(4) قوله: (وأمَّا الألفُ فتكونُ علامةً للرَّفعِ): أي سواءً كانت:
-ظاهرة، كما في: (جاء الزَّيدان).
-أو مقدّرةً كقولِكَ: (جاء عبدَاللهِ) فإنَّ:
عبدَ:
فاعلٌ مرفوعٌ بالألفِ المحذوفةِ لالتقاءِ السّاكنين.
وعبدَ: مضافٌ.
ولفظُ الجلالةِ:
مضافٌ إليه، والمحذوفُ لعلّةٍ كالثّابتِ؛ لأنَّ أصلَهُ عبدانِ للهِ، فحُذِفَتِ النّونُ للإضافةِ، واللامُ للتَّخفيفِ فصار عبدا اللهِ، فالتقى ساكنان وهما الألفُ واللامُ، فحُذِفَتِ الألفُ لالتقاءِ السّاكنين فصارَ عبدَاللهِ، ومنه المثالُ المشهورُ في قولِهِ:
لقد طافَ عبدَ اللهِ بي البيتَ سبعةً = وحجّ مـِنى الـنّاسُ الكرامُ الأفاضلُ
موطّئةٌ للقسمِ.
وقد:
حرفُ تحقيقٍ.
وطاف:
فعلٌ ماضٍ، وعبدَ: فاعلٌ مرفوعٌ، ورفعُهُ الألفُ المحذوفةُ لالتقاءِ السّاكنين نيابةً عن الضّمّةِ لأنّه مثنًّى، لأنَّ أصلَهُ عبدان اللهِ، فحُذِفَتِ النّونُ للإضافةِ واللامُ للتّخفيفِ، فصار عبدا اللهِ، فالتقى ساكنان فحُذِفَتِ الألفُ لالتقاءِ السّاكنين، فصارَ عبدَاللهِ.
وبي البيتَ:
الباء: حرف جرّ، والياءُ: في محلِّ جرٍّ، والمجرورُ متعلّقٌ بطافَ.
والبيتَ:
مفعولٌ لطافَ، وسبعةً: تمييزٌ منصوبٌ بفتحةٍ ظاهرةٍ في آخرِهِ.
وحجَّ
: الواوُ: حرفُ عطفٍ.
وحجَّ:
معطوفٌ على طافَ مبنيٌّ على الفتحِ.
ومنًى:
مفعولٌ به منصوبٌ بفتحةٍ مقدّرةٍ على الألفِ.
والنّاسُ:
فاعلٌ مرفوعٌ بضمَّةٍ ظاهرةٍ في آخرِهِ.
والكرامُ:
صفةٌ للنّاسِ مرفوعٌ بضمَّةٍ ظاهرةٍ في آخرِهِ.
والأفاضلُ:
صفةٌ ثانيةٌ للنَّاسِ بضمَّةٍ ظاهرةٍ.
(5) قوله: (تثنيةٍ): مصدرٌ بمعنى المثنَّى، فهو من إطلاقِ المصدرِ وإرادةِ اسمِ المفعولِ.
وضابطُ المثنَّى:
كلُّ اسمٍ ناب عن اثنين وأغنى عن المتعاطفين بزيادةٍ في آخرِهِ صالحٌ للتَّجريدِ وعطفِ مثلِهِ عليه.
فقولُنَا: (كلُّ اسمٍ ناب عن اثنين): يشملُ:
- المثنَّى حقيقةً، كـ(الزيدان والعمران).
-والملحقَ به: كـ(الشَّمسان والقمران).
وقولُنَا:
(بزيادةٍ في آخرِهِ): وهي الألفُ والنّونُ.
وقولُنَا: (صالحٌ للتّجريدِ):
خرج به: كلا وكلتا واثنان واثنتان إذ لم يُسمعْ كِلٌ ولا كِلْتٌ.
وقولُنَا: (وعطفِ مثلِهِ عليه): يخرجُ به شمسان، فإنَّه ملحقٌ بالمثنَّى.
ثمَّ اعلمْ أنَّه يُشترطُ في المثنَّى شروطٌ ثمانيةٌ:
الأوَّلُ:
أن يكونَ معربًا.
فخرج بذلك: المبنيُّ كسيبويهِ فلا يُقالُ سيبويهان.
وأمَّا قولُهُم: ذان واللذان، فهو على صورةِ المثنَّى وليس مثنًّى حقيقةً.
والشَّرطُ الثَّاني:
أن يكونَ مفردًا.
فخرج بذلك: المثنَّى والمجموعُ فلا يُثنّيان.
الشَّرطُ الثّالثُ:
أن يكونَ منكَّرًا.
فخرج: المعرفةُ كزيدٍ، إذا كان باقيًا على علميّتِه، فلا يثنَّى إلا إذا قُصِدَ تنكيرُهُ.
الشّرطُ الرّابعُ:
أن يكونَ غيرَ مركَّبٍ.
فخرج:
بعلبكُّ فلا يُقالُ: بعلبكّان.
الشَّرطُ الخامسُ:
أن يكونَ موافقًا في اللفظِ.
فخرج بذلك:
البكران تثنيةُ أبي بكرٍ وعمرَ.
الشَّرطُ السَّادسُ:
أن يكونَ موافقًا في المعنى.
فخرجَ بذلك:
العمران تثنيةُ عَمْروٍ وعُمَرَ.
الشَّرطُ السَّابعُ:
أن يكونَ له مماثلٌ.
فخرج بذلك:
الشّمسانِ.
الشَّرطُ الثَّامنُ:
أن لا يغنيَ عنه غيرُهُ.
فخرج بذلك:
(سواءٌ) فإنَّها لا تُثنَّى فلا يُقالُ سواآن استغناءً بتثنيةِ (سي) فإنَّهم قالوا سيّان.
وممَّا يلحقُ بالمثنَّى:
(كلا) و(كلتا) لكنْ بشرطِ إضافتِهِما إلى الضَّميرِ.
تقولُ: جاء الرّجلانِ كلاهما.
فكلاهما:
توكيدٌ لـ(الرّجلان): مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِهِ الألفُ نيابةً عن الضّمّةِ؛ لأنَّه يلحقُ بالمثنَّى، والنّونُ عوضٌ عن التّنوينِ في الاسمِ المفردِ.
وكلا: مضافٌ، والهاءُ: مضافٌ إليه مبنيٌّ على الضّمِّ في محلِّ جرٍّ، والميمُ حرفُ عمادٍ، والألفُ حرفٌ دالٌّ على التّثنيةِ.
وأمَّا إذا أُضيفَ إلى اسمٍ ظاهرٍ
فإنَّه يكونُ مقصورًا فيُعرَبُ بحركاتٍ مقدّرةٍ على الألفِ منَعَ من ظهورِهَا التّعذّرُ.
ومثالُهُ:
(جاءني كلا الرَّجلين)
:
جاء:
فعلٌ ماضٍ، والنّونُ للوقايةِ، والياءُ مفعولٌ به مبنيٌّ على السّكونِ في محلِّ نصبٍ.
وكلا:
فاعلٌ مرفوعٌ بضمَّةٍ مقدّرةٍ على الألفِ منَعَ من ظهورِهَا التّعذّرُ، وكلا مضافٌ والرّجلين مضافٌ إليه مجرورٌ بالياءِ؛ لأنَّه مثنًّى.
ومثلُهُ:
(رأيتُ كلا الرّجلين ومررتُ بكلا الرَّجلين)
.