إن التفقه في الدين من أفضل الأعمال
قال "ص" : "من يرد الله به خيراً، يفقهه في الدين" وذلك لأن التفقه في الدين يحصل به العلم النافع الذي يقوم عليه العمل الصالح.
قال تعالى : "هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقّ" فالهدى هو العلم النافع، ودين الحق هو العمل الصالح.
قال الله تعالى"وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً"و الله لم يأمر نبيه صلى الله عليه وسلمبطلب الازدياد من شيء إلا من العلم وقد سمى النبي"ص" مجالس العلم النافع بـ "رياض الجنة"، وأخبر أنالعلماء هم ورثة الأنبياء.
كيفيقدم الإنسان على عبادة ربه التي تتوقف عليها نجاته من النار ودخولهالجنة، كيف يقدم على ذلك بدون علم؟!
ومن ثم افترق الناس بالنسبة للعلم والعملثلاث فرق:
الفريق الأول: الذين جمعوا بين العلم النافع والعمل الصالح، وهؤلاء قد هداهم الله صراطالمنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.
الفريق الثاني: الذين تعلموا النافع ولم يعملوا به، وهؤلاء هم المغضوب عليهم من اليهود ومن نحا نحوهم.
الفريق الثالث: الذين يعملون بلا علم، وهؤلاء هم أهل الضلال من النصارى ومن نحا نحوهم.
ويشمل هذه الفرق قوله تعالى:"صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ".
و العلم النافع إنما يستمد من الكتاب والسنة، تفهما وتدبراً، معالاستعانة على ذلك بالمدرسين الناصحين وكتب التفسير وشروح الحديث وكتبالفقه وكتب النحو واللغة العربية التي نزل بها القرآن الكريم، فإن هذهالكتب طريق لفهم الكتاب والسنة.
فواجب عليك يا أخي المسلمليكون عملك صحيحا أن تتعلم ما يستقيم به دينك،
وإذا عملت بما علمت، زادك الله علما، كما تقول الحكمةالمأثورة: "من عمل بما علم، أورثه الله علم ما لم يعلم"، و قولهتعالى: "وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" .
والعلم به تحيا القلوب وتزكو الأعمال.ولقد أثنى الله جل ذكره وتقدست أسماؤه على العلماء العاملين، ورفع من شأنهم في كتابه المبين.
قال تعالى: "قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْألْبَابِ".
وقال تعالى:"يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ".