وقال عميرة أيضًا
1: ألا يا ديار الحي بالبردان.......خلت حجج بعدي لهن ثمان
2: فلم يبق منها غير نؤيٍ مهدمٍ.......وغير أوارٍ كالركي دفان
(الأواري): جمع آري والآري ما حبس الدابة من آخية أو وتد وهو مشتق من التأري وهو التحبس والانتظار ومنه قول أعشى باهلة:
لا يتأرى لما فير القدر يرقبه.......ولا يعض على شرسوفه الصفر
ويروى: ولا يزال أمام القوم يقتفر، أي: لا يتحبس على القدر حتى ينضج ما فيها ويقتفر: يتبع يقال اقتفرت الإثر تبعته ومثله قول ابن أحمر:
وإنما العيش بربانه.......وأنت من أفنانه مقتفر
و(دفان): مندفنة.
3: وغير حطوبات الولائد ذعذعت.......بها الريح والأمطار كل مكان
(ذعذعت): فرقت و(الحطوبات) جمع حطوبة وهو ما احتطب الإماء وجمعن عن الأصمعي وقال غيره: هو موضع المحتطب.
4: قفار مروراة يحار بها القطا.......يظل بها السبعان يعتركان
(يحار بها القطا) لبعدها وقوله (يعتركان) يقول يلتمس كل واحدٍ منهما أكل صاحبه من الجدب.
والمجاذبة والمصارعة والمعاركة والمحايلة واحد، و(المروراة) التي لا تنبت شيئًا ولا ماء فيها. غيره: ليس في الطير أهدى من القطا وذلك ربما أنه طلب الماء من مسافة بعيدة حتى أنه إذا روي ثم رجع لم يصل إلى موضعه إلا وقد عطش ثانية ثم تنقض كل قطاةً على بيضها وعلى فراخها لا تخطئ كل واحدة منهن بيضها ولا فراخها، قال أوس:
فأوردها التقريب والشد منهلاً.......قطاه معيد كرة الورد عاطف
وإذا حار في الطريق فهو على غاية البعد.
5: يثيران من نسج التراب عليهما.......قميصين أسماطًا ويرتديان
أبو عكرمة: (الأسماط): الأخلاق، وقال غيره: يصف السبعين أنهما يثيران عليهما في اعتراكهما هذا التراب وإنما يصف جدبًا وقلة البلل والنبت فلذلك كثر التراب ولو كان ثم خصب لم يكثر التراب.
6: وبالشرف الأعلى وحوش كأنها.......على جانب الأرجاء عوذ هجان
(الشرف): المرتفع من الأرض و(الأرجاء): النواحي والعوذ من الإبل التي معها أولادها الواحدة عائذ و(الهجان): الكرام وقال غيره: واحد الأرجاء رجًا يكتب بالألف والتثنية رجوان قال الشاعر:
فلا يرمى بي الرجوان إني.......أقل القوم من يغني مكاني
7: فمن مبلغ عني إياسًا وجندلاً.......أخا طارق والقول ذو نفيان
غيره: (ذو نفيان) يتفرق ههنا وههنا قال الفضل بن العباس:
كأن متنيه من النفي.......مواقع الطير على الصفي
يصف مستقيًا.
8: فلا تواعدني بالسلاح فإنما.......جمعت سلاحي رهبة الحدثان
قال غيره: يقال وعدته خيرًا ووعدته شرًا، وأوعدته بالشر، قال الشاعر:
أوعدني بالسجن والأداهم.......رجلي ورجلي شثنة المناسم
يقول (لا تواعدني سلاحكما فإنما جمعت سلاحي لكما) ولأمثالكما والمعنى أني مستعد لأعدائي.
9: جمعت ردينيًا كأن سنانه.......سنا لهبٍ لم يستعن بدخان
غيره: إذا لم يستعن بدخان كان أصفى له، شبه السنان في صفائه بصفاء لسان النار.
10: ليالي إذ أنتم لرهطي أعبد.......برمان لما أجدب الحرمان
غيره: إذ كنتم لرهطي أعبدًا في شدة الزمان.
11: وإذ لهم ذود عجاف وصبية.......وإذ أنتم ليست لكم غنمان
أبو عكرمة: (غنمان) أراد شاتين. غيره: يريد قطعتي غنم قطعة ههنا وقطعة ههنا ومنه قول الآخر:
هما سيدان يزعمان وإنما.......يسوداننا أن يسرت غنماهما
و(الذود): الثلث من الإبل إلى العشر لا ذكر فيها.
12 وجداكما عبدا عمير بن عامر.......وأماكما من قينةٍ أمتان
وروى أبو جعفر: من قنةٍ أمتان وفتية.
[شرح المفضليات: 520-522]