اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مريم العبدلي
في شرح الشيخ صالح آل الشيخ -على كتاب التوحيد- قال:
اقتباس:
قال الراجز:
لله درَ الغانيات المدَه ..... سبحن واسترجعن من تألهِ
استدل به على أن الإله بمعنى المعبود.
|
لم أفهم معنى هذا البيت؟
|
أما معنى البيت:
فالغانيات: جمع غانية وهي المرأة الحسناء التي استغنت بجمالها عما يجملها من الزينة.
والمُدَّه: جمع ممدوهة، أي ممدوحة بجمالها وحسنها.
وقد ذهب المبرد وغيره من علماء اللغة إلى أن المده بمعنى المدح وهو لغة لبني سعد بن زيد مناة ولخم ومن قاربها.
وفرق بعضهم بينهما واختلفوا في التفريق على أقوال:
فقيل: المده هو نعت الجمال وحسن الهيئة خاصة، والمدح أعم من ذلك.
وقال الخليل: مَدَهْتُه في وجهه، ومدَحْتُه إذا كان غائباً.
وقوله: (سبحن) أي: قلن سبحان الله من التعجب.
وقوله: (استرجعن) أي قلن: إنا لله وإنا إليه راجعون من الحسرة عليه.
وقوله: (من تألهي) أي تعبدي لله تعالى، وكثرة صلاتي وذكري.
وبعد هذا البيت قوله:
أن كاد أخلاقي من التنزه = يقصرن عن زهو الشباب المزدهي
أي أنه لتورعه ونزاهة خلقه قد ذهب عنه زهو الشباب الذي جرت العادة أن يزدهي أصحابه، وخلاصة المعنى: أنه لا مطمع لهن فيه لتعبده ونزاهة خلقه مع كونهن ذوات جمال فائق مُمَدَّح.
وموضع الشاهد قوله (من تألهي) أي تعبدي.
فالتأله التعبد، والألوهة العبادة، والمألوه: المعبود.
والإله هو المألوه أي المعبود.
فعال بمعنى مفعول، نظيره: كتاب بمعنى مكتوب، وغراس بمعنى مغروس.