أَيُّ شَيْئٍ يُسَاوِي لَذَّةَ خَاطِرَةٍ، وَصَيْدَ فِكْرَةٍ بَاهِرَةٍ، وَحَلَّ مُعْضِلَةٍ لِلْفِكْرِ قَاتِلَةٍ؟.
إِنَّ الْعِلْمَ –طالبَ العلمِ- فِي هَذِهِ الدُّنْيَا الْفَانِيةِ رَوْضَةٌ تَبَسَّمُ
إِنَّهُ فِيهَا كَالْحَقِيقَةِ فِي خَيَالٍ سَيُصْرَمُ
إِنَّهُ فِيهَا كَيَقَظَةٍ فِي حُلْمٍ يُؤْلِمُ
إِنَّهُ فِيهَا كَشَخْصٍ فِي ظِلِّ شَمْسِهِ سَيُفْصَمُ
إِنَّهُ فِيهَا سَمَاءٌ فِي مُزْنَةِ صَيْفٍ تُحَوِّمُ
فَجُزْهَا مَمَرًّا لَا مَقَرًّا وَكُنْ بِهَا *** غَرِيبًا تَعِشْ فِيهَا حَمِيدًا وَتَسْلَمُ
فَيَا بَائِعًا هَذَا بِبَخْسٍ مُعَجَّلٍ *** كَأَنَّكَ لَا تَدْرِى؛ بَلَى سَوْفَ تَعْلَمُ
يَا طَالِبَ الْعِلْمِ!
لَا تَعْدِلَنَّ عَنِ الْعِلْمِ بَدَلًا، وَلَا تَلْتَفِتَنَّ عَنْهُ لَحْظَةً وَلَا حَوْلًا، وَكُنْ فِيهِ كَجَنِينٍ فِي رَحِمِ أُمِّهِ لَيْسَ لِغَيْرِهِ أَمَلًا.
أَتُحِبُّ أَنْ تَكُونَ جَرِيحًا وَفِي الْجُرْحِ سَهْمُهُ الدَّامِي، أَمْ تَكُونَ صَحِيحًا وَفِي قَلْبِكَ هَالَاتُ نُورٍ خَالِصٍ سَامِي؟
أَتُحِبُّ أَنْ تَكُونَ أَسِيرًا لِضَعْفِكَ وَشَهْوَتِكَ وَنَزْوَتِكَ، أَمْ قَائِدًا لِنَفْسِكَ مُحَرِّكًا لَهَا؛ فَهِي رَهْنُ إِشَارَتِكَ؟
أَتُحِبُّ أَنْ تَظَلَّ حَسِيرًا يَائِسًا حَتَّى يَقْتُلَكَ يَأْسُكَ، أَمْ مُلْقِيًا إِيَّاهُ وَرَاءَ آذَانِكَ وَتَحْتَ مَوَاطِئِ أَقْدَامِ بَأْسِكَ؟
انْهَضْ –يا رعاكَ اللهُ-؛ فَإِنَّ فِيكَ قُوَّةَ الْأُسْدِ فِي الْأَدْغَالِ، وَصَلَابَةً أَقْسَى مِنَ الْجِبَالِ، وَبَصَرًا أَحَدَّ مِنْ عَينِ عُقابِ الْجَبَلِ الْعَالِي، وَسُرْعَةً تَفُوقُ الْقَطَا وَفَهْدَ النِّزَالِ، وَإِيمَانًا يُطِيحُ كُلَّ شِرْكٍ وَعَجْزٍ وَهَمٍّ وَيَأْسٍ وَوَبَالٍ.
إِذَا خَاضَ فِي بَحْرِ التَّفَكُّرِ خَاطِرِي *** عَلَى دُرَّةٍ مِّن مُّعْضِلَاتِ الْمَطَالِبِ
حَقَّرْتُ مُلُوكَ الْأَرْضِ فِي نَيْلِ مَا حَوُوا *** وَنِلْتُ الْمُنَى بِالْكُتْبِ لَا بِالْكَتَائِبِ
هَيَّا انْهَضْ؛ فَمَنْ يَعْمَلْ، لَيْسَ عِنْدَهُ وَقْتٌ لِلدُّمُوعِ –وفّقكَ اللهُ وأعانكَ:ـ
منقول من [موقع الشيخ ابو المعالى الرئبالى]