نواصب الفعل المضارع
باب إعراب الفعل المضارع من أكبر أبواب النحو
(النواصب): جمع (ناصب)
أقسام نواصب الفعل المضارع
نواصب الفعل المضارع عشرة، وهي قسمان:
القسم الأول: نواصب تنصب بنفسها، وهي أربعة
القسم الثاني: تنصب بـ(أن) مضمرة وجوباً أو جوازاً، وهي ستة
نواصب الفعل المضارع تنصبه لفظاً إذا لم يتصل به إحدى النونين أو محلاً إذا اتصلت به إحداهما
حكم المضارع إذا اتصلت به إحدى النونين: مبني وليس بمعرب
القسم الأول: ما ينصب الفعل المضارع بنفسه، وهي أربعة أحرف
الحرف الأول: (أنْ)
معنى (أن)
(أن) حرف نصب ومصدر واستقبال
(أنْ) أم الباب؛ لأنها تنصب ظاهرة ومضمرة وجوباً وجوازاً
فائدة: (أن) تنصب المضارع لفظاً والماضي والأمر محلاً
حالات (أنْ) مع الفعل المضارع
الحال الأولى: لزوم الإضمار وهو فيما عدا لام (كي)
الحال الثانية: لزوم الإظهار وهو مع لام (كي)، إذا كانت مع (لا)
مثاله: (لئلا يعلم أهل الكتاب)
الحال الثالثة: جواز الأمرين مع (كي) إذا لم تكن مع (لا)
مثاله: (أسلمت كي أدخل الجنَّة)
أنواع (أنْ):
النوع الأول: (أن) المصدرية
ضابطها: أن لا تسبق بفعل (علم) ولا (ظن)
مثالها: (والذي أطمع أنْ يغفرَ لي)
النوع الثاني: (أن) المخففة من الثقيلة
ضابطها: أن تسبق بـ(علم) أو ما دل على العلم
مثالها: (علم أنْ سيكون منكم مرضى)
النوع الثالث: (أن) الزائدة
ضابطها: أن تقع بين القسم و(لو) أو تقع بعد (لمَّا)
مثال1: (أقسمتُ بالله أنْ لو يأتيني ضيفٌ لأكرمنَّه)
مثال2: (فلمَّا أنْ جاء البشيرُ)
تنبيه: الزيادة هنا إنما هي في الحكم الإعرابي أما في المعنى فليس في القرآن حرف زائد لا معنى له
خفاء بعض المعاني على المتأمل لا يدل على عدم المعنى
النوع الرابع: (أن) المفسرة
ضابطها: أن تسبق بجملة فيها معنى القول دون حروفه
فائدة: (أن) المفسرة: يقل دخولها على الفعل المضارع ويكثر دخولها على فعل الأمر والمضارع المجزوم بـ(لا) الناهية
مثال (أن) المفسرة مع فعل الأمر: (فأوحينا إليه أن اصنع الفلك)
مثال (أن) المفسرة مع الفعل المضارع المجزوم بـ(لا) الناهية: (وأنه بسم الله الرحمن الرحيم أن لا تعلو علي)
النوع الخامس: (أن) مصدرية، ومخففة من الثقيلة
ضابطها: أن تسبق بفعل يدل على الظن كـ(حسب)
مثالها: (وحسبوا أن لا تكونَُ فتنة) فيها قراءتان بالرفع والنصب وهما قراءتان سبعيتان
فائدة: (إن) بكسر الهمزة ليست من النواصب وهي على أنواع:
النوع الأول: (إن) النافية
مثالها: قوله تعالى: (إن عندكم من سلطان بهذا)
النوع الثاني: (إن) الشرطية
مثالها: قوله تعالى: (إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء)
النوع الثالث: (إن) الزائدة
مثالها: قول امرئ القيس (وما إن أرى عنك الغواية تنجلي)
الحرف الثاني: (لن) وهي حرف نصب ونفي واستقبال
مثال نصب الفعل المضارع بـ(لن): (لنْ نبرحَ عليه عاكفين)
(لن) حرف بسيط على الأصح وقيل: مركبة من (لا أن)
