قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): ( باب ذمّ المراء والخصومات في الدّين، والتّحذير من أهل الجدال والكلام
[الإبانة الكبرى: 2/483])
520 - حدّثنا أبو شيبة عبد العزيز بن جعفرٍ، قال: حدّثنا الحسّانيّ، قال: حدّثنا وكيعٌ، قال: حدّثنا ابن جريجٍ، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ » أبغض الرّجال إلى اللّه الألدّ الخصم "
[الإبانة الكبرى: 2/483]
521 - حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن مخلد بن حفصٍ العطّار، وأبو محمّدٍ عبد اللّه بن سليمان الفاميّ قالا: حدّثنا أحمد بن عيسى البرتيّ القاضي، وحدّثنا أبو الحسن محمّد بن جعفر بن محمّدٍ الفريابيّ قال: حدّثنا إسحاق بن الحسين الحربيّ، حدّثني أبو صالحٍ محمّد بن أحمد قال: حدّثنا أبو الأحوص القاضي، قالوا: حدّثنا أبو حذيفة موسى بن مسعودٍ المنقري قال: حدّثنا سفيان الثّوريّ وحدّثنا أبو القاسم حفص بن عمر الحافظ قال: حدّثنا أبو حاتمٍ الرّازيّ، قال: حدّثنا قبيصة بن عقبة، قال: حدّثنا سفيان، عن ابن جريجٍ، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ » أبغض الرّجال إلى اللّه الألدّ الخصم "
[الإبانة الكبرى: 2/484]
522 - حدّثنا ابن مخلدٍ، قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق الصّاغانيّ، قال: حدّثنا أبو الحسين محمّد بن عثمان الآدميّ قال: حدّثنا العبّاس بن محمّدٍ الدّوريّ، قال: حدّثنا عليّ بن بحر بن برّيٍّ، قال: حدّثنا هشام بن يوسف، قال: حدّثنا معمرٌ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «إنّ » اللّه عزّ وجلّ يبغض الألدّ الخصم "
[الإبانة الكبرى: 2/484]
523 - حدّثنا أبو عليٍّ إسماعيل بن محمّدٍ الصّفّار قال: حدّثنا أحمد بن منصورٍ الرّماديّ، قال: حدّثنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كان «أبغض الرّجال إلى رسول اللّه الألدّ الخصم»
[الإبانة الكبرى: 2/484]
524 - حدّثنا أبو شيبة، قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل، قال: حدّثنا وكيعٌ، قال: حدّثنا رجلٌ، من أصحابنا، عن الحسن: {وهو ألدّ الخصام} [البقرة: 204] قال: «كاذب القول»
[الإبانة الكبرى: 2/485]
525 - حدّثنا أبو محمّدٍ يحيى بن محمّد بن صاعدٍ، وأبو بكرٍ عبد اللّه بن محمّد بن زيادٍ النّيسابوريّ قالا: حدّثنا يوسف بن سعيد بن مسلمٍ المصّيصيّ، قال: حدّثنا صلت بن مسعودٍ الجحدريّ، قال: حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، عن جعفر بن الزّبير، عن القاسم، عن أبي أمامة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ما ابتدع قومٌ بدعةً، إلّا أعطوا الجدل»
[الإبانة الكبرى: 2/485]
526 - حدّثنا أبو محمّدٍ يحيى بن محمّد بن صاعدٍ قال: حدّثنا حميد بن عيّاشٍ الرّمليّ بالرّملة، قال: حدّثنا مؤمّل بن إسماعيل، قال: حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، قال: حدّثنا أبو مخزومٍ، عن القاسم بن عبد الرّحمن الشّاميّ، عن أبي أمامة، قال حمّادٌ: لا أدري رفعه أم لا: " ما ضلّت أمّةٌ بعد نبيّها إلّا كان أوّل ضلالتها التّكذيب بالقدر، وما ضلّت أمّةٌ بعد نبيّها إلّا أعطوا الجدل، ثمّ قرأ:
[الإبانة الكبرى: 2/485]
{ما ضربوه لك إلّا جدلًا بل هم قومٌ خصمون} [الزخرف: 58] " قال ابن صاعدٍ أبو مخزومٍ: اسمه حمّادٌ ما روى عن القاسم غير هذا الحديث
[الإبانة الكبرى: 2/486]
527 - حدّثنا أبو محمّدٍ، قال: حدّثنا زياد بن أيّوب أبو هاشمٍ الطّوسيّ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن بكرٍ السّهميّ، قال: حدّثنا جعفر بن الزّبير، عن القاسم، عن أبي أمامة، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم خرج على أصحابه، وهم يتنازعون في القرآن، فغضب غضبًا شديدًا، حتّى كأنّما يصبّ على وجهه الخلّ، وقال: " لا تضربوا كتاب اللّه بعضه ببعضٍ، فإنّه ما ضلّ قومٌ قطّ إلّا أوتوا الجدل، ثمّ تلا هذه الآية: {ما ضربوه لك إلّا جدلًا بل هم قومٌ خصمون} [الزخرف: 58] "
[الإبانة الكبرى: 2/486]
528 - حدّثنا أبو محمّدٍ يحيى بن محمّدٍ قال: حدّثنا زهير بن محمّدٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن المبارك، قال: حدّثنا سويدٌ أبو حاتمٍ،
[الإبانة الكبرى: 2/486]
صاحب الطّعام، عن القاسم أبي عبد الرّحمن، عن أبي أمامة، قال: بينا نحن نتذاكر عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم القرآن ينزع هذا بآيةٍ، وهذا بآيةٍ، فخرج علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كأنّما صبّ على وجهه الخلّ، فقال: «يا هؤلاء » لا تضربوا كتاب اللّه بعضه ببعضٍ، فإنّه يوقع الشّكّ في قلوبكم، فإنّه لن تضلّ أمّةٌ إلّا أوتوا الجدل "
[الإبانة الكبرى: 2/487]
529 - حدّثنا أبو محمّدٍ الحسن بن عليّ بن زيدٍ، قال: حدّثنا عليّ بن حربٍ، قال: حدّثنا يعلى بن عبيدٍ، قال: حدّثنا الحجّاج بن دينارٍ،
[الإبانة الكبرى: 2/487]
عن أبي غالبٍ، عن أبي أمامة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ما ضلّ قومٌ بعد هدًى كانوا عليه إلّا أوتوا الجدل»
[الإبانة الكبرى: 2/488]
530 - حدّثنا أبو عمر حمزة بن القاسم الهاشميّ خطيب جامع المنصور قال: حدّثنا حنبل بن إسحاق، قال: حدّثنا عفّان، قال: حدّثنا عبد الواحد بن زيادٍ، قال: حدّثنا الحجّاج بن دينارٍ، قال: حدّثنا أبو غالبٍ، عن أبي أمامة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " ما ضلّ قومٌ بعد هدًى كانوا عليه إلّا أوتوا الجدل، ثمّ قرأ: {ما ضربوه لك إلّا جدلًا بل هم قومٌ خصمون} [الزخرف: 58] "
[الإبانة الكبرى: 2/488]
531 - حدّثنا أبو محمّدٍ يحيى بن محمّدٍ قال: حدّثنا عبد اللّه بن إسحاق، ثنا سعيد بن محمّدٍ الجرميّ، قال: حدّثنا كثير بن مروان
[الإبانة الكبرى: 2/488]
الشّاميّ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن يزيد الدّمشقيّ الّذي، كان بالباب قال: حدّثني أبو الدّرداء، وأبو أمامة الباهليّ، وأنس بن مالكٍ، وواثلة بن الأسقع، قالوا: خرج علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: «إنّ » الإسلام بدأ غريبًا، وسيعود غريبًا، فطوبى للغرباء "، فقالوا: يا رسول اللّه ومن الغرباء؟ قال: «الّذين يصلحون إذا فسد النّاس، لا يمارون في دين اللّه، ولا يكفّرون أهل القبلة بذنبٍ»
[الإبانة الكبرى: 2/489]
532 - حدّثنا أبو محمّدٍ يحيى بن محمّدٍ قال: حدّثنا عبد الكريم بن الهيثم، قال: حدّثنا سعيد بن شبيبٍ أبو عثمان، قال: حدّثنا كثير بن مروان، عن عبد اللّه بن يزيد الدّمشقيّ، عن أبي أمامة، وأنس بن مالكٍ، وواثلة بن الأسقع، قالوا: خرج علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ونحن نتمارى في شيءٍ من الدّين، فغضب غضبًا شديدًا، لم يغضب مثله، ثمّ انتهرنا فقال: «مه يا أمّة محمّدٍ لا تهيّجوا على أنفسكم وهج النّار»، ثمّ قال: «أبهذا أمرتم، أوليس عن هذا نهيتم، أوليس إنّما هلك من قبلكم بهذا»
[الإبانة الكبرى: 2/489]
532 - ثمّ قال: " ذروا المراء لقلّة خيره، وذروا المراء فإنّ المراء لا تؤمن فتنته، وذروا المراء فإنّ المراء يورث الشّكّ، ويحبط العمل، ذروا المراء فإنّ المؤمن لا يماري، ذروا المراء فإنّ المماري قد تمّت خسارته، ذروا المراء فكفاك إثمًا أنّك لا تزال مماريًا، ذروا
[الإبانة الكبرى: 2/489]
المراء فإنّ المماري لا أشفع له يوم القيامة، ذروا المراء فأنا زعيمٌ بثلاثة أبياتٍ في الجنّة رباضها، ووسطها، وأعلاها لمن ترك المراء وهو صادقٌ، ذروا المراء فإنّه أوّل ما نهاني عنه ربّي بعد عبادة الأوثان، وشرب الخمور، ذروا المراء فإنّ إبليس قد يئس أن يعبد ولكنّه قد رضي منكم بالتّحريش في الدّين، ذروا المراء فإنّ بني إسرائيل افترقوا على إحدى وسبعين فرقةً، والنّصارى على ثنتين وسبعين فرقة، وإنّ أمّتي ستفترق على ثلاثٍ وسبعين فرقةً كلّهم على ضلالةٍ إلّا السّواد الأعظم، قالوا: يا رسول اللّه: من السّواد الأعظم؟ قال: ما أنا عليه اليوم وأصحابي، من لم يمار في دين اللّه "
[الإبانة الكبرى: 2/490]
532 - ثمّ قال: إنّ " الإسلام بدأ غريبًا، وسيعود غريبًا، فطوبى للغرباء، قالوا: يا رسول اللّه من الغرباء؟ قال: «الّذين يصلحون إذا فسد النّاس، ولا يمارون في دين اللّه عزّ وجلّ»
[الإبانة الكبرى: 2/490]
533 - حدّثنا أبو محمّدٍ يحيى بن محمّدٍ قال: حدّثنا محمّد بن عبد الملك الدّقيقيّ، قال: حدّثنا سليمان بن زيادٍ الواسطيّ، قال: حدّثنا عاصم بن رجاء بن حيوة، قال: حدّثنا القاسم بن عبد الرّحمن، عن أبي أمامة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أنا زعيمٌ لمن ترك المراء وهو محقٌّ
[الإبانة الكبرى: 2/490]
ببيتٍ في ربض الجنّة، وبيتٍ في وسط الجنّة، وبيتٍ في أعلى الجنّة»
[الإبانة الكبرى: 2/491]
534 - حدّثنا أبو محمّدٍ يحيى بن محمّدٍ قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن يوسف السّلميّ، قال: حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن الدّمشقيّ، قال: حدّثنا إسماعيل بن عيّاشٍ، قال: حدّثني عتبة بن حميدٍ الضّبّيّ، عن القاسم، عن أبي أمامة الباهليّ، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «ما ضلّ قومٌ قطّ إلّا أوتوا الجدال» قال: ثمّ تلا هذه الآية: {ولمّا ضرب ابن مريم مثلًا} [الزخرف: 57] . . الآية، والّتي بعدها إلى قوله: {بل هم قومٌ خصمون} [الزخرف: 58] "
[الإبانة الكبرى: 2/491]
535 - حدّثنا ابن صاعدٍ، قال: حدّثنا زياد بن أيّوب، ومحمّد بن عبد الملك الواسطيّ، قالا: حدّثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا محمّد بن مطرّفٍ، عن حسّان بن عطيّة، عن أبي أمامة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال:
[الإبانة الكبرى: 2/491]
«الحياء والعيّ شعبتان من الإيمان، والبذاء والبيان شعبتان من النّفاق»
[الإبانة الكبرى: 2/492]
536 - حدّثنا أبو شيبة عبد العزيز بن جعفر بن بكرٍ الخوارزميّ، قال: حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل الواسطيّ قال: حدّثنا وكيعٌ، قال: حدّثنا ابن جريجٍ، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّ » أبغض الرّجال إلى اللّه الألدّ الخصم "
[الإبانة الكبرى: 2/492]
537 - حدّثنا أبو شيبة، قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل، قال: حدّثنا وكيعٌ، قال: حدّثنا رجلٌ، من أصحابنا، عن الحسن: وهو " ألدّ الخصام قال: كاذب القول "
[الإبانة الكبرى: 2/492]
538 - حدّثنا أبو عليٍّ محمّد بن يوسف البيّع قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن خلفٍ، وحدّثنا أبو القاسم حفص بن عمر قال: حدّثنا
[الإبانة الكبرى: 2/492]
أبو حاتمٍ، قالا: حدّثنا حجّاج بن منهالٍ الأنماطيّ، قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن مطرٍ الورّاق، وحميدٍ، وعامرٍ الأحول، وداود، عن عمرو بن شعيبٍ، عن أبيه، عن جدّه، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم خرج على أصحابه، وهم يتنازعون في القدر هذا ينزع آيةً، وهذا ينزع آيةً، فكأنّما فقئ في وجهه حبّ الرّمّان، فقال: «أبهذا أمرتم؟ أبهذا وكّلتم؟ تضربون كتاب اللّه بعضه ببعضٍ؟ انظروا إلى ما أمرتم به فاتّبعوه، وإلى ما نهيتم عنه فاجتنبوه»
[الإبانة الكبرى: 2/493]
539 - حدّثنا أبو حفصٍ عمر بن محمّد بن رجاءٍ قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن توبة قال: حدّثنا أبو إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم التّرجمانيّ قال: حدّثنا أبو بشرٍ صالح بن بشيرٍ المرّيّ، عن هشام بن حسّان، عن محمّد بن سيرين، عن أبي هريرة، قال: خرج علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، ونحن نتنازع في القدر، فغضب حتّى احمرّ، حتّى كأنّما فقئ في وجهه حبّ الرّمّان، ثمّ أقبل علينا، فقال: «أبهذا أمرتم؟ أوبهذا أرسلت
[الإبانة الكبرى: 2/493]
إليكم؟ إنّما هلك من كان قبلكم حين تنازعوا في هذا الأمر، عزمت عليكم ألّا تنازعوا فيه»
