المجموعة الأولى:
س1: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
ج1 : تنقسم مسائل الإيمان الى نوعين .. لابد من الجمع بينهما حتى يكون اعتقاد المرء صحيحا :
-مسائل عقدية : في مايجب اعتقاده في القرآن في أنه كلام الله غير مخلوق ، منه بدأ واليه يعود ، وهو المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ، بواسطة حبريل عن رب العزة ، انزله الله هداية للناس مهيمنا على ما قبله من الكتب .
-مسائل سلوكية :وهي مسائل الانتفاع بمواعظ القرآن ، والاستجابة ، والاهتداء والتدبر والتفكر . وعلم السلوك يعنى بأصلين مهمين ، وعليهما يدور وهي :
-البصائر والبينات وهي تقوم على العلم والتفكر وتثمر اليقين .
-الاتباع الهدى وهي تقوم على العمل والعزيمة وتثمر التقوى والاستقامة .
وهذان الأصلان جمعهما الله عزوجل في قوله تعالى :
(إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد مابيناه للناس في الكتاب اؤلئك يلعنهم الله ويلعنهم اللعنون )
..........................................................................
س2: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى.
عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة اكلام لله تعالى : أنها صفة ذاتية باعتبار نوعها وأن الله لم يزل متكلما اذا شاء ، وصفة فعلية باعتبار آحاد كلامه جل وعلا فهو يتكلم متى شاء وكيف شاء .
والادلة على ذلك كثيرة منها :
قوله تعالى : ( وكلم الله موسى تكليما )
وقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان ولا حجاب يحجبه )
وغير ذلك من الأدلة التي دلت على أن الله تعالى يتكلم بصوت وحرف يُسمعه من يشاء وكيف شاء ومتى شاء جل وعلا .
...............................................................................
س3: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون.
كان المأمون رجلا له نصيب من العلم والأدب ، لكنه أقبل على علم الكلام لما فيه من زخرف القول ودقائق المسائل التي كان يهتم بها المعتزلة ويثيرونها وقد كان لهم عناية بالأدب والمنطق ، فقربهم من مجلسه ، وزادوه ولعا بالفلسلفة وعلم الكلام حتى أمر بإخراج كتب الفلاسفة اليونانين وأمر بتعريبها ، فزاد البلاء بذلك .
ثم أثاروا شبهة أن القرآن مخلوق وزينوها له . وكان يراها في نفسه الا أنها لم يظهرها ولم يدعو الناس اليها إلا بعد موت يزيد بن هارون ببضع سنين . وفي عام 212 ه . دعا بهذه المقوله وقرب من يقول بها وأقصى من يأبهاها . فكثر المعتزلة في زمانه.
وفي عام 218ه ، عزم المأمون على امتحان العلماء في القول بخلق القرآن ، ومن يأبى هدد بالعزل او الحبس او القتل . فابتلي بذلك جمع من العلماء منهم من أجابه خوفا وترخصا بالاكراه ، ومنهم من رفض هذا القول وثبت على الأمر ، منهم الامام احمد بن حنبل وجماعة من العلماء .
فكان الامام احمد ممن اقتيد وحبس ، واوذي ايذاءا شديدا . فأخذ الى المأمون ، وكان المأمون قد تجرأ عليه وجهز له سيفا ونطعا . فدعا الامام أحمد ربه قائلا (سيدي غرّ هذا الفاجرَ حلمُك حتى تجرّأ على أوليائك بالضرب والقتل، اللهمّ فإن يكنالقرآن كلاُمك غير مخلوق فاكفنا مؤونته) .
فمات المأمون في تلك الليلة .
..................................................................................
س4: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ.
-اختلاف المواقف من مسألة اللفظ يرجع الى اختلاف الناس بفهمها وتأولها ، ثم اختلف بناء مواقفهم على فهمه وتأوله . وهذه المواقف بايجاز :
1-موقف الجهمية : الذين قالوا بخلق القرآن تستروا بقولهم : لفظي بالقرآن مخلوق .
غرضهم التستر.لأنها اقرب الى قبول الناس لها .
وهؤلاء حذر منهم الامام أحمد وسماهم الجهمية لأن قصدهم التستر باللفظ . فمما قاله الامام أحمد بن حنبلٍ فيهم : (الواقفة واللّفظيّة جهميّةٌ) .
2-موقف طائفة خاضت في علم الكلام وتأثّرت ببعض قول الجهمية ، وإن كان كلامهم غيرَجارٍ على أصول الجهمية .