الصحيح أنها لا تفيد تأبيد النفي ولا تأكيده خلافاً للزمخشري
الحرف الثالث: (إذن) حرف جزاء وجواب ونصب
(إذن) ترسم بالألف عند الفراء وبالنون عند المبرد وهو أصح
قال بعضهم: إن ألغيت رسمت بالألف
الفرق بين الجزاء والجواب:
الجواب: قد يتضمن جزاء وقد لا يتضمن
الجزاء: قد يكون جواباً وقد لا يكون
شروط نصب الفعل المضارع بـ(إذن)
1- أن تكون (إذن) في صدر جملة الجواب
فإن تأخرت تعين رفع الفعل كقولك لمن قال لك: آتيك غداً: (أكرمُك إذن)
2- أن يكون المضارع بعدها دالاًّ على الاستقبال
فإن كان بمعنى الحال أهملت كقولك لمن يحدثك حديثاً: (إذن تصدقُ)
3- ألا يفصل بينها وبين المضارع فاصل غير القسم أو النداء أو (لا) النافية
تنبيه: الفصل بالقسم والنداء متفق عليه أما الفصل بـ(لا) النافية ففيه خلاف
أمثلة لـ(إذن) الناصبة للمضارع
مثال (إذن) المستوفية للشروط: (إذن تنجحَ) جواباً لمن قال لك: (سأجتهد في دروسي)
مثال (إذن) المفصولة بالقسم:: (إذن والله تنجحَ) جواباً عن الكلام السابق
مثال (إذن) المفصولة بالنداء: (إذن يا محمدُ تنجحَ) جواباً على الكلام السابق
مثال (إذن) المفصولة بـ(لا) النافية: (إذن لا يخيبَ الله مسعاك) جواباً على الكلام السابق
الحرف الرابع (كي) المصدرية
معنى (كي)
كي حرف مصدر ونصب
سميت مصدرية: لأنها تؤول مع منصوبها بمصدر
حالات (كي)
1- تكون مصدرية
نحو: (كي لا يكونَ دولة)
2- تكون تعليلية في حالتين:
الأولى: إذا تأخر لام التعليل عن (كي) نحو: (جئت كي لأقرأ)
الثانية: إذا وقع بعدها (أن) المصدرية نحو: (جئت كي أن تكرمني)
3- تكون لهما
نحو: (جئت كي تكرمني)
4- تكون مختصرة من (كيف)
نحو: (كي تجنحون)
شروط نصب المضارع بـ(كي)
شرطٌ واحد وهو أن تسبقها لام التعليل لفظاً أو تقديراً
مثال اللفظ: (لكيلا تأسوا على ما فاتكم)
مثال التقدير: (كي لا يكونَ دولة)
إذا لم تتقدمها اللام لفظاً ولا تقديراً فهي حرف تعليل وتكون ناصبة للفعل المضارع بعدها بأن مضمرة وجوباً بعد كي
مثال: (جئت كي أطلب العلم)
فائدة: الأربع الأولى تنصب بنفسها عند نحاة البصرة والكوفة
القسم الثاني: ما ينصب الفعل المضارع بواسطة (أن) المضمرة جوازاً
وهو حرف واحد: لام التعليل
سبب إضمار (أن) دون غيرها: أنها أم الباب
(لام كي) هي لام التعليل
سبب تسميتها بـ(لام كي) لأن (كي) تخلفها في التعليل
تنبيه: (لام كي) من النواصب المختلف فيها
الكوفيون يقولون: إنها ناصبة بنفسها
البصريون يقولون: إنها ناصبة بـ(أن) مضمرة ولا ينصب بنفسه إلا الأربعة المتقدمة
مثاله: (ليغفرَ لك الله ما تقدم من ذنبك)
تنبيه: لا فرق أن تكون اللام للعاقبة أو الصيرورة نحو: (ليكون لهم عدواً)، أو زائدة نحو: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس)
القسم الثالث: ما ينصب الفعل المضارع؛ بواسطة (أن) المضمرة وجوباً
وهي: (لام الجحود، وفاء السببية، وواو المعية، وحتى، وأو)