[الإبانة الكبرى: 2/494]
540 - حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن مخلدٍ، وأبو شيبة عبد العزيز بن جعفرٍ قالا: حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن إسماعيل الواسطيّ قال: حدّثنا وكيعٌ، قال: حدّثنا أبو جعفرٍ الرّازيّ، عن الرّبيع بن أنسٍ، عن أبي العالية، قال: " آيتان في كتاب اللّه ما أشدّهما على الّذين يجادلون في القرآن: {ما يجادل في آيات اللّه إلّا الّذين كفروا} [غافر: 4]، {وإنّ الّذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاقٍ} [البقرة: 176] بعيدٍ "
[الإبانة الكبرى: 2/494]
541 - حدّثنا أبو جعفرٍ القافلائيّ، قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق الصّاغانيّ، قال: حدّثنا خلف بن الوليد، قال: حدّثنا جعفرٌ الرّازيّ، قال: حدّثنا الرّبيع بن أنسٍ، عن أبي العالية، قال: " آيتان في كتاب اللّه ما أشدّهما على الّذين يجادلون في القرآن: {ما يجادل في آيات اللّه إلّا الّذين كفروا} [غافر: 4]، {وإنّ الّذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاقٍ} [البقرة: 176] بعيدٍ "
[الإبانة الكبرى: 2/494]
542 - حدّثنا القافلائيّ، قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق الصّاغانيّ، قال: حدّثنا أحمد بن يونس، وحدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثنا أبو الأحوص، قال: حدّثنا أحمد بن يونس، وحدّثنا حفص بن عمر الأردبيليّ، قال: حدّثنا أبو حاتمٍ، قال: حدّثنا أبو غسّان، وأحمد بن يونس، قالا: حدّثنا إسرائيل، عن جابرٍ، قال: قال لي محمّد بن عليٍّ: يا جابر «لا تخاصم فإنّ الخصومة تكذّب القرآن»
[الإبانة الكبرى: 2/495]
543 - حدّثنا القافلائيّ، قال: حدّثنا الصّاغانيّ، وحدّثنا حفص بن عمر، قال: حدّثنا أبو حاتمٍ، قالا: حدّثنا أحمد بن عبد اللّه بن يونس، قال: حدّثنا فضيل بن عياضٍ، عن ليثٍ، عن أبي جعفرٍ، قال: «لا تجالسوا أصحاب الخصومات، فإنّهم الّذين يخوضون في آيات اللّه»
[الإبانة الكبرى: 2/495]
544 - حدّثنا أبو القاسم حفص بن عمر قال: حدّثنا أبو حاتمٍ، قال: حدّثنا سعيد بن سليمان الواسطيّ، قال: حدّثنا أبو شهابٍ، عن ليثٍ، عن الحكم، عن أبي جعفرٍ، قوله: {الّذين يخوضون في آياتنا} [الأنعام: 68]
[الإبانة الكبرى: 2/495]
545 - حدّثنا أبو القاسم حفص بن عمر قال: حدّثنا أبو حاتمٍ، قال: حدّثنا محمّد بن أبي حازمٍ، قال: حدّثنا قريش بن أنسٍ، قال: حدّثنا ابن عونٍ، عن محمّدٍ، في هذه الآية: {وإذا رأيت الّذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم} [الأنعام: 68] . قال: «كنّا نعدّهم أصحاب الأهواء»
[الإبانة الكبرى: 2/496]
546 - حدّثنا أبو القاسم، قال: حدّثنا أبو حاتمٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن عمر الزّهريّ، قال: حدّثنا معاذ بن معاذٍ، قال: حدّثنا ابن عونٍ، قال: كان محمّدٌ يرى أنّ هذه الآية نزلت فيهم: {وإذا رأيت الّذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم} [الأنعام: 68] «,» يعني أهل الأهواء "
[الإبانة الكبرى: 2/496]
547 - حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن عبيد اللّه الكاتب، وأبو بكرٍ أحمد بن محمّدٍ الآدميّ، قالا: حدّثنا أحمد بن بديلٍ، قال: حدّثنا أبو أسامة، قال: حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، عن محمّد بن واسعٍ، قال: قال
[الإبانة الكبرى: 2/496]
مسلم بن يسارٍ: «إيّاكم والمراء، فإنّها ساعة جهل العالم، وفيها يلتمس الشّيطان زلّته»
[الإبانة الكبرى: 2/497]
548 - حدّثنا أبو القاسم حفص بن عمر قال: حدّثنا أبو حاتمٍ، قال: حدّثنا إبراهيم بن مهديٍّ، وأبو الرّبيع الزّهرانيّ، - والسّياق لإبراهيم - قال: حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، عن محمّد بن واسعٍ، قال: سمعت مسلم بن يسارٍ، يقول: «إيّاكم والمراء، فإنّها ساعة جهل العالم، وفيها يبتغي الشّيطان زلّته» وقال أبو الرّبيعٍ في حديثه: وبها يتبع الشّيطان زلّته. قال: هذا الجدل قال إبراهيم في حديثه: قال حمّادٌ: يقول لنا محمّدٌ: هذا الجدل، هذا الجدل
[الإبانة الكبرى: 2/497]
549 - حدّثنا القافلائيّ، قال: حدّثنا الصّاغانيّ، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن عمر، قال: حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، قال: حدّثنا محمّد بن واسعٍ: أنّ مسلم بن يسارٍ، كان يقول: «إيّاكم والمراء، فإنّها ساعة جهل العالم، وبها يبتغي الشّيطان زلّته» قال حمّادٌ: ثمّ أقبل علينا محمّد بن واسعٍ، فقال: هكذا هذا الجدل، وحرّك حمّادٌ يده
[الإبانة الكبرى: 2/497]
550 - حدّثنا أبو عبد اللّه بن مخلدٍ، قال: حدّثنا أحمد بن محمّدٍ الأنصاريّ، قال: حدّثنا الهيثم بن جميلٍ، قال: حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، عن محمّد بن واسعٍ، قال: قال مسلم بن يسارٍ: «إيّاكم والجدل، فإنّها ساعة جهل العالم، وبها يبتغي الشّيطان زلّته» قال ابن واسعٍ: هذا الجدل
[الإبانة الكبرى: 2/497]
551 - حدّثنا أبو شيبة عبد العزيز بن جعفرٍ، قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل، قال: حدّثنا وكيعٌ، وحدّثنا القافلائيّ، قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق الصّاغانيّ، قال: حدّثنا وكيعٌ، قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ: {يخوضون في آياتنا} [الأنعام: 68] «يكذّبون بآياتنا»
[الإبانة الكبرى: 2/498]
552 - حدّثنا إسماعيل الصّفّار، قال: حدّثنا سعدان بن نصرٍ، قال: حدّثنا معاذ بن معاذٍ، قال: حدّثنا ابن عونٍ، قال: قال محمّدٌ: إنّ " أسرع النّاس ردّةً أهل الأهواء، وكان يرى أنّ هذه الآية نزلت فيهم: {وإذا رأيت الّذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتّى يخوضوا في حديثٍ غيره} [الأنعام: 68] "
[الإبانة الكبرى: 2/498]
553 - حدّثنا القافلائيّ، قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق، قال: حدّثنا إسحاق بن منصورٍ، قال: حدّثنا حفص بن غياثٍ، عن ليث بن أبي سليمٍ، عن منذرٍ الثّوريّ، عن محمّد بن عليٍّ ابن الحنفيّة، قال: «لا تجالسوا أصحاب الخصومات، فإنّهم الّذين يخوضون في آيات اللّه»
[الإبانة الكبرى: 2/498]
554 - حدّثنا أبو عليٍّ محمّد بن أحمد الصّوّاف قال: حدّثنا بشر بن موسى، قال: حدّثنا معاوية بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو إسحاق، عن الأعمش، عن صالح بن حبّان، عن حصين بن عقبة، عن عبد اللّه، قال: «أكثر النّاس خطايا يوم القيامة أكثرهم خوضًا في الباطل»
[الإبانة الكبرى: 2/499]
555 - حدّثنا أبو بكرٍ أحمد بن سليمان العبّادانيّ قال: حدّثنا محمّد بن عبد الملك الدّقيقيّ، قال: حدّثنا يعلى بن عبيدٍ الطّنافسيّ، قال: حدّثنا طلحة بن خصيفٍ، قال: أشهد أنّ في التّوراة: يا موسى «لا تخاصم أهل الأهواء، فيقع في قلبك شيءٌ فيدخلك النّار»
[الإبانة الكبرى: 2/499]
556 - حدّثنا القاضي المحامليّ، قال: حدّثنا زهير بن محمّدٍ، قال: حدّثنا موسى بن أيّوب الأنطاكيّ، قال: حدّثنا عتّاب بن بشيرٍ، عن خصيفٍ، قال: مكتوبٌ في التّوراة: يا موسى «لا تخاصم أهل
[الإبانة الكبرى: 2/499]
الأهواء، يا موسى لا تجادل أهل الأهواء، فيقع في قلبك شيءٌ فيرديك، فيدخلك النّار»
[الإبانة الكبرى: 2/500]
557 - حدّثنا القاضي المحامليّ، قال: حدّثنا زهير بن محمّدٍ، قال: أخبرنا أبو خالدٍ، قال: حدّثنا سفيان، عن عمرو بن قيسٍ، قال: قلت للحكم: " ما اضطرّ النّاس إلى الأهواء قال: الخصومات "
[الإبانة الكبرى: 2/500]
558 - حدّثنا رضوان بن أحمد الصّيدلانيّ أبو الحسن بن جالينوس، قال: حدّثنا محمّد بن عبد الملك الدّقيقيّ، قال: حدّثنا يزيد بن هارون، قال: قال العوّام بن حوشبٍ: سمعت إبراهيم النّخعيّ، يقول في قوله عزّ وجلّ: {فنسوا حظًّا ممّا ذكّروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء} [المائدة: 14] . قال: «أغرى بعضهم ببعضٍ في الخصومات، والجدال في الدّين»
[الإبانة الكبرى: 2/500]
559 - حدّثنا أبو القاسم حفص بن عمر قال: حدّثنا أبو حاتمٍ، قال: حدّثنا سريج بن يونس، قال: حدّثنا محمّد بن
[الإبانة الكبرى: 2/500]
يزيد، قال: حدّثنا العوّام بن حوشبٍ، عن إبراهيم، في قوله: {فنسوا حظًّا ممّا ذكّروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء} [المائدة: 14] قال: «أغرى بعضهم ببعضٍ في الخصومات والجدال، يعني في الدّين»
[الإبانة الكبرى: 2/501]
560 - حدّثني أبو صالحٍ محمّد بن أحمد قال: حدّثنا الحسن بن خليلٍ العنزيّ، قال: حدّثنا عبّاس بن عبد العظيم العنبريّ، قال: حدّثنا مؤمّل بن إسماعيل، عن حمّاد بن زيدٍ، عن أيّوب، يقول: «لا أعلم اليوم أحدًا من أهل الأهواء يخاصم إلّا بالمتشابه»
[الإبانة الكبرى: 2/501]
561 - حدّثنا أبو القاسم حفص بن عمر قال: حدّثنا أبو حاتمٍ، قال: حدّثنا عيسى بن يونس الرّمليّ، قال: حدّثنا مؤمّلٌ، عن حمّاد بن زيدٍ، قال: سمعت أيّوب، يقول: «لا أعلم أحدًا من أهل الأهواء يخاصم إلّا بالمتشابه»
[الإبانة الكبرى: 2/501]
562 - حدّثنا القافلائيّ، قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق، قال:
[الإبانة الكبرى: 2/501]
حدّثنا عصمة بن سليمان الخزّاز، قال: حدّثنا هشيمٌ، عن العوّام بن حوشبٍ، عن معاوية بن قرّة، قال: «الخصومات في الدّين تحبط الأعمال»
[الإبانة الكبرى: 2/502]
563 - حدّثنا أبو القاسم حفص بن عمر قال: حدّثنا إبراهيم بن مهديٍّ، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا العوّام، عن معاوية بن قرّة، قال: كان يقال: «الخصومات في الدّين تحبط الأعمال»
[الإبانة الكبرى: 2/502]
564 - حدّثنا أبو عليٍّ محمّد بن أحمد بن إسحاق، وأخبرني أبو بكرٍ محمّد بن الحسين قالا: حدّثنا عمر بن أيّوب السّقطيّ، قال: حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدّثنا هشيم بن بشيرٍ، عن العوّام بن حوشبٍ، عن معاوية بن قرّة، قال: «الخصومات في الدّين تمحق الأعمال»
[الإبانة الكبرى: 2/502]
565 - حدّثنا جعفرٌ القافلائيّ، قال: حدّثنا الصّاغانيّ، قال:
[الإبانة الكبرى: 2/502]
أخبرنا إسحاق بن إسحاق، قال: أخبرنا حمّاد بن زيدٍ، عن يحيى بن سعيدٍ، قال: قال عمر بن عبد العزيز رحمه اللّه: «من جعل دينه غرضًا للخصومات أكثر التّنقّل»
[الإبانة الكبرى: 2/503]
566 - حدّثني أبو صالحٍ، قال: حدّثنا أبو الأحوص، قال: حدّثنا مسلم بن إبراهيم، وحدّثنا حفص بن عمر، قال: حدّثنا أبو حاتمٍ، قال: حدّثنا مسلم بن إبراهيم، وأبو الرّبيع الزّهرانيّ، واللّفظ لمسلمٍ قالا: حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، عن يحيى بن سعيدٍ، قال: قال عمر بن عبد العزيز: «من أكثر الخصومات أكثر التّنقّل»
[الإبانة الكبرى: 2/503]
567 - حدّثنا ابن مخلدٍ، قال: حدّثنا أحمد بن منصورٍ زاجٌ قال: حدّثني أبو وهبٍ محمّد بن مزاحمٍ قال: قال لي أخي سهل بن مزاحمٍ: «مثل الّذي يتنازع في الدّين مثل الّذي يشتدّ على شرف المدينة، إن سقط هلك، وإن نجا لم يحمد»
[الإبانة الكبرى: 2/503]
568 - حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن بكرٍ قال: حدّثنا أبو داود، وحدّثنا حفص بن عمر، قال: حدّثنا أبو حاتمٍ، قالا: حدّثنا مسعدٌ، قال: حدّثنا أبو عوانة، عن يحيى بن سعيدٍ الأنصاريّ، عن عمر بن عبد العزيز، قال: «من جعل دينه غرضًا للخصومات أكثر التّنقّل»
[الإبانة الكبرى: 2/503]
569 - حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، قال: حدّثنا أبو الرّبيع الزّهرانيّ، قال حمّاد بن زيدٍ، وأبو عوانة، عن يحيى بن سعيدٍ، قال: قال عمر بن عبد العزيز: «من جعل دينه غرضًا للخصومات أكثر التّنقّل»
[الإبانة الكبرى: 2/503]
570 - حدّثنا حفص بن عمر، قال: حدّثنا أبو حاتمٍ، قال: حدّثنا عبدة بن سليمان المروزيّ، قال: حدّثنا مصعبٌ يعني ابن ماهان، عن سفيان، عن رجلٍ، عن عمر بن عبد العزيز، أنّه قال: «من عمل بغير علمٍ كان ما يفسد أكثر ممّا يصلح، ومن لم يعدّ كلامه من عمله كثرت خطاياه، ومن كثرت خصوماته لم يزل يتنقّل من دينٍ إلى دينٍ»
