لوحات

[رحيق الأمل]

لوحة سوداء


أَرسلتُ حَمامتي البيضاءَ لِتأتيني بِأخبارِ أَرضِ اْلياسَمينْ ، فَعادَتْ بِهديلٍ حَزينٍ ! ، وَقَد كُسِيَ ريشُها الجَميلُ بـالسَّواد وَأَبتِ الطَّعامَ وأَخذتْ تَشُدو بِألوانِ الْأشجانِ ، لِتُخْبرني بِسُحب الأَكدار غَطتْ سَماءَ الياسمينْ ،
وقد لَفّتِ الأَناتُ وَالآهاتُ اَشجارَ الصّفصَافِ ‘ وَ الفُلّ والياسمين حَاصَرتْها أَشواكُ الأَلمِ والحرقةِ ، وَأَنْهارُ الأَوجاعِ المُتدَفقة صَوَّرتْ لَنا مُعانَاة أَهل الشامِ ، حَيثُ عَمَّ الظلامُ البلادَ ، وَتَخضبتْ الأرضُ باللون الأَحمر القاني ، وبراءَة عبيرِ الزهورِ قُتلتْ بِرصاصةِ الغدرِ ، والأمّ أَصْبَحتْ ثَكْلى مَفْجوعة بِأَوْلادِها وَالأُسَرُ فَقَدَتْ مَعيلها ، وَمَآذِنُ الشَّام قُصِفَتْ ، وَسادَ البِلادَ الدّمارُ وَأَلبَسها أَغْلالَ الهمومِ وحَرَمها مِنْ أَبخس حُقوقها ، وحَاصَر حُرِّيّتها !! فَهَتفتِ النّفوس الأَبية بِنداءِ الحقِ المُرصّعِ بِجواهرِ العزةِ والكرامةِ .


يا الله يا الله مالنا غيرك يا الله .


لوحة بيضاء





الْيأسُ هُوَ السّم القاتلِ لِلحياةِ ‘ يُقبحُ كُل شيءٍ جميل تَسمو لهُ الرّوح !! وَيكسو حَياتَكِ بالظلام ، فلا تَرينَ إلا لونا واحدًا للحياةِ وَهو السواد. فيجول القهر في سويداءِ قلبكِ ، فَتكثرُ عَليكِ أَشواكُ الأَلمِ وَالفشلْ ، وَهُو نَاقوسُ الخَطرِ لِتعطيلِ حَياتِكِ ، وَيُسوّرُها بالأَحزانِ وَيُكدّرُها وَيُقيّدها بِالعجزِ ،
وأَمامَكِ سلاحان تَقلّديهما لِتفكّي أَغلال اليأسِ ،
وهما الشجاعةُ والإرادة ، فاعبري من خلالهِما بِحار اليأسِ ، لترسو حياتُك على شواطئ الأملِ الوضاء ، فينقشع الظلام وتحلُ محلّه الأنوار وطالع السعد ، وفي ختام المسير ستُدركين سُلم الوصول إلى سنام النجاح

لوحة ذهبية

.


اِسقِ براعمكِ الصغيرةَ نُور القرآن في صدورهم ، وجمال مُحياهم بأخلاق النُّبوةِ ، فينمو نَبتُكِ الصَّالحُ كالسنابلِ الذهبيةِ ، فتشرق أيامك لآخرِ العمـــر !!