دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > العقيدة > متون العقيدة > لمعة الاعتقاد

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 ذو القعدة 1429هـ/1-11-2008م, 12:13 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي قول الإمام مالك: (الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول...)

سُئِلَ الإِمَامُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ رَحِمَهُ اللهُ فَقِيلَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ: {الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5]
كَيْفَ اسْتَوَى؟ فَقَالَ: (الاسْتِواءُ غَيْرُ مَجْهُولٍ، وَالْكَيْفُ غَيْرُ مَعْقُولٍ، وَالإيمَانُ بِهِ وَاجِبٌ، وَالسُّؤَالُ عَنْهُ بِدْعَةٌ، ثُمَّ أَمَرَ بِالرَّجُلِ فَأُخْرِجَ).


  #2  
قديم 29 ذو القعدة 1429هـ/27-11-2008م, 08:52 PM
طيبة طيبة غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,286
Post شرح الشيخ ابن عثيمين

(2) جوابُ الإِمامِ مالِكِ بنِ أَنَسِ بنِ مالِكٍ ، وليسَ أبوهُ أَنَسَ بنَ مالِكٍ الصحابيَّ ، بلْ غيرُهُ ، كان جَدُّ مالِكٍ مِنْ كبارِ التابعينَ ، وأبو جَدِّهِ من الصحابةِ ، وُلِدَ مالِكٌ سَنَةَ 93 هـ بالمدينةِ ، وماتَ فيها سنَةَ 179 هـ ، وهوَ في عصْرِ تابِعِي التابعينَ.

سُئِلَ مَالِكٌ فقيلَ: يا أبا عبدِ اللهِ، {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] كيفَ استَوَى؟ فقالَ رحِمَهُ اللهُ(4):(الاسْتِواءُ غيرُ مَجْهُولٍ): أيْ: معلومُ المعنَى ، وهوَ العُلُوُّ والاسْتِقْرارُ.
(والكيفُ غيرُ مَعْقُولٍ): أيْ: كيفيَّةُ الاستواءِ غيرُ مُدْرَكَةٍ بالعقلِ؛ لأَنَّ اللهَ تعالَى أَعظمُ وأَجَلُّ مِنْ أَن تُدْرِكَ العقولُ كيفيَّةَ صفاتِهِ.
(والإِيمانُ بهِ): أي: الاستواءُ (واجِبٌ): لورودِهِ في الكتابِ والسنَّةِ.
(والسؤالُ عنه): أيْ: عن الكيْفِ (بِدْعَةٌ)؛ لأَنَّ السؤالَ عنه لم يكُنْ في عهْدِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ وأَصحابِهِ.

ثمَّ أَمَرَ بالسائِلِ فأَُخْرِجَ من المسجِدِ ؛ خوفًا مِنْ أنْ يَفْتِنَ الناسَ في عقيدَتِهم ، وتَعْزِيرًا لهُ بمَنْعِهِ مِنْ مجالِسِ العِلْمِ.


حاشية الشيخ صالح العصيمي حفظه الله :
(4) جواب الإمام مالك ـ رحمه الله ـ ثابت عنه من غير وجه ، فقد أخرجه جماعة منهم: الدارمي في (الرد على الجهمية) (ص55) والبيهقي في (الأسماء والصفات) (ص408) واللالكائي في (شرح أصول الاعتقاد) (664) والصابوني في (عقيدة السلف) (24 ـ 26).


  #3  
قديم 29 ذو القعدة 1429هـ/27-11-2008م, 08:57 PM
طيبة طيبة غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,286
Post شرح الشيخ ابن جبرين حفظه الله

(7) أمَّا هذا الأثرُ عنْ مالكٍ ، فهوَ مشهورٌ عنهُ أنَّهُ جَاءَهُ رَجُلٌ فقالَ: يا أَبَا عَبْدِ اللهِ ، أَرَأَيْتَ قولَ اللهِ تَعَالَى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] ، كَيْفَ اسْتَوَى ؟ فَأَطْرَقَ مَالِكٌ بِرَأْسِهِ حتَّى عَلاَهُ الرُّحَضَاءُ ، يَعْنِي: العَرَقُ ، ثمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فقالَ: (الاستواءُ غيرُ مجهولٍ ، والكَيْفُ غَيْرُ معقولٍ ، والإيمانُ بهِ واجبٌ ، والسُّؤالُ عنهُ بِدْعَةٌ ، وما أَرَاكَ إلاَّ مُبْتَدِعًا ) ، ثمَّ أَمَرَ بهِ فَأُخْرِجَ.