[الإبانة الكبرى: 2/504]
571 - حدّثنا القافلائيّ، قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق، قال: حدّثنا يعلى بن عبيدٍ، قال: حدّثنا إسماعيل يعني ابن أبي خالدٍ، عن خالد بن سعيدٍ، عن أبي مسعودٍ الأنصاريّ، أنّه قال لحذيفة: أوصني قال: إنّ «الضّلالة حقّ الضّلالة أن تعرف ما كنت تنكر، وتنكر ما كنت تعرف، وإيّاك والتّلوّن»
[الإبانة الكبرى: 2/504]
572 - حدّثنا ابن صاعدٍ، قال: حدّثنا عمرو بن عليٍّ، قال: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، قال: حدّثنا إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن إبراهيم بن بشيرٍ، عن خالدٍ، مولى أبي مسعودٍ قال: قال حذيفة
[الإبانة الكبرى: 2/504]
لأبي مسعودٍ: إنّ «الضّلالة حقّ الضّلالة أن تعرف ما كنت تنكر، وتنكر ما كنت تعرف، وإيّاك والتّلوّن في دين اللّه فإنّ دين اللّه واحدٌ»
[الإبانة الكبرى: 2/505]
573 - حدّثنا ابن صاعدٍ، قال: حدّثنا محمّد بن منصورٍ الطّوسيّ، قال: حدّثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن إبراهيم بن بشيرٍ، عن خالد بن سعدٍ، مولى أبي مسعودٍ قال: دخل أبو مسعودٍ على حذيفة وهو مريضٌ فأسنده إليه فقال ابن مسعودٍ: أوصنا، فقال حذيفة: إنّ «الضّلالة حقّ الضّلالة أن تعرف ما كنت تنكر وتنكر ما كنت تعرف، وإيّاك والتّلوّن في الدّين»
[الإبانة الكبرى: 2/505]
574 - حدّثنا القافلائيّ، قال: حدّثنا الصّاغانيّ، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن عمر، قال: حدّثني عصمة بن عروة الهمدانيّ، عن مغيرة، عن إبراهيم، قال: كانوا «يكرهون التّلوّن في الدّين»
[الإبانة الكبرى: 2/505]
575 - حدّثنا أبو شيبة عبد العزيز بن جعفرٍ، قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل الواسطيّ، قال: حدّثنا عمرو بن عونٍ، قال: حدّثنا هشيمٌ، عن مغيرة، عن إبراهيم، قال: كانوا «يرون التّلوّن في الدّين من شكّ القلوب في اللّه»
[الإبانة الكبرى: 2/505]
576 - حدّثنا الصّفّار، قال: حدّثنا الرّماديّ، قال: حدّثنا يحيى بن بكيرٍ، قال: قال مالكٌ: «الدّاء العضال التّنقّل في الدّين»
[الإبانة الكبرى: 2/506]
576 - قال: وقال مالكٌ: قال رجلٌ: «ما كنت لاعبًا به فلا تلعبنّ بدينك»
[الإبانة الكبرى: 2/506]
577 - حدّثنا أبو الحسين إسحاق بن أحمد الكاذيّ قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد، قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا إسماعيل، عن يونس، قال: نبّئت أنّ عمر بن عبد العزيز، قال: «من جعل دينه غرضًا للخصومات أكثر التّنقّل»
[الإبانة الكبرى: 2/506]
578 - حدّثنا أبو حفصٍ عمر بن محمّد بن رجاءٍ قال: حدّثنا أبو نصرٍ عصمة بن أبي عصمة قال: حدّثنا محمّد بن الصّبّاح الجرجرائيّ، قال: حدّثنا الوليد بن مسلمٍ، قال: كتب عمر بن عبد العزيز: «من جعل دينه غرضًا للخصومات أكثر تنقّله»
[الإبانة الكبرى: 2/506]
579 - حدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا أبو نصرٍ، قال: حدّثنا محمّد بن الصّبّاح، قال: أخبرنا الوليد، عن مالكٍ، عن أبي الرّجال، قال: كتب إلينا عمر بن عبد العزيز بالمدينة: «من جعل دينه غرضًا للخصومات كثر تنقّله من دينٍ إلى دينٍ، ومن عمل على غير علمٍ كان ما يفسد أكثر ممّا يصلح، ومن عدّ كلامه من عمله قلّ عمله إلّا فيما يعنيه»
[الإبانة الكبرى: 2/506]
580 - أخبرني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا الفريابيّ، قال: حدّثنا قتيبة بن سعيدٍ، قال: حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، عن يحيى بن سعيدٍ، قال: قال عمر بن عبد العزيز رحمه اللّه: «من جعل دينه غرضًا للخصومات أكثر التّنقّل»
[الإبانة الكبرى: 2/507]
581 - حدّثنا أبو بكرٍ أحمد بن محمّد بن السّريّ الدّارميّ بالكوفة قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن أحمد الرّقّيّ، قال: حدّثنا إبراهيم بن القاسم، قال: حدّثنا حجّاج بن محمّدٍ، عن ابن جريجٍ، عن عطاءٍ، قال: «السّاقط يوالي من شاء»
[الإبانة الكبرى: 2/507]
582 - حدّثنا القافلائيّ، قال: حدّثنا الصّاغانيّ، قال: حدّثنا إسحاق بن عيسى، وحدّثنا حفص بن عمر، قال: حدّثنا أبو حاتمٍ، قال: حدّثنا أبو بكر بن أبي عتّابٍ الأيمن، قال: حدّثنا إسحاق بن عيسى الطّبّاع، قال: كان مالك بن أنسٍ يعيب الجدال في الدّين، ويقول: «كلّما جاءنا رجلٌ أجدل من رجلٍ أرادنا أن نردّ ما جاء به جبريل إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم» وهذا لفظ القافلائيّ
[الإبانة الكبرى: 2/507]
583 - حدّثني أبو صالحٍ محمّد بن أحمد، وأخبرني محمّد بن
[الإبانة الكبرى: 2/507]
الحسين، قالا: حدّثنا الفريابيّ، قال: حدّثني إبراهيم بن المنذر الحزاميّ، قال: حدّثنا معن بن عيسى، قال: انصرف مالك بن أنسٍ يومًا من المسجد، وهو متّكئٌ على يديّ قال: فلحقه رجلٌ يقال له: أبو الجويرية، كان يتّهم بالإرجاء، فقال: يا أبا عبد اللّه اسمع منّي شيئًا أكلّمك به، وأحاجّك، وأخبرك برأيي قال: فإن غلبتني؟ قال: فإن غلبتك اتّبعتني قال: فإن جاء رجلٌ آخر، فكلّمنا، فغلبنا؟ قال: نتّبعه، فقال مالكٌ: يا عبد اللّه، «بعث اللّه محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم بدينٍ واحدٍ، وأراك تنتقل من دينٍ إلى دينٍ»
[الإبانة الكبرى: 2/508]
583 - قال عمر بن عبد العزيز «من جعل دينه غرضًا للخصومات أكثر التّنقّل»
[الإبانة الكبرى: 2/508]
584 - حدّثنا حفص بن عمر، قال: حدّثنا أبو حاتمٍ، قال: حدّثنا إبراهيم بن العلاء بن الضّحّاك الزّبيديّ، قال: حدّثنا الوليد بن مسلمٍ، قال: سمعت مالك بن أنسٍ، وقال، له رجلٌ: يا أبا عبد اللّه: " وما عليك أن أكلّمك، قال: فإن كلّمتك فرأيت الحقّ فيما كلّمتك؟ قال: تتّبعني قال: نعم قال: فإن خرجت من عندي على الّذي فارقتني عليه، فأقمت سنةً تقول به، ثمّ لقيك رجلٌ من أصحابك فكلّمته، فقال لك: أخطأ مالكٌ، أترجع إلى قوله؟ قال: نعم قال: فإنّك أقمت سنةً بقوله تقول، ثمّ رجعت إليّ، فقلت لي: لقيت فلانًا فيما كلّمتك به، فقال لي: كيت وكيت، فرأيت أنّ الحقّ في قوله فاتّبعته، فقلت لك أنا: أخطأ فلانٌ الأمر في كذا وكذا، فعرفت أنّ قولي أحسن من قوله تتّبعني؟ قال: نعم قال: فهكذا المسلم مرّةً كذا، ومرّةً كذا
[الإبانة الكبرى: 2/508]
585 - حدّثنا ابن صاعدٍ، قال: حدّثنا عليّ بن مسلمٍ الطّوسيّ، قال: حدّثنا سيّارٌ، قال: حدّثنا جعفرٌ، عن أبي كعبٍ الأزديّ، قال: سمعت الحسن، يقول: «رأس مال المؤمن دينه، حيثما زال زال دينه معه، لا يخلّفه في الرّحال، ولا يأتمن عليه الرّجال» قال الشّيخ: فإنّا للّه وإنّا إليه راجعون، فلقد عشنا إلى زمانٍ نشاهد فيه أقوامًا يقلّد أحدهم دينه، ويأتمن على إيمانه من يتّهمه في كلمةٍ يحكيها، ولا يأمنه على التّافه الحقير من دنياه
[الإبانة الكبرى: 2/509]
586 - أخبرني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا الفريابيّ، قال: حدّثنا محمّد بن داود، قال: حدّثنا محمّد بن عيسى، قال: حدّثني مخلد بن الحسين، عن هشام بن حسّان، قال: جاء رجلٌ إلى الحسن فقال: يا أبا سعيدٍ تعال حتّى أخاصمك في الدّين، فقال الحسن: «أمّا أنا فقد أبصرت ديني، فإن كنت أضللت دينك فالتمسه»
[الإبانة الكبرى: 2/509]
587 - حدّثنا القافلائيّ، قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق، قال: أخبرني أصبغ بن الفرج، قال: أخبرني ابن وهبٍ، قال: سمعت مالكًا، يقول: " كان ذلك الرّجل إذا جاءه بعض هؤلاء أصحاب الأهواء قال: أمّا أنا فعلى بيّنةٍ من ربّي، وأمّا أنت فشاكٌّ، فاذهب إلى شاكٍّ مثلك، فخاصمه " قال مالكٌ: وقال ذلك الرّجل يلبّسون على أنفسهم، ثمّ يطلبون من يعرّفهم "
[الإبانة الكبرى: 2/509]
588 - حدّثنا القافلائيّ، قال: حدّثنا الصّاغانيّ، قال: أخبرني أصبغ بن الفرج، قال: أخبرني ابن وهبٍ، قال: سمعت مالكًا، يقول: قال
[الإبانة الكبرى: 2/509]
رجلٌ: لقد " دخلت في هذه الأديان كلّها، فلم أر شيئًا مستقيمًا، فقال رجلٌ من المدينة من المتكلّمين: فأنا أخبرك لم ذلك، لأنّك لا تتّقي اللّه، فلو كنت تتّقي اللّه جعل لك من أمرك مخرجًا "
[الإبانة الكبرى: 2/510]
589 - حدّثني أبو بكرٍ محمّد بن أيّوب بن المعافى البزّار قال: حدّثنا أبو يعقوب يوسف بن موسى المرّوذيّ قال: حدّثنا ابن ضيقٍ، قال: حدّثنا أبو إبراهيم، قال: سمعت معروفًا، يقول: إنّ «اللّه عزّ وجلّ إذا أراد بعبدٍ خيرًا فتح له باب عملٍ، وأغلق عنه باب الجدل، وإذا أراد بعبدٍ شرًّا فتح عليه باب الجدل، وأغلق عنه باب العمل»
[الإبانة الكبرى: 2/510]
590 - حدّثنا النّيسابوريّ، قال: حدّثنا يونس، قال: حدّثنا ابن وهبٍ، قال: سمعت مالكًا، يقول: «القرآن هو الإمام، فأمّا هذا المراء فلا أدري ما هو؟»
[الإبانة الكبرى: 2/510]
591 - حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن حمّادٍ القاضي قال: حدّثنا أبو نصرٍ فتح بن شخرفٍ قال: قرأت على العبّاس بن الوليد بن مزيدٍ البيروتيّ قال: أخبرني أبي قال: حدّثنا الأوزاعيّ، قال:
[الإبانة الكبرى: 2/510]
سمعت بلال بن سعدٍ، يقول: «إذا رأيت الرّجل لجوجًا مماريًا يعجب برأيه، فقد تمّت خسارته»
[الإبانة الكبرى: 2/511]
592 - حدّثنا إبراهيم بن حمّادٍ، قال: حدّثنا أبو نصرٍ، قال: حدّثنا نضّر بن مرزوقٍ، قال: حدّثنا إدريس بن يحيى الخولانيّ، قال: حدّثنا رجاء بن أبي عطاءٍ، عن يزيد بن أبي حبيبٍ، قال: «إذا كثر مراء القارئ، فقد أحكم الخسارة»
[الإبانة الكبرى: 2/511]
593 - حدّثنا إبراهيم بن حمّادٍ، قال: حدّثنا أبو نصرٍ فتح بن شخرفٍ قال: أخبرني أبو الحسين المروزيّ، قال: حدّثنا إبراهيم بن الأشعث، عن فضيلٍ، قال: كان سفيان " إذا رأى إنسانًا يجادل، ويماري يقول: أبو حنيفة وربّ الكعبة "
[الإبانة الكبرى: 2/511]
594 - أخبرني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا الفريابيّ، قال: حدّثنا الحسن بن عليٍّ الحلوانيّ، بطرسوس سنة ثلاثٍ وثلاثين ومائتين قال: سمعت مطرّف بن عبد اللّه يقول: سمعت مالك بن أنسٍ إذا ذكر عنده
[الإبانة الكبرى: 2/511]
أبو حنيفة، والزّائغون في الدّين يقول: قال عمر بن عبد العزيز رحمه اللّه: «سنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وولاة الأمر من بعده سننًا، الأخذ بها اتّباعٌ لكتاب اللّه، واستكمالٌ لطاعة اللّه، وقوّةٌ على دين اللّه، ليس لأحدٍ من الخلق تغييرها، ولا تبديلها، ولا النّظر في شيءٍ خالفها، من اهتدى بها فهو مهتدٍ، ومن
[الإبانة الكبرى: 2/512]
استنصر بها، فهو منصورٌ، ومن تركها اتّبع غير سبيل المؤمنين، وولّاه اللّه ما تولّى، وأصلاه جهنّم، وساءت مصيرًا»
[الإبانة الكبرى: 2/513]
595 - حدّثنا القافلائيّ، قال: حدّثنا الصّاغانيّ، قال: أخبرنا عبيد اللّه بن عمر، قال: حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، قال: حدّثنا محمّد بن واسعٍ، قال: رأيت صفوان بن محرزٍ المازنيّ، ورأى شبيبة يتجادلون قريبًا منه في المسجد الجامع، قال حمّادٌ: وأشار بيده محمّد بن واسعٍ في ناحية بني سليمٍ قال: فرأيته قام ينفض ثيابه ويقول: «إنّما أنتم جربٌ، إنّما أنتم جربٌ»
[الإبانة الكبرى: 2/513]
596 - حدّثنا القافلائيّ، قال: حدّثنا الصّاغانيّ، قال: حدّثنا أحمد بن يونس، قال: حدّثني حمّاد بن زيدٍ، قال: حدّثنا محمّد بن واسعٍ، قال: رأيت صفوان بن محرزٍ رأى قومًا يتجادلون قريبًا منه، فقام ينفض ثيابه، ويقول: «إنّما أنتم جربٌ مرّتين»
[الإبانة الكبرى: 2/513]
597 - حدّثنا حفص بن عمر، قال: حدّثنا أبو حاتمٍ، قال: حدّثنا أحمد بن يونس، وأحمد بن عبدة، وأبو الرّبيع الزّهرانيّ، والسّياق له قال: حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، قال: حدّثنا محمّد بن واسعٍ، قال: رأيت صفوان بن محرزٍ وأومأ بيده إلى مقدّم المسجد، وإلى جنبه فتيةٌ يتجادلون، فقام فنفض ثيابه، وهو يقول: «إنّما أنتم جربٌ»
