قال عبد يغوث بن وقاص الحارثي:
أَلاَ لا تَلُومَانِي كَفى اللَّوْمَ ما بِيَا = وما لَكُما في اللَّوْم خَيْرٌ ولا لِيَا
أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّ المَلاَمَةَ نَفْعُها = قليلٌ، وما لَوْمِي أَخِي مِن شِمَالِيَا
فَيَا راكِباً إِمَّا عَرَضْتَ فَبَلِّغَنْ = نَدامَايَ مِن نَجْرَانَ أَنْ لا تَلاَقِيَا
أَبَا كَرِبٍ والأَْيْهَمَيْنِ كِلَيْهِمَا = وقَيْساً بِأَعْلَي حَضْرَمَوْتَ اليمَانِيَا
جَزَى اللهُ قَوْمِي بالكُلاَبِ مَلاَمَةً = صَرِيحَهُمُ والآخَرِينَ المَوَاليَا
ولو شِئْتُ نَجَّتْنِي مِن الْخَيْلِ نَهْدَة = ٌتَرَى خَلْفَها الحُوَّ الْجِيَادَ تَوَالِيَا
ولكِنَّنِي أَحْمِي ذِمارَ أَبِيكُمُ = وكانَ الرِّماحُ يَخْتَطِفْنَ المُحَامِيَا
أَقُولُ وقد شَدُّوا لسانِي بِنِسْعَةٍ: = أَمَعْشَرَ تَيْمٍ أَطْلِقُوا عن لِسَانِيَا
أَمَعْشَرَ تَيْمٍ قَدْ مَلَكْتُهُمْ فأَسْجِحُوا = فإِنَّ أَخاكمْ لم يَكُنْ مِن بَوَائِيَا
فإِنْ تَقْتُلُونِي تَقْتُلُوا بِيَ سَيِّدا = ًوإِنْ تُطْلِقُونِي تَحْرُبُونِي بِمَالِيَا
أَحَقًّا عِبَادَ اللهِ أَنْ لَسْتُ سامِعاً = نَشِيدَ الرُّعَاءِ المُعْزِبينَ المَتَاليَا
وتَضْحَكُ مِنِّي شَيْخَةٌ عبْشَمِيَّةٌ = كأَنْ لَمْ تَرَى قبْلِي أَسِيراً يمَانِيَا
وظَلَّ نِساءُ الحَيِّ حَوْلِيَ رُكَّداً = يُرَاوِدْنَ مِنِّي ما تُرِيدُ نِسَائِيَا
وقد عَلِمَتْ عِرْسِي مُلَيْكَةُ أَنَّنِي = أَنَا اللَّيْثُ مَعْدُوًّا عليَّ وعادِيا
وقد كُنْتُ نَحَّارَ الجَزُورِ ومُعْمِلَ الْـ = مَطِيِّ وأَمْضِي حَيْثُ لا حَيَّ مَاضِيَا
وأَنْحَرُ لِلشَّرْبِ الكِرَامِ مَطِيَّتِي = وأَصْدَعُ بَيْن القَيْنَتَيْنِ رِدَائِيَا
وكنْتُ إِذا ما الْخَيْلُ شَمَّصَهَا القَنَا = لَبِيقاً بتَصْرِيفِ القَنَاةِ بَنَانِيَا
وعادِيَةٍ سَوْمَ الجَرَادِ وَزَعْتُها = بِكَفِّي وقد أَنْحَوْا إِليَّ العَوَالِيَا
كأَنِّيَ لم أَرْكَبْ جَوَاداً ولم أَقُلْ = لِخَيْلِيَ كُرِّي نَفِّسِي عن رِجَالِيَا
ولم أَسْبَاِء الزِّقَّ الرَّوِيَّ ولم أَقُلْ = لأَِيْسَارِ صِدْقٍ: أَعْظِمُوا ضَوْءَ نَارِيَا