هكذا رُوِيَ عنْ مالكٍ رَحِمَهُ اللهُ ، وَاشْتَهَرَ عنهُ وَانْتَشَرَ.
وهكذا أَيْضًا رُوِيَ عنْ شَيْخِهِ أبا عبدِ اللهِ رَبِيعَةَ بنِ أبي عبدِ الرَّحْمَنِ ؛ منْ علماءِ المدينةِ ، هُوَ مِنْ مشاهيرِ العلماءِ ، أنَّهُ قالَ في الاستواءِ: ( الاستواءُ معلومٌ ، والكيفُ مجهولٌ ، ومِن اللهِ الرِّسالةُ ، وعلى الرَّسولِ البلاغُ ، وَعَلَيْنَا التَّسليمُ )، مقالةٌ يا لَهَا مِنْ مقالةِ حَكِيمٍ ، وعلومٌ لا تَصْدُرُ إلاَّ عنْ عِلْمٍ رَاسِخٍ .
وقدْ رُوِيَ هذا عنْ أمِّ سَلَمَةَ؛ إِحْدَى أُمَّهاتِ المؤمنينَ، أنَّها قَالَت : (الاستواءُ معلومٌ ، والكيفُ مجهولٌ ) إِلَى آخِرِهِ.
وَرَوَاهُ بَعْضُهُم عنْ أمِّ سَلَمَةَ مَرْفُوعًا إلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ولكنَّهُ لا يَصِحُّ مَرْفُوعًا ، وَصِحَّتُهُ إنَّما هيَ عنْ مالكٍ ، وعنْ شَيْخِهِ.
ولا شَكَّ أنَّ هذا قولُ الأئمَّةِ كلِّهِم ؛ يُقِرُّونَ بأنَّ اللهَ تَعَالَى على العرشِ اسْتَوَى ، وأنَّ الاستواءَ معلومٌ غيرُ مجهولٍ.
و(معلومٌ): يَعْنِي: مَفْهُومٌ ، لهُ مَعْنًى مُدْرَكٌ ، معناهُ واضحٌ يُفَسَّرُ وَيُبَيَّنُ ، وَيُفْهَمُ ، وَيُتَرْجَمُ منْ لُغَةٍ إلى لُغَةٍ.
فَلَهُ مَعْنًى بخلافِ مَنْ يقولُ: إنَّهُ لا يُعْلَمُ معناهُ ، وإنَّما هوَ كالألفاظِ الأَعْجَمِيَّةِ الَّتي نَتَكَلَّمُ بها ولا نَدْرِي ما مُفَادُهَا ، أوْ كألفاظٍ ما سَمِعْنَا لها أَصْلاً ولا يُدْرَى مَعْنَاهَا ، فهذا افتراءٌ على مالكٍ، ما دامَ أنَّهُ قالَ: (مَعْلُومٌ غيرُ مَجْهُولٍ) ، أيْ: لا أَجْهَلُهُ أَنَا، ولا تَجْهَلُهُ أنتَ ؛ لأنَّ اللُّغةَ الفصيحةَ لُغَةٌ واضحةٌ ، إلاَّ أنَّ لهُ كَيْفِيَّةً ، والكيفُ مجهولٌ ، الكيفُ غيرُ مَعْقُولٍ ، الكَيْفِيَّةُ الَّتي عَلَيْهَا الاستواءُ هيَ المجهولُ.
فَلأَِجْلِ ذلكَ في اصطلاحِ أهلِ السُّنَّةِ يَقُولُونَ في آياتِ الصِّفاتِ: أَمِرُّوهَا كما جَاءَتْ بِلاَ كَيْفٍ، اجْتَنِبُوا التَّكْيِيفَ ، وَيَقُولُونَ: نُؤْمِنُ بما وَصَفَ اللهُ بهِ نَفْسَهُ ، وما وَصَفَهُ بهِ رسولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، مِنْ غَيْرِ تَشْبِيهٍ ولا تَمْثِيلٍ ، ومِنْ غيرِ تَكْيِيفٍ ولا تعطيلٍ.
التَّكييفُ لهُ أَحَدُ مَعْنَيَيْنِ:
الأوَّلُ: هوَ السُّؤالُ بِكَيْفَ اسْتَوَى ؟ كَيْفَ يَنْزِلُ ؟ كيفَ عِلْمُهُ ؟ كيفَ يَغْضَبُ ؟

فنقولُ: لا يَجُوزُ التَّكْيِيفُ .

الثَّاني: أنَّ التَّكْيِيفَ هوَ الإخبارُ بالكَيْفِيَّةِ ؛ أنْ يُقَالَ : كَيْفِيَّةُ النُّزولِ كذا وكذا ، كَيْفِيَّةُ الاستواءِ كذا وكذا.

وهذا أيضًا لا يَجُوزُ اعْتِمَادُهُ ، ولا يَجُوزُ العملُ بهِ ، ولا القولُ بهِ ، بل اللهُ سُبْحَانَهُ وتَعَالَى كما وَصَفَ نَفْسَهُ في صِفَاتِهِ دونَ أنْ يَكُونَ لهُ كَيْفِيَّةٌ مَفْهُومَةٌ لنا.

وأمَّا قَوْلُهُ: (وَالإِيمَانُ بِهِ وَاجِبٌ) ؛ لأنَّ اللهَ أَخْبَرَ بهِ في عِدَّةِ آياتٍ، وكلُّ ما أَخْبَرَ بهِ وَجَبَ التَّصديقُ بهِ، وَوَجَبَ اعْتِقَادُهُ.
(والسُّؤالُ عنهُ بِدْعَةٌ)؛ لأنَّهُ من العلمِ الَّذي حَجَبَهُ اللهُ عَنَّا ، والسُّؤالُ عن الكيفيَّاتِ بِدْعَةٌ ؛ ولهذا في منظومةِ أبي الخَطَّابِ:

قَالُوا: فَتَزْعُمُ أَنَّ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى = قُلْتُ: الصَّوَابُ؛ كَذَاكَ أَخْبَرَ سَيِّدِي

قـَالـُوا:فـَمـَا مــَعـْنـَى اسْتِوَاهُ أَبِنْ لـَنـَا = فـَأَجـَبـْتـُهـُمـْ:هـَذَا سُؤَالُ الْمـُعْتـَدِي


فالسُّؤالُ عن الكَيْفِيَّةِ بِدْعَةٌ؛ ولأجلِ ذلكَ أَمَرَ بإخراجِ هذا المُبْتَدِعِ ، فَنَعْرِفُ منْ هذا طريقةَ السَّلفِ رَحِمَهُم اللهُ في إثباتِ الصِّفاتِ ، وفي الردِّ على المُبْتَدِعَةِ.


  #4  
قديم 29 ذو القعدة 1429هـ/27-11-2008م, 09:13 PM
طيبة طيبة غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,286
Post شرح الشيخ :صالح آل الشيخ

والاستواءُ معناه في اللغةِ العلوُّ ، استوى: بمعنى علا ، قال جلَّ وعلا: {فإذا استويْتَ أنت ومن مَعَكَ على الفلكِ فقلِ الحمدُ للهِ الَّذِي نجَّانَا من القومِ الظَّالمينَ} .

معنى قولِهِ: {فإذا استويْتَ أنت ومن معَكَ على الفلكِ} يعني: علوْتُمْ على الفلكِ.
قالَ ابنُ الأعرابيِّ -أحدُ أئمَّةِ اللغةِ المعروفين- قالَ: (كنّا عندَ أحدِ الأعرابِ فأطلَّ علينا من على بيتِهِ وقال: استووا إليّ، يعني : ارتفعوا إليّ ، واصعدوا إليّ).
فهذا هو المعروفُ من لغةِ العربِ ، أنَّ استوى بمعنى : علا الشَّيءَ ، لكنْ قد يُضمَّنُ هذا العلوُّ معنًىً آخرَ بحسبِ الحرفِ الَّذي يُعدَّى إليه الفعلُ ؛ كما قال جلَّ وعلا: {ثمَّ استوى إلى السَّماءِ وهي دخانٌ}،{استَوى إلى السماءِ} ترى أنَّهُ من السَّلفِ ومن أهلِ العلمِ من فسَّرَها بمعنى (قصدَ وعمَدَ) وهذا ممَّا يُسمَّى التَّفسير باللازمِ، فإنَّه مع العلوِّ هناك قصدٌ وعمدٌ، وذلك مستفادٌ من قولِهِ: {إلى السَّماءِ}.
فلمّا عدّى الفعل بإلى قال: {استوى إِلى السَّماءِ} علمنا أنَّهُ مضمَّنٌ معنى القصدِ والعمدِ، والتَّضمينُ فيه إثباتٌ لأصلِ المعنى مع زيادة ما دلَّ عليه الحرفُ الَّذي عُدِّي الفعلُ به.
والاستواءُ على العرشِ ممَّا تميَّزَ به أهلُ السّنَّةِ ، فالمبتدعةُ ينكرون استواءَ اللهِ -جلَّ وعلا- على عرشِهِ ، فطائفةٌ منهم يجعلون الاستواءَ على العرشِ عبارةً عن الاستيلاءِ عليه ، وهذا فيه تنقّصٌ للهِ جلَّ وعلا ؛ لأنَّ اللهَ -جلَّ وعلا- قال: {ثمَّ استوى على العرشِ} {إنَّ ربَّكُمُ اللهُ الَّذي خلقَ السَّماواتِ والأرضَ في ستَّةِ أيَّامٍ ثمَّ استوى على العرشِ}.

فبيَّنَ أنَّ الاستواءَ على العرشِ كان بعدَ أنْ لم يكُنْ ، فإذا فُسِّرَ الاستواءُ بالاستيلاءِ دلَّ هذا على أنَّ الاستيلاءَ من اللهِ -جلَّ وعلا- على العرش لم يكن ثم كان ، وهذا فيه تنقصٌ لله جلَّ وعلا ؛ إذ فيه سلبُ قهرِهِ وجبروته على خلقِهِ أجمعين ، فهذا يبيِّنُ ويقرِّرُ أنَّ الاستواءَ ليس إلا بمعنى العلوِّ.
بعضُهُم فسَّرَ العرش بأنَّهُ العلمُ ، واستوى على العرشِ: يعني : حازَ العلمَ وكَمُلَ له العلم ، وهذا أيضاً باطلٌ.

ومنهم من فسَّرَ العرشَ بالكرسيِّ ، والكرسي يقولون : ( هو العرشُ ).

وهذه أقوالٌ كلُّها ليس هذا مجالُ تفصيلِ الرَّدِّ على أصحابِهَا، لكنَّهَا جميعاً مخالفةٌ لما تقتضيه الأدلَّةُ ، ولما هو ظاهرُ الأدلَّةِ ، ولما دلَّ عليه القرآنُ والسّنَّةُ .
والاستواءُ على العرشِ يختلفُ عن العلوِّ ؛ بأنَّهُ أخصُّ منه ، فاللهُ -جلَّ وعلا- من صفاتِهِ الذَّاتيَّةِ العلوُّ.
وأمَّا الاستواءُ: فهو صفةٌ فعليَّةٌ باعتبارِ أنَّه -جلَّ وعلا- لم يكن مستوياً على العرشِ ثمَّ استوى ، وصفةٌ ذاتيَّةٌ باعتبارِ أنَّ اللهَ - جلَّ وعلا - لم يزلْ مستوياً على عرشِهِ منذ استوى عليه ، يعني : أنَّهُ لا يستوي في حالٍ دونَ حالٍ ، بل هو -جلَّ وعلا- مستوٍ على عرشِهِ لا ينفكُّ عن هذا الوصفِ.


  #5  
قديم 29 ذو القعدة 1429هـ/27-11-2008م, 09:14 PM
طيبة طيبة غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,286
Post شرح الشيخ:صالح الفوزان .حفظه الله (مفرغ)

المتن:
(سئل الإمام مالك بن أنس رحمه الله فقيل: يا أبا عبد الله { الرحمن على العرش استوى } كيف استوى؟ فقال: " الاستواء غير مجهول ,والكيف غير معقول ,والإيمان به واجب ,والسؤال عنه بدعة " ثم أَمر بالرجل فأخرج ).

الشرح:

هذا الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة ,وأحد الأئمة الأربعة رحمهم الله، هذا العالم الذي تضرب إليه آباط الإبل في المدينة ,عالم مشهور ,هو الذي قيل فيه: لا يفتى ومالك بالمدينة.
لما سأله رجل وهو في الدرس , قال له: يا أبا عبد الله { الرحمن على العرش استوى } كيف استوى؟
فقال الإمام مالك رحمه الله: " الاستواء معلوم " ,وفي رواية: " الاستواء غير مجهول "
يعني: غير مجهول المعنى ,والرجل لم يسأل عن المعنى , وإنما سأل عن الكيفية , يقول: كيف استوى؟.
الإمام مالك يقول:والمعنى غير مجهول , أي المعنى معلوم , وما دام المعنى معلوماًفهذا هو الذي يقصد من اللفظ ,فالمعنى غير مجهول حتى تسأل عنه ,كان المفروض أنك تسأل عن المعنى، إذا كنت لا تعرفهفنحن نوضحه لك؛لأنه غير مجهول، أما السؤال عن الكيف فهذا غير معقول، ولا يجوز السؤال عن الكيفية ؛ لأن كيفية أسماء الله وصفاته لا نعلمها ,قال الله جل وعلا: { يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما }.

نحن لا نحيط بالله جل وعلا بذاته وبأسمائه وصفاته ,هذا لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى ,لا أحد من الخلق يعلم كيفية ذات الله وأسمائه وصفاته ,لا يعلم ذلك إلا الله سبحانه وتعالى؛وذلك لعظمته سبحانه وتعالى ,الكيف غير معقول لنا، يعني: لا تدركه عقولنا ,فليس من حقك أن تسألنا عن الكيف؛لأنه ليس بإمكاننا أن نجيبك؛لأن هذا مما لا تدركه عقولنا.