[الإبانة الكبرى: 2/513]
598 - حدّثنا إسحاق بن أحمد الكاذيّ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبلٍ، قال: حدّثنا محمّد بن عبيد بن حسابٍ، قال: حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، قال: حدّثنا محمّد بن واسعٍ، قال: رأيت صفوان بن محرزٍ، وأشار بيده إلى ناحيةٍ من المسجد، وشبيبةٌ قريبًا منه يتجادلون، فرأيته ينفض ثوبه، وقال: «أنتم جربٌ، أنتم جربٌ»
[الإبانة الكبرى: 2/514]
599 - حدّثنا القافلائيّ، قال: حدّثنا الصّاغانيّ، قال: حدّثنا أحمد بن أبي الطّيّب، قال: حدّثنا إسماعيل بن عيّاشٍ، ومحمّد بن حربٍ، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن يزيد بن سريجٍ، عن أبي إدريس الخولانيّ، قال: «لئن أرى في المسجد نارًا تضطرم أحبّ إليّ من أن أرى فيه بدعةً لا تغيّر»
[الإبانة الكبرى: 2/514]
600 - حدّثنا أبو بكرٍ محمّدٌ التّمّار بالبصرة قال: حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا ابن أبي صفوان، قال: حدّثنا أبو قتيبة، قال: حدّثنا يحيى بن أيّوب البجليّ، عن يونس، قال: قال لي الشّعبيّ: «ما مجلسٌ أجلسه أحبّ إليّ من المسجد إذ كنّا نجلس فيه إلى أبيك، ثمّ نتحوّل إلى الرّبيع بن خثيمٍ، فيقرينا القرآن، حتّى نشأ هؤلاء
[الإبانة الكبرى: 2/514]
الصّعافقة، واللّه لئن أجلس على كناسةٍ أحبّ إليّ من أن أجلس معهم»
[الإبانة الكبرى: 2/515]
601 - حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن بكرٍ قال: حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا عبد اللّه بن محمّدٍ الزّهريّ، قال: حدّثنا سفيان، عن يونس يعني ابن أبي إسحاق، قال: سمعت الشّعبيّ، يحلف باللّه " ما كان مجلسٌ أحبّ إليّ من المسجد، ثمّ قال: واللّه لئن أجلس في سباطةٍ أحبّ إليّ من أن أجلس فيه "
[الإبانة الكبرى: 2/515]
602 - حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن بكرٍ قال: حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا محمّد بن الصّبّاح بن سفيان، قال: أخبرنا قال: أبو داود: وحدّثنا أبو توبة وهذا حديثه، عن مبارك بن سعيدٍ، عن صالح بن مسلمٍ، قال: كنت مع الشّعبيّ، فلمّا حاذينا المسجد قال: لقد «بغّض إليّ هؤلاء الآرائيّون هذا المسجد، حتّى صار أبغض إليّ من كناسة داري»
[الإبانة الكبرى: 2/515]
زاد ابن الصّبّاح في حديثه: وفي المسجد يومئذٍ قومٌ رءوس أموالهم الكلام "
[الإبانة الكبرى: 2/516]
603 - حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن بكرٍ قال: حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا محمّد بن مسعودٍ، قال: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، عن صالح بن مسلمٍ، قال: قال لي الشّعبيّ: «إنّما هلكتم حين تركتم الآثار، وأخذتم بالقياس، لقد بغّض إليّ هذا المسجد، بل هو أبغض إليّ من كناسة داري معشر الصّعافقة، والصّعافقة هم الّذين يفدون إلى الأسواق في زيّ التّجّار، ليس لهم رءوس أموالٍ، إنّما رأس مال أحدهم الكلام، والعامّة تسمّي من كان هذا مهلّسًا»
[الإبانة الكبرى: 2/516]
604 - حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن بكرٍ قال: حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا محمّد بن سليمان الأنباريّ، قال: حدّثنا عبدة بن سليمان، قال: «نهاني أبو وائلٍ أن أجالس أصحاب أرأيت، أرأيت»
[الإبانة الكبرى: 2/516]
605 - حدّثنا محمّد بن بكرٍ، قال: حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا محمّد بن العلاء، قال: حدّثنا الأشجعيّ عبيد اللّه بن عبيد الرّحمن قال: حدّثنا إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن الشّعبيّ، قال: «ما من كلمةٍ أبغض إليّ من أرأيت، أرأيت»
[الإبانة الكبرى: 2/517]
606 - حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، قال: حدّثنا هدبة بن خالدٍ، قال: حدّثنا مهديّ بن ميمونٍ، قال: سمعت غيلان بن جريرٍ، قال: جعل رجلٌ يقول لابن عمر: أرأيت، أرأيت، فقال ابن عمر: «اجعل أرأيت عند الثّريّا»
[الإبانة الكبرى: 2/517]
607 - حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن بكرٍ قال: حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا محمّد بن العلاء، عن ابن إدريس، عن مالك بن مغولٍ، قال: لقيت الشّعبيّ، فقال: «ما حدّثوك عن أصحاب محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم فخذ، وما حدّثوك سوى ذلك فألقه في الحشّ»
[الإبانة الكبرى: 2/517]
608 - حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن بكرٍ قال: حدّثنا أبو داود، قال: حدّثنا يزيد بن هارون، قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا سفيان، عن مالك بن مغولٍ، عن الشّعبيّ، قال: «ما حدّثوك عن أصحاب محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، فأقبل عليه، وما حدّثوك عن رأيهم فألقه في الحشّ»
[الإبانة الكبرى: 2/518]
609 - حدّثني أبو صالحٍ، قال: حدّثنا أبو الأحوص، وحدّثنا محمّد بن بكرٍ، قال: حدّثنا أبو داود، وحدّثنا حفص بن عمر، قال: حدّثنا أبو حاتمٍ، قالوا: حدّثنا مسدّدٌ، قال: حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، قال: حدّثنا ذكوان، قال: كان الحسن " ينهى عن الخصومات في الدّين، وقال: إنّما يخاصم الشّاكّ في دينه "
[الإبانة الكبرى: 2/518]
610 - حدّثنا أبو القاسم حفص بن عمر قال: حدّثنا أبو حاتمٍ، قال: حدّثنا أبو الرّبيع الزّهرانيّ، قال: حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، قال: حدّثنا أيّوب، عن أبي قلابة، قال: «لا تجالسوا أهل الأهواء، ولا تجادلوهم، فإنّي لا آمن من أن يغمسوكم في ضلالتهم، أو يلبّسوا عليكم ما كنتم تعرفون» قال: وكان واللّه من الفقهاء ذوي الألباب
[الإبانة الكبرى: 2/518]
611 - حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثنا أبو الأحوص، وحدّثنا حفص بن عمر، قال: حدّثنا أبو حاتمٍ، قالا: حدّثنا أبو غسّان مالك بن إسماعيل النّهديّ قال: حدّثنا ابن عيينة، قال: سمعت رجلًا، من أهل
[الإبانة الكبرى: 2/518]
البصرة يذكر عن الحسن، قال: «ما أدركت فقيهًا قطّ يماري، ولا يداري ينشر حكم اللّه فإن قبلت حمد اللّه وإن ردّت حمد اللّه»
[الإبانة الكبرى: 2/519]
612 - حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن عبد العزيز، قال: حدّثني جدّي، قال: حدّثنا أبو أحمد الزّبيريّ، قال: حدّثنا إسرائيل، عن إبراهيم بن مهاجرٍ، عن مجاهدٍ، عن السّائب بن عبد اللّه، قال جيء بي إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، جاء بي عثمان بن عفّان، وزهير بن أبي أميّة، فاستأذنوا على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فأثنوا عليّ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا تعلماني به، فقد كان شريكي في الجاهليّة» قال: قلت: صدقت يا رسول اللّه، كنت شريكي فنعم الشّريك، كنت لا تماري ولا تداري، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: يا سائب، انظر الأخلاق الّتي كنت تصنعها في الجاهليّة فاصنعها في الإسلام، وأحسن إلى اليتيم، وأقر الضّيف، وأكرم الجار "
[الإبانة الكبرى: 2/519]
613 - حدّثنا النّيسابوريّ، قال: حدّثنا حاجب بن سليمان، قال: حدّثنا وكيعٌ، وحدّثنا القافلائيّ، قال: حدّثنا الصّاغانيّ، قال: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن داود بن سوارٍ، عن عطاءٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: «ما اجتمع رجلان يختصمان فافترقا حتّى يفتريا على اللّه عزّ وجلّ»
[الإبانة الكبرى: 2/519]
614 - حدّثنا أبو القاسم حفص بن عمر قال: حدّثنا أبو حاتمٍ،
[الإبانة الكبرى: 2/519]
قال: حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، قال: حدّثنا ابن أبي غنيّة، قال: حدّثنا أبي، عن الحارث العكليّ، قال: «أيّما رجلين جلسا يختصمان، فليعلما أنّهما في بدعةٍ حتّى يفترقا»
[الإبانة الكبرى: 2/520]
615 - حدّثنا أبو بكر بن العزيز بن جعفرٍ، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن هارون أبو بكرٍ الخلّال، قال: حدّثني الحسن بن عبد الوهّاب، قال: حدّثنا إسماعيل بن يوسف الدّيلميّ، قال: حدّثنا شريحٌ، قال: حدّثنا ابن أبي غنيّة، عن أبيه، عن الحارث العكليّ، قال: «إذا جلس الرّجلان يختصمان في الدّين فليعلما أنّهما في أمر بدعةٍ حتّى يفترقا»
[الإبانة الكبرى: 2/520]
616 - حدّثنا القافلائيّ، قال: حدّثنا الصّاغانيّ، قال: حدّثنا
[الإبانة الكبرى: 2/520]
أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه الأسديّ، قال: حدّثنا سفيان، عن رجلٍ، عن محمّد ابن الحنفيّة، قال: «لا تقوم السّاعة حتّى تكون خصومة النّاس في ربّهم»
[الإبانة الكبرى: 2/521]
617 - حدّثنا القافلائيّ، قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق، قال: حدّثنا قبيصة بن عقبة، قال: حدّثنا سفيان، عن رجلٍ، عن أبي يعلى، عن محمّد ابن الحنفيّة، قال: «لا تذهب الدّنيا حتّى تكون خصومة النّاس في ربّهم»
[الإبانة الكبرى: 2/521]
618 - حدّثنا أبو القاسم حفص بن عمر قال: حدّثنا أبو حاتمٍ، قال: حدّثنا أحمد بن جنابٍ، قال: سمعت عيسى بن يونس، وسأله رجلٌ عن الحور العين، فغضب غضبًا شديدًا، وقال: " ما لكم ومجالسة أصحاب الكلام والخصومات لقد شهدت من رجلٍ - قد سمّاه - مجلسًا وألجأه قومٌ إلى الكلام إلى أن قال: ما خلق اللّه جنّةً ولا نارًا؟ وودتّ أنّي ما شهدته "
[الإبانة الكبرى: 2/521]
619 - أخبرني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا الفريابيّ، قال: حدّثنا أبو تقيٍّ هشام بن عبد الملك الحمصيّ قال: حدّثنا محمّد بن حربٍ، عن أبي سلمة سليمان بن سليمٍ، عن أبي حصينٍ، عن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: «لا تجالسوا أصحاب الأهواء، فإنّ مجالستهم ممرضةٌ للقلوب»
[الإبانة الكبرى: 2/521]
620 - حدّثنا القافلائيّ، قال: حدّثنا الصّاغانيّ، قال: حدّثنا عصمة، قال: أخبرنا أبو عبد اللّه الملائيّ، قال: «لا تجالسوا أصحاب الأهواء فإنّهم يمرضون القلوب»
[الإبانة الكبرى: 2/521]
621 - حدّثنا القافلائيّ، قال: حدّثنا الصّاغانيّ، قال: أخبرنا سبلان، قال: أخبرنا هشيمٌ، قال: أخبرنا العوّام، قال: سمعت معاوية بن قرّة، يقول: «إيّاكم والخصومات في الدّين، فإنّها تحبط الأعمال»
[الإبانة الكبرى: 2/522]
622 - حدّثنا القافلائيّ، قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق، قال: حدّثنا أبو عبد الرّحمن عبد اللّه بن أسماء، قال: حدّثنا مهديّ بن ميمونٍ، قال: سمعت محمّد بن سيرين، وماراه رجلٌ ففطن له، فقال: «إنّي أعلم بما تريد، إنّي لو أردت أن أماريك كنت عالمًا بأبواب المراء»
[الإبانة الكبرى: 2/522]
623 - حدّثني أبو صالحٍ، قال: حدّثنا أبو الأحوص، قال: حدّثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدّثنا مهديّ بن ميمونٍ، قال: سمعت محمّد بن سيرين، وماراه رجلٌ في شيءٍ، فقال له محمّدٌ: «إنّي قد أعلم ما تريد، وأنا أعلم بالمراء منك، ولكنّي لا أماريك»
[الإبانة الكبرى: 2/522]
624 - حدّثنا أبو القاسم حفص بن عمر قال: حدّثنا أبو حاتمٍ، قال: حدّثت عن بشر بن المفضّل، عن سلمة بن علقمة، قال: كان محمّد بن سيرين «ينهى عن الكلام ومجالسة، أهل الأهواء»
[الإبانة الكبرى: 2/522]
625 - حدّثنا أبو القاسم حفص بن عمر قال: حدّثنا أبو حاتمٍ، قال: حدّثنا هارون بن سعيدٍ الأيليّ، قال: حدّثنا ابن وهبٍ، قال: أخبرني يعقوب بن عبد الرّحمن، عن أبيه، قال: قال عون بن عبد اللّه: «لا تفاتح أصحاب الأهواء في شيءٍ، فإنّهم يضربون القرآن بعضه ببعضٍ» قال
[الإبانة الكبرى: 2/522]
يعقوب: ما فتح عليّ، وعاينّا أكثره وشاهدناه، فلو أنّ رجلًا ممّن وهب اللّه له عقلًا صحيحًا. . . . .
[الإبانة الكبرى: 2/523]
626 - حدّثنا حفص بن عمر، قال: حدّثنا أبو حاتمٍ، قال: حدّثنا عبد العزيز بن عبد اللّه الأويسيّ، قال: حدّثنا مالكٌ، قال: كان سليمان بن يسارٍ «إذا سمع في مجلسٍ مراءً قام وتركهم»
[الإبانة الكبرى: 2/523]
627 - حدّثنا حفص بن عمر، قال: حدّثنا أبو حاتمٍ، قال: حدّثنا يحيى بن صالحٍ الوحاظيّ، قال: حدّثنا سعيد بن سنانٍ، عن أبي الزّاهريّة، عن جبير بن نفيرٍ، أنّه كان يقول: إنّ «التّكذيب بالقدر شركٌ فتح على أهل ضلالةٍ، فلا تجادلوهم فيجري شركهم على أيديكم»
[الإبانة الكبرى: 2/523]
628 - حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن بكرٍ قال: حدّثنا جعفر بن
[الإبانة الكبرى: 2/523]
عليّ بن الوليد بن النّعميّ القسيريّ، قال: حدّثنا خلف بن عبد الحميد بن عبد الرّحمن بن أبي الحسنى السّرخسيّ، قال: حدّثنا أبو الصّبّاح بن سعيدٍ الواسطيّ الأنصاريّ، عن أبي هاشمٍ الرّمّانيّ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: «لا تجادلوا المكذّبين بالقدر، فيجري شركهم على ألسنتكم»
[الإبانة الكبرى: 2/524]
629 - حدّثنا أبو القاسم حفص بن عمر قال: حدّثنا أبو حاتمٍ، قال: حدّثنا عمر بن كثير بن دينارٍ الحمصيّ، قال: حدّثنا عقبة بن علقمة، والوليد بن مسلمٍ، عن الأوزاعيّ قال: سمعت بلال بن سعدٍ، يقول: «إذا رأيت الرّجل مماريًا معجبًا برأيه، فقد تمّت خسارته»
[الإبانة الكبرى: 2/524]
630 - حدّثنا أبو القاسم حفص بن عمر قال: حدّثنا أبو حاتمٍ، قال: حدّثنا دحيمٌ، قال: حدّثنا مروان بن معاوية، قال: حدّثنا أبو ظلالٍ القسمليّ، قال: سألت أنس بن مالكٍ هل كان أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يذكرون القدر؟ قال: إنّه «لم يك شيءٌ أكره إليهم من الخصومات، وكانوا إذا ذكر لهم شيءٌ من ذلك نفضوا أرديتهم، وتفرّقوا»
[الإبانة الكبرى: 2/524]
631 - حدّثنا حفص بن عمر، قال: حدّثنا أبو حاتمٍ، قال:
[الإبانة الكبرى: 2/524]
حدّثنا سعيد بن سليمان، قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة، قال: حدّثنا سفيان، عن الحسن بن عمرٍو، عن إبراهيم، قال: «ما خاصمت قطّ»
[الإبانة الكبرى: 2/525]
632 - حدّثنا أبو عليّ بن الصّوّاف، قال: حدّثنا بشر بن موسى، قال: حدّثنا معاوية بن عمرٍو، عن أبي إسحاق، عن سفيان، قال: قال إبراهيم: " السّؤال بدعةٌ، وما أنا بشاكٍّ، قال: وقال إبراهيم: ما خاصمت قطّ "
[الإبانة الكبرى: 2/525]
633 - حدّثنا جعفر بن محمّدٍ القافلائيّ، قال: حدّثنا الصّاغانيّ، قال: أخبرنا منصور بن أبي مزاحمٍ، قال: حدّثنا مروان بن شجاعٍ، قال: سمعت عبد الكريم الجزريّ، يقول: «ما خاصمت قطّ»
[الإبانة الكبرى: 2/525]
634 - حدّثنا حفص بن عمر، قال: حدّثنا أبو حاتمٍ، قال: حدّثنا ابن الطّبّاع، قال: حدّثنا مروان بن شجاعٍ، عن عبد الكريم، قال: «ما خاصم ورعٌ قطّ»
[الإبانة الكبرى: 2/525]
635 - حدّثنا القافلائيّ، قال: حدّثنا الصّاغانيّ، قال: حدّثنا منصور بن أبي مزاحمٍ، قال: حدّثني عنبسة القاضي، قال: سمعت
[الإبانة الكبرى: 2/525]
جعفر بن محمّدٍ رضي اللّه عنه يقول: «إيّاكم والخصومة في الدّين، فإنّها تشغل القلب، وتورث النّفاق»
[الإبانة الكبرى: 2/526]
636 - أخبرني أبو القاسم عمر بن أحمد القصبانيّ قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن هارون قال: حدّثنا الحسن بن عبد الوهّاب، قال: حدّثنا منصور بن أبي مزاحمٍ، قال: حدّثنا عنبسة، عن جعفر بن محمّدٍ، قال: «إيّاكم والخصومة في الدّين، فإنّها تورث النّفاق»
[الإبانة الكبرى: 2/526]
637 - حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن حمّادٍ قال: حدّثنا أبو موسى محمّد بن المثنّى قال: حدّثنا حمّاد بن مسعدة، قال: كان عمران القصير يقول: " إيّاكم والمنازعة، والخصومة، وإيّاكم وهؤلاء الّذين يقولون: أرأيت، أرأيت "
[الإبانة الكبرى: 2/526]
638 - حدّثنا الحسين بن إسماعيل أبو عبد اللّه القاضي المحامليّ، قال: حدّثنا زهير بن محمّدٍ، قال: حدّثنا أبو حذيفة الصّنعانيّ، قال: حدّثني عبد الصّمد بن معقلٍ، قال: سمعت وهبًا، يقول: " دع المراء، فإنّك لا تعجز أحد رجلين: رجلٍ هو أعلم منك، فكيف تماري وتجادل من هو أعلم منك، ورجلٍ أنت أعلم منه فكيف تماري وتجادل من أنت أعلم منه، ولا يطيعك، فاقطع ذلك عنك "
[الإبانة الكبرى: 2/526]
639 - حدّثنا القاضي المحامليّ، قال: حدّثنا محمّد بن عثمان بن كرامة
[الإبانة الكبرى: 2/526]
قال: حدّثنا عمر بن حفص بن غياثٍ، قال: حدّثنا أبي قال: قال جعفر بن محمّدٍ: «اتّقوا جدال كلّ مفتونٍ، فإنّ المفتون يلقّن حجّته»
[الإبانة الكبرى: 2/527]
640 - حدّثنا أبو ذرّ بن الباغنديّ، قال: حدّثنا أبو عثمان المقدّميّ، قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، قال: حدّثنا سويد بن المغيرة، قال: سمعت الحسين، يقول: قدم الأحنف بن قيسٍ على عمر فسرّح الوفد، واحتبس الأحنف حولًا، ثمّ قال له: «تدري لم حبستك؟ إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم » حذّرنا كلّ منافقٍ عليمٍ "، ولست منهم إن شاء اللّه، فالحق بأهلك
[الإبانة الكبرى: 2/527]
641 - حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن الحسين بن الفرج الأنباريّ بالبصرة في مسجد أهل القماقم قال: حدّثنا أبو محمّدٍ الحارث بن محمّدٍ قال: حدّثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا زكريّا بن أبي زائدة، عن الشّعبيّ، عن زياد بن حديرٍ قال: قال عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه: " إنّ أخوف ما أخاف عليكم ثلاثةٌ: جدال المنافق بالقرآن لا يخطئ واوًا ولا ألفًا يجادل النّاس أنّه أجدل منهم ليضلّهم عن الهدى، وزلّة عالمٍ، وأئمّة المضلّين، ثلاثٌ بهنّ يهدم الزّمن "
[الإبانة الكبرى: 2/527]
642 - حدّثنا أبو هاشمٍ عبد الغافر بن سلامة الحمصيّ، قال: حدّثنا محمّد بن عوفٍ، قال: حدّثنا أبو المغيرة، قال: حدّثنا صفوان بن عمرٍو، قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن جبير بن نفيرٍ، عن أبيه جبير بن نفيرٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا تجادلوا في الدّين أحدًا، ولا تضربوا كتاب اللّه بعضه ببعضٍ، فواللّه إنّ المؤمن ليجادل به ليغلب، وإنّ المنافق ليجادل به فيغلبه»
[الإبانة الكبرى: 2/528]
643 - حدّثنا جعفرٌ القافلائيّ، قال: حدّثنا عبّاسٌ الدّوريّ، قال: حدّثنا محمّد بن بشرٍ العبديّ، قال: حدّثنا المجالد بن سعيدٍ، عن عامرٍ، عن زياد بن حديرٍ، قال: قال عمر رحمه اللّه: «ثلاثٌ بهنّ يهدم الزّمان إمامٌ ضالٌّ، وزلّة عالمٍ، وجدال المنافق بالقرآن»
[الإبانة الكبرى: 2/528]
644 - حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن محمّد بن إسحاق المرّوذيّ، قال: حدّثنا الحسن بن عرفة، قال: حدّثنا إسماعيل بن عيّاشٍ، قال: حدّثنا عمرو بن مهاجرٍ، أنّ عمر بن عبد العزيز، كان يقول: «إذا سمعت المراء فاقصر»
[الإبانة الكبرى: 2/528]
645 - حدّثني أبو صالحٍ، قال: حدّثنا الحسن بن خليلٍ العنزيّ، قال: حدّثنا عبّاس بن العظيم، قال: حدّثنا مؤمّلٌ، قال: حدّثنا سفيان، قال: حدّثنا حبيبٌ، عن ميمونٍ أبي عمر، قال: «لا يصيب عبدٌ حقيقة الإيمان حتّى يدع المراء، وإن كان محقًّا»
[الإبانة الكبرى: 2/528]
646 - حدّثنا ابن مخلدٍ، قال: حدّثنا عبّاسٌ الدّوريّ، قال: حدّثنا
[الإبانة الكبرى: 2/528]
حجّاج بن محمّدٍ، قال: حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، عن محمّد بن واسعٍ، قال: رأيت صفوان بن محرزٍ يومًا هو قريبٌ من قومٍ يتجادلون، فقام، فجعل ينفض ثيابه ويقول: «ما أنتم إلّا جربٌ، ما أنتم إلّا جربٌ»
[الإبانة الكبرى: 2/529]
647 - حدّثني أبو صالحٍ، قال: حدّثنا أبو الأحوص، قال: حدّثنا الفضل بن دكينٍ، قال: حدّثنا بشير بن سلمان، عن يحيى بن عبد الرّحمن التّيميّ، عن الضّحّاك بن مزاحمٍ، قال: كان «أوّلوكم يتعلّمون الورع، أما إنّه سيأتي زمانٌ يتعلّمون فيه الكلام»
[الإبانة الكبرى: 2/529]
648 - حدّثنا إسحاق بن أحمد الكاذيّ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبلٍ، قال: قال أبي: قال عبد الرّحمن بن مهديٍّ: «أدركت النّاس وهم على الجملة يعني لا يتكلّمون، ولا يخاصمون»
[الإبانة الكبرى: 2/529]
648 - قال عبد اللّه: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدّثنا أبو أسامة، عن شبلٍ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قال: {لا حجّة بيننا وبينكم} [الشورى: 15] . قال: «لا خصومة بيننا وبينكم»
[الإبانة الكبرى: 2/529]
649 - حدّثنا أبو القاسم حفص بن عمر قال: حدّثنا أبو حاتمٍ، قال: حدّثنا أبو الرّبيع الزّهرانيّ، قال: حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، قال: حدّثنا ابن عونٍ، قال: سمعت محمّد بن سيرين، «ينهى عن الجدال إلّا رجلًا إن كلّمته يرجع»
[الإبانة الكبرى: 2/529]
650 - حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن مخلدٍ قال: حدّثنا أبو جعفرٍ
[الإبانة الكبرى: 2/529]
محمّد بن المثنّى قال: سمعت أبا نصرٍ بشر بن الحارث يقول: «الخصومات تحبط الأعمال»
[الإبانة الكبرى: 2/530]
651 - حدّثني أبو بكرٍ عبد العزيز بن جعفرٍ، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن هارون، قال: حدّثنا الحسين بن عبد الوهّاب، قال: حدّثنا إسماعيل بن يوسف الدّيلميّ، قال: حدّثنا داود، قال: حدّثنا إسماعيل بن عيّاشٍ، قال: حدّثنا عمرو بن مهاجرٍ، أنّ عمر بن عبد العزيز، كان يقول: «إذا سمعت المراء فاقصر»
[الإبانة الكبرى: 2/530]
652 - حدّثني أبو بكر بن عبد العزيز بن جعفرٍ، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن هارون، قال: حدّثنا الحسن بن عبد الوهّاب، قال: سمعت السّبياويّ، يقول: رأيت الأصمعيّ «يذهب إلى أنّ الجدّال زنادقةٌ»
[الإبانة الكبرى: 2/530]
653 - حدّثني أبو صالحٍ، قال: حدّثنا أبو الأحوص، قال: حدّثنا سليمان بن داود، قال: حدّثنا ابن وهبٍ، قال: سمعت مالك بن أنسٍ، يقول: «المراء في العلم يقسّي القلب، ويورث الضّغن»
[الإبانة الكبرى: 2/530]
654 - حدّثنا القافلائيّ، قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق، قال: حدّثنا إسحاق بن عيسى الطّبّاع، قال: حدّثنا هشيمٌ، عن العوّام، عن الحكم، قال: «ما انسلخت أمّةٌ قطّ إلّا خلف بعقبها المنانية»
[الإبانة الكبرى: 2/530]
655 - حدّثنا أبو محمّدٍ عبد اللّه بن عبد الرّحمن السّكّريّ، قال: حدّثنا أبو يعلى زكريّا بن يحيى المنقريّ قال: حدّثنا الأصمعيّ، قال: حدّثنا سفيان، قال: قال عبد اللّه بن الحسين: «المراء يفسد الصّداقة القديمة،
[الإبانة الكبرى: 2/530]
ويحلّ العقدة الوثيقة، وأقلّ ما فيه أن تكون المغالبة، والمغالبة أمتن أسباب القطيعة»
[الإبانة الكبرى: 2/531]
656 - حدّثنا أبو محمّدٍ، قال: حدّثنا أبو يعلى، قال: حدّثنا الأصمعيّ، قال: حدّثنا سفيان، قال: قيل لعبد اللّه بن حسنٍ: " ما لك لا تماري إذا جلست؟ فقال: «ما تصنع بأمرٍ إن بالغت فيه أثمت، وإن قصّرت فيه خصمت»
[الإبانة الكبرى: 2/531]
657 - حدّثنا أبو محمّدٍ السّكّريّ، قال: حدّثنا أبو يعلى المنقريّ، قال: سمعت الأصمعيّ، قال: سمعت أعرابيًّا، يقول: «من لاحا الرّجال، وماراهم قلّت مروءته، وهانت كرامته، ومن أكثر من شيءٍ عرف به» قال الشّيخ: فاعلم يا أخي أنّي لم أر الجدال والمناقضة، والخلاف، والمماحلة، والأهواء المختلفة، والآراء المخترعة من شرائع النّبلاء، ولا من أخلاق العقلاء، ولا من مذاهب أهل المروءة، ولا ممّا حكي لنا عن صالحي هذه الأمّة، ولا من سير السّلف، ولا من شيمة المرضيّين من الخلف، وإنّما هو لهوٌ يتعلّم، ودرايةٌ يتفكّه بها، ولذّةٌ يستراح إليها، ومهارشة العقول، وتذريب اللّسان بمحق الأديان، وضراوة على التّغالب، واستمتاعٌ بظهور حجّة المخاصم، وقصدٌ إلى قهر المناظر، والمغالطة في القياس، وبهتٌ في المقاولة، وتكذيب الآثار، وتسفيه الأحلام الأبرار، ومكابرةٌ لنصّ التّنزيل، وتهاونٌ بما قاله الرّسول، ونقضٌ لعقدة الإجماع، وتشتيت الألفة، وتفريقٌ لأهل الملّة،
[الإبانة الكبرى: 2/531]
وشكوكٌ تدخل على الأمّة، وضراوة السّلاطة، وتوغيرٌ للقلوب، وتوليدٌ للشّحناء في النّفوس عصمنا اللّه وإيّاكم من ذلك، وأعاذنا من مجالسة أهله
[الإبانة الكبرى: 2/532]
658 - حدّثنا أبو القاسم حفص بن عمر قال: حدّثنا أبو حاتمٍ الرّازيّ، قال: حدّثنا عبد العزيز بن عبد اللّه الأويسيّ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن بن أبي الزّناد، قال: " أدركنا أهل الفضل والفقه من خيار أوّليّة النّاس يعيبون أهل الجدل والتّنقيب، والأخذ بالرّأي أشدّ العيب، وينهوننا عن لقائهم ومجالستهم، وحذّرونا مقاربتهم أشدّ التّحذير، ويخبرونا أنّهم على ضلالٍ، وتحريفٍ لتأويل كتاب اللّه، وسنن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وما توفّي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، حتّى كره المسائل والتّنقيب عن الأمور، وزجر عن ذلك، وحذّره المسلمين في غير موضعٍ، حتّى كان من قول النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في كراهية ذلك أن قال: «ذروني ما تركتكم، فإنّما هلك الّذين من قبلكم بسؤالهم، واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شيءٍ فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بشيءٍ فأتوا منه ما استطعتم، فأيّ امرئٍ أكبّ على التّنقيب لم يعقل من هذا. ولم يبلغ النّاس يوم قيل لهم هذا القول من الكشف عن الأمور جزءًا من مائة جزءٍ ممّا بلغوا اليوم، فهل هلك أهل الأهواء، وخالفوا الحقّ إلّا بأخذهم بالجدل، والتّفكير في دينهم، فهم كلّ يومٍ على دين ضلالةٍ وشبهةٍ جديدةٍ، لا يقيمون على دينٍ، وإن أعجبهم إلّا نقلهم الجدل والتّفكير إلى دينٍ سواه، ولو لزموا السّنن، وأمر المسلمين، وتركوا الجدل لقطعوا عنهم الشّكّ، وأخذوا بالأثر الّذي حضّهم عليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم»
[الإبانة الكبرى: 2/532]
659 - أخبرنا الشّيخ الإمام أبو الحسن عليّ بن عبيد اللّه بن نصر بن عبيد اللّه بن الزّاغونيّ، قال: أخبرنا الشّيخ أبو القاسم عليّ بن أحمد بن محمّد بن عليّ بن البسريّ البندار وذلك في صفرٍ سنة اثنتين وسبعين وأربعمائةٍ بمنزله بباب المراتب من مدينة السّلام قال: أخبرنا أبو عبد اللّه عبيد اللّه بن محمّد بن محمّد بن حمدان بن بطّة العكبريّ إجازةً قال: أخبرنا أبو القاسم حفص بن عمر قال: حدّثنا أبو حاتمٍ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ كاتب اللّيث قال: أملى عليّ عبد العزيز بن الماجشون قال: " احذروا الجدل، فإنّه يقرّبكم إلى كلّ موبقةٍ، ولا يسلّمكم إلى ثقةٍ، ليس له أجلٌ ينتهى إليه، وهو يدخل في كلّ شيءٍ، فاتّخذوا الكفّ عنه طريقًا، فإنّه. . . والهدى، وإنّ الجدل والتّعمّق هو جور السّبيل، وصراط الخطأ فلا تحسبنّ التّعمّق في الدّين رسخًا، فإنّ الرّاسخين في العلم هم الّذين وقفوا حيث تناهى علمهم، واحذرهم أن يجادلوك بتأويل القرآن واختلاف الأحاديث عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وتجادلهم فتزلّ كما زلّوا وتضلّ كما ضلّوا فقد كفتك السّيرة ـ يعني سيرة السّلف ـ مؤنتها وأقامت لك منها ما لم تكن لتعدله برأيك، ولا تتكلّفنّ صفة الدّين لمن يطعن في الدّين ولا تمكّنهم من نفسك، إنّما يريدون أن يفتنوك، أو يأتون بشبهةٍ فيضلّوك، ولا تقعد معهم. قال اللّه عزّ وجلّ: {فلا تقعد بعد الذّكرى مع القوم الظّالمين} [الأنعام: 68]
[الإبانة الكبرى: 2/533]
ولعمري إنّ صفة الدّين لبيّنةٌ، وإنّ سبله لواضحةٌ، وإنّ مأخذه لقريبٌ لمن أراد اللّه هداه، ولم تكن الخصومة والجدل هواه، ولولا أن يأخذ الأمر من غير مأخذه أو تتبع فيه غير سبيل. . . . . . . . . عوراتهم لمكشوفةٌ، وإنّ حجّتهم لداحضةٌ. دانوا اللّه بغير دينٍ واحدٍ بأديانٍ شتّى يمسون على دينٍ، ويصبحون به كافرين "
[الإبانة الكبرى: 2/534]
660 - حدّثنا حفص بن عمر، قال: حدّثنا أبو حاتمٍ، قال: حدّثنا الرّبيع بن سليمان المراديّ، قال: جاء رجلٌ يناظر الشّافعيّ في شيءٍ، فقال: " دع هذا فإنّ هذا طريق الكلام. قال: وسمع الشّافعيّ رجلين يتكلّمان في الكلام. فقال: إمّا أن تجاورانا بخيرٍ، وإمّا أن تقوما عنّا "
[الإبانة الكبرى: 2/534]
661 - حدّثنا حفص بن عمر، قال: حدّثنا أبو حاتمٍ، قال: حدّثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: سمعت محمّد بن إدريس الشّافعيّ، يقول: واللّه «لئن يبتلى المرء بكلّ ما نهى اللّه عنه، ماعدا الشّرك به خيرٌ له من النّظر في الكلام»
[الإبانة الكبرى: 2/534]
662 - حدّثنا أبو بكرٍ النّيسابوريّ، قال: حدّثنا يونس بن
[الإبانة الكبرى: 2/534]
عبد الأعلى، قال: قال لي الشّافعيّ محمّد بن إدريس: يا أبا موسى لقد " اطّلعت من أصحاب الكلام على شيءٍ ما لو رأيت رجلًا ارتكب كلّ ما نهى اللّه عنه خلا الشّرك كان أحبّ إليّ من أن أراه صاحب كلامٍ قال: قلت يا أبا عبد اللّه، وتدري ما يقول صاحبنا أظنّه قال: اللّيث بن سعدٍ قال: كان يقول: لو رأيت صاحب الكلام يمشي على الماء لا تأمننّ ناحيته قال: قال لي: قد قصّروا، ولكن لو رأيت صاحب الكلام يمشي في الهواء، فلا تأمننّ ناحيته "
[الإبانة الكبرى: 2/535]
663 - حدّثنا حفص بن عمر، قال: حدّثنا أبو حاتمٍ، قال: حدّثني بعض، أصحاب الشّافعيّ قال: سمعت الشّافعيّ، يقول: " كلّمتني أمّ بعض أصحاب الكلام على أن أكلّم ابنها ليكفّ عن الخوض في الكلام قال: فكلّمته ليكفّ عن الكلام، فدعاني إلى الكلام "
[الإبانة الكبرى: 2/535]
664 - قال أبو حاتمٍ: وقال أبو ثورٍ إبراهيم بن خالدٍ: سمعت الشّافعيّ، يقول: «ما ارتدى أحدٌ الكلام فأفلح»
[الإبانة الكبرى: 2/535]
665 - حدّثنا حفص بن عمر الأردبيليّ، قال: حدّثنا أبو حاتمٍ، قال: حدّثنا حسن بن عبد العزيز الجرويّ، قال: كان الشّافعيّ " ينهى النّهي الشّديد عن الكلام في الأهواء ويقول: أحدهم إذا خالفه صاحبه قال: كفرت، إنّما يقال فيه: أخطأت قال الشّيخ: فأهل الأهواء في تكفير بعضهم لبعضٍ مصيبون، لأنّ اختلافهم في شرائع شرعتها أهواؤهم، ودياناتٍ استحسنتها آراؤهم، فتفرّقت
[الإبانة الكبرى: 2/535]
بهم الأهواء، وشتّت بهم الآراء، وحلّ بهم البلاء، وحرموا البصيرة والتّوفيق، فزلّت أقدامهم عن محجّة الطّريق، فالمخطئ منهم زنديقٌ، والمصيب على غير أصلٍ ولا تحقيقٍ
[الإبانة الكبرى: 2/536]
666 - حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الحلوانيّ، قال: حدّثنا أبو داود السّجستانيّ، قال: سمعت أبا ثورٍ قال: قال لي الشّافعيّ: يا أبا ثورٍ «ما رأيت أحدًا ارتدى شيئًا من الكلام فأفلح»
[الإبانة الكبرى: 2/536]
667 - حدّثنا أبو بكرٍ عبد العزيز بن جعفرٍ، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن هارون، قال: حدّثني أبو يحيى النّاقد، قال: حدّثنا الحسن بن عبد العزيز الجرويّ، قال: أخبرني رجلٌ، أثق به قال: قلت لعبد الملك الماجشون: أوصني قال: «إيّاك والكلام، فإنّ لآخره أوّل سوءٍ»
[الإبانة الكبرى: 2/536]
668 - حدّثني أبو صالحٍ، قال: حدّثنا أبو الأحوص، قال: حدّثنا بشر بن الوليد الكنديّ، قال: سمعت أبا يوسف، يقول: «العلم بالكلام جهلٌ، والجهل بالكلام هو العلم»
[الإبانة الكبرى: 2/536]
669 - حدّثنا حفص بن عمر، قال: سمعت أبا حاتمٍ الرّازيّ، يقول: قيل لهشام بن عبيدٍ حين أدخل على المأمون: كلّم بشرًا المرّيسيّ، فقال: «أصلح اللّه الخليفة، لا أحسن كلامه، والعالم بكلامه عندنا جاهلٌ»
[الإبانة الكبرى: 2/536]
670 - حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن القاسم بن بشّارٍ الأنباريّ النّحويّ قال: حدّثني أبي، عن أبي عليٍّ محمّد بن سعيد بن الحسن قال: دخل العتّابيّ على المأمون، وعنده بشرٌ المرّيسيّ، فقال المأمون: ناظر بشرًا في الرّأي، فقال العتّابيّ: يا أمير المؤمنين " الإيناس قبل. . . . فإنّه لا يحمد المرء في أوّل وهلةٍ على صوابه، ولا يذمّ على خطأه، لأنّه بين حالين من كلامٍ قد هيّأه أو حصر، ولكنّه يبسط بالمؤانسة، ويبحث بالمثاقبة فقال له: ناظر بشرًا في الرّأي، فقال العتّابيّ: يا أمير المؤمنين، إنّ لأهل الرّأي أغاليط وأغاليق واختلافًا في آرائهم، وأنا واصفٌ لأمير المؤمنين ما اعتقده من ذلك لعلّ صفتي تأتي على ما يحاول أمير المؤمنين. إنّ أمر الدّيانة أمران: أحدهما لا يردّ إلّا جحدًا، لأنّه القرآن، وهو الأصل المعروض عليه كلّ حجّةٍ. وعلم كلّ حادثٍ لا نردّ سؤل من انتحله حجّةً، فما وضحت فيه آيةٌ من كتاب اللّه مجمعٌ على تأويلها، أو سنّةٌ من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لا اختلاف فيها، أو إجماعٌ من العلماء، أو مستنبطٌ تعرف العقول عدله لزمهم الدّيانة به، والقيام عليه، وما لم يصحّ فيه آيةٌ من كتاب اللّه مجمعٌ على تأويلها، ولا سنّةٌ تلزمهم الدّيانة بها، ولا القيام عليه كان عليهم العهد والميثاق في الوقوف عنده، كذلك نقول في التّوحيد، فما دونه، وفي أرش الخدش فما فوقه، فما أضاء لي نوره اصطفيته، وما عمي عنّي نوره نفيته، وباللّه التّوفيق. فقال المأمون: اكتبوا هذا الكلام، وخلّدوه ببيت الحكمة "
