قال أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي (ت: 418هـ): (سياق ما روي في تكفير من وقف في القرآن شاكًّا فيه أنّه غير مخلوقٍ
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 2/357]
فروى عن أهل المدينة هارون بن أبي علقمة الفرويّ قال: سمعت عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون وغيره من علمائنا
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 2/357]
يقولون: من وقف في القرآن بالشّكّ فهو كافرٌ. قال: وسمعت عبد الملك خاصّةً يقول: من وقف في القرآن بالشّكّ فهو مثل من قال مخلوقٌ.
521 - وأبي مصعبٍ أحمد بن أبي بكرٍ قال: من وقف في القرآن فهو كافرٌ.
522 - وقال محمّد بن مسلم بن وارة: قال لي أبو مصعبٍ: من قال: القرآن مخلوقٌ فهو كافرٌ، ومن قال: لا أدري يعني مخلوقٌ أو غير مخلوقٍ فهو مثله. ثمّ قال: بل هو شرٌّ منه. فذكرت رجلًا كان يظهر مذهب مالكٍ فقلت: إنّه أظهر الوقف. فقال: لعنه اللّه، ينتحل مذهبنا وهو بريءٌ منه. فذكرت ذلك لأحمد بن حنبلٍ فأعجبه وسرّ به.
523 - وحكي عن أبي حاتمٍ الرّازيّ، قال أبو مصعبٍ: هؤلاء الّذين يقولون في القرآن لا ندري مخلوقٌ أم غير مخلوقٍ هم عندنا شرٌّ ممّن يقول: مخلوقٌ، يستتابون فإن تابوا وإلّا ضربت أعناقهم.
524 - وكذلك روى عنه عليّ بن الفرات الأصبهانيّ وروي عن مصعبٍ الزّبيريّ أنّه سئل عن القرآن، وعن من لا يقول غير مخلوقٍ، فقال: هؤلاء جهّالٌ - وخطّأهم - وإنّي لأتّهمهم أن يكونوا زنادقةً.
526 - وقال أبو حاتمٍ: سئل إبراهيم بن المنذر الحزاميّ فقيل: ما تقول في عبدٍ اشتري فخرج جهميًّا؟
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 2/358]
فقال: عيبٌ يردّ منه. قال: فإن خرج واقفيًّا؟ قال: شرٌّ يردّ منه.
527 - وعن عبد اللّه بن أبي سلمة العمريّ المدنيّ نزيل بغداد أنّه سئل عن من قال: إنّ القرآن غير مخلوقٍ، فقال: إنّ الّذي لا يقول إنّه غير مخلوقٍ فهو يقول: مخلوقٌ إلّا أنّه جعل هذه سترةً يستتر بها.
528 - عن هارون بن موسى الفرويّ أنّه سئل عمّن يقف في القرآن، فقال: مثل من يقول: مخلوقٌ.
529 - وعنه: من وقف في القرآن بالشّكّ فهو كافرٌ، ومن وقف بغير شكٍّ فهو مبتدعٌ.
530 - وعن محمّد بن يحيى بن أبي عمر العدنيّ: من قال القرآن مخلوقٌ فهو كافرٌ، ومن وقف فهو شرٌّ ممّن قال: مخلوقٌ، لا يصلّى خلفهم، ولا يناكحون، ولا يكلّمون، ولا تشهد جنائزهم، ولا يعاد مرضاهم.
531 - وقال أبو زرعة الرّازيّ: قيل للحسن بن عليٍّ الحلوانيّ: إنّا أخبرنا عنك أنّك أظهرت الوقف. فأنكر ذلك إنكارًا شديدًا وقال: القرآن كلام اللّه غير مخلوقٍ، وهل يكون غير ذا أو يقول أحدٌ غير ذا؟ ما شككنا في ذا قطّ،
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 2/359]
وسألني رجلٌ بالشّام وكان من الواقفة فأحبّ أن أرخّص في الوقف فأبيت.