ثم قال: " والإيمان به واجب " .
الإيمان به ,أي: بالاستواء على معناه، ودون التعرض لكيفيته أمر واجب على كل مسلم، التسليم والانقياد .
" والسؤال عنه" : يعني: عن الكيفية؛ لأن السائل سائل عن الكيفية ,
" السؤال عنه بدعة " أهل الضلال يقولون: السؤال عن المعنى بدعة ,ويجب تفويضه ,وهذا باطل ,الإمام مالك ما قال هذا ,يكذبون على الإمام مالك.
والإمام مالك وضَّح رحمه الله قال: " الاستواء غير مجهول " حتى يحتاج إلى سؤال ,
" والكيف غير معقول " : فلا يجوز السؤال عنه .
"والإيمان به " أي: بالاستواء معنى وكيفية " واجب "،
" والسؤال عنه " أي: عن الكيفية بدعة ؛ لأن الرجل سأل عن الكيفية ولم يسأل عن المعنى.

ثم قال للرجل: " ما أُراك إلا رجل سوء فأمر به فأخرج من الحلقة "، وهكذا يجب على العلماء أن يبعدوا مثل هؤلاء المشككين الذين يريدون التشكيك على الناس ,ويطردوهم حتى يتأدبوا ,وحتى يجتنبوا الناس، أمر به فأُخرج من حلقته؛ لأنه لم يأت من أجل التعلم ,وإنما جاء من أجل التغليط والمغالطات، السؤال له حدود ,ما كل شيء يسأل عنه، إنما يسأل عما أشكل مما يحتاجه الناس من أمور عباداتهم وأمور معاملاتهم ,السؤال عن هذا محمود { فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون }.
أما السؤال عن الأغاليط ,وعن الأشياء التي لا حاجة للناس بها ,وإنما هي من باب التكلف , وإشغال الوقت , والتضليل، والتشويش على الناس، فهذا السؤال محرم ,يجب الكف عنه ,وتعزير من يفعل هذا، كما فعل عمر رضي الله عنه بصبيغ الذي كان يسأل عن أشياء من متشابه القرآن ليس الناس بحاجة إليها ,فضربه عمر وطرده من المدينة.
فهؤلاء الذين يسألون مثل هذه الأسئلة التي لا حاجة بالناس إليها ,أو تشوش عليهم عقائدهم ,أو تشككهم في أمور دينهم، هؤلاء يجب أن يوقفوا عند حدهم، الإمام مالك رحمه الله طرد هذا الرجل من حلقته ؛ تأديباً له ,وحماية لطلبة العلم من شبهاته وتشكيكاته، الصحابة لما سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن الهلال: لماذا يبدو صغيراً ثم يكبر ثم يكبر ثم يتكامل ثم ينقص؟ الله جل وعلا أجابهم بغير ما سألوا عنه: { يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج } هم سألوا عن حقيقتها , وهو سبحانه أجابهم عن فوائدها ,وأن هذا الذي ينبغي السؤال عنه، وأما السؤال عن حقيقة الهلال وخلقته ,فليس للناس فيه مصلحة، ولذلك أعرض عن جوابهم عما سألوا وأجابهم بجواب آخر:
{ قل هي مواقيت للناس والحج وليس البر بأن تاتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون }.

قالوا: هذا فيه أنه ينبغي السؤال عما بالناس حاجة إليه وأن هذه الأبواب هي التي ينبغي أن يدخل منها طالب العلم , ولا يأتي البيوت من ظهورها , يدخلها مع والسطوح يتسلق الجدران، وهذا مثل من يسأل عما لا حاجة إليه أو فيه كلفة ,وفيه تشكيك أو تشبيه، مثل الذي يأتي البيت من سطحه ويتكلف ,وأما الذي يفتح الباب ويدخل أو يستأذن على أهل البيت ويدخل، هذا الذي يأتي البيوت من أبوابها، فالعلم كذلك له أبواب ينبغي سلوكها لمن يريد طلب العلم.

وقيل: إن معنى الآية أنهم كانوا في الجاهلية إذا أحرموا لا يدخلون البيوت مع الأبواب، وهم محرمون بزعمهم ,وإنما يأتون البيوت من ظهورها، فالله نَهاهم عن هذا الفعل ,وبين أنه لا حرج أن الإنسان يدخل من الباب وهو محرم ,ولا يتنافى هذا مع الإحرام، وأن هذا من التكلف الذي ما أنزل الله به من سلطان، ومن أهل البدع الآن من إذا أحرم لا يدخل تحت سقف ,ولا يركب في سيارة مسقوفة، وإنما يكشف سقف السيارة ,وهذا من جنس هؤلاء.
النبي صلى الله عليه وسلم ظلل عليه بالثوب وهو محرم ,يرمي الجمرة ,وضربت له قبة في نمرة ,فنزل فيها وهو محرم عليه الصلاة والسلام ,ولم يمتنع من الاستظلال بالخيمة ,ومن التظليل عليه بالثوب وهو محرم، وهذا من تيسير الله سبحانه وتعالى.