[الإبانة الكبرى: 2/537]
671 - حدّثني أبو صالحٍ محمّد بن أحمد قال: حدّثنا
[الإبانة الكبرى: 2/537]
أبو الأحوص، قال: حدّثنا بشر بن الوليد الكنديّ، قال: سمعت أبا يوسف، يقول: «لا تطلب ثلاثًا إلّا بثلاثٍ، لا تطلب العلم بالكلام، فإنّه من طلب العلم بالكلام تزندق، ولا تطلب غريب الحديث، فإنّه من طلب غريب الحديث كذب، ولا تطلب الغنى بالكيمياء، فإنّه من طلب الغنى بالكيمياء افتقر»
[الإبانة الكبرى: 2/538]
672 - حدّثنا أبو القاسم حفص بن عمر قال: حدّثنا أبو حاتمٍ، قال: حدّثنا أحمد بن سنانٍ، قال: جاء أبو بكرٍ الأصمّ إلى عبد الرّحمن بن مهديٍّ، فقال: جئت أناظرك في الدّين، فقال: «إن شككت في شيءٍ من أمر دينك، فقف حتّى أخرج إلى الصّلاة، وإلّا فاذهب إلى عملك، فمضى، ولم يثبت»
[الإبانة الكبرى: 2/538]
673 - وحدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن القاسم النّحويّ قال: حدّثنا أبو بكر بن صدقة، قال: حدّثنا أحمد بن الهيثم قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن بشرٍ، قال: سمعت هلال بن يحيى، يقول: سمعت أبا يوسف، يقول: «العلم بالكلام يدعو إلى الزّندقة»
[الإبانة الكبرى: 2/538]
673 - حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن القاسم قال: حدّثنا أبو بكر بن صدقة قال: حدّثنا أحمد بن الأسود الحنفيّ قال: قال أبو يزيد السّرّاج، قال لي أبو عمر الضّرير: «العلم بالكلام بمنزلة التّنجيم، كلّما كان صاحبه أزيد علمًا، كان أشدّ لفساده»
[الإبانة الكبرى: 2/538]
674 - حدّثنا أبو حفصٍ عمر بن محمّد بن رجاءٍ، قال: حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن داود البصرويّ قال: حدّثنا أبو بكرٍ المرّوذيّ، قال: سمعت أبا عبد اللّه، رحمه اللّه يقول: «من تعاطى الكلام لم يفلح، ومن تعاطى الكلام لم يخل من أن يتجهّم» وسمعت أبا عبد اللّه يقول: لست أتكلّم إلّا
[الإبانة الكبرى: 2/538]
ما كان في كتاب اللّه، وسنّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، أو عن أصحابه، أو عن التّابعين، وأمّا غير ذلك فالكلام فيه غير محمودٍ قال: وكره أبو عبد اللّه كلّ شيءٍ من جنس الكلام "
[الإبانة الكبرى: 2/539]
675 - وحدّثنا أبو حفصٍ، قال: حدّثنا أبو نصرٍ عصمة قال: حدّثنا حنبلٌ، قال: سمعت أبا عبد اللّه، يقول: «من أحبّ الكلام لم يفلح، لا يئول أمرهم إلى خيرٍ»
[الإبانة الكبرى: 2/539]
675 - وحدّثني أبو صالحٍ قال: حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن داود قال: حدّثنا أبو الحارث الصّايغ قال: سمعت أبا عبد اللّه يقول: «من أحبّ الكلام لم يخرج من قلبه، ولا ترى صاحب كلامٍ يفلح»
[الإبانة الكبرى: 2/539]
676 - وحدّثني أبو بكرٍ عبد العزيز بن جعفرٍ، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن هارون، قال: حدّثني عبيد اللّه بن حنبلٍ، قال: حدّثني أبي قال: سمعت أبا عبد اللّه، يقول: «عليكم بالسّنّة والحديث، وما ينفعكم اللّه به، وإيّاكم والخوض والجدال والمراء، فإنّه لا يفلح من أحبّ الكلام، وكلّ من أحدث كلامًا لم يكن آخر أمره إلّا إلى بدعةٍ، لأنّ الكلام لا يدعو إلى خيرٍ، ولا أحبّ الكلام ولا الخوض ولا الجدال، وعليكم بالسّنن والآثار والفقه الّذي تنتفعون به، ودعوا الجدال، وكلام أهل الزّيغ، والمراء، أدركنا النّاس ولا يعرفون هذا، ويجانبون أهل الكلام، وعاقبة الكلام لا تئول إلى خيرٍ أعاذنا اللّه وإيّاكم من الفتن وسلّمنا وإيّاكم من كلّ هلكةٍ»
[الإبانة الكبرى: 2/539]
677 - حدّثني أبو صالحٍ، قال: حدّثنا محمّد بن داود، قال: حدّثنا أبو الحارث، قال: سمعت أبا عبد اللّه، يقول: قال أيّوب: «إذا مرق أحدكم لم يعد أبدًا»
[الإبانة الكبرى: 2/539]
677 - حدّثني أبو صالحٍ قال: حدّثنا أبو جعفرٍ محمّد بن داود قال: حدّثنا أبو الحارث قال: سألت أبا عبد اللّه فقلت: إنّ ههنا رجلًا يناظر الجهميّة، ويبيّن خطأهم، ويدقّق عليهم المسائل فما ترى؟ قلت: " لست أرى الكلام في شيءٍ من هذه الأهواء، ولا أرى لأحدٍ أن يناظرهم، أليس قال معاوية بن قرّة: «الخصومة تحبط الأعمال، والكلام الرّديء لا يدعو
[الإبانة الكبرى: 2/539]
إلى خيرٍ لا يفلح صاحب كلامٍ، تجنّبوا أصحاب الجدال والكلام، عليكم بالسّنن، وما كان عليه أهل العلم قبلكم، فإنّهم كانوا يكرهون الكلام، والخوض في أهل البدع، والجلوس معهم، وإنّما السّلامة في ترك هذا، لم نؤمر بالجدال، والخصومات مع أهل الضّلالة، فإنّه سلامةٌ له منه»
[الإبانة الكبرى: 2/540]
678 - قال: وسمعت أبا عبد اللّه، يقول: «صاحب كلامٍ لا يخرج حبّ الكلام من قلبه، إنّه لا يفلح كلّما تكلّم بمحدثةٍ حمل نفسه على الذّبّ عنها»
[الإبانة الكبرى: 2/540]
679 - قال: وسمعت أبا عبد اللّه، يقول: «إذا رأيت الرّجل يحبّ الكلام فاحذره»
[الإبانة الكبرى: 2/540]
679 - وأخبرت عن أبي عمران الأصبهانيّ قال: سمعت أحمد بن حنبلٍ يقول: " لا تجالس صاحب كلامٍ، وإن ذبّ عن السّنّة، فإنّه لا يئول أمره إلى خيرٍ، فإن قال قائلٌ: قد حذّرنا الخصومة، والمراء، والجدال، والمناظرة، وقد علمنا أنّ هذا هو الحقّ، وإنّ هذه سبيل العلماء، وطريق الصّحابة والعقلاء من المؤمنين والعلماء المستبصرين، فإن جاءني رجلٌ يسألني عن شيءٍ من هذه الأهواء الّتي قد ظهرت، والمذاهب القبيحة الّتي قد انتشرت، ويخاطبني منها بأشياء يلتمس منّي الجواب عليها، وأنا ممّن قد وهب اللّه الكريم لي علمًا بها، وبصرًا نافذًا في كشفها، أفأتركه يتكلّم بما يريد ولا أجيبه، وأخلّيه وهواه وبدعته، ولا أردّ عليه قبيح مقالته؟ فإنّي أقول له: اعلم يا أخي رحمك اللّه أنّ الّذي تبلى به من أهل هذا الشّأن لن يخلو أن يكون واحدًا من ثلاثةٍ: إمّا رجلًا قد عرفت حسن طريقته، وجميل مذهبه، ومحبّته للسّلامة، وقصده طريق الاستقامة، وإنّما قد طرق سمعه من كلام هؤلاء الّذين قد سكنت الشّياطين قلوبهم، فهي تنطق بأنواع الكفر على ألسنتهم، وليس يعرف وجه المخرج ممّا قد بلي به، فسؤاله سؤال مسترشدٍ يلتمس المخرج ممّا بلي به، والشّفا ممّا أوذي. . . . . . . إلى علمك حاجته إليك حاجة
[الإبانة الكبرى: 2/540]
الصّادي إلى الماء الزّلال، وأنت قد استشعرت طاعته، وآمنت مخالفته، فهذا الّذي قد افترض عليك توفيقه وإرشاده من حبائل كيد الشّياطين، وليكن ما ترشده به، وتوقفه عليه من الكتاب والسّنّة والآثار الصّحيحة من علماء الأمّة من الصّحابة والتّابعين، وكلّ ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة، وإيّاك والتّكلّف لما لا تعرفه، وتمحّل الرّأي، والغوص على دقيق الكلام، فإنّ ذلك من فعلك بدعةٌ، وإن كنت تريد به السّنّة، فإنّ إرادتك للحقّ من غير طريق الحقّ باطلٌ، وكلامك على السّنّة من غير السّنّة بدعةٌ، ولا تلتمس لصاحبك الشّفاء بسقم نفسك، ولا تطلب صلاحه بفسادك، فإنّه لا ينصح النّاس من غشّ نفسه، ومن لا خير فيه لنفسه لا خير فيه لغيره، فمن أراد اللّه وفّقه وسدّده، ومن اتّقى اللّه أعانه ونصره "
[الإبانة الكبرى: 2/541]
680 - سمعت جعفرًا القافلائيّ، يقول: سمعت المرّوذيّ، يقول: سمعت أبا بكر بن مسلمٍ الزّاهد، رحمه اللّه يقول، وقد ذكر يومًا المخالفين، وأهل البدع، فقال: «قليل التّقوى يهزم العساكر والجيوش»
[الإبانة الكبرى: 2/541]
681 - حدّثنا أبو القاسم حفص بن عمر قال: حدّثنا أبو حاتمٍ، قال: حدّثنا أبو الرّبيع الزّهرانيّ، قال: حدّثنا حمّاد بن زيدٍ، قال: حدّثنا ابن عونٍ، قال: سمعت محمّد بن سيرين، «ينهى عن الجدال إلّا رجلًا إن كلّمته طمعت في رجوعه»
[الإبانة الكبرى: 2/541]
682 - حدّثنا أبو بكرٍ أحمد بن محمّد بن السّريّ الكوفيّ قال: حدّثنا عبد اللّه بن غنّامٍ، قال: حدّثنا أبو عمران موسى بن عيسى الخيّاط قال: حدّثنا إسماعيل بن أبي الحارث، قال: حدّثني بعض أصحابنا، عن محمّد بن النّضر الحارثيّ، قال: قلت للأوزاعيّ: " آمر بالمعروف؟ قال: من يقبل منك قال الشّيخ: صدق الأوزاعيّ رحمه اللّه، فهكذا قال عليّ بن أبي طالبٍ عليه السّلام: لا إمرة لمن لا يطاع، فإذا كان السّائل لك هذه
[الإبانة الكبرى: 2/541]
أوصافه، وجوابك له على النّحو الّذي قد شرحته، فشأنك به، ولا تأل فيه جهدًا، فهذه سبيل العلماء الماضين الّذين جعلهم اللّه أعلامًا في هذا الدّين، فهذا أحد الثّلاثة، ورجلٌ آخر يحضر في مجلسٍ أنت فيه حاضرٌ تأمن فيه على نفسك، ويكثر ناصروك ومعينوك، فيتكلّم بكلامٍ فيه فتنةٌ وبليّةٌ على قلوب مستمعيه ليوقع الشّكّ في القلوب، لأنّه هو ممّن في قلبه زيغٌ يتبع المتشابه ابتغاء الفتنة والبدعة، وقد حضر معك من إخوانك وأهل مذهبك من يسمع كلامه، إلّا أنّه لا حجّة عندهم على مقابلته، ولا علم لهم بقبيح ما يأتي به، فإن سكتّ عنه لم تأمن فتنته بأن يفسد بها قلوب المستمعين، وإدخال الشّكّ على المستبصرين، فهذا أيضًا ممّا تردّ عليه بدعته، وخبيث مقالته، وتنشر ما علّمك اللّه من العلم والحكمة، ولا يكن قصدك في الكلام خصومته ولا مناظرته، وليكن قصدك بكلامك خلاص إخوانك من شبكته، فإنّ خبثاء الملاحدة إنّما يبسطون شباك الشّياطين ليصيدوا بها المؤمنين، فليكن إقبالك بكلامك، ونشر علمك وحكمتك، وبشر وجهك، وفصيح منطقك على إخوانك، ومن قد حضر معك لا عليه، حتّى تقطع أولئك عنه، وتحول بينهم وبين استماع كلامه، بل إن قدرت أن تقطع عليه كلامه بنوعٍ من العلم تحوّل به وجوه النّاس عنه، فافعل
[الإبانة الكبرى: 2/542]
683 - حدّثني أبو صالحٍ، قال: حدّثنا محمّد بن داود أبو جعفرٍ البصرويّ، قال: حدّثنا مثنّى بن جامعٍ، قال: سمعت بشر بن الحارث، سئل عن الرّجل يكون مع هؤلاء أهل الأهواء في موضع جنازةٍ، أو مقبرةٍ، فيتكلّمون، ويعرضون فترى لنا أن نجيبهم، فقال: «إن كان معك من لا يعلم، فردّوا عليه لئلّا يرى أولئك أنّ القول كما يقولون، وإن كنتم أنتم وهم فلا تكلّموهم، ولا تجيبوهم، فهذان رجلان قد عرّفتك حالهما، ولخّصت لك وجه الكلام لهما، وثالثٌ مشئومٌ قد زاغ قلبه، وزلّت عن سبيل الرّشاد
[الإبانة الكبرى: 2/542]
