قال الممزق العبدي:
صَحا عن تَصَابِيهِ الفُؤَادُ المُشَوَّقُ = وحانَ من الحَيّ الجَميعِ تَفَرُّقُ
وأَصبَحض لا يَشْفِي غَليلَ فؤَادِه = قِطارُ السَّحابِ والرَّحِيقُ المُرَوَّقُ
لَدُنْ شَالَ أَحْدَاجُ القَطِينِ غُدَيَّةً = على جَلْهَةِ الوَادِي معَ الصُّبْحِ تُوسَقُ
تَطَالَعُ ما بَيْنَ الرَّجَى فَقُرَاقِرٍ = عليهن سربال السراب يرقرق
وقد جَاوَزَتْها ذاتُ نِيرَيْنِ شارِفٌ = محرمة فيها لوامع تخفق
بِجَأْوَاءَ جُمْهُورٍ كأّنَّ طَرِيقَها = بسرة بين الحزن والسهل رزدق
يَشُولُ على أَقْطارها القَوْمُ بالقَنا = تحوط على آثارهن وتلحق
وقال جميع الناس: أين مصيرنا = فأضمر منها خبث نفس ممزق
فلمَّا أتَى منْ دُونِها الرِّمْثُ والغَضَا = ولاحت لنا نار الفريقين تبرق
فوَجَّهها غَرْبِيَّةً عن بلادِنا = وود الذين حولنا لو تشرق
فجالَتْ على أجْوازِها الخيلُ بالقنا = تواضع من قرني جدود وتمرق
فَمنْ مُبْلِغُ النُّعمانَ أنَّ أُسَيِّداً = على العين تعتاد الصفا وتمرق
وأَنَّ لُكَيْزاً لم تَكُنْ رَبَّ عُكَّةٍ = لدن صرحت حجاجهم فتفرقوا
قَضَى لجميعِ الناسِ إذْ جاءَ أَمْرُهُمْ = بأن يجنبوا أفراسهم ثم يلحقوا
لِتُبْلِغَنِي مَنْ لا يُكَدِّرُ نِعْمَةً = بعذر ولايزكو لديه التملق
يَؤُمُّ بهنَّ الحَزْمَ خِرْقٌ سَمَيْدَعٌ = أحذ كصدر الهندواني مخفق