منكم لمن ليبطّئنّ فإن أصابتكم مصيبةٌ} إلى قوله: {فسوف نؤتيه أجرًا عظيمًا} ما بين ذلك في المنافقين.
وقول مجاهد قد رواه الطبري عن محمد بن عمرو عن أبي عاصم عن عيسى عن ابن أبي نجيح عنه.

==فائدة اللام في قوله "ليبطئن"
اللام تفيد القسم قاله الزجاج وقال "كان هذا لو كان كلاما لقلت إن منكم لمن أحلف واللّه ليبطئن".
وقال أيضا: (والنحويون يجمعون على أن: من وما والذي لا يوصلن بالأمر والنهي إلا بما يضمر معها من ذكر الخبر، وأن لام القسم إذا جاءت مع هذه الحروف فلفظ القسم وما أشبه لفظه مضمر معها) انتهى كلامه.
وذكر ابن عطية أنها كذلك عن الجمهور وأن هناك من قال هي للتأكيد.

==معنى "يبطئن"
أي يبطئ غيره ويثقله عن الجهاد. ذكر هذا المعنى ابن عطية.
وقيل يتباطأ بنفسه ويبطئ غيره. قاله ابن جريج. ذكره ابن كثير.
وقد أخرج هذا القول عن ابن جريج الطبري في تفسيره عن القاسم عن الحسين عن حجاج عنه.

==المراد بالمصيبة
القتل والاستشهاد وهذا في نظر المنافقين، أو على أن الموت كله مصيبة كما شاءه الله تعالى، وإنما الشهادة في الحقيقة نعمة لحسن مآلها. ذكره ابن عطية.

==معنى قوله تعالى: : {قد أنعم اللّه عليّ إذ لم أكن معهم شهيدا}
أي: لم أشركهم في مصيبتهم. قاله الزجاج.
قال ابن كثير :" يعدّ ذلك من نعم اللّه عليه، ولم يدر ما فاته من الأجر في الصّبر أو الشّهادة إن قتل".

========================================================================================================================================

تفسير قوله تعالى: {وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِّنَ الله لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا (73)}

==القراءات الواردة في الآية.
-قرأ الحسن ليقولنّ بضم اللام على معنى «من» وضم اللام لتدل على الواو المحذوفة. ذكره ابن عطية.
-وقرأ ابن كثير وعاصم في رواية حفص «تكن» بتاء، وقرأ غيرهما «يكن» بياء، ذكره ابن عطية. وقال: (ذلك حسن للفصل الواقع بين الفعل والفاعل).
-وقرأ الحسن ويزيد النحوي فأفوز بالرفع على القطع والاستئناف، التقدير: فأنا أفوز. قال روح: لم يجعل ل «ليت» جوابا. ذكره ابن عطية.

==المعنى الإجمالي للآية.
قال ابن عطية: (المعنى ولئن ظفرتم وغنمتم وكل ذلك من فضل الله، ندم المنافق إن لم يحضر ويصب الغنيمة، وقال: يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزاً عظيماً، متمنيا شيئا قد كان عاهد أن يفعله ثم غدر في عهده، لأن المؤمن إنما يتمنى مثل هذا إذا كان المانع له من الحضور عذرا واضحا، وأمرا لا قدرة له معه، فهو يتأسف بعد ذلك على فوات الخير، والمنافق يعاطي المؤمنين المودة، ويعاهد على التزام كلف الإسلام، ثم يتخلف نفاقا وشكا وكفرا بالله ورسوله، ثم يتمنى عند ما يكشف الغيب الظفر للمؤمنين)

==المراد بالفضل في الآية
هو الفوز والغنيمة ذكره الزجاج، وابن كثير.

==معنى قوله تعالى: {ليقولنّ كأن لم تكن بينكم وبينه مودّة}
-قيل أنها اعتراضية
ويكون معنى الآية: ليقولن يا ليتني كنت معهم فأفوز، وتكون هذه الجملة بمثابة الاعتراض والتكذيب لما ظهر منه الآن من تمني أن لو كان مع المؤمنين، وهي التفاتة تظهر مدى قبح ما صدر منهم.
-وجائز أن يكون - واللّه أعلم -: ليقولنّ يا ليتني كنت معهم كأن لم تكن بينكم وبينه مودة،
أي: كأنّه لم يعاقدكم على أن يجاهد معكم، فلا يكون في العربيّة فيه عيب ولا ينقص معنى.. واللّه أعلم. ذكر هذين الوجهين الزجاج في تفسيره.
-وقيل إنه يقولها حسدا وحقدا على ما فاز به المؤمنين. وهذا حكاه الطبري عن قتادة وابن جريج.
وقول قتادة رواه الطبري عن بشر بن معاذ عن يزيد عن سعيد عنه.
وقول ابن جريج رواه الطبري عن القاسم عن الحسين عن حجاج عنه.

==معنى المودة في الآية:
معناها كأنه لم يظهر لكم المودة من قبل ولم يكن عاقدكم على الإيمان والجهاد. هذا المعنى مستنبط من كلام الزجاج وابن عطية وابن كثير.

==المراد بالفوز في قوله تعالى {فأفوز فوزًا عظيمًا}
أي: بأن يضرب لي بسهمٍ معهم فأحصل عليه. وهو أكبر قصده وغاية مراده. ذكره ابن كثير.

==الذي دلت عليه هذه الآية وسابقتها.
-يدل مجموع هاتين الآيتين على أن خارج المنافقين فإنما كان يقصد الغنيمة، ومتخلفهم إنما كان يقصد الشك وتربص الدوائر بالمؤمنين. ذكره ابن عطية.
-وقال الطبري: "هذا خبرٌ من اللّه تعالى ذكره عن هؤلاء المنافقين أنّ شهودهم الحرب مع المسلمين إن شهدوها لطلب الغنيمة، وإن تخلّفوا عنها فللشّكّ الّذي في قلوبهم، وأنّهم لا يرجون لحضورها ثوابًا ولا يخافون بالتّخلّف عنها من اللّه عقابًا."


والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الأول

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:32 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir