اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منيرة جابر الخالدي
أثابكم الله
ورد في تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10)} الجمعة
اقتباس:
كان عراك بن مالكٍ رضي اللّه عنه إذا صلّى الجمعة انصرف فوقف على باب المسجد، فقال: اللّهمّ إنّي أجبت دعوتك، وصليت فريضتك، وانتشرت كما أمرتني، فارزقني من فضلك، وأنت خير الرّازقين. رواه ابن أبي حاتمٍ.
وروي عن بعض السّلف أنّه قال: من باع واشترى في يوم الجمعة بعد الصّلاة، بارك اللّه له سبعين مرّةً، لقول اللّه تعالى: {فإذا قضيت الصّلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل اللّه}
|
*هل البيع بعد الجمعة على سبيل الاستحباب؟ أم أنه فقط للجواز؟
والملاحظ الآن أن المحلات تغلق بعد صلاة الجمعة.. فلو كان هناك توجيه؛ ماذا يكون؟
|
لا شك في أن الاستجابة لقول الله تعالى: {وابتغوا من فضل الله} مندوب إليها، وهذا الأمر يتضمّن الوعد للمستجيب بأن لا يحرم من فضل الله، والتعبير بالفضل أعم من إعطاء الرزق، وإن كان الرزق داخلاً في ذلك دخولاً أولياً باعتبار مقصد الآية وحال نزولها، لكن من قدر عليه رزقه فلا يقتضي ذلك أن يحرم من فضل الله، والله تعالى لا يرغّب في شيء ويخلف وعده، سبحانه وبحمده، ولذلك فإن المؤمن قد يبذل بعض أسباب الرزق فيزوى عنه من ذلك ما هو خير له من إعطائه إياه، لكنّه موعود بثلاثة أمور:
الأمر الأول: الكفاية من الله؛ فإنه من حقق التوكل بالتفويض إلى الله وبذل الأسباب المشروعة كفاه الله.
والأمر الثاني: حسن العاقبة؛ فإنه ما دام متبعاً لهدى الله فإنَّ عاقبته لا تكون سيئة أبداَ، بل هو موعود بالعاقبة الحسنة.
والأمر الثالث: أن يؤتيه الله من فضله، وإسناد الفضل إلى الله له دلالة عظيمة لأنها تدل على أنه لا خسران على العبد في اتّباع هدى الله وابتغاء فضله بل إما أن يعطيه الله مطلوبه أو ما هو خير منه، وإعطاء المرء خيراً مما يطلب فضل وزيادة.
وقد فهم السلف الصالح أن وقت الانصراف من صلاة الجمعة وقت مبارك ، وأنه من خير الأوقات لابتغاء فضل الله عزّ وجلّ.
وابتغاء الفضل من الله غير محصور في البيع والشراء، ولا في طلب الرزق، بل هو عامّ في كلّ ما يحتاجه العبد من عطاء الله وفضله، وكلّ يطلب ما يحتاجه؛ فطالب للعلم، وطالب للمال، وطالب للزواج، وطالب للشفاء، وطالب للحسنات الكثيرة، ومن يصدق الله يصدقه.