المجموعة الثالثة:
س1: بيّن معنى اسم (الرحيم)
اسم الله ( الرحيم ) فعيل بمعنى فاعل وهي من صيغ المبالغة ؛ أي : إنه سبحانه راحم فهو عظيم الرحمة وكثيرها .
ورحمة الله تعالى على قسمين :
الأولى : رحمة عامة : وهي كل ما في الكون فهو من آثار رحمته تعالى العامة .
الثانية : رحمة خاصة : وهي الرحمة التي تكون لعباد الله المؤمنين , مما يختصهم به من الهداية واستجابة الدعاء وكشف الضر .
س2: ما معنى الباء في {بسم الله}؟
ذكر في معنى الباء في "بسم الله" عدة أقوال :
الأول : أنها للاستعانة .
الثاني : أنها للابتداء .
الثالث : أنها للمصاحبة والملابسة .
الرابع : أنها للتبرك .
ورجح الشيخ عبدالعزيز حفظه الله أن هذه الأقوال تعد من الأقوال الصحيحة غير المتعارضة المعنى فقال : والأظهر عندي أن هذه المعاني الأربعة كلها صحيحة لا تعارض بينها .
فالباء هنا تشمل هذه المعاني فتكون للابتداء فيبتدئ بها وللاستعانة فيستعين العبد بالله تعالى عند بداية قراءته , وهي للمصاحبة والملابسة , وهي للتبرك فيكون العبد في بداية قراءته متبركا باسم الله تعالى .
س3: ما الفرق بين الحمد والشكر؟
الفرق بين الحمد والشكر أن كل منهما أعم من الآخر من وجه :
فالحمد أعم من الشكر باعتبار أنه يكون على ما أحسن به المحمود , وعلى ما اتصف به من صفات الحسن التي يحمد عليها , والشكر أخص باعتبار أنه يكون مجازاة في مقابل النعمة والإحسان .
والشكر أعم من الحمد باعتبار أن الشكر يكون بالقلب واللسان والعمل , أما الحمد فيكون بالقلب واللسان .
قال ابن القيم رحمه الله : (والفرق بينهما: أن الشكر أعم من جهة أنواعه وأسبابه، وأخص من جهة متعلقاته. والحمد أعم من جهة المتعلقات، وأخص من جهة الأسباب . ومعنى هذا: أن الشكر يكون بالقلب خضوعا واستكانة، وباللسان ثناء واعترافا، وبالجوارح طاعة وانقيادا. ومتعلقه : النعم، دون الأوصاف الذاتية، فلا يقال: شكرنا الله على حياته وسمعه وبصره وعلمه. وهو المحمود عليها. كما هو محمود على إحسانه وعدله، والشكر يكون على الإحسان والنعم.
فكل ما يتعلق به الشكر يتعلق به الحمد من غير عكس وكل ما يقع به الحمد يقع به الشكر من غير عكس. فإن الشكر يقع بالجوارح. والحمد يقع بالقلب واللسان) ا.هـ .
س4: بيّن أثر اختلاف القراءات على المعنى في قوله تعالى: {مالك يوم الدين}، وما الموقف الصحيح من هذا الاختلاف؟
ذكر في قوله تعالى "مالك يوم الدين قراءتان :
الأولى : "مالك يوم الدين" بإثبات الألف , وهي قراءة عاصم والكسائي .
والمعنى على هذه القراءة : أنه سبحانه المالك الذي يملك كل شيء يوم القيامة , فهو المتفرد بالملك التام فلا يملك دونه أحد شيئا .
الثانية : "ملك يوم الدين" بحذف الألف , وهي قراءة نافع وابن كثير و وأبي عمرو ابن العلاء وحمزة وابن عامر .
والمعنى على القراءة الثانية : أنه سبحانه ذو الملك , وهو كمال التصرف والتدبير , ونفوذ أمره على من تحت ملكه وسلطانه .
والموقف من هذا الاختلاف , أن هذا يعد من اختلاف التنوع إذا أن القراءتان متواترتان عن النبي صلى الله عليه وسلم فكل قراءة لها معنى يكمل المعنى الآخر فليس بينهما تضاد إنما بينهما تكامل , فكلام الله تعالى كله حق والمعنى الذي يكون في كلامه أيضا يكون حق .
س5: اشرح بإيجاز أقسام الناس في العبادة والاستعانة.
أقسام الناس في العبادة والاستعانة :
الأول : المخلصون : وهم الذين اخلصوا العبادة لله تعالى , واخلصوا الاستعانة له سبحانه وتعالى .
الثاني : من وقع منهم تقصير أو تفريط في إخلاص العبادة الاستعانة ؛ فيحصل لهم بسبب ذلك بع الآفات والعقوبات .
فالمخلصون هم في أعلى الدرجات , وهم من السابقون في الخيرات بقدر إحسانهم وإخلاصهم , أما التقصير في العبادة فيحصل به إحباط العمل , والتقصير في الاستعانة فيورث الضعف والعجز والوهن .
س6: ما الحكمة من تكرر {إياك} مرّتين في قوله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين}؟
ذكر في الحكمة من تكرار "إياك" مرتين أقوال :
الأول : أن التكرار للتأكيد والاهتمام . قاله ابن عطية .
الثاني : أن التكرار للاهتمام والحصر . قاله ابن كثير .
وقال ابن القيم : (وفي إعادة " إياك " مرة أخرى دلالة على تعلق هذه الأمور بكل واحد من الفعلين، ففي إعادة الضمير من قوة الاقتضاء لذلك ما ليس في حذفه، فإذا قلت لملك مثلا: إياك أحب، وإياك أخاف، كان فيه من اختصاص الحب والخوف بذاته والاهتمام بذكره، ما ليس في قولك: إياك أحب وأخاف)ا.هـ.
والله أعلم