البعض يفكر في الجمع بين الدراسة في الإعداد العلمي والدراسة في إعداد المفسر، وآخر في الجمع بين الإعداد العلمي وبرنامج السعدي المقدم من قبل أكاديمية تفسير.
لكن ثمّ تخوف لدى البعض من عدم إمكانية الجمع وضيق الأوقات، وقد يظن أن هذا الجمع بحاجة إلي تفرغ تام لكن ليس كذلك.
فالجمع وإن كان ممكن ولكن في البداية أو قبل البدء قد يبدو الأمر صعبا حتى يهيأ للبعض أن الإحجام خير من الإقدام. والفروق الفردية وإن كانت معتبرة بين الأشخاص لأنه ليس كل أحد يستطيع إنجاز ما يفعله الآخر سواء جودة أو كما فالقدرات تتفاوت وكذلك المسئوليات وأيضا الأهداف، لكن أيضا لا ينبغي أن نعدل عن خير في الإمكان تحصيله، فكل منّا له مواهب منّ الله بها عليه؛ فحري بنا أن نحسن إستغلال المواهب كما أحسن الله إلينا.
فإن كنت من الشخصيات التي الضغط معها يولد الإنجاز فأنصحك بالجمع فهو خير لك. وإن كنت ترى الأحسن لك أن الجمع يؤثر على جودة تعلمه فلا تجمع وأحسن فيما بين يديك يزدك الله من فضله.
# والجمع وإن كان ممكنا لكن بحاجة إلي أمور:
أولا: اليقين بأن العلم فضل الله يؤتيه من يشاء، فلا تعتمد على ذكائك ولا حولك ولا قوتك، ولكن على توكل على الله واركن إلى حوله وقوته، وأعلم أنك لن تتعلم ولن تنتفع بالعلم إلا بأن يمن الله عليك ويحببه إليك ويفتح لك فيه؛ ولذا فلزاما أن نتحرى:
- الصدق والإخلاص؛ وعلى قدرهما يكون تمام العمل.
-التقوى، قال تعالى" واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم"
-الإحسان، قال تعالى " ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما وكذلك نجري المحسنين"
-التضرع إلى الله بالتوفيق في الطلب والإكثار من الأدعية الواردة في الكتاب والسنة التي فيها سؤال العلم، وأيضا قول" رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري" فربما يكون الأمر يسيرا لكن الصدر غير منشرح أو يكون الصدر منشرح والأمر غير يسير فالتوفيق يكون باجتماع الأمرين معا.
ثانيا: علو الهمة وسؤال الله من فضله.
ثالثا: عليك بهجر العوائد، وقطع العوائق، واحذر من خطف البوارق.
العوائد: هي عادات فعلها لا يجني نفعا، فتركها خير من إتيانها.
العوائق: هي أشياء تقطعك عن مرادك وبغيتك، فمثلا قد تكون اليوم بذهنك أنك تؤدي كذا وكذا من المهام ثم يأتي أمر خارج - لكن ليس بطارئ- فتستجيب للأمر الخارج، واستجابتك هذه غير صحيحة لأنها تؤثر تباعا على سرعة وصولك لهدفك.
البوارق: هي أشياء لها جاذبية قد تخطف بصرك ومعه وقتك وغالبها الفضل فيها غير مفيد كمواقع التواصل ونحوه، فاحذر!
رابعا: إدمان الاستغفار، والإكثار من الحولقة ( حبذا لو يكون للواحد منّا ورد حولقة يوميا فإنه له من البركة في سائر اليوم ما لا يعلمه إلا الله، ولا يغني الاستغفار عن الحولقة أو العكس؛ فكل له ثمرة لا تُحصل بالآخر).
خامسا: الثبات قدر المستطاع على النقاط الست السابق ذكرها.
نعم قد تشعر بفتور أحيانا أو بضغط أخرى أو شتات ذهن ثالثة لكن الصادق لا تكثر عثراته ولا تطول غفلاته، وفي كل مرة يعود خيرا مما سبق ولابد! .. لكن هذا شأن الصادق!
وأخيرا
-" المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍ خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز.."
- "إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا ... "
- من آثر الله على غيره آثره الله على غيره.
- (من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له)
2 ذو القعدة 1436هـ/16-08-2015م, 01:34 AM
نصيحة
العرض العادي