الحاصل: أن هذا الرجل الذي سأل مالكا عن الكيفية ,يسأل عما لا فائدة منه ,ولا حاجة إليه ,ولا تبلغه العقول ,وينبغي أن يتقاصر الناس عنه، وإنما كان الواجب أن يسأل عن معنى الآية: { الرحمن على العرش استوى } ما معنى استوى؟ فيقول: الاستواء معلوم، يبين له معنى الاستواء ,وأنه علو الله جل وعلا على عرشه , وارتفاعه على عرشه سبحانه وتعالى.


  #6  
قديم 29 ذو القعدة 1429هـ/27-11-2008م, 09:24 PM
طيبة طيبة غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,286
Post تيسير لمعة الاعتقاد للشيخ :عبد الرحمن بن صالح المحمود .حفظه الله ( مفرغ )


ثم يقول الشيخ رحمه الله تعالى أيضاً:
(( سئل الإمام مالك بن انس رحمه الله تعالى. فقيل يا أبا عبدالله (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (طـه:5) كيفاستوى)) .


الإمام مالك ولد سنة ( 93هـ) وتوفي سنة (179هـ) وقد عاصر رحمه الله بعض هذه البدع التي وجدت في الأمة, فدخل عليه في أحد الأيام رجل وهو في المسجد في الحلقة فقال: يا أبا عبدالله (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) كيف استوى ؟

وفي هذه المسألة عندنا أمران :
الأمر الأول : أن السائل يعلم بأنه ورد في القرآن إثبات الاستواء , وأنه دل عليه قوله تعالى: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) .

الأمر الثاني : أن سؤاله إنما هو عن الكيفية, ومن ثم قال : كيف استوى ؟
وإنما نقرر هذين الأمرين أولاً؛ لأن جواب الإمام مالك فسره المخالفون لأهل السنة والجماعة تفسيراً خاطئاً .
فالإمام مالك قال (( الاستواءُ غير مجهولٍ, والكيفً غير معقولٍ )).
وفي بعض الروايات أنه قال :(( الاستواء معلوم, والكيف مجهول )).

فقوله : الاستواء غير مجهول- إذا خوطب به أهل اللسان العربي- دل على أن المقصود أن الاستواء بمعناه المعروف معلوم لنا غير مجهول .

لكن الشئ الذي لانعقله بل نجهله هو كيفية الاستواء ؛ لأننا لا نعلم ذاته, فكذلك أيضاً لا نعلم كيفية صفاته سبحانه وتعالى .

ولأن قول الإمام مالك هذا ثابت عنه وهو لايروق لكثير ممن ينكرون استواء الله تعالى ويتأولونه بالاستيلاء , فإنهم قاموا بتأويل هذا القول وصرفه عن ظاهره زاعمين أن الإمام مالك قصد بقوله هذا تفويض الاستواء فقالوا: معنى قول مالك رحمه الله : الاستواء معلوم- أو غير مجهول - يعني مذكور في القرآن وهذا خطأ لأنه لو كان قصد الإمام مالك أن الاستواء مذكور في القرآن لكان كلامه لا معنى لـه؛ لأن السائل يعلم أن الاستواء مذكور في القرآن, وأشار إلى ذلك في سؤاله حين قال :يا أباعبدالله : (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) كيف استوى ؟

فكيف يجيبه الإمام مالك رحمه الله بأن الاستواء مذكور في القرآن وهو يعلم ذلك , هذا مما ينزه عنه العامي, فكيف بالإمام العالم الذي يتصدى لأسئلة الناس المتنوعة في العقيدة والأحكام وغيرها ؟
والصحيح أن الإمام رحمه الله أراد بيان منهج السلف رحمهم الله تعالى في إثبات استواء الله تعالى على عرشه مستدلاً على ذلك بما خوطبنا به في اللسان العربي , فالاستواء معلوم, أي أن معانيه معلومة ومعروفة لأهل اللسان العربي : علا , ارتفع , هذه هي الألفاظ الواردة عن السلف رحمهم الله تعالى .

