وَأَمَّا الاجْتِهَادُ: فَهُوَ بَذْلُ الوُسْعِ في بُلُوغِ الغَرَضِ.
فَالمُجْتَهِدُ إِنْ كَانَ كَامِلَ الآلَةِ في الاجْتِهَادِ؛ فَإِن اجْتَهَدَ في الفُرُوعِ فَأَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ، وَإِن اجْتَهَدَ فِيهَا وَأَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ واحِدٌ.
وَمِنْهُم مَنْ قَالَ:كُلُّ مُجْتَهِدٍ في الفُرُوعِ مُصِيبٌ.
وَلاَ يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ:كُلُّ مُجْتَهِدٍ في الأُصُولِ الكَلاَمِيَّةِ مُصِيبٌ؛ لأَنَّ ذَلِكَ يُؤَدِّي إِلى تَصْوِيبِ أَهْلِ الضَّلاَلَةِ مِن (النَّصَارَى) وَ(المَجُوسِ) وَ(الكُفَّارِ) والمُلْحِدِينَ).
وَدَلِيلُ مَنْ قَالَ: لَيْسَ كُلُّ مُجْتَهِدٍ في الفُرُوعِ مُصِيبًا، قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنِ اجْتَهَدَ وَأَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ، وَمَنِ اجْتَهَدَ وَأَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ وَاحِدٌ)).
وَجْهُ الدَّلِيلِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَّأَ المُجْتَهِدَ تارةً وَصَوَّبَهُ أُخْرَى.