(1) صَدَقَ مَعْمَرٌ في هذا، هذا قولُ أهلِ السنَّةِ والجماعةِ، أنَّه سبحانه استوَى على عرشِه اسْتِوَاءً يَلِيقُ بجلالِه، وهكذا بقيَّةُ صفاتِه: يَرْضَى ويَغْضَبُ، ويَتَكَلَّمُ بما يَشَاءُ، ويَرْحَمُ عِبَادَه ويَضْحَكُ إليهم، كلُّ هذا واقعٌ، لكن على الوجهِ اللائقِ به مِن غيرِ كيفٍ ولا مُشَابَهَةٍ للخَلْقِ، سبحانه وتعالى.
وهكذا النُّزُولُ، وهكذا جميعُ الصفاتِ، كلُّها بابُها واحدٌ لأهلِ الحقِّ، يَجِبُ إثباتُها للهِ , وإمرارُها كما جاءَتْ، والإيمانُ بها وأنَّها حقٌّ، وأنَّها صفاتٌ ثابتةٌ للهِ على الوجهِ اللائقِ به سبحانه، كما أنَّ ذاتَه حقٌّ , ولا تُشْبِهُ ذواتِ المخلوقينَ، فهكذا صفاتُه حقٌّ ولا تُشْبِهُ صفاتِ المخلوقينَ.
ومَن زَعَمَ خِلافَ ذلك فقدْ ضَلَّ وابْتَدَعَ وصارَ كلامُه في ذلك يَؤُولُ إلى الإلحادِ وإنكارِ وجودِ الذاتِ بالكلِّيَّةِ - نَسْأَلُ اللَّهَ العافِيَةَ - مَن أَنْكَرَ الصفاتِ فقدْ عَطَّلَ اللَّهَ جلَّ وعلا وأَنْكَرَ وُجُودَه، هذا مآلُ قولِهم. نَسْأَلُ اللَّهَ العافِيَةَ.