فالاستواء معلوم بهذه المعاني, أما كونه مذكوراً في القرآن فهذا أمر بدهي
يعلمه كل أحد حتى السائل نفسه . وكذلك قد ذكر السائل في سؤاله أن سؤاله إنما هو عن الكيفية حيث قال : كيف استوى ؟ فبين الإمام مالك أن الكيفية غير معقولة وهذا هو مذهب السلف رحمهم الله تعالى, يثبتون الصفات لله سبحانه وتعالى إثباتاً حقيقياً ويثبتون ما دلت عليه من معاني, وينفون الكيفية فيقولون : إن الكيفية لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى.
ثم قال : (( والإيمانُ به واجب )) أي الإيمان بإثبات الاستواء على منهج السلف الصالح رحمهم الله تعالى واجب ولا يجوز تأويله, (( والسؤال عنه بدعة )) أي السؤال عن كيفية الاستواء بدعة , وليس المقصود أن السؤال عن اثبات صفة الاستواء وغيره من الصفات الواردة بدعة .
بل هذا يشبه ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( إذا ذكر القدر فأمسكوا وإذا ذكر أصحابي فأمسكوا )) (1) فليس معنى ذلك أننا لا نتكلم في الإيمان بالقدر, ولا نتكلم عن فضل الصحابة وأحوالهم وجهادهم , وإنما المقصود انه إذا ذكر القدر وخاض فيه الخائضون بالباطل فامسكوا , وكلوا الأمر إلى الله سبحانه وتعالى, لأن إثبات القدر أصل من الأصول التي دلت عليها الأدلة الصحيحة, بل هو ركن من أركان الإيمان , قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم :(( وتؤمن بالقدر خيره وشره )), ولا يصح الإيمان إلا به ومن ثم فلا بد من معرفة معناه ومراتبه ودلائله من الكتاب والسنة .
وكذلك ليس معنى الحديث أن نكف عن الكلام في فضائل الصحابة
ومآثرهم وبطولاتهم, وإنما المقصود أنه إذا ذكر الصحابة بسوء وتُكلم فيهم بسوء وطُعن فيهم , كما هو ديدن كثير من أهل البدع , فيجب علينا أن نمسك, وألا نخوض في ذلك , وأن نكل ما جرى بينهم إلى الله سبحانه وتعالى كما سيأتي بيان ذلك إن شاء الله تعالى .

ثم أمر الإمام مالك بالرجل فأخرج .
تأديباً لـه وتعليماً لأصحابه؛ لأن أهل البدع يجب ألا يمكنوا من نشر بدعهم, وهذا منهج السلف الصالح .
وبعض الناس يظن أن فتح الحوار مع أهل البدع هو المنهج العلمي والواقعي, فتراه يدعو إلى فتح الحوار مع كل الطوائف, والأمر ليس كذلك ؛ لأن إتاحة الحوار لطوائف المبتدعة واصحاب المذاهب الهدامة قديماً وحديثاً قد يفتح باباً لهم يلجون من خلاله لنشر بدعهم وضلالهم وشبههم بين عامة المسلمين , ولذلك كان السلف رحمهم الله مدركين تمام الإدراك لهذه القضية .
فعمر رضي الله عنه وأرضاه لم يترك صبيغ بن عِسْل يتكلم بالمتشابهات ويخوض فيها, وإنما أتى لـه بعراجين النخل وضربه, حتى قال: والله يا أمير المؤمنين لقد ذهب عني الذي أجد, وهذا التأديب ينفع في أغلب الأحيان إذا كانت الصولة والقوة لأهل السنة, وهو معنى مشروعية الاحتساب على أهل المنكرات والبدع .

لكن إذا انتشرت البدعة, وابتلي بها المسلمون ولم يكن للمسلمين من أهل السنة والجماعة قدرة على منعهم باليد والاحتساب عليهم فهنا يجب الرد عليهم ومناقشتهم وبيان ضلالهم وأغراضهم الخبيثة , لا أن نفتح معهم الحوار, وكأننا نقول لهم بلسان الحال : تعالوا انشروا بدعكم وشبهاتكم بكل حرية بحجة فتح باب الحوار , لأننا نعلم جيمعاً أن كلام أهل البدع وإن كان زائفاً إلا أن لـه بريقاً وفتنة , فقد يثير في نفوس بعض أهل العلم شكوكاً فكيف بالمبتدئين من طلبة العلم, بل كيف بالعوام والنساء, ولذلك كان السلف رحمهم الله تعالى لا يمكنون أحداً من أهل البدع حتى من الجلوس معهم في مجالسهم , فقد روي أن طاووساً كان جالساً يوماً وعنده ابنه, فجاء رجل من المعتزلة فتكلم في شيء , فأدخل طاووس أصبعيه في أذنه وقال : يابني أدخل أصبعيك في أذنيك حتى لا تسمع من قوله شيئاً , فإن هذا القلب ضعيف .
ثم قال : يابني اشدد, فما زال يقول : اشدد, حتى قام الرجل .
وكان رجل يجلس في مجلس إبراهيم النخعي رحمه الله, فبلغ إبراهيم أنه دخل في الإرجاء , فقال له إبراهيم : إذا قمت من عندنا فلا تعد .
هكذا كان منهج السلف الصالح رضوان الله عليهم في التعامل مع أهل البدع وبخاصة في الزمن الأول عندما كانت الكلمة والصوت المسموع لأهل السنة والجماعة .