532 - وعن أبي الوليد بن أبي الجارود، ومحمّد بن يزيد المقرئ والحسن بن إبراهيم البياضيّ، وابن يونس المدينيّ أنّهم قالوا: كفّارٌ.
533 - وعن يحيى بن سليمٍ الطّائفيّ: من وقف في القرآن فهو جهميٌّ. فيما روى عنه ابن أبي عمر العدنيّ.
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 2/360]
ومن أهل الكوفة وكيع بن الجرّاح فيما روى عنه يحيى بن يحيى النّيسابوريّ: من شكّ أنّ القرآن كلام اللّه يعني غير مخلوقٍ فهو كافرٌ.
535 - وعن أبي بكر بن أبي شيبة وأخيه عثمان، والحسين بن عليّ بن الأسود، وأبي هشامٍ الرّفاعيّ، وأبي سعيدٍ الأشجّ، وإسحاق بن موسى الخطميّ، ومحمّد بن خلفٍ التّيميّ، وهارون بن إسحاق الهمذانيّ قالوا: كفّارٌ وشرٌّ من الجهميّ. وعن محمّد بن مقاتلٍ العبّادانيّ، والعبّاس بن الوليد النّرسيّ، ومحمّد بن أبي صفوان الثّقفيّ، وعبّاس بن عبد العظيم العنبريّ، ومحمّد بن بشّارٍ، ومحمّد بن المثنّى، وعمرو بن عليٍّ، ومحمّد بن يحيى بن أبي حزمٍ القطعيّ، وأبي عبد الرّحمن النّحويّ، والقاسم بن أميّة الحذّاء، والحسن بن شاذان الواسطيّ، ومسعود بن مسبحٍ الواسطيّ، ومحمّد بن حربٍ النّسائيّ، ومحمّد بن حاتمٍ الجرجرائيّ المعروف بحبيٍّ، وأحمد بن سنانٍ الواسطيّ.
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 2/360]
ومن أهل بغداد ومن عدّ فيهم عبيد اللّه بن عمر القواريريّ، ويحيى بن أيّوب، وداود بن رشيدٍ، وسويد بن سعيدٍ الأنباريّ، وأحمد بن حنبلٍ، ويحيى بن معينٍ، وأبو خيثمة زهير بن حربٍ، وأبو معمرٍ إسماعيل بن إبراهيم، وأبو ثورٍ إبراهيم بن خالدٍ الكلبيّ، ويعقوب بن إبراهيم الدّورقيّ، وهارون بن عبد اللّه البزّاز، والعبّاس بن غالبٍ الورّاق، والحسن بن الصّبّاح البزّار، وعبد الوهّاب بن الحكم الورّاق، ومحفوظ بن أبي توبة، وأبو نشيطٍ محمّد بن هارون، وأحمد بن منصورٍ، وعبّاس بن أبي طالبٍ، وسليمان بن توبة
536 - أنّهم قالوا كلّهم: من وقف في القرآن إنّه كافرٌ. وقالوا: جهميٌّ.
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 2/361]
ومن أهل مصر ومن عدّ فيهم نعيم بن حمّادٍ المروزيّ، وأحمد بن صالحٍ المصريّ، ومؤمّل بن إهابٍ الرّبعيّ المكّيّ نزيل مصر، وأبو عبيد اللّه أحمد بن عبد الرّحمن ابن أخي عبد اللّه بن وهبٍ، والرّبيع بن سليمان المراديّ المصريّ
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 2/361]
ومن أهل الشّام هشام بن عمّارٍ، والمسيّب بن واضحٍ، ومحمّد بن خلفٍ العسقلانيّ، والقاسم بن عثمان الجوعيّ، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجانيّ نزيل دمشق.
