ثم قال: ((ومعاوية خال المؤمنين)) وأنما ذكر الشيخ معاوية لأن كثيراً من الرافضة ولامذتهم قديماً وحديثاً يطعن في هذا الصحابي الجليل, نظراً لما جرى بينه وبين علي رضي الله عنه في يوم صفين .
ومعاوية رضي الله عنه كاتب الوحي, وهو صحابي مات على الإيمان, وهو مجتهد فيما جرى بينه وبين علي , صحيح أن علياً أولى منه بالحق لكن معاوية مجتهد أراد الخير للمسلمين , لهذا فنحن نترضى عنه لا يجوز لنا أن نطعن فيه ولا أن نسبه ومن طعن فيه وسبه فحكمه حكم الساب لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .
قوله : ((خال المؤمنين)) لأنه كان اخاً لأم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وهي حبيبة بنت أبي سفيان رضي الله عنها
وعن أبيها وعن أخيها .
بقي أن يقال : هل يطلق على مثل معاوية رضي الله عنه أنه خال المؤمنين؟ صنيع الشيخ هنا يدل على أنه يرى جواز الإطلاق, من كان أخاً لزوجة من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم فيصح أن يلقب بأنه خال المؤمنين؛ لأن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم هن أمهات المؤمنين, وبعض العلماء لا يرى هذا الإطلاق ،والأمر فيه واسع .
قال عنه : ((وكاتب وحي الله)) ثبت أن معاوية من كتاب الوحي، ولوكان فيه مافيه ما ائتمنه الرسول عليه الصلاة والسلام على أعظم أمر (( أحد خلفاء المسلمين رضي الله عنهم أجمعين)), ولا شك في ثبوت خلافته وإمامته وطاعته بعد مبايعته بذلك عندما تنازل لـه الحسن بن علي - رضي الله عنهم - في عام الجماعة, وقد أجمع الصحابة في عهده على خلافته ووجوب السمع له والطاعة.