فمنهج السلف الصالح رحمهم الله تعالى قائم على البيان :
بيان العقيدة الصحيحة , وبيان صفاء تلك العقيدة بالأدلة الصحيحة البعيدة عن شبه أهل الكلام والفلسفة , ومن ثم فقد كانوا لا يخوضون في شيء من المجادلات والمناظرات, إلا عند الضرورة والحاجة, أو عندما يكون هناك خطر لا يمكن رده إلا بالنقد والرد كما فعل أئمة السلف رحمهم الله تعالى في القرن الثالث والرابع وما بعده .






__________________________
(1) اخرجه الطبراني في الكبير (2\96) وابو نعيم في الحلية ( 4\8) من حديث ابن مسعود وصحح الألباني لطرقه وشواهده وهو في السلسلة الصحيحة رقم (34)


  #7  
قديم 5 محرم 1430هـ/1-01-2009م, 11:38 PM
طيبة طيبة غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,286
افتراضي شرح لمعة الاعتقاد,الشيخ الغفيص

أثر مالك في إثبات الصفات وتفويض كيفيتها

قال الموفق رحمه الله:
[سئل الإمام مالك بن أنس رحمه الله ، فقيل: يا أبا عبد الله !(الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) [طه:5]، كيف استوى؟ قال: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، ثم أمر بالرجل فأُخْرِج] .

جواب مالك قاعدة مطردة في سائر مسائل الصفات وهي من أجود المسائل، ولا تختص بمسألة الاستواء على العرش فقط، وفيها جمعٌ بين العقل والنقل.

فإنه قال: [الاستواء غير مجهول] ، وفي لفظ: [الاستواء معلوم] ، أي: المعنى معلوم، وهذا بيّن في أن مالكاً وأمثاله من السلف لا يفوضون المعاني، بل يثبتونها؛ لأن العلم بالمعاني متحقق من جهة جملة اللغة. قوله: [والكيف غير معقول] ، وفي وجه: [الكيف مجهول] ، والأول أولى: [غير معقول] أوجه، فإن قوله: [الكيف مجهول] قد يفهم منه أنه يمكن أن يعقل ويمكن العلم به، والصواب: أن العلم بالكيف في حق المكلفين علم ممتنِع؛ لأن الله سبحانه لا يحاط به علماً، ولهذا كان اللفظ: [والكيف غير معقول] أتم من لفظ: [والكيف مجهول] .

قوله: [والإيمان به واجب] : أي: التصديق به لفظاً ومعنىً؛ لأنه مذكور في القرآن، والقرآن إنما أريد به الحقائق والإيمان، لا مجرد الألفاظ.

قوله: [والسؤال عنه بدعة] : أي: السؤال عن الكيف. وقد فسره بعض أهل التفويض من أصحاب مالك أنه قصد المعنى، أي: أن السؤال عن المعنى بدعة، وهذا غلط؛ لأنه قال: [والإيمان به واجب] ، فما كان واجباً، صح السؤال عنه. وإنما قصد بقوله: [والسؤال عنه] أي: عن الكيفية؛ لأنها هي التي استشكل منها السائل، حيث قال: كيف استوى؟ ......


  #8  
قديم 5 محرم 1430هـ/1-01-2009م, 11:39 PM
طيبة طيبة غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,286
Post العناصر

العناصر
- صفة الاستواء .
- الإيمان بالاستواء على العرش مما تميز به أهل السنة، وعرض موجز لأقوال أهل البدع فيه .
- معنى العرش .
- معنى الاستواء في اللغة .
- الاستواء صفة ذاتية فعلية .
- الاستواء على العرش أخص من العلو .
شرح قول الإمام مالك: ( الاستواء غير مجهول...) .
- ترجمة الإمام مالك بن أنس رحمه الله تعالى .
- ذكر تلقيب المبتدعة لأهل السنة بألقاب مستبشعة .
- سبب إنكار المعتزلة لرؤية الله تعالى .

  #9  
قديم 5 محرم 1430هـ/1-01-2009م, 11:40 PM
طيبة طيبة غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,286
Question الأسئلة


الأسئلة
س1: قال الإمام مالك بن أنس: (الاستواء غير مجهول ، والكيف غير معقول ، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة) ما معنى هذا القول؟
س2: اذكر ترجمة موجزة للإمام مالك بن أنس .

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الإمام, قول

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:14 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir