وقال عامر بن الطفيل أيضًا
1: ولتسئلن أسماء وهي حفية.......نصحاءها أطردت أم لم أطرد
قال أبو بكر: قال أبي: قال الأثرم: (أسماء) بنت قدامة بن سكين الفزاري.
2: قالوا لها فلقد طردنا خيله.......قلح الكلاب وكنت غير مطرد
كذا رواها الضبي ورواها الأثرم والحرمازي: (إنا طردنا خيله). قال الضبي: أراد يا قلح الكلاب و(القلح) صفرة تعلو الأسنان: يعني بني فزارة، قال الأعشى: وفشا فيهم مع اللؤم والقلح.
3: فلأنعينكم الملا وعوارضًا.......ولأهبطن الخيل لابة ضرغد
قال الضبي: (فلأنعينكم في الملا وفي عوارض) وهما موضعان. و(اللابة): الحرة ويقال لها اللوبة.
يقول: لأذكرن معايبكم وقبيح أفعالكم: يقال فلان ينعى على فلانٍ ذنوبه أي: يذكرها ويصفها. ورواها الحرمازي: فلأبغينكم الملا.
ويروى: ولأوردن الخيل ورواها الأثرم كذلك وقال: (الملا) من أرض كلبٍ و(عوارض) جبل في بلاد بني أسد وهو الذي يقول له أبو محمد الفقعسي:
كأنها حين بدا عوارض.......والليل بين قنوين رابض
و(اللابة): الحرة وضرغد من أرض العالية. ويروى: ولأوردن الخيل: ولأقبلن الخيل. ولابة ضرغدٍ حرة لبني تميم.
4: بالخيل تعثر في القصيد كأنها.......حدأ تتابع في الطريق الأقصد
هكذا رواها الضبي. ورواها الحرمازي والأثرم: تردي بالكماة كأنها. قال الأثرملا الحدأ جمع وواحدتها حدأة طائر. ويروى: بالخيل نحذوها السريح كأنها. وقال الكلابي: بالقوم أحذوها السريح يعني السرائح التي تنعل بها من الحفا. و(الحدأ) بالفتح الفؤوس.
5: ولأثأرن بمالكٍ وبمالكٍ.......وأخي المروراة الذي لم يسند
قال الضبي في البيت الذي قبل هذا: القصيد كسر القنا الواحدة قصيدة ويقال قصد والواحد منها قصدة.
يقول لأدركن بثأر مالكٍ و(مالكٍ) أي لاقتلن بهما. و(المروراة) موضع. وقوله (لم يسند) أي: لم يدفن ولكن ترك للسباع تأكله. ورواها الحرمازي والأثرم فلأثأرن بالفاء.
6: وقتيل مرة أثأرن فإنه.......فرع وإن أخاهم لم يقصد
وروى الضبي (وقتيل) بالخفض. وقالوا (لم يقصد) لم يقتل. يقال أقصدت الرجل إذا قتلته. ويروى: فإنه كرم. ورواها الحرمازي وقتيل نصبًا ورواها الأثرم والضبي خفضًا. قال الأثرم: (وقتيل) بالرفع.
ورواها: فإنه فرغ وقال فرغ وهدر بمعنىً واحدٍ. ومن رواها فرع فإنه رأس عالٍ في الشرف.
7: يا أسم أختي بني فزارة إنني.......غازٍ وإن المرء غير مخلد
رخم أسماء. ونصب أخت تابعة لأسم، ويكون أن تنصب أختًا بدعوةٍ ثانية كما قال الآخر: ألا يا اسلمي يا هند هند بني بدرٍ، ومن رواها: يا هند هند بني بدرٍ فعلى دعوةٍ واحدةٍ. ويجوز ذلك في: (يا أسم أخت بني فزارة).
8: فيئي إليك فلا هوادة بيننا.......بعد الفوارس إذ ثووا بالمرصد
قال الضبي فيئي إليك أي: ارجعي إلى نفسك: يقال قد فاء الرجل يفيء إذا رجع، ومنه فيء الشمس وهو رجوعها إلى زوالها. ومنه قول الله عز وجل: {فإن فاؤوا فإن الله غفور رحيم}، وكذلك: {فإن فاءت فأصلحوا بينهما} وقال الشاعر:
فقلت لها فيئي إليك فإنني.......حرام وإني بعد ذاك لبيب
أي: ملبٍ. قال الأثرم: فأخلي وأجلي إليك يعني تنحي كوني ناحيةً.
9: إلا بكل أحم نهدٍ سابحٍ.......وعلالةٍ من كل أسمر مذود
لم يرو الضبي هذا البيت ورواه الحرمازي، ورواه الأثرم: إلا بجهدٍ من أحم كراعه * وعلالة.
قال الأثرم: يعني إلا أنا نجهد الخيل التي هذه صفتها.
10: وأنا ابن حربٍ لا أزال أشبها.......سمرًا وأوقدها إذا لم توقد
قال الضبي: (أشبها) أذكيها وأوقدها. قال: و(سمرًا) ليلاً. وقال أحمد بن عبيد: يعني أدبر أمرها ليلاً ثم أغاديها أي: لا أنام من تدبيري فيها. ورواها الحرمازي: سعرًا وأوقدها. ورواها الأثرم: سمرًا: قال: ويروى: (سمرًا): يعني الرماح. قال: ويروى سمرًا يعني شجرًا ويقال شببت النار أشبها شبًا وشبوبًا وشب الغلام شبابًا وشبيبةً وشب الفرس يشب شبابًا وشبًا وشبيبًا.
11: فإذا تعذرت البلاد فأمحلت.......فمجازها تيماء أو بالأثمد
لم يرو هذا البيت الحرمازي ولا الضبي ورواه الأثرم وقال: (فمجازها) أي: فمشربها ويقال أجيزونا أي: اسقونا.
قال الحرمازي: قوله في البيت المتقدم قلح الكلاب سب يسبون به وأصله الصفرة على الأسنان. والملا: أرض من أرض كلبٍ فلاة. وعوارض جبل في بني أسد وهو الذي يقول له أبو محمد الفقعسي:
كأنها حين بدا عوارض.......والليل بين قنوين رابض
واللابة: الحرة. وضرغد من الأرض العالية. والحدأ جمع حدأة وزعم بعض العلماء أنها كانت صوائد سليمان بن داوود عليهما السلام. فقال من رد عليهم: ما كانت حاجة سليمان إلى صيد الحدأ والطير مسخرة له تغدو وتروح. ومالك ومالك رجلان من قومه أصابتهما غطفان. وقتيل مرة حنظلة بن الطفيل أخوه. أحم كميت أحم كمتته إلى السواد. والنهد العظيم وعلالة بقية، قال الأسعر:
نهد المراكل ما يزال زميله.......فوق الرحالة ما يبالي ما أتى
نهد: ضخم. المراكل: جمع مركلٍ وهو موضع عقبي الفارس من جنب الفرس. وزميله: رديفه.
[شرح المفضليات: 712-715]