اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم سهيلة
لماذا الاعتراض على صيغة القاعدة: " المشقة تجلب التيسير "، مع أن التكليف فيه المشقة ولكنها مشقة محتملة؟
وجزاكم الله خير الجزاء وبارك في أوقاتكم
|
الاعتراض لفظي لأن المشقة ليست هي التي تجلب التيسير بنفسها، وإنما الذي جلب التيسير هو نصّ الشارع، والمشقة إنما هي سبب.
وهذه الاعتراضات اللفظية أوصيكم أن لا تقفوا عندها كثيراً؛ فهي كثيرة في كتب أصول الفقه، ومن عرف توسّع العرب في العبارة، علم أن مثل هذا الإطلاق صحيح في لسان العرب، ولا يقتضي ما تبادر إلى ذهن المعترض، فالعرب تسند الفعل بأدنى ملابسة، وليس مقصود من أطلق هذه القاعدة بهذه الصياغة أن المشقة نفسها هي التي جلبت التيسير، وإنما أراد أنها سبب لجلب التيسير؛ فأسند الفعل إليها على طريقة العرب في التوسع في العبارة.
وليس كل التكاليف الشرعية فيها مشقة، بل منها وهو كثير ما يجد أصحابه من اللذة والإقبال عليه ما يوقنون معه بأن المشقة إنما هي في تركه، ومن أمثلة ذلك إباحة الوصال في الصيام إلى السَّحَر مع صراحة الأدلة في استحباب تعجيل الفطر، وذلك لما يجده العبّاد من النهم في العبادة ومشقة تركها؛ فجعلت لهم رخصة في الوصال إلى السحر.