سورة الأنعام
قال أبو جعفرٍ حدّثني يموت بن المزرّع، قال: حدّثنا أبو حاتمٍ سهل بن محمّدٍ السّجستانيّ، قال: حدّثنا أبو عبيدة معمر بن المثنّى التّيميّ، قال: حدّثنا يونس بن حبيبٍ، قال سمعت أبا عمرو بن العلاء، يقول سألت مجاهدًا عن تلخيص آي القرآن المدنيّ من المكّيّ فقال سألت ابن عبّاسٍ عن ذلك فقال: " سورة الأنعام نزلت بمكّة جملةً واحدةً فهي مكّيّةٌ إلّا ثلاث آياتٍ منها نزلت بالمدينة فهي مدنيّةٌ {قل تعالوا أتل ما حرّم ربّكم عليكم} [الأنعام: 151] إلى تمام الآيات الثّلاث "
[الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/316]
قال أبو جعفرٍ: وإذا كانت سورة الأنعام مكّيّةٌ لم يصحّ قول من قال معنى {وآتوا حقّه يوم حصاده} [الأنعام: 141] للزّكاة المفروضة لأنّ الزّكاة إنّما فرضت بالمدينة وهذا يشرح في موضعه وإذا كانت السّورة مكّيّةً فلا يكاد يكون فيها آيةٌ ناسخةٌ وما تقدّم من السّور فهنّ مدنيّاتٌ أعني سورة البقرة وآل عمران والنّساء والمائدة حدّثني يموت بذلك الإسناد بعينه
وفي سورة الأنعام آياتٌ قد ذكرت في النّاسخ والمنسوخ
فالآية الأولى: منها قوله تعالى {قل لست عليكم بوكيلٍ} [الأنعام: 66]
قال أبو جعفرٍ حدّثنا أبو الحسن عليل بن أحمد، قال: حدّثنا
[الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/317]
محمّد بن هشام بن أبي خيرة، قال: حدّثنا عاصم بن سليمان، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ، في قوله تعالى {قل لست عليكم بوكيلٍ} [الأنعام: 66] قال: " نسخ هذا آية السّيف {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم} [التوبة: 5] "
قال أبو جعفرٍ: هذا خبرٌ لا يجوز أن ينسخ ومعنى: وكيلٌ حفيظٌ ورقيبٌ والنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ليس هو عليهم بحفيظٍ إنّما عليه أن ينذرهم وعقابهم إلى اللّه عزّ وجلّ
والآية الثّانية نظيرها
[الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/318]