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 2/361]
ومن أهل الجزيرة والثّغور حامد بن يحيى البلخيّ، وأبو بكرٍ محمّد بن يزيد الأسلميّ الطّرسوسيّ، وإبراهيم بن سعيدٍ الجوهريّ البغداديّ نزيل الرّيّ، وسعيد
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 2/361]
بن رحمة المصّيصيّ، وأحمد بن حربٍ الموصليّ، ومحمّد بن أيّوب الأصبهانيّ، ومحمّد بن جبلة الرّافقيّ، وزرقان بن محمّدٍ البغداديّ نزيل طرسوس، ويعقوب بن إبراهيم الخشّاب، وعليّ بن موسى القزوينيّ نزيل طرسوس، وأحمد بن شريكٍ السّجزيّ، ونصر بن منصورٍ المصّيصيّ، وعبد العزيز بن أحمد بن شبّويه.
537 - قالوا: من زعم أنّ القرآن مخلوقٌ فهو كافرٌ باللّه العظيم، ومن قال: لا أدري القرآن مخلوقٌ أو غير مخلوقٍ فهو شاكٌّ في دينه حتّى يعلم أنّ كلام ربّه غير مخلوقٍ. هذا لفظ الثّغريّين، ولفظ الباقين معنى هذا.
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 2/362]
ومن أهل خراسان: إسحاق بن إبراهيم بن مخلدٍ المعروف بابن راهويه أنّه سئل عن الرّجل يقول: القرآن كلام اللّه ويقف، قال: هو عندي شرٌّ من الّذي يقول مخلوقٌ؛ لأنّه يقتدي به غيره. فيما روى عنه حرب بن إسماعيل الكرمانيّ، وفيما روى عنه أحمد بن سلمة: ومن وقف فهو كذا. رماه بأمرٍ عظيمٍ وقال: هو ضالٌّ مضلٌّ.
540 - وعن محمّد بن يحيى الذّهليّ: من وقف في القرآن فمحلّه محلّ من زعم أنّ القرآن مخلوقٌ. وعن عليّ بن حبيبٍ البلخيّ، وعبد بن وهبٍ البلخيّ، ومحمّد بن يحيى البلخيّ، وعبدة بن عبد الرّحيم المروزيّ، وأبي جعفرٍ محمّد بن مهران الجمّال الرّازيّ، وسليمان بن معبدٍ المروزيّ، وأحمد بن الصّبّاح
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 2/362]
المعروف بابن أبي شريحٍ، ومحمّد بن عيسى الدّامغانيّ، وهارون بن حيّان القزوينيّ، وعبد اللّه بن أحمد بن شبّويه، وأبي حصين بن يحيى الرّازيّ، وإبراهيم بن يوسف البلخيّ، ومحمّد بن فضيلٍ البلخيّ العابد، وأحمد بن يعقوب البلخيّ، وأحمد بن منصورٍ المروزيّ، وأبي هارون محمّد بن خالد بن يزيد الخزّار الرّازيّ، ومعان بن محمّد بن مخلدٍ النّسويّ، وخازم بن يحيى الحلوانيّ، وأحمد بن عبد اللّه الشّعرانيّ، ومحمّد بن داود أبي نصرٍ التّيميّ السّمنانيّ، ومحمود بن خالدٍ الخانقينيّ، وحرب بن إسماعيل الكرمانيّ:
541 - إنّ من شكّ في القرآن فهو كافرٌ أو جهميٌّ. ومنهم من قال: شرٌّ من جهميٍّ
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 2/363]
543 - ذكره عبد الرّحمن بن أبي حاتمٍ قال: ثنا الحسن بن أيّوب القزوينيّ قال: ثنا هارون بن أبي علقمة الفرويّ قال: سمعت عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون وغيره من علمائنا يقولون: «من وقف في القرآن بالشّكّ فهو كافرٌ»
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 2/363]
وذكره عبد الرّحمن قال: ثنا جعفر بن أحمد بن عيسى الرّازيّ قال: حدّثني أبو موسى هارون بن أبي علقمة قال: سمعت عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون يقول: «من وقف في القرآن بالشّكّ فهو مثل من قال مخلوقٌ»
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 2/363]
544 - أخبرنا أحمد بن محمّد بن عروة قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن زكريّا قال: سمعت سلمة بن شبيبٍ يقول: سمعت أحمد بن حنبلٍ يقول: الواقفيّ لا تشكّ في كفره
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة: 2/363]