وعلى رأسهم رجل من اهل الشام اسمه : الشراك . قال : إن القرآن كلام الله؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقاً .
وهذا يعود إلى صريح قول الجهميةعند التحقيق . قال عنه الامام أحمد :قاتله اللّه، هذا كلام جهمٍبعينه.
3-موقف داوود بن عليّ بن خلف الأصبهاني الظاهري ، امام أهل الظاهر :
أخذ مقالة الكرابيسي في اللفظ، لكنّه تأوّلها على مذهبه في القرآن؛ فقال قولا لم يسبق إليه، قال: (أما الذي في اللوح المحفوظ: فغير مخلوق، وأما الذي هوبين الناس: فمخلوق ) .
هجره الإمام أحمد، وأمر بهجره.
4-موقف طائفة من أهل الحديث :
قالوا : أنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وهم يريدون أنّالقرآن غير مخلوق، لكنّهم أخطؤوا في إطلاق القول بأناللفظ بالقرآن غير مخلوق.
حجتهم وغرضهم من ذلك : أنهم ظنوا أنّ بقولهم: (ألفاظنا بالقرآن غير مخلوقة)يقطعون الطريق على الجهمية الذين يريدون التحيّل باللفظ للقول بخلق القرآن. وممن نُسب إليه التصريح بأنّاللفظ بالقرآن غير مخلوق: محمد بن يحيى الذهلي شيخ البخاري.
قال ابن قتيبة: إن أهل السنة لم يختلفوا في شيء من أقوالهم إلا في مسألةاللفظ.
5-موقف جمهور أهل الحديث :
كالإمام أحمد وإسحاق بن راهويه والبخاري وأبي ثور وجماعة. فهؤلاء منعوا الكلام في اللفظمطلقاً لالتباسه .
بدّعوا الفريقين : من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ومن قال: لفظيبالقرآن غير مخلوق. واشتدّوا على من قال: لفظيبالقرآن مخلوق؛ خشية التذرّع بهذا التلبيس إلى إرادة القول بخلق القرآن. وبيّنواأنّ أفعال العباد مخلوقة.
6-موقف أبي الحسن الأشعري وبعض أتباعه ومن تأثر بطريقته كأبي بكر بن الطيب الباقلاني،والقاضي أبي يعلى .
حجتهم أنهم فهموا من مسألة اللفظ معنىآخر ؛ وقالوا إنّ الإمام أحمد إنما كره الكلام في اللفظ؛ لأنّ معنى اللفظ الطرحوالرمي، وهذا غير لائق أن يقال في حق القرآن.وهؤلاء منهم من ينكر تكلم الله بالصوت ومنهم من يقر بذلك .
7-موقف طوائف زعمت أنّ ألفاظ القراء بالقرآن غير مخلوقة :
وزعموا أن سماعهم لقراءةالقارئ هي سماع مباشر من الله، وأنهم يسمعون كلام الله من الله إذا قرأه القارئ كماسمعه موسى بن عمران.
ولهم أقوال كثيرة منها : فقال بعضهم: إن صوت الربّ حلّ فيالعبد.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وهذه الأقوال كلها مبتدعة، لم يقل السلف شيئا منها، وكلها باطلة شرعا وعقلا.
....................................................................................
س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وماموقف أئمة أهل السنة منه؟
-سبب ظهور بدعة ابن كلاب ، أنه أراد الرد على المعتزلة بمقارعتهم بأصولهم ومواجهتهم بحججهم الكلامية ، فأدى ذلك الى التسليم ببعض اصولهم الفاسدة ،وتمكن من رد بعض قولهم افحام كبرائهم ، فغره ذلك ، فاجتهد في تصنيف كتب يرد بها على المعتزلة ، واشتهرت ردوده في افحام بعض كبارئهم ، فظن أنه بذلك نصر السنة ، واعجبت ردوده ومناظراته من كان يغتاظ من المعتزلة ، ففتن به بعض الناس وذاع صيته .
والمأخذ عليه عند اهل السنة : أنه قصر في معرفة السنة وعلومها ، واتبع طريقة المتكلمين ، وسلم لبعض أصولهم الفاسدة ، فخرج بقول بين قول المعتزلة وقول أهل السنة . واحدث أقوالا .
فأنكر أهل السنة على طريقته وحذرو منه . قال ابن خزيمة: (كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبدالله بن سعيد بن كلاب، وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره) .
......................................................................................
تم بحمد الله