قدمه، فعشيت بصيرته، واستحكمت للبدعة نصرته، يجهده أن يشكّك في اليقين، ويفسد عليك صحيح الدّين» فجميع الّذين روّيناه، وكلّ ما حكيناه في هذا الباب لأجله وبسببه، فإنّك لن تأتي في بابٍ حصر منه، ووجيع مكيدته أبلغ من الإمساك عن جوابه، والإعراض عن خطأٍ به، لأنّ غرضه من مناظرتك أن يفتنك فتتبعه، فيملّك وييأس منك فيشفي غيظه أن يسمعك في دينك ما تكرهه، فأخسئه بالإمساك عنه، وأذلّه بالقطيعة له، أليس قد أخبرتك بقول الحسن رحمه اللّه حين قال له القائل: يا أبا سعيدٍ تعال حتّى أخاصمك في الدّين، فقال له الحسن: أمّا أنا فقد أبصرت ديني، فإن كنت قد أضللت دينك، فالتمسه. وأخبرتك بقول مالكٍ حين جاءه بعض أهل الأهواء، فقال له: أمّا أنا فعلى بيّنةٍ من ربّي، وأمّا أنت فشاكٌّ، فاذهب إلى شاكٍّ مثلك فخاصمه. فهل يأتي في جواب المخالف من جميع الحجج حجّةٌ هي أسخن لعينه، ولا أغيظ لقلبه من مثل هذه الحجّة؟ والجواب: أما سمعت قول مصعب بن سعدٍ: لا تجالس مفتونًا، فإنّه لن يخطئك إحدى اثنتين: إمّا أن يفتنك فتتبعه، وإمّا أن يؤذيك قبل أن تفارقه " وأيّوب السّختيانيّ حين قال له الرّجل: أكلّمك بكلمةٍ، فولّى عنه، وأشار بإصبعه: ولا نصف كلمةٍ، وعبد الرّزّاق حين قال لابن أبي يحيى: القلب ضعيفٌ، وليس الدّين لمن غلب
[الإبانة الكبرى: 2/543]
684 - حدّثنا أبو طلحة أحمد بن محمّدٍ الفزاريّ قال: حدّثنا عبد اللّه بن خبيقٍ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن داود، قال: قال الأعمش: السّكوت جوابٌ، حدّثنا ابن دريدٍ، قال: حدّثنا الرّياشيّ، قال: حدّثنا الأصمعيّ، قال: سمعت شبيب بن شيبة، يقول: «من صبر على كلمةٍ حسمها، ومن أجاب عنها استدرّها، فإن كنت ممّن يريد الاستقامة، ويؤثر
[الإبانة الكبرى: 2/543]
طريق السّلامة، فهذه طريق العلماء، وسبيل العقلاء، ولك فيما انتهى إليك من علمهم وفعلهم كفايةٌ وهدايةٌ، وإن كنت ممّن قد زاغ قلبه، وزلّت قدمه، فأنت متحيّزٌ إلى فئة الضّلالة، وحزب الشّيطان، قد أنست بما استوحش منه العقلاء، ورغبت فيما زهد فيه العلماء، قد جعلت لقومٍ بطانتك وخزانتك قد استبشرت جوارحك بلقائهم، وأنس قلبك بحديثهم، فقد جعلت ذريعتك إلى مجالستهم، وطريقك إلى محادثتهم، إنّك تريد بذلك مناظرتهم، وإقامة الحجّة عليهم، وردّ بالهم إليهم، فإن تك بهرجتك خفيت على أهل الغفلة من الآدميّين، فلن يخفى ذلك على من يعلم خائنة الأعين، وما تخفي الصّدور»
[الإبانة الكبرى: 2/544]
685 - حدّثنا أبو محمّدٍ عبد اللّه بن محمّد بن الرّاجيان، قال: حدّثنا أبو نصرٍ فتح بن شخرفٍ قال: حدّثنا عبد اللّه بن خبيقٍ، قال: بلغنا أنّ اللّه عزّ وجلّ أوحى إلى موسى: يا موسى «قل للمبهرج عليّ دينه ميعاد ما بيني وبينك الكور، والسّباك ملكٌ»
[الإبانة الكبرى: 2/544]
686 - حدّثنا أبو القاسم حفص بن عمر قال: حدّثنا أبو حاتمٍ الرّازيّ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن الفضيل، قال: سمعت مصعب بن عبد اللّه الزّبيريّ ينشد: «
[البحر الوافر]
أأقعد بعدما رجفت عظامي ... وكان الموت أقرب ما يليني
أناظر كلّ مبتدعٍ خصيمٍ ... وأجعل دينه عرضًا لديني
[الإبانة الكبرى: 2/544]
فأترك ما علمت لرأي غيري ... وليس الرّأي كالعلم اليقين
وقد سنّت لنا سننٌ قدامى ... يلحن بكلّ فجٍّ أو أحين
وما أنا والخصومة وهي لبسٌ ... تفرّق في الشّمال وفي اليمين
وما عوّض لنا منهاج جهمٍ ... بمنهاج ابن آمنة الأمين»
[الإبانة الكبرى: 2/545]
687 - أملى عليّ أبو عمر النّحويّ، وقرأته عليه، وقال: حدّثنا المبرّد، قال: أنشدني الرّياشيّ لمحمّد بن بشيرٍ يعيب المتكلّمين: «
[البحر المنسرح]
يا سائلي عن مقالة الشّيع ... وعن صنوف الأهواء والبدع
دع من يقول الكلام ناحيةً ... فما يقول الكلام ذو ورع
كلّ أناسٍ بزيّهم حسنٌ ... ثمّ يصيرون بعد للشّيع
أكثر ما فيه أن يقال له ... لم يك في قوله بمنقطع»
[الإبانة الكبرى: 2/545]
688 - حدّثنا حفص بن عمر، قال: حدّثنا أبو حاتمٍ، قال: قال الحسن بن عبد العزيز الجرويّ، كان الشّافعيّ " ينهى النّهي الشّديد عن الكلام في الأهواء، ويقول أحدهم: إذا خالفه أخوه: قد كفرت، والعلم إنّما يقال فيه: أخطأت "
[الإبانة الكبرى: 2/545]
688 - حدّثنا حفص بن عمر قال: حدّثنا أبو حاتمٍ قال: أخبرني حرملة قال: سمعت الشّافعيّ يقول: «لم أر أحدًا من أصحاب الأهواء أكذب في الدّعوى، ولا أشهد بالزّور من الرّافضة» قال الشّيخ: فإن قال قائلٌ فهذا النّهي والتّحذير عن الجدل في الأهواء، والمماراة لأهل البدع قد فهمناه، ونرجو أن تكون لنا فيه عظةٌ ومنفعةٌ، فما نصنع بالجدل والحجاج فيما يعرض من مسائل الأحكام في الفقه، فإنّا نرى الفقهاء وأهل العلم يتناظرون على ذلك كثيرًا في الجوامع والمساجد، ولهم بذلك حلقٌ ومساجد، فإنّي أقول له: هذا لست أمنعك منه، ولكنّي أذكر
[الإبانة الكبرى: 2/545]
لك الأصل الّذي بنى المسلمون أمرهم عليه في هذا المعنى، كيف أسّسوه ووضعوه، فمن كان ذلك الأصل أصله، وهو قصده ومعوّله، فالحجاج والمناظرة له مباحةٌ، وهو مأجورٌ، ثمّ أنت أمين اللّه على نفسك، فهو المطّلع على سرّك، فاعلم رحمك اللّه أنّ أصل الدّين النّصيحة، وليس المسلمون إلى شيءٍ من وجوه النّصيحة أفقر ولا أحوج، ولا هي لبعضهم على بعضٍ أفرض ولا ألزم من النّصيحة في تعليم العلم الّذي هو قوام الدّين وبه أدّيت الفرائض إلى ربّ العالمين. فالّذي يلزم المسلمين في مجالسهم ومناظراتهم في أبواب الفقه والأحكام تصحيح النّيّة بالنّصيحة، واستعمال الإنصاف والعدل ومراد الحقّ الّذي به قامت السّماوات والأرض، فمن النّصيحة أن تكون تحبّ صواب مناظرك، ويسوؤك خطأه، كما تحبّ الصّواب من نفسك، ويسوؤك الخطأ منها، فإنّك إن لم تكن هكذا كنت غاشًّا لأخيك، ولجماعة المسلمين، وكنت محبًّا أن يخطأ في دين اللّه وأن يكذب عليه، ولا يصيب الحقّ في الدّين ولا يصدق، فإذا كانت نيّتك أن يسرّك صواب مناظرك ويسوءك خطأه فأصاب وأخطأت لم يسؤك الصّواب، ولم تدفع ما أنت تحبّه بل سرّك ذلك، وتتلقّاه بالقبول والسّرور والشّكر للّه عزّ وجلّ حين وفّق صاحبك لما كنت تحبّ أن تسمعه منه، فإن أخطأ ساءك ذلك، وجعلت همّتك التّلطّف لتزيله عنه، لأنّك رجلٌ من أهل العلم يلزمك النّصيحة للمسلمين بقول الحقّ، فإن كان عندك بذلته وأحببت قبوله، وإن كان عند غيرك قبلته، ومن دلّك عليه شكرت له، فإذا كان هذا أصلك، وهذه دعواك، فأين تذهب عمّا أنت له طالبٌ، وعلى جمعه حريصٌ، ولكنّك واللّه يا أخي تأبى الحقّ، وتنكره إذا سبقك مناظرك إليه، وتحتال لإفساد صوابه، وتصويب خطئك، وتغتاله وتلقي عليه التّغاليظ وتظهر التّشنيع، ولا سيّما إن كان في عينك وعند أهل مجلسك أنّه أقلّ علمًا منك، فذاك الّذي تجحد صوابه، وتكذّب حقّه، ولعلّ الأنفة تحملك إذا هو احتجّ عليك بشيءٍ خالف قولك، فقال لك: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، قلت: لم يقله رسول اللّه، فجحدت
[الإبانة الكبرى: 2/546]
الحقّ الّذي تعلمه، ورددت السّنّة، فإن كان ممّا لا يمكنك إنكاره أدخلت على قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم علّةً تغيّر بها معناه، وصرفت الحديث إلى غير وجهه، فإرادتك أن يخطأ صاحبك خطأٌ منك، واغتمامك بصوابه غشٌّ فيك، وسوء نيّةٍ في المسلمين. فاعلم يا أخي أنّ من كره الصّواب من غيره ونصر الخطأ من نفسه لم يؤمن عليه أن يسلبه اللّه ما علّمه، وينسيه ما ذكّره، بل يخاف عليه أن يسلبه اللّه إيمانه، لأنّ الحقّ من رسول اللّه إليك افترض عليك طاعته، فمن سمع الحقّ فأنكره بعد علمه له فهو من المتكبّرين على اللّه، ومن نصر الخطأ فهو من حزب الشّيطان، فإن قلت أنت الصّواب وأنكره خصمك وردّه عليك كان ذلك أعظم لأنفتك، وأشدّ لغيظك وحنقك وتشنيعك وإذاعتك، وكلّ ذلك مخالفٌ للعلم، ولا موافقٌ للحقّ
[الإبانة الكبرى: 2/547]
689 - أبلغني عن الحسن بن عبد العزيز الجرويّ المصريّ، أنّه قال: سمعت الشّافعيّ، يقول: «ما ناظرت أحدًا قطّ، فأحببت أن يخطأ، وما في ظنّي علمٌ إلّا وددت أنّه عند كلّ أحدٍ، ولا ينسب إليّ»
[الإبانة الكبرى: 2/547]
689 - وبلغني عن حرملة بن يحيى قال: سمعت الشّافعيّ يقول: «وددت أنّ كلّ علمٍ أعلمه يعلمه النّاس، أؤجر عليه ولا يحمدونني»
[الإبانة الكبرى: 2/547]
690 - وحدّثني أبو صالحٍ محمّد بن أحمد قال: حدّثنا أبو الأحوص، قال: سمعت حسينًا الزّعفرانيّ، يقول: سمعت الشّافعيّ، يحلف وهو يقول:
[الإبانة الكبرى: 2/547]
«ما ناظرت أحدًا قطّ إلّا على النّصيحة، وما ناظرت أحدًا ما فأحببت أن يخطئ، أفهكذا أنت يا أخي باللّه عليك؟ إن ادّعيت ذلك، فقد زعمت أنّك خيّرٌ من الأخيار، وبدلٌ من الأبدال، والّذي يظهر من أهل وقتنا أنّهم يناظرون مغالبةً لا مناظرةً، ومكايدةً لا مناصحةً، ولربّما ظهر من أفعالهم ما قد كثر وانتشر في كثيرٍ من البلدان، فممّا يظهر من قبيح أفعالهم وما يبلغ بهم حبّ الغلبة، ونصرة الخطأ أن تحمرّ وجوههم، وتدرّ عروقهم، وتنتفخ أوداجهم، ويسيل لعابهم، ويزحف بعضهم إلى بعضٍ، حتّى ربّما لعن بعضهم بعضًا، وربّما بزق بعضهم على بعضٍ، وربّما مدّ أحدهم يده إلى لحية صاحبه، ولقد شهدت حلقة بعض المتصدّرين في جامع المنصور، فتناظر أهل مجلسه بحضرته، فأخرجهم غيظ المناظرة، وحمية المخالفة إلى أن قذف بعضهم زوجة صاحبه ووالدته، فحسبك بهذه الحال بشاعةٌ وشناعةٌ على سفه النّاس وجهّالهم، فكيف بمن تسمّى بالعلم، وترشّح للإمامة والفتيا، ولقد رأيت المناظرين في قديم الزّمان وحديثه، فما رأيت ولا حدّثت، ولا بلغني أنّ مختلفين تناظرا في شيءٍ ففلجت حجّة أحدهما، وظهر صوابه، وأخطأ الآخر، وظهر خطأه، فرجع المخطئ عن خطئه، ولا صبا إلى صواب صاحبه، ولا افترقا إلّا على الاختلاف والمباينة، وكلّ واحدٍ منهما متمسّكٌ بما كان عليه، ولربّما علم أنّه على الخطأ، فاجتهد في نصرته، وهذه أخلاقٌ كلّها تخالف الكتاب والسّنّة، وما كان عليه السّلف الصّالح من علماء الأمّة»
[الإبانة الكبرى: 2/548]
691 - سمعت 1131 بعض، شيوخنا رحمه اللّه يقول: «المجالسة للمناصحة فتح باب الفائدة، والمجالسة للمناظرة غلق باب الفائدة، وحسبك بهذه الكلمة أصلًا ترجع إليه، وتحمل أمورك كلّها عليه، وبما حكيته لك من أفعال المناظرين، وسوء مذاهبهم عارًا تأنف منه، وتنأى عنه»
[الإبانة الكبرى: 2/548]
692 - حدّثنا أبو بكرٍ محمّد بن القاسم الأنباريّ قال: حدّثني أبي، عن أبي عليٍّ محمّد بن سعد بن الحسين، عن الأسود البوشجانيّ، قال: قال مساورٌ الورّاق: «
[البحر البسيط]
كنّا من العلم قبل اليوم في سعةٍ ... حتّى ابتلينا بأصحاب المقاييس
قومٌ إذا ناظروا ضجّوا كأنّهم ... ثعالب صوّتت بين النّواويس
أمّا العريب فقومٌ لا عطاء لهم ... وفي الموالي علامات المفاليس
قاموا عن السّوق إذ قلّت مكاسبهم ... وأحدثوا الرّأي والإقتار والبؤس»
قال أبو بكرٍ: العريب تصغير العرب
[الإبانة الكبرى: 2/549]