تفسير صدر سورة المدثّر لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب (ت:1206هـ) رحمه الله:
وأما قوله: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} الآيات ففيه مسائل:
الأولى: الدعوة إلى الله لا تقتصر على نفسه.
الثانية: خطابه بالمدثر.
الثالثة: أن الداعي يبدأ بنفسه فيصلح عيوبها.
الرابعة: تعظيم الله سبحانه علما وعملا.
الخامسة: هجران الرجز.
السادسة: قوله: {وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ}.
السابعة: قوله: {وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ} فأمره بالطريق إلى القوة على ما تقدم، فهو الصبر خالصا.
ففيها آداب الداعي لأن الخلل يدخل على رؤساء الدين من ترك هذه الوصايا أو بعضها.
ففيها: الحرص على الدنيا فنهى عنه بقوله: {وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ}.
ومنها: عدم الجد، فنبه عليه بقوله: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ}.
ومنها: رؤية الناس فيه العيوب المنفرة لهم عن الدين، كما هو الواقع.
ومنها: التقصير في تعظيم العلم الذي هو من التقصير في تعظيم الله.
ومنها: عدم الصبر على مشاق الدعوة.
ومنها: عدم الإخلاص.
ومنها: عدم هجران الرُّجْز، والتقصير في ذلك، وهو من أضرها على الناس، وهو من تطهير الثياب، لكن أفردت بالذكر كنظائره.
(1)
الأولى: أول (اقرأ) فيه الأمر بطلب العلم، وأول (المدثر) فيه الأمر بالعمل به.
الثانية: أول (اقرأ) فيه معرفة الله، وأول (المدثر) فيه الأدب معه.
الثالثة: أول (اقرأ) فيه الاستعانة، وأول (المدثر) فيه الصبر.
الرابعة: أول (اقرأ) فيه إخلاص الاستعانة، وأول (المدثر) فيه العبادة.
الخامسة: أول (اقرأ) فيه الاستعانة، وأول (المدثر) فيه العبادة.
السادسة: أول (اقرأ) فيه فضله عليك، وأول (المدثر) فيه حقه عليك.
السابعة: أول (اقرأ) فيه أدب المتعلم، وأول (المدثر) فيه أدب العالِم.
الثامنة: أول (اقرأ) فيه معرفة الله ومعرفة النفس، وأول (المدثر) فيه الأمر والنهي.
التاسعة: أول (اقرأ) فيه معرفتك بنفسك وبربك، وأول (المدثر) فيه العمل المختص والمتعدي.
العاشرة: أول (اقرأ) فيه أصل الأسماء والصفات، وهما: العلم والقدرة، وأول (المدثر) فيه أصل الأمر والنهي، وهو الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك.
الحادية عشرة: في أول (اقرأ) ذكر القلم الذي لا يستقيم العلم إلا به، وأول (المدثر) فيه ذكر الصبر الذي لا يستقيم العمل إلا به.
الثانية عشرة: في أول (اقرأ) ذكر التوكل وأنه يفتح المغلق، وأول (المدثر) فيه الصبر الذي يفتحه.
الثالثة عشرة: في أول (اقرأ) العمل المختص، وأول (المدثر) فيه العمل المتعدِّي.
الرابعة عشرة: في (اقرأ) ست مسائل من الخبر، وأول (المدثر) ست مسائل من الإنشاء.
الخامسة عشرة: في أول (اقرأ) ذكر بدء الخلق، وأول (المدثر) ذكر الحكمة فيه.
السادسة عشرة: في أول (اقرأ) ذكر أصل الإنسان، وأول (المدثر) فيه كماله.
السابعة عشرة: في أول (اقرأ) الربوبية العامة، وأول (المدثر) الربوبية الخاصة.
الثامنة عشرة: في أول (اقرأ) شاهد لقوله: "اعقلها واتكل "، وفي أول (المدثر) الصبر الذي هو من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد.
التاسعة عشرة: في أول (اقرأ) ابتداء النبوة، وأول (المدثر) ابتداء الرسالة.
العشرون: في السورتين شاهد لقوله: " العلم قبل القول والعمل ".
(1) ربما سقط من المطبوع ما يبيّن رأس هذه المسائل، وهي في الموازنة بين صدر سورة (اقرأ) وصدر سورة (المدثر).