تلخيص درس مراتب التعديل
المتن محل الدراسة من كتاب (نخبة الفكر)
"وَمَرَاتِبِ التَّعْدِيلِ:
وَأَرْفَعُهَا: الوَصْفُ بِأَفْعَلَ كَأَوْثَقِ النَّاسِ، ثُمَّ مَا تَأَكَّدَ بِصِفَةٍ أَوْ صِفَتَيْنِ كثِقَةٌ ثِقَةٌ، أَوْ ثِقَةٌ حَافِظٌ.
وَأَدْنَاهَا: مَا أَشْعَرَ بِالقُرْبِ مِنْ أَسْهَلِ التَّجْرِيحِ كَشَيْخ.
وَتُقْبَلُ التَّزْكِيَةُ مِنْ عَارِفٍ بِأَسْبَابِهَا، وَلَوْ مِنْ وَاحِدٍ عَلَى الأَصَحِّ."
عناصر الدرس
-أرفع وأعلى مراتب التعديل
-المرتبة التالية من مراتب التعديل
-أدنى مراتب التعديل
-أحكام تتعلق بفن الجرح والتعديل
-خطورة التساهل في الجرح والتعديل
-بعض أسباب الآفات في فن الجرح والتعديل
أرفع وأعلى مراتب التعديل
-وهي مرتبة الوصف بما يدل على المبالغة في توثيق الراوي
-وأصرح ذلك وصفه بأوثق أو أثبت الناس، أو إليه المنتهى في التثبت.
المرتبة التالية من مراتب التعديل
-وهي وصف الراوي بصفة أو صفتين من الصفات الدالة على التعديل.
-كقولهم ثقة ثقة، أو ثبت ثبت، أو ثقة حافظ، أو عدل ضابط.
أدنى مراتب التعديل
-وهي وصفه بما يفيد القرب من أسهل التجريح.
-كوصفه بشيخ، أو يروى حديثه، أو يعتبر به، ونحو ذلك.
-وبين هذه المرتبة والمراتب الرفيعة، مراتب أخرى لا تخفى.
أحكام تتعلق بفن الجرح والتعديل
[1] تقبل التزكية ممن يعرف أسبابها، دون غير العارف.
-وذلك لأن غير العارف بأسبابها قد يزكي بمجرد ما يظهر له بداية من غير ممارسة واختبار.
-ولا يقبل الجرح والتعديل إلا من عدل معتدل في حكمه متيقظ.
-فلا يقبل جرح المفرِط ممن يجرح بما لا يقتضي رد حديث المحدث.
-كما لا يقبل تزكية المتساهل ممن اتبع الظاهر مجردا؛ فأطلق التزكية.
[2] تقبل التزكية من مزك عدل واحد على الأصح
-خلافا لمن شرط أنها لا تقبل إلا من اثْنين، حيث ألحقها بالشهادة.
-ويرد على ذلك الشرط بأن التزكية تنزل منزلة الحكم؛ فلا يشترط فيها العدد، وأما الشهادة فتقع من الشاهد عند الحاكم؛ فاتضح الفرق بينهما.
-ولو قيل يفرق بين ما إذا كانت التزكية في الراوي مبنية على اجتهاد المزكي، أو على النقل عن غيره؛ لكان الرد بأنه إن كان:
-اجتهادا من المزكي، فحينئذ التزكية تنزل منزلة الحكم؛ فلا يشترط فيها العدد.
-وأما إن كان نقلا عن غيره، ففيه الخلاف، ويتبين أنه أيضا لا يشترط العدد؛ لأن أصل النقل لا يشترط فيه العدد فكذلك ما تفرع عنه، والله أَعلم.
-وقال الذهبي -وهو من أهل الاستقراء التام في نقد الرجال-: (لم يجتمع اثنان من علماء هذا الشأْن قط على توثيق ضعيف ولا على تضعيف ثقة).
-ولهذا كان مذهب النسائي، أن لا يترك حديث رجل حتى يجتمع الجميع على تركه.
خطورة التساهل في الجرح والتعديل
وليحرص المتكلم في هذا الفن على العدل والتوسط:
-فلا يعدل بغير تثبت، وإلا كان كمن أثبت حكما غير ثابت، وهذا يخشى عليه أن يكون كمن روى حديثا مع ظنه بكونه كذبا على الرسول صلى الله عليه وسلم.
-ولا يجرح بغير تحرز، وإلا يكون قد طعن في مسلم بريء، وظلمه ووسمه بميسم سوء لا يفارقه أبدا.
بعض أسباب الآفات في فن الجرح والتعديل
-والآفة تدخل في هذا الفن تارة من الهوى والقصد الفاسد، وهذا لا نجده غالبا في كلام المتقدمين.
-وتارة تدخل بسبب المخالفة في العقائد، وهو موجود كثيرا قديما وحديثا، وهذا مما لا ينبغي الوقوع فيه.